ليبيا – روى رئيس مجلس شورى وحكماء مصراتة إبراهيم بن غشير تفاصيل الإتصالات التي قال انه أجراها مع العقيد معمر القذافي بعد إندلاع أحداث 17 فبراير عام 2011 والتي بدأت تحديداً بعد تحول ما وصفها بن غشير بـ”الثورة المسلحة ” في الـ25 من ذات الشهر.
بن غشير أشار خلال إستضافته في برنامج على ذمتي الذي أذيع أمس الأربعاء عبر قناة النبأ وتابعتها صحيفة المرصد لورود مكالمة هاتفية متأخرة إليه في الـ25 من فبراير موضحاً بالقول:” في ذلك اليوم ما بين صلاة العصر والمغرب هاتفني شخص يدعى محمد وقال أنا من باب العزيزية من عند القائد والقيادة مجتمعة والباب مفتوح للحوار معك” ليتكلم معه القذافي قائلا:”أنتم في مصراتة ما الذي ينقصكم؟ لما خرجتم؟ أنا أحب المدينة وأهلها وأقدرهم وأخدمهم وإن كنتم تستطيعون إيقاف هذه المهزلة أنا مستعد أن أوفر كل ما تحتاجه المدينة”.
وأضاف بأن القذافي عرض خلال المكالمة تقديم مبلغ تريليون دينار ( 1000 مليار ) لمصراتة ليجيبه بين غشير قائلا:” كيف سنثق بك؟ نحن فقدنا الثقة فيك” ليسأل القذافي:”هل تريدون معاهد جامعات طرق؟ مستعد لتوقيع العقود مع الشركات لكي تنفذ الآن مهما كانت المتطلبات” ليجيبه بن غشير بالقول:”لست لوحدي ومعي قياديين من مصراتة” ليقوم بعدها الأخير بنقل الصورة للقادة والشيوخ بطلب من القذافي ليرفض الكل بالإجماع .
وأشار بن غشير إلى أن القذافي كان يتكلم معه بهدوء وكل أدب وكان الأول متشنجاً وقال له كلام صعب فيما أحاط به من وصفهم بـ “الثوار” حينها ولم يعرفوا مع من كان يتكلم ليهاتفه الأول مرة أخرى بعد يومين ويأتي الرد بأن العرض قوبل بالرفض وسيتم المضي في الثورة ليرد القذافي بأن مصراتة لم تعرف مصلحتها وستندم على ذلك وستبقى وحيدة إلا أن محاولات الإتصال لم تنتهي عند هذه المحاولة فقد جرت محاولة أخرى بعد أسبوع.
وأضاف بأن القذافي بعث ضابط متخفياً من حرسه إلى بن غشير وقال له بأن القذافي لا زال عند عهده ويضمن الأمن والسلام لأهل مصراتة وإن كانت تريد أن تستقل عن ليبيا وتصبح جمهورية سأعترف بها ليرفع بعدها سقف الإغراءات والتهديد ويقول بأن عدم القبول يعني أن المدينة ستمحى من الوجود لأن من فيها لن يستطيعوا الوقوف أمام القذافي على حد زعمه ليأتيه الرد من بن غشير بأنهم لا يخشون القذافي الذي لم يترك مجالاً للتراجع.
وتحدث بن غشير عن نصحية قدمها لهذا الضابط بعدم العودة إلى باب العزيزية لأنه فشل في مهمته وستصبح المنطقة مقبرة له لأنه إطلع على ضعف القذافي فإقتنع وبقي في مصراتة حتى الآن والخشية ما زالت قائمة عليه على حد قوله .