معيتيق يكشف عن موقفه من فكرة التوجه للإنتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة

ليبيا- أكد عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أحمد معيتيق وجود محاولات للمجلس لجمع كافة الأطراف الليبية على حالة وفاق وطني ينتج عنه خيارات يوافق عليها الشعب الليبي والمتمثلة في إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية خلال الفترة القريبة القادمة محذراً فى ذات الوقت من التسرع فى المسير بهذا الاتجاه .

معيتيق أوضح خلال إستضافته في لقاء خاص أذيع أمس الجمعة عبر قناة روسيا اليوم وتابعتها صحيفة المرصد بأن من أولويات حكومة الوفاق توحيد المؤسسات التي تمس المواطن بالدرجة الأولى وهذا ما حصل بالفعل من خلال توحيد المؤسسة الوطنية للنفط الممثلة لمصدر الدخل الرئيسي لليبيين ومن ثم توحيد المصرف المركزي والمؤسسات المالية للدولة كالشركة الليبية للإستثمارات الخارجية فضلا عن العمل من خلال قناة خارجية واحدة وهي وزارة خارجية الوفاق.

ووصف معيتيق مسألة الذهاب إلى الإنتخابات من دون التجهيز لها على الأرض بتسرع لا يحمد عقابه لأهمية وجود حوكمة لهذا الأمر ودستور حاكم له وإستقرار أمني وإن كان هذا الإستقرار متوافر في الكثير من المدن وسيسهم إستمراره بتعافي الإقتصاد الذي سيقود إلى حلحلة الأوضاع وإستقرارها في البلاد مع أهمية التركيز على طرح مبادرات إقتصادية أكثر من الجانب السياسي وهو ما يحتم أن تكون الإنتخابات بعد الإستفتاء على مشروع الدستور.

وأضاف بأن وجود الدستور سينهي الخلاف السياسي لأنه سينظم الحياة السياسية شريطة وجود قاعدة لبناء المشاركة للقيام بعملية سياسية طبيعية وتحقيق البناء والتنمية وعودة الشركات الأجنبية المرحب بها للقدوم إلى البلاد فيما كانت المشكلة في ليبيا هي ولادة أحزاب عدة من دون وجود دستور حاكم مشيرا إلى أن الكتل العسكرية المختلفة لديها إجماع على أن تنظيم “داعش” هو العدو المشترك الواجب محاربته.

وأضاف بأن العالم اليوم بات يتعامل بواقعية مع حكومة واحدة هي حكومة الوفاق بعد أن سادت في الماضي حالة من الإنقسام الذي أنتج أجساما خارجة عن سلطة الدولة ويتم الآن تسيير أموال ورواتب المجتمع الليبي من خلال العاصمة طرابلس داعيا في ذات الوقت كل الأطراف الأخرى التي ترى في نفسها غير ممثلة في هذه الحكومة لأن تكون قادرة على إستيعاب المشهد والحالة التي تمر بها ليبيا من وضع إقتصادي مترد للمواطن والوطن وهو ما يحتم عليها التوافق لإخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها.

وتطرق معيتيق إلى الدور المؤثر لروسيا في الوضع العام على المستويات الدولية والعربية والإقليمية كدولة فاعلة ويعول عليها أن تلعب الدور الإيجابي في حلحلة الملف الليبي فليبيا ليست بمنأى عن محيطها الإقليمي والدولي مبينا بأن السياسة الخارجية الروسية بدأت تتواجد في المحيط العربي بقوة في ظل وجود رغبات لبناء علاقة مميزة مع الدولة الروسية فيما بدأت في باريس عملية الشروع بالحوار الفعلي وإن لم يتم الإتفاق بشكل كامل وشامل بل على بعض النقاط وهو ما مثل خطوة إيجابية تبعث الأمل في الليبيين.

