ليبيا – منذ أن أصدرت كتيبة ثوار طرابلس مطلع الاسبوع الجاري بياناً أعقب دعوات التظاهر التي أطلقها المرشح السابق لرئاسة الوزراء عبدالباسط أقطيط لم تتوقف التكهنات ولا الجدل حول ما ستشهده العاصمة فى مقبل الأيام.
جدل وتكهنات وصل إلى درجة عالية من النقاشات والتوقعات بشأن وقوع أي مصادمات محتملة عقب البيان الذي أصدرته الكتيبة لا سيما مع إعلان خصومها دعمهم لـ أقطيط و حراكه متهمين بيانها بالقمعي وبأنها تعمل على مصادرة أراء الناس قبل أن تصدر الكتيبة بياناً آخراً الليلة الماضية فتح باب آخر من التفسيرات والجدل .
صحيفة المرصد الليبية إتصلت اليوم الاربعاء بآمر الكتيبة هيثم التاجوري وكان الحوار التالي :
س – أصدرتم بياناً الليلة الماضية حول مستجدات الوضع فى طرابلس و دعوات التظاهر ، البعض قال أن البيان يدل على تغير موقفكم وعلى أنه دعم للسيد عبدالباسط اقطيط وحراكه ، هل يمكننا القول بأن موقفكم تغير فعلاً؟
– لا ، موقفنا لم يتغير و البيان كان واضحاً بأننا ندعم مبدأ حرية التعبير مهما كانت المطالب سواء اقتصادية او سياسية او اجتماعية او فئوية شرط أن تستوفي الشروط من تصاريح وترتيبات أمنية وما الى ذلك ، كما أكدنا بأن إيتاء الحكم لا يأتي الا بالطرق المشروعة والمعروفة فى كل دول العالم وهي الانتخابات وفى حالتنا الليبية نرى ان الانتخابات كما اوضحنا فى البيان هي السبيل الوحيد لانهاء المجالس و الاجسام المتعددة كما حدث فى دول غيرنا مرت بنفس ظروفنا وربما أسوأ . إن انهاء الاجسام المتصارعة ومحاولة خلق واقع جديد تأتي بالصندوق الانتخابي لا التظاهر والاعتصامات والفوضى واستخدام صناديق الذخيرة .
س – قلتم بأنكم على استعداد لتأمين المظاهرة حال خروجها ، هذا أيضاً فسره البعض على أنه تحول فى الموقف وشكل من اشكال الدعم للسيد اقطيط وداعميه ما حقيقة هذا ؟
- يبدوا ان هناك لبس قد حصل بالفعل لدى البعض ربما بقصد او بدون قصد ، ما قلناه وأكدناه ولازلنا نؤكده ، نحن مع مبدأ حرية الرأي ، اما التأمين فهذا أساساً من صميم عملنا وهو ما نقوم به بالاساس فى طرابلس المركز نطاق مكان التظاهرة المفترض وهو ميدان الشهداء . ما قلناه يعكس فقط عدم رغبتنا فى مواجهة أي مواطن أعزل مهما كان مطلبه وهنا يجب التفريق بين الاعزل وغيره .
س – تحدثتم فى بيانكم الأخير و الذي سبقه عن مخاطر أمنية تحدق مجدداً بالعاصمة وكررتم إستخدام مصطلح المنهزمين فى إشارة للقوات التابعة للجماعة المقاتلة وحكومة الإنقاذ التي تم إخراجها من طرابلس قبل ستة أشهر ، هل نخشى بالفعل على طرابلس من خطر حقيقي ؟
- بكل وضوح ، هناك أشياء نتحفظ الآن عن الكشف عنها لوسائل الاعلام لضمان سير عمل جمع المعلومات والتحريات ، ما أقوله هو أن هناك مخطط حقيقي هدفه اعادة المنهزمين الذين أشرتم لهم فى السؤال بعد أن انعم الله على العاصمة بالامن والأمان بفضل تضحيات العشرات من شبابها الذين دفعوا أرواحهم ودمائهم فداءً لها ، ونؤكد مجدداً بأننا سنقف وبكل حزم لأي محاولة من هذا القبيل ولو كان الذي يدعمها تقف خلفه قوى العالم مجتمعة ، فالمواجهة بشرف أهون علينا من العيش بذل تحت الفوضى والارهاب والتطرف وداعميه وهذا هو نهجنا الثابت فى كتيبة ثوار طرابلس .
