ليبيا – وصف الطيب الصافي نائب رئيس الوزراء الأسبق المشهد السياسي وترديه بالمعقد بعد أن باتت ليبيا دولة منهكة وضائعة وموضعها تحت البند الـسابع من ميثاق الأمم المتحدة وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي وفي ظل حالة من تعدد الحكومات والمجالس التشريعية.
الصافي أوضح خلال إستضافته في برنامج مقابلة الذي أذيع أمس الجمعة عبر قناة ليبيا روحها الوطن وتابعتها صحيفة المرصد كأول ظهور إعلامي له على فضائية ليبية ، بأن عوامل الجريمة وغلاء الأسعار إستشرت في البلاد نتيجة لهذا التعقيد والتردي وهو ما يحتم على كافة الوطنيين والأدوات الإعلامية توحيد الجهود لإستعادة الوطن وإنقاذه مضيفاً في الحوار التالي:
س/ ماذا تتوقع من الساسة الحاليين في مجالس النواب والرئاسي لحكومة الوفاق والدولة؟
ج/ اليوم هو لإنقاذ وإستعادة الوطن وما نتمناه أن نلغي كل خلافاتنا وأن نفكر بلغة العقل والحكمة والوطن لأنها الوحيدة التي يجتمع بها أهلنا في ليبيا الحبيبية أما أن يتصلب كل شخص بموقفه وربما حتى بعض الأخوة ممن أخذتهم العزة بالإثم في بعض المواقف من دون مراعاة لشؤون أهلنا وظروفهم فهذه المسألة لا يرضاها الله ورسوله ونتمنى من كافة الساسة والمهتمين والوطنيين أن يفكروا بعقل جديد ينطلق من إستعادة ليبيا فهي بلاد تستطيع بكل عزة وكرامة خلق الكثير لو توحدت جهودنا وصفت النية لأن إمكانياتها كبيرة جداً.
س/ كيف تقيم الديبلوماسية الليبية؟
ج/ للأسف أي تعدد في الإدارات يخلق عدم إحترام ولدينا عدة سياسيين يحاولون أن يبينوا للعالم أنهم المسؤولين عن المشهد السياسي الليبي وهذا الأمر محل إستغراب من كافة العالم وإستهجان وعدم قبول ومن هنا الدعوة لكافة الناس أن ترتقي وعلى كل السياسيين أن يأخذوا قرارات شجاعة إذ لا يجب أن تفكر بنفسك بل بالوطن وواحدة من أدوات تعقيد المشهد هو تدخل الدول وبكل صراحة لو تركوا الليبيين في حالهم فهم أقرب لبعضهم البعض وكنت أتمنى أن تتم كافة الإجتماعات والحوارات التي تمت في الكثير من مناطق العالم في ليبيا ولو حدث هذا لإنتهت المشكلة.
لدينا قاعدة وأناس حكماء ووطنيين وأشخاص يهمهم مصلحة الوطن والحل هو عند الشعب الليبي ويجب أن نرجع له لطالما أن الليبيين كانوا على قلب وصف واحد ولطالما كانت لدينا علاقات بمجلس الأمن عبر تأريخ ليبيا السياسي الحديث فنحن دولة عمرها الحديث نحو 60 عاماً وعلاقتنا بالأمم المتحدة كانت متميزة وبجامعة الدول العربية كذلك والإتحاد الإفريقي وكنا نبذل جهودنا مع أخوتنا العرب والأفارقة في كل المحافل الدولية لتظهر صورة ليبيا بالطريقة التي ترتقي وتعطي المثل الحسن عن الشعب الليبي.
لكن مشكلتنا في التبعية الآن والشعب الليبي لا يمكن أن يرضى أن يكون تابعاً لأحد ويجب على الجميع أن يعرف بأن طبيعة هذا الشعب حر وهو الذي رفض الإستعمار الإيطالي ودفع التضحيات وزج به في معتقلات البريقة والعقيلة وقدم التضحيات الجمة ونحن نرضى بالتعاون الحقيقي وتبادل المعرفة والخبرة والتعاون الإقتصادي والتجاري وسنكون منفتحين على كافة الدول في إطار التعاون أما أن نأخذ التعليمات من أحد الدول فهذا ما لا يرضى به الشعب الليبي.
س/ لنتحدث عن الصراع المسلح وتبعاته وكيف ينتهي وما الحل؟
ج/ الحل نحن لدينا قواعد وأسس وشريعة وقرآن كريم وكل مواطن ليبي له تقدير كامل لهذا الكتاب والصراع في ليبيا يجب أن ينتهي وأن لا يكون هناك إمكانية لأي مواطن ليبي أن يرفع السلاح في وجه مواطن آخر وهذا الموضوع يجب أن ينتهي وأن لا يقوم فإنهاء الصراع يكون بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا ما أمرنا به الله عز وجل ومن الممكن أن ينتهي عبر شيئين أساسيين الأول أن لا يكون هناك سلاح خارج مخازن القوات المسلحة والأمن إذ يوجد الآن سلاح بشكل غير قانوني ييسر الصراع.
