ليبيا – حالت الرياح القوية التي هبت على خليج “ثيرمايكوس” قرب مدينة سالونيك اليونانية دون رسو سفينة الشحن اليونانية المكلفة بنقل المتفجرات التركية المضبوطة فى طريقها الى ليبيا في ميناء المدينة بعد تحميلها بحمولة المتفجرات من السفينة التركية.
تقريران إستقصائيان أعدتهما صحيفتين يونانيتين وتابعتهما وترجمتهما صحيفة المرصد أكدا أن الرياح حالت دون ربط السفينة المسماة “كابتن كريستوس” بالرصيف رقم 6 في ميناء سالونيك حيث وصلت من رحلة بدأت يوم الثلاثاء الماضي من ميناء هيراكليون بجزيرة كريت بعد نجاح سلطات الأخير في نقل 29 حاوية من المتفجرات إلى متن “كابتن كريستوس” وفيها 410 أطنان من المتفجرات التي تم تفريغها من السفينة التركية.
وأضاف التقريران بأن عملية صعبة قد تمت بنجاح مساء يوم الثلاثاء الماضي لنقل المتفجرات من السفينة التركية إلى السفينة “كابتن كريستوس” بعد أن بقيت لمدة أسبوع في ميناء هيراكليون فيما رست الأخيرة في المرسى المركزي قرب ميناء سالونيك بإنتظار تحسن الأحوال الجوية ليتم نقلها إلى الرصيف رقم 6 في الميناء تمهيداً لنقل حاويات المتفجرات إلى معسكر في مدينة سيريس اليونانية بإستخدام الشاحنات.
من جانب آخر إعتقلت السلطات اليونانية بأمر من النيابة العامة ربان السفينة التركية الذي مثل طواعية مساء يوم الثلاثاء الماضي أمام سلطات التحقيق التي أوصت بالتشاور مع النيابة العامة بإعتقاله في وقت تم فيه حبس كافة البحارة الـ8 الموجودين على متن السفينة وهم 5 هنود و2 من الأوكرانيين وواحد من ألبانيا فيما أكد محامي الربان بأنه موكله خضع لتحقيقات إستمرت لـ10 ساعات أدلى خلالها بكل ما يعرفه من معلومات بما فى ذلك وجهة السفينة الى ليبيا في وقت يواجه فيه مشاكل صحية وسيتم التقدم بطلب للإفراج عنه في أقرب وقت ممكن.
وأكدت وكالة الانباء اليونانية الرسمية “آمنا ” الاثنين الماضي فى تقرير ترجمته وتابعته المرصد ان خفر السواحل في تشاور مستمر مع القوات المسلحة التي ستنقل البضائع الخطرة لمستودع خاص بها في شمال اليونان.
وأشار تقرير الوكالة الى ان الاجراءات تسير بعد إبلاغ رئيس مكتب المدعي العام في مدينة بيرايوس الواقعة جنوبي العاصمة اليونانية والذي أعطى بدوره إذناً يقضي بالنقل الفوري للمتفجرات من ميناء هيراكليون .
وفي ذات السياق ، خضع طاقم السفينة صباح الاثنين الماضي مجدداً أمام مكتب المدعي العام بعد مثولهما أمامه يوم الخميس الماضي بعد يوم من اعتقالهم إثر ضبطهم مع 29 حاويات مع المتفجرات ، التي كانت، وفقا لخفر السواحل، متجهة الى مدينة مصراتة فى ليبيا.
ويتهم الادعاء الثمانية بخرق القانون رقم 2168/93 المتعلق بالشحن ونقل البضائع اضافة الى تهمة الاخلال بالأمن من خلال هذه السفينة مع ملاحظة وجود إلتزام جماعي من قبل الاتحاد الأوروبي يحظر نقل او بيع الأسلحة والمتفجرات إلى ليبيا .
كما أشار خفر السواحل اليوناني الى رصده بعد ضبطه السفينة من قبل مفتشيه وجود 102 ملاحظة جدية عليها تتعلق بأوجه القصور ومدى صلاحيتها للإبحار، وبالتالي تعريض سلامة الطاقم والبحار للخطر.
و أبدت وسائل الاعلام اليونانية إهتماماً بالغاً بسلامة شحنة المتفجرات المضبوطة على متن السفينة التركية التي كانت متجهة لمدينة مصراتة وتم انزالها فى أحد المواني جنوبي العاصمة أثينا.
وفى تقرير نشرته الجمعة الماضية قناة CNN اليونانية وترجمته صحيفة المرصد الليبية ، قال وزير الشؤون البحرية والسياسة الداخلية اليوناني ” باناجيوتيس كورومبليس ” ان الشحنة تم تخزينها بأمان فى ميناء هيراكليون وذلك بالتنسيق مع وزارة الدفاع التي قال انها تولت مهمة تأمينها ثم نقلها إلى ثكنات عسكرية وذلك فى تعليق منه على المخاوف التي أثيرت فى الصحافة اليونانية تجاه سلامة المنطقة.
و فى عدة تقارير صحفية ، أشارت الصحف الصادرة خلال الاسبوع الجاري عقب الاعلان عن حجم المتفجرات وهو 410 طن أي مايعادل 410 ألف كيلوغرام أن أي خطأ فى تخزين هذه الشحنات التي كانت معبأة فى 29 حاوية ، سيحول جزيرة كريت السياحية الى صحراء جرداء .
ورغم النفي الخجول من السفارة التركية فى طرابلس التي أكدت متابعة أنقرة للموضوع وإشارتها بأن الشحنة كانت تتجه لأثيوبيا وليس الى ليبيا علماً بأن أثيوبيا لاتطل على أي بحر وليس لها أي ميناء ، ومع تشكيك وزارة خارجية الوفاق فى ماعلنت عنه أثينا من ملابسات ، إلا أن ماكشفت عنه إدارة ميناء مصراتة ممثلة فى منطقتها الحرة ، خالف كل هذا وعزز الرواية اليونانية المبنية على اساس اعترافات الطاقم الذي مثل الخميس امام الادعاء اليوناني وسيمثل مجدداً صباح الاثنين القادم .
حيث كشفت المنطقة الحرة مصراتة بصفتها الجهة التي تتولى إدارة ميناء المدينة تلقيها طلباً من ” سفينة المتفجرات ” التركية للرسو في ميناء مصراتة وذلك بموجب اشعار رسمي قالت ان إدارة الميناء تسلمته ويحمل التاريخ المتوقع لوصولها.
وقالت المنطقة الحرة مصراتة مساء الجمعة في بيان تلقت المرصد نسخة منه، إن هذا اجراء معمول به ولا يرتب أي التزامات على الميناء بصفته جهة الوصول اما بلدي المدينة فقد أكد فى بيان له اصدره اليوم السبت على ذات المعلومة مطالباً بفتح تحقيق وكشف ملابسات الواقعة وتحديد الجرم فيها .
المصدر : وكالة الانباء اليونانية + خاص
الترجمة : خاص – المرصد