ليبيا – كشفت صحيفة “euobserver” الألكترونية المهتمة بشؤون الإتحاد الأوروبي وعلاقاته الخارجية عن تقييم قاتم أوردته بعثة الإتحاد إلى ليبيا “إيوبام” عن واقع البلاد في وقت تتواصل فيه جهود هذه البعثة في أجواء متوترة لتعزيز التعاون مع السلطات هناك.
تقرير للصحيفة بهذا الشأن تابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى إطلاعها على ورقة صدرت عن البعثة منتصف سبتمبر الماضي وصفت واقع حال وزارات وسلطات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس وعملية التنسيق فيما بينها بالفوضى الواسعة النطاق محذرة في ذات الوقت من بقاء حالة التقدم المستدام في وضع محدود في ظل غياب الحل السياسي وعدم نهاية الصراع العسكري والعودة إلى الإستقرار.
وتطرق التقرير إلى مسألة تحول ليبيا إلى نقطة مغادرة رئيسية لآلاف البشر المحاولين العبور عبر القوارب إلى إيطاليا في وقت يعمل فيه الإتحاد الأوروبي لتقييد هذه الأعداد وإعادتها إلى ليبيا التي تعاني من أتون الحرب قبل دخولها إلى المياه الدولية مشيراً إلى وثيقة مقيدة من 21 صفحة صادرة عن الإتحاد تحدثت عن عمل بعثة الإتحاد مع وزارة داخلية الوفاق لمساعدتها على القيام بعدة أمور منها ربطها بمنظومة إتصالات جهاز الشرطة الدولية “الإنتربول”.
وأضافت الوثيقة بأن “الإنتربول” قد يوفر أنظمة لتحديد الوجه لتحسين جهود ليبيا لمحاربة الإرهاب في بلد تجتاحه نحو 1500 ميليشيا ومجموعة مسلحة فضلاً عن إيفاد خبير من وكالة شرطة الإتحاد الأوروبي “يوروبول” لدعم الشرطة الليبية في حربها ضد التهريب وتهريب البشر مشيراً في ذات الوقت إلى تخطيط البعثة التي تتخذ من تونس مقراً لها لإرسال موظفين منها لمرتين في الأسبوع إلى العاصمة طرابلس وهو ما لم يتم حتى الآن بهدف العمل على إيجاد مقر دائم لم يتوافر بسبب الوضع الأمني السائد في البلاد.
ونقلت الوثيقة عن المشرف على البعثة “فينتشنزو تاغليافير” قوله بأن الحضور البسيط للبعثة يعني أنها ستكون قريباً قادرة على الإستجابة للتوقعات المتزايدة للدعم المتعلق ببناء القدرات الليبية متوقعاً الدخول في هذه المرحلة خلال الخريف الحالي فيما أشار التقرير إلى أن هذه البعثة تتألف من 18 موظفاً دولياً مع 3 موظفين في ليبيا يساعدون بعملية التنسيق والترجمة في وقت أثبتت فيه حادثة وقعت لبعض الموظفين بمطار معيتيقة الدولي في الـ5 من يوليو الماضي الحاجة لتوفير نظام حماية شخصية متقدم بعد أن إندلع القتال بالمطار ونقلت التقارير مقتل البعض.
وأشار التقرير إلى رغبة البعثة بتأسيس غرفة عمليات أمنية بمجرد نشر عناصرها في العاصمة طرابلس فضلاً عن وجود عدة أفكار من بينها خطة للعمل مع الأمم المتحدة لإنشاء مركز شرطة نموذجي في العاصمة مضيفاً بأن الإقتتال السياسي في وزارة دفاع الوفاق جعل من الصعب تنفيذ خطة أمنية مدعومة من الإتحاد الأوروبي في طرابلس فيما زاد من صعوبة التنفيذ اعفاء وزير دفاع الوفاق العقيد المهدي البرغثي من مهامه على خلفية تورطه بمجزرة براك الشاطئ في الـ18 من مايو الماضي.
وأضاف التقرير بأن الأحداث في شرق ليبيا تتصدرها معركة الجيش ضد سرايا الدفاع عن بنغازي والفصائل الإسلامية بمدينتي بنغازي ودرنة حيث يقود هذا الجيش المشير خليفة حفتر الذي عرض تقديم المساعدة لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين بعد زيارته الأخيرة إلى العاصمة الإيطالية روما أواخر سبتمبر الماضي مشيراً إلى أن المشير الذي باتت الحكومات الغربية تزيد من توددها إليه منافس لرئيس وزراء حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة والمدعومة من الإتحاد الأوروبي فايز السراج.
ونقل التقرير عن الورقة الصادرة عن البعثة منتصف سبتمبر الماضي قولها بأن الإيطاليين رتبوا أيضاً للوساطة في تحقيق سلام هش في الجنوب بين قبائل إقليم فزان على الرغم من الإشتباكات العنيفة بين الجيش والقوة الثالثة القادمة من مدينة مصراتة مشيرة في ذات الوقت إلى أن أي تقدم عسكري آخر للجيش نحو إقليم طرابلس لا يمكن إستبعاده في حال إستمرار حالة الجمود السياسي.
ترجمة المرصد خاص