ليبيا – توجه رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بكلمة إلى الشعب الليبي بمناسبة حلول موعد الـ17 من ديسمبر الجاري وقال في مستهلها “أيها الشعب الليبي العظيم قبل أن يحقق من وصفهم بـ “الثوار” ما ثاروا من أجله وقعت “الثورة” أسيرة في قبضة جماعة إنقلبت عليها”.
الكلمة التي صدرت اليوم الأحد وتلقتها صحيفة المرصد من المستشار الاعلامي فتحي المريمي خاطب فيها المستشار عقيلة صالح الشعب الليبي بالقول :”إن هذه الجماعة فتكت بالثورة ومزقتها أشلاء مثل ما مزقت الوطن وقد واجهنا العديد من المعوقات وضاعف معاناتنا إرهاب جبان إستهدف أرواح أبنائنا وتدمير منشآتنا الحيوية ولكن كل ذلك لن يعود دون تنفيذ إستحقاقات المستقبل والعبور بالوطن إلى بر الأمان وسط محاولات آثمة لعرقلة المسيرة”.
وأضاف قائلاً :” لقد أبى الشعب أن يستجيب لهذه المحاولات وقدم أعز أبنائه قربانا لحرية الوطن وكرامة أهله وواجهنا إضطرابات الأوضاع الإقتصادية والأمنية في الداخل رغم عدم تعاون كثير من الدول معنا بل محاولة فرضها من يحكمنا ومع ذلك إستطعنا العبور بالبلاد ليستمع المجتمع الدولي لمطالبنا ونؤكد أننا ماضون في تحقيق خارطة المستقبل رغم التحديات وتحملنا الإنتقادات من الذين لا يعرفون الظروف المحيطة بنا وشرحنا لكل من إلتقينا بهم طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد”.
وإستمر المستشار عقيلة صالح بالقول:”تحملنا التعليقات السافرة من بعض النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي وصل بأحدهم أن إتهمنا بأننا تبع ولا نعتقد أن يصدقهم أحد وأننا لو كنا كما قال لحسم الأمر منذ مدة طويلة لكن مجلس النواب أصر على إكمال المهمة وتحقيق مطالب الشعب في بناء دولة القانون والمؤسسات التي تبنى بواسطة المسار الديمقراطي وتبادل السلطة يتم عن طريق الإنتخابات”.
وأَضاف قائلا :” أدعوكم للإستعدادات للإنتخابات البرلمانية والرئاسية لأن الشعوب لا تمنح بيعة أبدية ولا شرعية أبدية لحكامها وأدعوكم للمشاركة في بناء المستقبل والتوقف عن الكلام والبدء بالعمل ونشارك في الإنتخابات الطريق الوحيد لبناء دولة المؤسسات والقانون والتبادل السلمي للسلطة تأكيدا للشرعية التي لا يستطيع أحد أن يعارضها بإنتخابات نزيهة مباشرة تحت إشراف المجتمع الدولي وبهذا ينتهي التنازل عن الشرعية والكراسي وغير ذلك سيجعلنا في نزاع وخلاف يعيدنا للمربع الأول ويعطي ذريعة للتدخل الخارجي في شؤوننا”.
ومضى المستشار عقيلة صالح ليقول في كلمته :” من يرفض الإنتخابات لا يريد الإستقرار ومتمسك بالسلطة إيها السادة الأعزاء أن العاقل يدرك أن الأيام دول ولا تتغير والظروف تنقلب علينا بالوفاء فهو خلق عظيم وأدب وفن فلا تنسوا من أحسنوا وضحوا من أجل الوطن وكرامة أهله كونوا يدا واحدة وإعتصموا بحبل الله فإن الله عز وجل مع الجماعة يؤيدها ويجمعها ويقويها إعلموا أن من آداب الإختلاف وقواعده أن نتحد جميعا فيما إتفقنا فيه وليعذر بعضنا البعض فيما إختلفنا فيه والسكوت عن النقاط التي تثير الفتن والقلاقل خاصة في هذه المرحلة العصيبة”.
وأضاف بالقول :” كونوا يداً واحدة وإنبذوا الإختلاف والإفتراق تصالحوا فالصلح مشروع في الكتاب والسنة وإجماع الأمة لا تفريط في وحدة الوطن الذي إمتزج ترابه برائحة دماء الشهداء الأبرار أيها الشعب الليبي العظيم القوات المسلحة مصنع الرجال ومدرسة الوطنية رجالها وقفوا ضد المخاطر سيجل التأريخ الموقف العظيم لجيشنا الليبي وشبابنا الشجعان القوات المسلحة التي كانت دوما ضمير الأمة وحصن أمن الوطن وحماية مؤسساته التي لم تتردد أبدا في تلبية نداء الوطن”.
وإستمر المستشار عقيلة صالح في كلمته قائلا :” تحية للقضاء الشامخ العادل الحر المستقر الشجاع والذي تحمل بصبر لا ينفد كل محاولات العدوان عليه والنيل من قضاته فإرتدت سهام المعتدين على نحورهم تحية للحصن الحصين للمتقاضين وأداة وقف العدوان وإعطاء كل ذي حق حقه تحية لرجال الأمن الذين أدركوا بيقين أن مكانهم الحقيقي بين الشعب في صفوفه حراسة للشعب وتأمينا لمطالبه ومصالحه تحت راية القانون تحية للإعلام الذي كان مشعلا أضاء الطريق أمام الشعب”.
واختتم صالح كلمته قائلاً :” لكل جموع الشعب الليبي الصامد على إختلاف أفكاره رجالاً وشباباً وشيوخاً الذين شاركوا جميعاً في صنع النصر والإستقرار والأمان أؤكد مرة أخرة على أن تشاركوا في الإنتخابات وإنتخاب مجلس النواب منعاً للإختلاف أو الفراغ السياسي.