وعلى المجتمع الدولي إن كان يريد مساعدة الليبيين أن يفكر مع الإدارة المحلية الموجودة في ليبيا في كيفية نزع السلاح من الميليشيات المسلحة فهي مسؤولية هذا المجتمع بالدرجة الأولى فيما تمثل رأس جدير ومطار معيتيقة منافذ وطنية وعلينا أن ننظمها ونرتبها بطريقة سليمة وتكون الأجهزة الموجودة فيها نظامية ومن الجيش والأمن ويجب على كل مواطن ليبي يرغب بحمل سلاح أن يكون لديه ترخيص بذلك.
والشيء الثاني يوجب علينا كليبيين تجفيف كل مصادر الثروات غير السليمة والآن هناك أشخاص يتعاملون بأموال معروفة بالداخل والخارج وكل شخص يعرف كيف تغير حالهم وهناك بعض الأشخاص الآن شرعوا في شراء الأصوات للإنتخابات والتلاعب بها.
س/ هل ينتهي هذا الصراع برأيك عن طريق الحلول الإجتماعية فقط في الوقت الذي لم يفعل فيه القانون بشكل رسمي والكثير من الساسة يعولون على شيوخ القبائل؟
ج/ أتكلم عن المادة الـ74 من ميثاق الأمم المتحدة ومفادها بأنه يجب على المجتمع الدولي أن يساعدنا ويقف بجانبنا فيما يتعلق بتنظيم ونزع السلاح أما الحكماء وشيوخ القبائل والوعاظ لديهم دور أدبي وإجتماعي وعليهم التكلم في هذا الموضوع وأن ينصحوا أولادهم بالخير ونحن الآن في مدينة طبرق نعيش بأمن وسلام والجيش والأمن موجود وليس هناك شخص معه سلاح خارج المنظومة ويشكر أهل المدينة لأنهم سلموا أسلحتهم للجيش والشرطة.
س/ كيف نحدد خطوات تفعيل القانون في ليبيا وما مدى صعوبة ذلك بعد نزع السلاح؟
ج/ ليس هناك أي صعوبة فالمجتمع الدولي هو من تدخل في الشأن الليبي وليبيا الآن تحت البند الـ7 وهذه واحدة من المشاكل التي تواجهها وأعتقد بأنه من الظلم أن يكون الشعب الليبي والإدارة الليبية تحت هذا البند ولذلك أطلب من كافة السياسيين الليبيين ومن يتصدر المشهد السياسي الليبي والحكومات المتعددة أن تخرج ليبيا من هذا البند لأنه لا يوجد مبرر لأن تبقى ليبيا تحته.
س/ أخبرني عن نظرتك الإقتصادية الليبية – الليبية بشكل عام؟
ج/ ليبيا حباها الله بموارد متعددة وإمكانيات والمستقبل سيكون واعداً لها خاصة بإستكشاف النفط الصخري والغاز وإحتياطات النقد الأجنبي لليبيا في عام 2011 كانت 273 مليار دولار في مصرف ليبيا المركزي والليبيين لديهم إستثمارات بما يعادل الـ200 مليار دولار يديرها المركزي والمصرف العربي الليبي الخارجي والمؤسسة الليبية للإستثمار فهذه البلاد خيرها موجود ولا توجد مشكلة في الإقتصاد الليبي- الليبي.
والمشكلة هي ما وقع الآن وتعطل إنتاج النفط وغلق الموانئ النفطية والآن الصناعة متوقفة والزراعة بسيطة وبدائية والثروة الحيوانية منهكة والتجارة غير رسمية وغير منظمة والأسعار مرتفعة وحتى الإعتمادات التي تفتح لبعض الأدوات الإقتصادية والتجارية كلها في إتجاه غير سليم ونحن نمر في فترة سوء إدارة للإقتصاد الوطني ونحتاج لعمل جيد في إدارة المصرف المركزي ومجلس النواب نوجه له التحية والتقدير وما قام به من تغيير في المصرف المركزي وأعتقد أن السيد محمد الشكري من الكفاءات الجيدة التي من الممكن أن تساعد في هذا العمل بطريقة سليمة.
وأتمنى أن يتم إختيار الأشخاص الذين يتولون إدارة البلاد والمؤسسات الهامة على هذا المستوى لأنا بحاجة لهم لننقذ بلادنا والصديق الكبير بنفسه رفع البطاقة الحمراء وهذا يعني أن الطرق أمامه أصبحت مسدودة ولا يوجد أي أمل يشجعه على الإستمرار وقطاع النفط يجب أن يكون بعيداً عن المعترك السياسي وكذلك المصرف المركزي.
