ليبيا – أشاد رئيس لجنة الحوار المنبثقة عن مجلس النواب عبد السلام نصية بجهود هيئة الحوار السابقة والتي ستعمل اللجنة ونظيرتها في مجلس الدولة على إستكمال العمل الذي قامت به بعد أن تعثر الإتفاق السياسي كثيرا وتفاقمت الأزمتين السياسية والإقتصادية في البلاد.
نصية أوضح خلال كلمته في جلسة إفتتاح أعمال تعديل الإتفاق السياسي أمس الثلاثاء في تونس والتي نشر نصها في صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” وتابعتها صحيفة المرصد بأن هذا التفاقم زاد من معاناة المواطن وإحتياجه لأبسط الأمور الضرورية وأصبح لزاما تعديل الإتفاق السياسي للإتجاه به نحو إستعادة بناء هياكل الدولة فيما يقف المعنيين بذلك اليوم أمام مسؤولية تأريخية وإجتماعية وأخلاقية أمام الشعب الليبي.
وأشار نصية إلى أن المعنيين بتعديل الإتفاق السياسي أمام خيارين فإما أن يكونوا في مستوى المسؤولية ويتجهون بالإتفاق إلى إتجاه الدولة التي تحتضن الجميع والعمل معا من أجل ذلك من دون حسابات سياسية وجهوية وفكرية ضيقة أو يبقوا في دائرة المماحكات السياسية والشخصية والجهوية حتى يجدون أنفسهم يوما يبكون على وطن مزقوه بأياديهم مشيرا إلى أن ما سيقومون به اليوم لا بد وأن يهدف إلى إستعادة بناء الدولة وهذا يتطلب وجود 4 ركائز أو أعمدة رئيسية ليقام هذا البناء.
وأضاف بأن أول هذه الركائز أو الأعمدة هو وجود هياكل قوية قادرة على مواجهة القضايا الحقيقية والأزمات التي تعصف بالبلاد إذ لا يمكن لأي إتفاق سياسي أن يضع حلا لكل المشاكل التي تواجهها ليبيا ولكن وجود الهياكل التنفيذية الصحيحة سوف يعمل على ذلك فيما يشير ثاني هذه الركائز أو الأعمدة إلى عدم إمكانية إقامة دولة من دون وجود جيش وطني ومؤسسة أمنية يبسطان سيطرتهما على كل شبر من هذه الدولة لأن مشكلة ليبيا تبدأ بإنتشار السلاح والتشكيلات والميليشيات المسلحة ولن تنتهي إلا بمعالجتهما.
وتطرق نصية إلى ثالث الركائز أو الأعمدة وهو وجود مصالحة سياسية شاملة تستند على مشروع الدولة المدنية والتداول السلمي على السلطة وكون ليبيا للجميع وبالجميع فيما كان آخر هذه الركائز أو الأعمدة وجود دستور دائم للبلاد يعطي إشارة الإنطلاق للتنافس الشريف على السلطة من خلال تقديم خطط وبرامج تنمية تزدهر بها كل ربوع البلاد مبينا بأن المعنيين بتعديل الإتفاق السياسي يقفون اليوم أمام الركيزة الأولى وهي بناء الهياكل القوية والتي تعتبر حجر الأساس لإقامة باقي الركائز.
وأضاف بأن تعديل الإتفاق السياسي وبناء هياكل قوية بعيدة عن الأشخاص والحسابات الجهوية والفكرية سينعكس إيجابا على باقي الركائز وكل القضايا إذ يمثل وجود مجلس رئاسي لحكومة الوفاق لاعب لدور الأب القادر على إتخاذ القرارات ويرعى مصالح البلاد ويحافظ على وحدتها وحكومة وفاق فعالة توحد مؤسسات الدولة وتهتم بقضايا المواطن يشترك فيها الجميع وجيش وطني ومؤسسة أمنية يبسطان سيطرتهما على البلاد ويحتكران السلاح وحفظ الأمن ووجود مجلس نواب يشرع ويراقب ومجلس دولة يشمل الجميع ويساعد الحكومة أمور تمثل البداية الحقيقية لمشوار بناء مشروع الدولة والعبور للمرحلة الدائمة والحفاظ على سيادة البلاد ومنع التدخل الخارجي.
وشدد نصية على إدراك المعنيين بتعديل الإتفاق السياسي لمسألة صعوبة مهمتهم ومصيريتها وحاجتها إلى رجال من نوع خاص وهو ما يحتم دعوة كل الزملاء إلى التحلي بالمسوؤلية والشجاعة وترك كل الحسابات الخاصة والجهوية والفكرية وغيرها والنظر فقط إلى الوطن الذي سيكون أو لا يكون مختتما كلمته بشكر تونس رئيسا وحكومة وشعبا لإحتضانهم الليبيين خلال كل هذه الفترة وهو أمر ليس بغريب عنهم مع تقديم التحية لجهود المبعوث الأممي غسان سلامة والبعثة العاملة معه وجميع الحاضرين لإهتمامهم بالقضية الليبية.