ليبيا – تقدم وكيل وزارة خارجية الوفاق للشؤون المالية والإدارية والفنية طارق شعيب بو نصيرة بإستقالته من منصبه في بيان إستقالة رسمي صدر عنه أمس الأحد بعثه إلى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وأعضاء المجلس وفيه الأسباب التي دفعته لإتخاذ قرار الإستقالة.
البيان الذي حصلت صحيفة المرصد على نسخة منه جاء في مستهله بأنه ونظرا لما مرت وتمر به البلاد من ظروف إستثنائية تضع الوطن على حافة التشظي والإنقسام السياسي الذي لن يزيد الوضع إلا تعقيداً ولن يكون بأي حال في مصلحة المواطن والوطن وفي وقت تزايدت فيه أسباب معاناة المواطن في الداخل والخارج نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية والخدمية وإنعدام الأمن ويتزامن كل ذلك مع ضعف وشلل في بعض مؤسسات الدولة الحيوية والسيادية فقد ولد كل ذلك إيمانا كاملا بأهمية القبول والإقبال على المنصب.
وأضاف البيان بأن هذا القبول والإقبال في حينه أتى أملا في تحقيق أهداف الوفاق المتمثلة بدعم مؤسسات الدولة وتعزيز تواجدها على كامل التراب الليبي والحد من التدخلات الأجنبية وصولا لوقفها ومناهضة ومحاربة الاٍرهاب والإرهابيين بكل مسمياتهم ومشاربهم مضيفاً بأن حلول يوم الـ17 من ديسمبر ونهاية ولاية الأجسام المنبثقة بموجب الإتفاق السياسي بما فيها الرئاسي وحكومة الوفاق أتى في ظل عدم وجود تعاط حقيقي وجاد مع أهداف الوفاق الواردة بالإتفاق وإستمراء وإستمرار روح الإستئثار والمصالح الآنية والجهوية.
وإستمر البيان بالقول بأن الشللية الضيقة طغت على من يوجهون العمل العام من خلال تكريس رؤاهم بصيغة قرارات وتوجيهات تجير مصالحهم وتقصي المصلحة العامة بالكامل وهي ما سيجهز لا محالة على روح الوطن وكيانه بعد أن فاقمت من معاناة مواطنيه فيما حاول الوكيل المستقيل جاهداً طيلة فترة عمله نزع هذه التوجهات القاتلة ونبه غير مرة لخطورة ما ستقود إليه السياسات والإجراءات الاقصائية والإنفرادية والتي لا يمكن إلا أن تكون في مصلحة أشخاص وشلل ولن تخدم بحال الوفاق الوطني ولن تنهي إنقساماً أو تخفف معاناة.
وأضاف البيان بأن ما حصل في الـ17 من ديسمبر هو الوصول لمفترق طرق لن يتم فيه سوى إختيار طريق الوطن ووحدته ورفعة شعبه وصون كرامة مواطنيه وحفظ مؤسساته مبيناً بأن ما تم ملامسته ومعايشته عن قرب بأن الإستمرار بحكومة الوفاق بعد نهاية ولايتها وبوضعها الحالي لن يكون إلا مسيراً عكس الإتجاه .
واختتم شعيب بيانه قائلاً :” ندرك جيداً بأن الإقدام على الإستقالة من منصب وكيل وزارة خارجية الوفاق لن ينهي وجودها لكن الأنفس تأبى الإستمرار في طريق الإنقسام والتشرذم مع أهمية تجنب المشاركة في إستمرار الهدم المشرعن لكل ركائز التعايش الوطني ولعل الإستقالة تكون رسالة لكل الليبيين بأن عليهم العمل لصياغة مشروع وفاق وطني حقيقي وفعال يعيد الكلمة للشعب وخياراته ويستعيد للوطن قراره ويحفظ لليبيا مؤسساتها الحيوية”.