ليبيا- ربح القيادي السابق في الجماعة المقاتلة إسماعيل كاموكا معركة قانونية خاضها أمام القضاء البريطاني وبات قادراً على مقاضاة جهازي المخابرات الحربية “أم آي 5” وجهاز الإستخبارات “أم آي 6” في بريطانيا للحصول على تعويض مالي من هذين الجهازين.
تقرير إخباري نشرته صحيفة التيلغراف البريطانية وتابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى أن هذا التعويض المحتمل سيكون كبدل عن إحتجاز كاموكا وترحيله إلى ليبيا إبان عهد النظام السابق .
و أسترت الصحيفة إلى أن محكمة بريطانية قضت لصالح 4 آخرين منهم إثنان تم إحتجازهما مع القيادي السابق بما قضت به لصالح كاموكا البالغ من العمر 51 عاما والذي يعمل الآن في قسم الشؤون الثقافية بالسفارة الليبية في لندن التابعة لحكومة الوفاق.
وأضاف التقرير بأنه وبموجب هذا الحكم يستطيع هؤلاء الـ5 مقاضاة الحكومة البريطانية بسبب إحتجازهم غير القانوني والإستخدام غير القانوني لقوانين مكافحة الإرهاب وسعي وزارة الداخلية لتأمين ترحيلهم إلى ليبيا فيما قال كاموكا والآخرين أن وثائق سرية ظهرت عقب سقوط النظام السابق تؤكد أن ترحيلهم والتقييم الأمني بحقهم إعتمدا على معلومات أدلوها تحت التعذيب.
وأشار التقرير إلى أن كسب كاموكا والـ4 الآخرين قضية التعويضات المرتقبة سيمكنهم من الحصول على تعويضات بقيمة مئات الآلاف من الدولارات في مقابل الأضرار التي لحقت بهم والتكاليف القانونية فيما دفعت الحكومة البريطانية بالفعل في وقت سابق مليوني جنيه إسترليني لأحد أعضاء الجماعة بعد أن إتهم جهاز الإستخبارات “أم آي 6” بالمساعدة في ترحيله إلى ليبيا إبان عهد النظام السباق مؤكدا في ذات الوقت إنضمام 8 ليبيين آخرين ينتمون لذات الجماعة للإجراءات القانونية للحصول على تعويضات مماثلة.
خلفيات
وكان إسماعيل كاموكا المكنى ” أبو صهيب الصبراتي ” قد سجن في بريطانيا عام 2007 بعد أن إعترف بتمويل الجماعة المقاتلة وتقديم جوازات سفر مزورة.
وتشير وثيقة أمنية أرشيفية تحصلت عليها المرصد الى ان كاموكا الموظف حاليا بسفارة ليبيا فى لندن ، كان ذي مكانة رفيعة لدى الجماعة المقاتلة بعد ان تشكلت النواة الأولى لها علي يد العشبي رفقة ثمانية أفراد آخرين سنة 1982، إلا أن أجهزة الأمن الليبية لم تمهلهم الكثير من الوقت، وقضت على التنظيم بمقتل أفراده التسعة.
وتشير الوثيقة ان السلطات البريطانية اوقفت كاموكا سنة 2002 اثناء محاولة سفره الى ايران وبحوزته اقراص كومبيوتر وتفاصيل حسابات مالية قبل ان تلقي القبض عليه مجدداً سنة 2007 فى إطار حملة لمكافحة الارهاب اعقبت الاعتداءات الشهيرة التي تعرضت لها لندن حينها .
وبالعودة الى الخلف وتحديداً الى عام 1989 قام عوض الزواوي بإعادة تشكيل التنظيم إلا أن الأمن الليبي تصدى له أيضًا. فقام محمد المهشهش بالسعي إلى تأسيس “حركة الشهداء الإسلامية” وكان له ذلك في العام ذاته.
و التحق عدد من الشباب الليبي المتأثر بالقادة المذكورين أعلاه للقتال في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي و في عام 1990 اتفق “الأفغان الليبين” على تأسيس الجماعة الليبية المقاتلة بنية إسقاط نظام الحكم السابق في ليبيا .
و كان الأمن الليبي قد رصد فعلياً تنظيم الجماعة المقاتلة سنة 1995 كتنظيم قائم وذلك بعد أن لاحق عدداً من أفراده في مواجهة جرت في ضواحي بنغازي واعتبرت قيادات التنظيم خارج البلاد أن الأمن الليبي كشف عن التنظيم قبل أن تكون الظروف مناسبة للجماعة، إلا أنها اضطرت إلى الظهور إلى العلن آواخر العام 1995 في مدينة درنة، وبعد عدد من عمليات المداهمة والمواجهة انتهى التنظيم إلى مقتل واعتقال عدد كبير من أفراده، وأصبح وجوده المسلح منتهيًا في عام 1999 الا ان كل الشواهد القائمة عن انشطة الجماعة و قادتها و عناصرها تشير على انخراطهم فى انشطة عنيفة منذ 2011 ضد اي قوات شرطية او عسكرية نظامية تناهض التوجهات الراديكالية للجماعة و حلفائها و تحالفاتها و كان آخرها مباركة بعض قادتها لمجزرة الخميس الماضي فى براك الشاطي و التي خلفت 141 قتيلاً بين مدنيين و عسكريين .
المصدر : التلغراف + خاص
الترجمة : خاص