ليبيا – أكد المتحدث السابق بإسم الحكومة المؤقتة عبد الحكيم معتوق أن تأكيدات كل رؤساء الدول العربية والأوروبية والمبعوث الأممي غسان سلامة والرئيس الأميركي دونالد ترمب على إجراء الإنتخابات أرسلت رسالة رمزية عبرت عن إدراك وتيقن لهذه الدول.
معتوق أوضح بمداخلته الهاتفية في برنامج نافذة على الوطن الذي أذيع أمس عبر قناة ليبيا الوطن وتابعتها صحيفة المرصد بأن هذه الدول أدركت وتيقنت بشكل شبه تام لاسيما وأن منها من ساهم بتفكيك المؤسسات وتشريد شعب ونهب ثرواته بأن يذهب الليبيين لإنتخابات رئاسية وبرلمانية خلال العام المقبل وهو ما يعني وجود عصا ستطال كل من يحاول عرقلة الإنتقال إلى الديموقراطية والتعددية والتناوب على السلطة.
وأضاف بأن فشل تنفيذ الإتفاق السياسي وتعثر تعديله بين الطرفين الرئيسيين جعل من ليبيا مشكلة كبيرة لهذه الدول في وقت لم تعد فيه كل الخيارات الأخرى المطروحة صالحة ويجب تجاوزها ولا إمكانية للحسم العسكري بين هذين الفريقين ولا يمكن نجاح مسألة التفويض الشعبي للجنرال حفتر المطروحة من قبل الشرق بعد أن تجاوزها الزمن بوجود الإتفاق السياسي ولهذا جاءت نية وإصرار هذه الدول على عدم رفع حظر التسليح عن الجيش لضمان عدم تقوية فريق على حساب الآخر.
وأشار معتوق إلى أن مهمة الجيش هي تعزيز التجربة السياسية وحماية المؤسسات التشريعية إلا أن عدم إكتمال إعادة بناء القوات المسلحة وعدم تفعيل دورها بشكل كامل على تراب الوطن جعل مهمتها شاقة في وقت بات فيه المزاج السياسي العام مع الإنتخابات وموقف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج ووزراء حكومة الوفاق مع هذا التوجه لاسيما بعد الزيارة الأخيرة إلى الولايات المتحدة.
وتطرق معتوق إلى ما تقدم به المبعوث الأممي غسان سلامة من طروحات فتحت الباب أمام الراغبين بالمشاركة السياسية وتوسيع دائرة هذه المشاركة لاسيما فيما يتعلق بالأطراف التي تعتقد نفسها معارضة للإنتخابات من أنصار فبراير والنظام السابق ما خلق أرضية سيقف عليها كل الليبيين من خلال التوجه بشكل عام للإنتخابات ليكون الصندوق الفيصل لمن يجد في نفسه القدرة والكفاءة والقبول الشعبي ليحظى بثقة الشعب ويكون ممثله في البرلمان أو في الحكومة أو في الرئاسة مستقبلاً.
وأضاف بأن الأهم من الإجماع العربي والدولي على الذهاب إلى الإنتخابات هو قبول الأطراف السياسية المتنازعة على السلطة بخيار الإنتخابات وتشكيل قناعة جديدة لدى جموع الليبيين بان ليس ثمة حل إلا عبر صناديق الإقتراع مشيراً إلى أن ما أنذر الخصوم أنفسهم للدفع نحو هذا الإتجاه هو حالة القبول لدى الكثير من قطاعات الشعب التي تمثلت ببدء الآلاف في التسجيل وهذا أمر يدعو للتفاؤل ليكون فرز لإختيار برلمان تشريعي قوي وحكومة تنفيذية تنقل البلد والمواطن من هذه الأزمات التي تعرض لها في السنوات الـ7 العجاف.
وشدد معتوق على وجوب أن يكون للدولة رئيس يشكل رمزية للناس لأن البلاد في ظل الإنقسام الحالي أصبحت عرضة للكثير من الأجندات الدولية والإقليمية والمختنقات الأمنية والمطامع مع الأمنيات أن يكون هذا العام مختلفا ويقترب فيه الليبيون من الحل النهائي والخروج من الأزمة لبر الأمان داعياً في ذات الوقت الأمم المتحدة لأن تعد العدة لجمع سلاح الميليشيات والعمل على تجفيف منابع المال السياسي غير الرسمي .
وأضاف بأن تحقق إشراف الأمم المتحدة على الإنتخابات وبالتنسيق مع جامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي المعنين بالإستقرار الأمني في ليبيا سيقود إلى نسبة مشاركة كبيرة ونجاح الإنتخابات مطالباً الشعب بالتسجيل الفوري للإنتخابات وعدم إستخدام العنف والترفع عن الثأر والأحقاد وبأن على الأمم المتحدة إتاحة الفرصة أمام إشراك المهجرين والنازحين في الإنتخابات لأن الهم مشترك ويجب التركيز على القضايا الخلافية والمسائل الأمنية والإقتصادية لأنها حزمة واحدة ولا تحل إلا عبر الذهاب للإنتخابات.