س – هل نفهم من بياناتكم و حديثكم الآن أن هذا الخطر او المخطط يتزامن مع إنطلاق تظاهرة 25 سبتمبر خاصة ان تقارير تزامنت مع بياناتكم تحدثت عن سيناريو فوضى واستغلال التجمهرات تزامناً مع حملة عسكرية ستنطلق ضد العاصمة من خارجها ؟
- كما أجبت سالفاً ، نتحفظ الآن و بشدة على الكشف عن ما بحوزتنا من معلومات وما نتابعه من مستجدات ، وقد تابع الجميع بعض التحركات المشبوهة على أطراف العاصمة يوم أمس الثلاثاء ، أكتفي بهذا القدر من الاجابة فى هذا الصدد وأذكر الجميع بأن صلب بياننا الأخير كان عن جوهر ومبدأ حرية التعبير ليس أكثر من ذلك .
س – هناك من يتحدث على وسائل التواصل الإجتماعي عن مخطط مشابه لسيناريو مجزرة غرغور الشهيرة بأن يخرج الناس وتُختلق بلبلة ويتم اطلاق النار بينهم فى الميدان وما إلى ذلك ، هل هذا حقيقي فى ظل حالة الإستقطاب الحادة التي ربما يستخدم فيها الخصوم هذه الوسائل لتصفية حسابات أم أنه مجرد فرضية وتهويل لا أساس له من الصحة ؟
– إجابة هذا السؤال كانت فى البيان الذي أصدرناه الليلة الماضية ، ما صرحنا به فى البيان بشأن استعدادنا لتأمين التظاهرة فى حال خروجها كان مرده خوفنا على سكان عاصمتنا وضيوفها وعلى أرواحهم و بالمطلق لم يكن دعماً لمن دعا للتظاهرة بل أننا حذرنا فى ذات البيان من المشاريع الفاشلة والمستوردة واعتقد ان اجابتي الآن أوضحت الامر بشكل واضح بعيداً عن ما أوله و اخترعه البعض من تحريف وتحوير للبيان ووضعه وكأنه فى خانة صالح المشروع المستورد الذي حذرنا ولازلنا نحذر منه .
س – رسالة أخيرة لسكان العاصمة منك و من كتيبة ثوار طرابلس ، ماذا تقول لهم ؟
– هنا سيكون كلامي واضحاً ، نحن لا نرهبُ المدنيين ولا نقمعُ صوت المواطن الحر الذي يعاني الويلات ويريد التعبير عن معاناته ليوصلها لأصحاب القرار ولا ترهبنا فى نفس الوقت الشعارات المستوردة ولا التهديدات الجوفاء من أناس يريدون استعمال مطالب المواطن وهم في منتجعاتهم الفارهة وقصورهم العاجية او يحلمون للسيطرة على البلاد ومقدراتها باوامر خارجية وأفكار متطرفة .
أقول لهم أيضا .. نحن أبناء الوطن الذين نعايش آلامكم او همومكم اليومية ونسعى لتأمين حياتكم ومعاشكم وتيسير السبل لكم من خلال تمهيد الطريق لانتخابات مبكرة وأجسام جديدة وحكومة رشيدة تعمل لتوفير الاستقرار والرفاهيه لكل الشعب .
ختاماً أختم قولي لأهلي فى العاصمة و خارجها وللجميع ، نحن لا يرهبنا أقطيط وولا يستغفلنا بأوهامه ولا يستعملنا بأمواله ونحن الذين في الميدان مع اهلنا واخواننا وكما كنّا معهم دائماً لن نخذلهم فليستفق كل من هو غافل ، وليتعظ ممن سبقه كل مغرر به وساذج وان غداً لناظره لقريب والأمر كما يقال هو ما يُرى لا ما يُسمع .
المرصد – حوار خاص