السويحلي : الليبيين سيكونون محظوظين إذا تمكنت البلاد من التوجه لانتخابات عامة

ليبيا – قال رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية إن الليبيين سيكونون محظوظين إذا تمكنت البلاد من التوجه لانتخابات عامة، مؤكداً أن هناك الكثير من التحديات أهمها استكمال تعديل الاتفاق السياسي وهو ما سيفتح الطريق لتوفير الظروف الضرورية لإنجاز الإستحقاق الدستوري والاستحقاقات الانتخابية التي تنبع من ذلك.

السويحلي أعرب وفقاً للمكتب الإعلامي التابع له عن اعتقاده بأن أي تقييم واقعي للموقف في ليبيا الآن سيوضح أن الظروف الراهنة لا تساعد على إجراء انتخابات ينتج عنها تطور إيجابي في الوضع الراهن، لافتاً إلى أن هذا الرأي يشارك فيه المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة وخبراء فض النزاعات.

وأكد السويحلي على ما يواجهونه من تحديات كبيرة في سبيل توفير الظروف المناسبة لكن إذا ما كان هناك تعاون بين جميع الأطراف قد يمكن من إجراء الانتخابات العامة.

وفي ما يتعلق ببعض المدن المنكوبة كمدينة درنة وكيف يمكن لأهلها المشاركة في الانتخابات القادمة أوضح أنه “إذا ما نجحنا في تعديل الاتفاق السياسي لا أتصور أنه سيكون هناك ما يمنع إجراء الانتخابات في درنة أو أي مكان آخر في ليبيا”.

ورداً عن ما اذا كان مجلس النواب سيقوم بتسليم السلطة طواعية إذا تم انتخاب جسم تشريعي جديد قال السويحلي إن هذا الأمر يتوقف تماماً على القاعدة التي بنيت عليها الانتخابات حيث لا يعتقد أن مجلس النواب أو مجلس الدولة سيكون لديه أي سبب للاعتراض على جسم تشريعي جديد إذا ما كانت هذه الانتخابات حرة ونزيهة وجاءت من خلال اتفاق سياسي مبني على الشراكة والتوافق والتوازن.

وإعتبر السويحلي أن الصعوبة في اجراء أي انتخابات ليست الإجراءات الفنية كتسجيل الناخبين لكن الصعوبة هي في توفير الظروف السياسية والأمنية والتشريعية الضرورية لقيام المواطن بممارسة حقه عبر انتخابات حرة ونزيهة الأمر الذي يتطلب العمل على تعديل الاتفاق السياسي بطريقة تعكس توافقاً و توازناً بين أطرافه.

وعمّا إذا كان يفضل أن تكون الانتخابات فردية فقط أم إشراك الأحزاب السياسية سيأتي بنتائج أفضل رأى رئيس مجلس الدولة أن إقامة نظام ديمقراطي في غياب الأحزاب وهم، قائلاً:” في غيابها سنكون تحت رحمة العصبية الجهوية والقبلية أو الأحزاب السرية والجماعات غير المعلنة وأنا مع الكيانات الحزبية بشرط أن تكون حقيقية وشفافة التمويل و وطنية التوجه”.

السويحلي بيّن أن كامل اهتمامهم الآن ينصب على الخروج بسلطة تنفيذية غير مرتهنة أو خاضعة للإبتزاز تستطيع التعامل بفاعلية مع ما يعانيه المواطن الليبي يومياً، مشيراً إلى أن ذلك هو موقفهم خلال الثلاث سنوات الأخيرة، لذلم لم يتم المشاركة من قبلهم في أي من المسارات الحزبية التي أسسها برناردينو ليون أو مارتن كوبلر.

ونفى وجود اسمه ضمن قوائم مرشحة للمجلس الرئاسي القادم بحسب ما أفادت به تسريبات وصفها بـ”المزحة السيئة”، وفيما إذا كانت نتائج الانتخابات في حال جرت ستخفف من حِدة الصراع السياسي الدائر حالياً إعتبر ذلك يعتمد على الظروف التي جرت فيها الانتخابات.

