بلدية مصراتة ومدير أمنها يكشفان ما جرى خلال هجوم مجمع المحاكم الانتحاري

ليبيا – عقد عميد بلدية مصراتة محمد شتيوي ومدير أمن المدينة العقيد طارق الفقيه مؤتمرا صحفيا مشتركاً بشأن الهجوم الإنتحاري الذي استهدف مجمع المحاكم بمصراتة وراح ضحيته العديد من القتلى والجرحى وتبناه في وقت لاحق تنظيم “داعش” وأعلن مسؤوليته عنه.

المؤتمر الذي عقد بمقر المجلس البلدي مصراتة أمس الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد أعلن فيه شتيوي أسماء القتلى الـ4 الذين راحوا ضحية الهجوم وهم كل من محمد ميلاد جبريل وهو أحد أفراد السلطة القضائية بمصراتة ومحمد ميلاد النعيري من أعضاء الغرفة الأمنية المشتركة ووكيل النيابة العامة بمكتب المحامي العام عبد السلام مفتاح أبو علي ومواطن يدعى حمزة عبدالله الأطرش كان يتردد على المجمع لإنجاز عمل ما فيه فيما تم الإعلان أيضا عن سقوط 41 جريحا تتراوح إصاباتهم بين البسيطة والجسيمة.

وشكر شتيوي الأجهزة الأمنية والغرفة الأمنية المشتركة لتصديهم لهذا العمل الإرهابي الذي تم خلاله دخول عدد من الإرهابيين إلى مجمع محاكم ونيابات مصراتة مشيرا إلى أن الهجوم أعقبه عقد إجتماع موسع مع هذه الأجهزة والإتفاق على إعلان حالة الإستنفار القصوى لجميعها وتنفيذ إجراءات صارمة بشأن عدد كبير من الجرائم والظواهر التي إنتشرت خلال المدة الماضية وأهمها التجوال بالسيارات المعتمة ومن دون لوحات تسجيل بالإضافة إلى تنظيم تواجد النازحين والأجانب في المدينة.

وتمنى شتوي من أهل مدينة مصراتة وكل المؤسسات المدنية إفساح المجال أمام المؤسسات الأمنية للقيام بدورها وتطبيق القانون على الجميع وعدم تدخل الشأن الإجتماعي في عملها الذي سيكون ضد الظواهر السلبية المنتشرة في المدينة كاشفا في ذات الوقت عن تفكيك الذخائر والمتفجرات الموجودة في السيارة التي وضعت أمام مجمع المحاكم إبان وقت الهجوم الإنتحاري.

ونفى شتيوي أن يكون الهجوم رد فعل على محاكمة عناصر من تنظيم “داعش” لأن ما يشاع بشأن ذلك يمثل تصريحات مضللة لا صحة لها بعد أن تم التواصل مباشرة مع المحامي العام في بداءة محكمة إستئناف مصراتة الذي أكد عدم وجود أي جلسة لمحاكمة أي عنصر إذ تسير الجلسات في المجمع بشكل طبيعي في أقسام الجنح والجنايات والقضايا المدنية فيما ستنفذ الأجهزة الأمنية خطتها بكل جدية وصرامة مع أهمية تعاون الأهالي والمؤسسات معها.

من جانبه أشار الفقيه إلى أن الهجوم حصل في الساعة الـ11 والنصف صباحا بمجمع المحاكم وسط مدينة مصراتة وتزامن مع تواجده في مديرية الأمن التي تبعد 150 مترا عن المجمع برفقة أعضاء الغرفة الأمنية المشتركة والشرطة القضائية وباقي الأجهزة الأمنية وسمع إطلاق نار كثيف جدا نتيجة لحدوث مواجهة بين المدافعين والمهاجمين الذين إستخدموا أسلحة ميكانيكية في هجومهم وقام أحد الضباط ويدعى الملازم محمد المهندس بإطلاق النار على أحدهم الذي فجر نفسه بعد سقوطه فضلا عن وجود شخصين مهاجمين آخرين.

وأضاف بأن هذين الشخصين إستمرا بإطلاق النار داخل المجمع وحدثت إنفجارات عديدة لقنابل يديوية ليقوم أحدهم بتفجير نفسه فيما قام الآخر بذلك بعد أن تم محاصرته ليتم على أثرها دخول القوات الأمنية إلى المجمع والعثور على 4 قتلى منهم إثنين من عناصر الشرطة ومدني ووكيل النيابة و41 إصابة خطيرة ومتوسطة ليتم السيطرة على الموقف وإتخاذ إجراءات فورية لتقصي الحقائق بهذه الواقعة مطمئنا الناس بأنها لن تمر مرور الكرام وسيتم منع أي واحدة أخرى غادرة في المستقبل.

ومضى الفقيه قائلا بأن القوات الأمنية تمكنت من القضاء على منفذي الهجوم بعد مواجهتهم بشكل مباشر وكان إثنان منهم سمر البشرة وثالثهما أبيضها معربا عن إعتزازه بعناصر أجهزة الأمن ممن قتلوا وأصيبوا وهم يقومون بعملهم فيما يستمر زملائهم في تنفيذ الخطط الأمنية السابقة والحالية وتأمين مدينة مصراتة من الداخل والخارج بالتعاون مع وحدات المنطقة الدفاعية وقسم البحث الجنائي الذي سيقوم بعمله بشأن السيارة بالتواصل مع الجهات المعنية التي ستتحرى عنها أيضا لكشف ملابسات الهجوم والمتورطين فيه.

وشدد الفقيه على مسألة كون هذا الهجوم إنتقامي بعد أن سحقت القوات العسكرية تنظيم “داعش” في مدينة سرت وأراد التنظيم من خلاله إثبات وجوده بشكل صوري وبأنه ما زال في الساحة ولم يختفي وهو موجود في كل دول العالم ومعروف من يدعمه فيما تتواجد القوات الأمنية أيضا ولن تتخاذل أو تتراجع وستكون الأولوية لمتابعة جرائم “داعش” والبقاء لهم بالمرصاد حيث تتوافر المعلومات وفريق عمل يتابعها على أمل أن يكون هذا الهجوم هو الأخير.

Shares