ليبيا – أكدت صحيفة البيان الاماراتية إعتزام أطراف ليبية مرتبطة بنظام الدوحة على خلط الأوراق من جديد في ليبيا لمنع إجراء الانتخابات المنتظر تنظيمها بالنصف الثاني من العام الجاري وذلك وفقاً لما نقلت عن مصادر لها قالت انها فضلت عدم الكشف عن هويتها .
وقالت المصادر للصحيفة إن قطر و حلفاءها متفقون على ضرورة منع تنظيم الاستحقاق الانتخابي عبر بث الفوضى في العاصمة طرابلس وذلك لقناعتهم بخسارة المعركة الانتخابية القادمة فى حال كانت نزيهة وشفافة .
و أضافت بأن كلا من عبد الحكيم بلحاج زعيم ما يسمى بالجماعة المقاتلة وعناصر من جماعة الإخوان المسلمين والصادق الغرياني الذي شكك الاسبوع الماضي فى نزاهة الانتخابات القادمة ، وبعض قيادات «البنيان المرصوص»، وشخصيات سياسية بارزة من داخل المؤتمر الوطني العام السابق، أقروا مخططاً سينتهي لعدم إخراج ليبيا من النفق المظلم الذي وقعت فيه منذ سبع سنوات، مدفوعين إلى ذلك بتأكدهم من أن أي انتخابات ديمقراطية شفافة ونزيهة، وتحت إشراف دولي، ستكون في غير مصلحتهم.
وأشارت الى أن قراراً تم اتخاذه بالهجوم على العاصمة طرابلس في عملية شبيهة بعملية «فجر ليبيا» في صيف 2014 ، فيما أضافت المصادر بأن مسلحين من مدينتي مصراتة والزاوية إلى جانب مسلحي سرايا الدفاع عن بنغازي وبعض المجموعات المنحدرة الجبل الغربي، ومقاتلين فارين من مدينة صبراتة ( العمو ) ستشارك في هذا العمل .
وأردفت المصادر أن قيادات الإسلام السياسي في ليبيا، عقدت خلال الأيام الماضية اجتماعات مع مسؤولين قطريين في الدوحة وإسطنبول وتونس للاتفاق حول تفاصيل الخطة التي بدأ تنفيذ بعض فصولها التمهيدية عبر تشكيك وسائل الإعلام القطرية أو الممولة من قطر في جدوى الانتخابات، وفي محاولة إقناع بعض دول الجوار بعدم الاندفاع لدعم الحل السياسي الأممي بالخصوص مع تنظيم حملات إعلامية معادية للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، وأخرى تتحدث عن حرب أهلية ستندفع في حالة فوز أنصار النظام السابق في الاستحقاق الانتخابي.
وأشارت المصادر إلى أن قرار الهجوم على طرابلس بات جاهزاً، وأن أغلب الميليشيات التي ستشارك فيها، هي تلك التي تم طردها من العاصمة خلال العام الماضي من قبل قوات تابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وعلى رأسها “جبهة الصمود ” بقيادة صلاح بادي تضاف لها المجموعات المحسوبة على قادة الجماعة الليبية المقاتلة .
فضلاً عن ذلك، يتضمن المخطط بحسب صحيفة البيان ، إعادة إشعال منطقة الهلال النفطي عبر معارك يقودها مسلحون من تنظيم داعش الإرهابي معظمهم من الفارين من سوريا والعراق، وهو مادفع الجيش الليبي الى رفع حالة التأهب بالمنطقة خلال الاسابيع الماضية بعد رصد تحركات مريبة للتنظيم .
ونقلت الصحيفة عن مصادر ليبية بأن الدوحة ومجموعات مرتبطة بها تسهل نقل المئات من مسلحي «داعش» من سوريا والعراق إلى الأراضي الليبية بهدف تحويل الجنوب الليبي إلى مركز جديد لتجمع الإرهابيين ومنع الجيش الوطني من بسط نفوذه على البلاد ، وهو مادفع عدة دول وأطراف أقليمية الى التحذير علناً من أن عناصر داعش المنهزمة فى العراق وسوريا تبحث لها عن موطئ قدم جديد لها فى ليبيا .