وأضاف بأن آمال الليبيين تصب في بوتقة إنتهاء حالة الإنقسام الموجودة حيث ترغب حكومة الوفاق بتواجد وزرائها وفعالياتها وقدراتها في مدينة بنغازي والمناطق المسيطر عليها من قبل الطرف الموجود مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر مشيرا إلى أن لقاء باريس كان مثمر النتائج وباتت على إثره الأطراف السياسية على قناعة بأن الحلول العسكرية لا تؤتي أكلها ولا بد من الجلوس للتحاور من أجل حلحلة الملفات فضلا عن القناعة بمسألة إقامة إنتخابات قريبة تنتج حكومة يقبل بها الجميع.

 

وحذر معيتيق من حالة إنهيار كامل للدولة في حال عدم تكافل كافة الجهود للخروج من المحنة التي يمر بها الشعب وعدم القدرة على توفير الأمن ومنع دخول الإرهابيين عبر الحدود والتعامل على أساس وجود حكومة مركزية موحدة قادرة على البدء في برنامج إقتصادي قوي بإجماع الليبيين فيما ستبرز حالات فردية في أطراف عدة في ليبيا وهو ما سيربك المشهد من جديد وينتج أجساما موازية للحكومة مرة أخرى ويقود لبداية عملية سياسية جديدة مشيرا إلى أن حكومة الوفاق لم يتم إبلاغها بخارطة طريق المبعوث الأممي غسان سلامة.

وشدد معيتيق على ضرورة وجود برنامج لتوحيد المؤسسة العسكرية وآخر إقتصادي لإخراج البلاد من مشاكلها الاقتصادية وخارطة طريق واضحة للبرنامج السياسي وفي حال توفر كل هذا فسيتم إخراج ليبيا مما هي فيه مع وجود تنازلات من الأطراف الليبية لتحقيق هذا الأمر مؤكدا بأن الأمم المتحدة تسعى للتواجد ولعب دور إيجابي على الرغم من عدم إكتمال الرؤية لديها في ظل وجود أطراف دولية تضغط عليها لأن المشكلة ليست فيها بل في الدول الضاغطة التي لم تتفق على خارطة الطريق الأممية وهو ما يحتم إيجاد رؤية موحدة للأطراف الليبية.

وأضاف بأن ليبيا دولة مهمة لكثير من الأطراف الدولية وكل طرف له ما يراه من وجهة نظره فيما يجب التركيز على ما يريده الليبيون وتوحيد الرؤية تحت مظلة الأمم المتحدة مبينا بأن أي أحد يحاول الإتيان بما ليس في صالح توافق الليبيين والمجتمع الدولي سيدفع ثمن موقفه هذا.

وبشأن الإتهامات الموجهة من العضوين المقاطعين للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق علي القطراني وعمر الأسود والعضو فتحي المجبري حول إنفراد رئيس المجلس فايز السراج بإتخاذ القرارات أشار معيتيق إلى أن الإتفاق السياسي حدد صلاحيات السراج لإدارة الرئاسي وتمثيله خارجيا وهو ما حتم عليه إتخاذ بعض القرارات السريعة التي تحتاج إلى الأخذ بعين الإعتبار مسألة معاناة المواطن لأن المجلس وجد لخدمة المصلحة العامة مع وجود توافق وإجماع للكتلة الأكبر فيه على قراراته.

وتطرق معيتيق إلى مسألة عدم وجود دور عربي فعال في المشهد الليبي أو إجماع على دور واحد لتشتت المواقف بشكل كبير حيث توجد أطراف ترى رؤية بخلاف الأطراف الأخرى وهو ما أربك المشهد حيث كان الموقف العربي مشتتا أكثر من نظيره الغربي وهو ما بان واضحا من خلال عدم وضوح رؤية بعض الدول العربية فيما يتعلق بإتفاق الصخيرات مؤكدا أن التعويل الآن هو على الشباب من أجل المساهمة في تنفيذ مخطط زمني واجب التحقيق لتوحيد مؤسسات البلاد المختلقة.

 

Shares