ليبيا – دعا أحمد معيتيق عضو الرئاسي روسيا إلى المشاركة في إعادة إعمار ليبيا بينما قال مجلس النواب إن اللجنة المكلفة بالتحضير لمؤتمر عالمي حول «إعمار بنغازي» بدأت في توجيه الدعوات إلى شركات عالمية وإقليمية ومحلية، قصد تقديم تصوراتها لإعمار المدينة، وسط تقديرات لفاتورة إعمار المدينة بـ9 مليارات دولار ، وذلك وفقاً لصحيفة الشرق الاوسط اللندنية .
وقال معيتيق: «أعتقد أن دور روسيا في ليبيا نشط خلال الفترة الأخيرة، وهو موجه نحو نبذ العنف وإحلال السلام، ولإعادة إحياء المؤسسات الليبية وتفعيلها»، مضيفاً أن روسيا تقوم بدور فاعل في التسوية السياسية الليبية.
وحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، فقد أعرب معيتيق على هامش منتدى «الحوارات المتوسطية» الثالث الذي احتضنته روما، عن أمله «أن تكون لموسكو أيضاً مشاركة فاعلة في مرحلة إعادة الإعمار التي يفترض أن تبدأ العام المقبل» .
و كشف معيتيق عن مباحثات حصلت في موسكو بين اللجنة العليا المشتركة، وصفها بـ«الممتازة»، ولفت إلى أن المشاريع الروسية السابقة في ليبيا «لا تزال متوقفة، لكن العام المقبل سيشهد اتجاهاً نحو التنمية والإعمار في ليبيا، ونتمنى أن تشارك روسيا في ذلك».
و تأتي تصريحات معيتيق بعد يومين على طلب رئيس الرئاسي فائز السراج من واشنطن رفع حظر تسليح جزئي يشمل خفر السواحل وحرس الحدود ، الا ان موسكو بادرت بالرد سريعاً على لسان رئيس لجنة الاتصال الروسية المعنية بليبيا ” ليف دينغوف ” الذي قال أنه لاطائل من توريد الاسلحة حاليا للبلاد محذراً من أن توريد المزيد منها سيفاقم الصراع .
مراقبون فسروا دعوة معيتيق الملحّة الى موسكو للمشاركة فى اعادة إعمار ليبيا ، على أنها محاولة لإحتواء أي خلاف قد ينشب معها على خلفية تصريحات السراج بشأن توريد الاسلحة الى ليبيا والرد الروسي السريع على تصريحاته الذي ترجم رفضاً قد يدفع بروسيا للاصطفاف أكثر فى معسكر دعم الجيش الوطني الليبي .
من جهته، قال عضو مجلس النواب عصام الجهاني، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا توجد قراءة دقيقة لحجم الدمار الذي لحق ببنغازي إلى الآن»، مشيراً إلى أن المدينة «كانت تعاني قبل الحرب على الإرهاب من قصور في البنية التحتية، لكنه زاد بعد الحرب».
وسبق أن أعلنت الغرفة الاقتصادية الليبية – المصرية المشتركة عن وجود «اتصالات مكثفة» مع الحكومة المصرية للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا بتكلفة تقدر بـ9 مليارات دولار. وقال رئيس الجانب الليبي هاني مفراكس إن المصرف المركزي في ليبيا اعتمد هذا المبلغ لصالح مشاريع إعمار المدن الليبية شرق البلاد.
ورأى الجهاني أن فاتورة إعادة إعمار بنغازي «ستتجاوز هذا الرقم، بالنظر إلى حجم الدمار الذي لحق بالمدينة»، لافتاً إلى أنه لم يتحدد حتى الآن إن كانت هذه التكلفة ستشمل إعادة البناء بشكل كامل للعقارات التي تضررت، أم أن الأمر سيقتصر على تأهيلها فقط.
من جانبها، أكدت عائشة يوسف، رئيسة لجنة التحضير للمؤتمر العالمي لـ«إعمار بنغازي»، أنه تم البدء في إرسال دعوات إلى الشركات العالمية والإقليمية والمحلية لتقدم عطاءاتها لإعمار المدينة، مشيرةً إلى أن المؤتمر سينعقد قريباً كي يتم البدء في العمل العام المقبل.
من جانبها، قالت أمنة مطير، عضو مجلس الدولة، إن رقم الـ9 مليارات «كبير جداً ومبالَغ فيه»، وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليست هناك دراسات دقيقة لحجم الدمار الذي لحق ببنغازي، أو معرفة ما يصلح للترميم وما يجب إزالته… كما لا توجد لجنة حصر للبيوت والمحال والمراكز الإدارية لمعرفة حجم تدميرها»، مشددة على أن «هذا الرقم عشوائي، وأي أرقام عشوائية هي باب مفتوح للفساد».
وكان المجلس الرئاسي قد بحث ملف إعمار المدن التي تضررت في ليبيا، مع بعثة الأمم المتحدة في البلاد. وقد أكدت نائبة المبعوث الأممي للدعم في ليبيا ماريا فالي ريبيرو «دعم الحكومة في إعمار المناطق التي تعرضت لأضرار، جراء الاشتباكات المسلحة التي وقعت فيها».
المرصد – متابعات