وتأتي الخطة التي أكدها مسؤولون ليبيون للصحيفة، بعد تعرض «داعش» لهزائم متتالية وكبيرة في كل من سوريا والعراق، وباتت دولته الإرهابية على وشك الزوال بشكل نهائي، الأمر الذي دعا هؤلاء إلى إنقاذ بقايا «داعش» ونقل المسلحين إلى جنوبي ليبيا لتكون مركزاً بديلاً للإرهاب يتم من خلاله تهديد أمن أوروبا ودول شمالي إفريقيا وجنوب الصحراء.
وذكّرت المصادر بما قامت به قطر سابقاً عندما استخدمت ليبيا كنقطة انطلاق رئيسة لنقل المقاتلين من شمالي إفريقيا إلى سوريا والعراق بعد سقوط النظام الليبي السابق وقد قتل العشرات منهم بالفعل بعد انضمامهم لجبهة النصرة الارهابية وتنظيم داعش .
وفي السياق ذاته، توقعّت القيادة الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) أن يشنّ «داعش» خلال الفترة المقبلة هجمات في ليبيا قد تشمل منطقة الهلال النفطي، في خطة يهدف من ورائها إلى ضرب البنية التحتية للبلاد وعرقلة العملية السياسية. وجاء ذلك على لسان الناطقة باسم قيادة «أفريكوم» روبين ماك.
تصفية سيف الإسلام
ولا يقف المخطط بحسب البيان عند هذا الحد، بل يتضمن فصلاً آخر يتعلق بالعمل على تصفية سيف الإسلام القذافي. ووفق مصادر قبلية، فإن قطر تسعى لإخراجه منها، بهدف رصده وتصفيته خارجها.
وأضافت أن قيادات الإسلام السياسي والمسؤولين القطريين فوجئوا بزحف أنصار النظام السابق على منظومة التسجيل الانتخابي لتسجيل أسمائهم بعد كلمة سيف الإسلام التي تلاها نيابة عنه محاميه خالد الزايدي.
وباتوا متأكدين من أن مرشحي الإخوان سيواجهون هزيمة انتخابية قاسية، ستؤدي بالضرورة إلى إعادتهم إلى حجمهم الحقيقي، وإخراجهم من دائرة الحكم، ما قد يعرضهم للملاحقة القضائية في الداخل والخارج بتهم عدة من بينهما التورط في الاحتراب الأهلي والقتل والتعذيب والإرهاب ونهب ثروات البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن الدوحة تعتقد بأن التخلص من سيف الإسلام بات أمراً ضرورياً نظراً لرمزيته المؤثرة في أنصار والده وخاصة بين القبائل والمدن في مناطق الوسط وغرب وجنوب البلاد، وأن أعيان ومسؤولي المدينة التي يقيم فيها نجل القذافي حالياً، يدركون ذلك، كما أن مسؤول وحدة الحراسة الأمنية يواجه تهديدات جدية من قبل بعض الأطراف المرتبطة بقطر.
وأضافت ذات المصادر أن قطر ترى بأن تصفية سيف الإسلام يمكن أن تدفع نحو حرب أهلية، وهو ما يمكن أن تستفيد منه قوى الإسلام السياسي المرتبطة بها، أولاً بالقضاء على منافس شرس يختلف معها فكرياً وأيديولوجياً، ويمتلك شعبية واضحة، وثانياً بتأجيل الحل السياسي إلى حين التمكن من وضع الأيدي على كل مفاصل الدولة.
محاولات سابقة
وبحسب تقارير إعلامية، فإن قطر كانت قد سعت سابقاً لاغتيال سيف الإسلام القذافي، عندما قامت طائرات «فجر ليبيا» في مارس وأبريل 2015 بقصف مواقع في مدينة الزنتان كانت تعتقد أن القذافي يقيم بها، وتبين لاحقاً أنه تم نقله منها بعد أن تلقت كتيبة «أبو بكر الصديق» التي كانت تشرف على حراسته، تحذيرات عاجلة بذلك من جهات استخباراتية.
و من جهته شدد الناطق باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، أخيراً، على أن ظهور سيف الإسلام القذافي سيكشف كثير من المؤامرات التي حاكها النظام القطري ضد الدول وبخاصة ليبيا، مؤكداً أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة ساهم في اغتيال العقيد معمر القذافي، لأنه كان يحمل أسراراً ضد قطر، وخشي النظام القطري من افتضاح أمره، كما حاول اغتيال سيف الإسلام ولكنه فشل.
المرصد – متابعات