وقال رئيس مجلس الدولة إن مجلس النواب لم يوافق على مقترح غسان سلامة بخصوص السلطة التنفيذية إلا إذا تم اعتبار موافقة 32 عضو في مجلس به أكثر من 190 عضو يُشكل نوعاً من الموافقة، مضيفاً أن تحفظ مجلس الدولة جاء نظراً لمخالفة المقترح لنص و روح الاتفاق السياسي ومبادئ التوافق والتوازن الضرورية لصنع اتفاق يمكن إنفاذه.

وتابع قائلاً:” أنه لا يعتقد أننا وصلنا الى أفق مسدود مرجحاً إمكانية الوصول الى حل وخاصة أن هناك مقترحات من المجلس الرئاسي وأخرى من أعضاء في مجلسي النواب و الدولة نتمنى أن تعبر بنا إلى مرحلة انفراج”

ولفت السويحلي إلى أن المبعوث الأممي سلامة قال “إن الحل سيخلقه الليبيون” إلا أنه وضع خارطة مكتوبة وطالب بالموافقة عليها، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإحترام ما تبقى من سيادة وكرامة دولة ليبيا وأن لا يفرض الإملاءات لأن مهمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن هي تسهيل الوصول لتوافق ليس أكثر.

ورداً على من يعترضون على رئاسته لمجلس الدولة قال السويحلي “هذا حقهم، ولا أرى أي غرابة في ذلك فالنظام الداخلي الذي تبناه المجلس يضمن حق الأعضاء في المشاركة الكاملة في اتخاذ القرار ورئيس المجلس يخضع للانتخاب سنوياً ويمكن للأعضاء إعفاءه قبل نهاية ولايته وهذا لم يكن موجوداً في المؤتمر الوطني العام سابقاً وليس موجوداً في مجلس النواب ونحن نفتخر بأننا من أكثر المؤسسات تمسكاً بالديمقراطية فعلاً وليس بالشعارات فقط”.

وتعقيباً على المعلومات المتداولة عن تمتعه بجنسية أخرى غير الليبية أكد على أنه من القلة الذين كانت إجابتهم واضحة عندما فُتح باب الترشيح لرئاسة المؤتمر الوطني العام في أغسطس 2012 حيث أعلن أنه لم يحمل في حياته، وإلى اليوم جنسية أخرى غير الليبية.

وبشأن الزيارة المكوكية التي قام بها السراج لأمريكا كان رأي السويحلي” إنه في الوقت الذي يتمنى فيه أن يكون تقرير الجارديان عن قيام رئيس المجلس الرئاسي بطلب ضمان الأمن الشخصي لنفسه وحكومته غير دقيق فإنني أعتقد أن الإدارة الأمريكية قد أرسلت رسالة واضحة بدعمها للاتفاق السياسي واستمراريته ورفضها للحلول العسكرية”.

ودعا رئيس مجلس الدولة ألمانيا إلى القيام بدور أكثر فاعلية فى المشهد الدولي، مثمناً المواقف الشجاعة لوزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل”.

وحول قرار الرئيس الأمريكي بنقل مقر السفارة الأمريكية في ما يُسمى بإسرائيل إلى القدس قال إن الجميع تقريباً يتفق على خطورة هذه الخطوة ولكن السؤال هو ما الذي يمكن القيام به في ظل التشظي الفلسطيني والعربي.

ورداً على سؤال عن آثار الخلاف الخليجي على الشرق الأوسط بشكل عام وليبيا خاصة إعتبر السويحلي أن هذه الخلافات لا تخدم دول الخليج ولا المنطقة بأسرها وبكل تأكيد هي تؤثر سلباً على القضية الليبية والتي دُمرت فيها ممتلكات وقُتل مواطنون جراء تصرفات بعض هذه الدول بحسب قوله.

وبشأن الحل الكفيل بالقضاء على أزمة الهجرة غير القانونية عبر الأراضي والسواحل الليبية ودور الاتحاد الأوروبي في هذا الاتجاه، قال إن الجميع يعرف أن الحل يكمن في القضاء على الأسباب التي تدفع هذه الكتل البشرية لترك أوطانها وتحمّل هذه المشاق التي قد تؤدي إلى الموت هذه الأسباب معروفة وهي الحروب وانعدام الديمقراطية والتنمية.

وفي الختام أعرب السويحلي عن أسفه لتصاعد الخلاف متعدد الأشكال وذو طبيعة مصلحية ضيقة في معظمه داخل الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة.

Shares