أما ما حدث في أوباري فيعد جريمة لأن من يملك السلاح هو الذي لا يريد النهضة للمجتمع الليبي لذلك يجب أن نأتي بخيرة أولادنا والكثر منهم موجود في ليبيا ونخلق حالة من الإستقرار والأمان وكل شخص منا الآن يجب أن يراعي الله والآن ليس وقت المنافسة غير الشرعية وإستعراض العضلات حتى يستقر الإقتصاد الليبي ويسير بخطوط متوازية.
س/ كيف تابعت الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور منذ إنتخابها وحتى الآن؟
ج/ الدستور هو العقد الإجتماعي بين الليبيين وهو من يعطيك نظام الحكم وشكل الدولة وعادة قبل صياغة الدساتير وهي صياغة فنية قانونية دستورية لكن يفترض أن يتم إستفتاء الشعب على موضوع نظام الحكم وهذا مهم وبناء عليه يتم صياغة الدستور حتى لا تختلف الناس وترفع السلاح على بعضها وهذه قضايا خلافية مهمة أساسية لأن جزء من الليبيين يريدون نظام حكم ملكي والآخر يريد جمهوري وهكذا وحتى لا تختلف الناس وترفع السلاح على بعضها.
س/ كيف قيمت عمل القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر؟
ج/ هذا الموضوع ستراتيجي ورئيسي وهو ما يمثل العمود الفقري للمجتمع الليبي كاملاً فالجيش هو من يحمي الدولة وحدودها بعد أن تغولت القوة الظلامية وإمتلكت السلاح والمال وحاولت السيطرة على المجتمع بالقوة ومشت بإتجاه سلبي جداً وأعمال سيئة جداً.
وأصبح هناك فترة لا يستطيع فيه الشرطي إرتداء زيه العسكري ولهذا المواطنون ضاقوا ذرعاً في هذا الموضوع وإتجهوا لبيت المشير خليفة حفتر وطلبوا منه أن يخرج ويحل المشكلة وبالفعل إستجاب لهم وبدأت معركة الكرامة التي إلتف حولها كل الشعب الليبي وساهموا فيها بجهد وبذلك إنتصرت القوات المسلحة.
س/ كيف كانت زيارتكم للمشير خليفة حفتر بشكل عام؟
ج/ نحن نؤكد دائما وبإستمرار إننا مع بناء القوات المسلحة العربية وفي كل لقائاتنا التي أجريناها في المنطقة نتكلم مع الأشخاص والقيادات الفاعلة ومع الشباب بأنه يجب أن تكون لدينا مؤسسة أمنية قوية ونشجعها ونشجع أيضاً بأن يلتحقوا بالقوات المسلحة حتى نبني الحصن المنيع الذي سيحمي ليبيا.
س/ هل إلتمست ذلك في إجتماعات ضباط القوات المسلحة التي أستحدثت مؤخراً في القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية؟
ج/ نعم موجود بصراحة عندهم فالمؤسسة العسكرية عريقة وفيها إحترام بين أعضائها والناس يقدرون التراتبية والأقدمية.
س/ ما هي القراءة الدولية في وضع القوات المسلحة وما قامت به؟
ج/ هناك من يقول أن القوات المسلحة ليست تحت سلطة مدنية ومن أصدر قرار أن يكون المشير خليفة حفتر قائد للجيش هو مجلس النواب الشرعي الذي إعترف العالم به إذا هو يتبع سلطة مدنية وما نريده الآن أن نؤسس المؤسسة العسكرية بالطريقة الصحيحة حتى تكون لدينا الإمكانيات لحماية البلاد من المجرمين.
س/ كيف ينظر الصافي لكل من يحاول عرقلة ترميم وإعادة بناء هذه المؤسسة؟
ج/ ضد نفسه وضد بلده ويجب أن تحصن بلدك ونفسك بالجيش.
س/ كيف ترى الدعوة للإنتخابات؟
ج/ هذه طريقة سنصل إليها وستنهي أي صراع ولكن حتى نصل لها يجب أن نخلق الظروف المناسبة التي توصلنا لذلك وأول شيء يجب أن نتأكد من سجلاتنا التي تتعلق بالأحوال المدنية وبأنها حقيقية وأنه لم يحدث عليها أي اعتداء وإن حصل يجب أن تشكل لجنة تحقيق من ناس وطنيين مخلصين ويجب أن نعمل الطريقة المناسبة لتأكيد تسجيل الناخبين فليس هناك إمكانية لقيام إنتخابات وأي شخص لديه سلاح خارج القانون والآن هناك بعض التنظيمات للأسف تمول من الخارج ومن دول معروفة على أساس أن يقوموا بشراء أصوات الأشخاص الفقراء ويقوموا بالتلاعب بالإنتخابات وكل هذا يجب أن نتصدى له لحماية إنتخاباتنا.
والإنتخابات الرئاسية مهمة أيضاً وأتمنى أن يلتقي السويحلي والسراج وعقيلة صالح في طرابلس بالسرايا الحمراء ويشكلوا حكومة ونحن نريد أمن سياسي وجنائي حقيقي وأمن عام يشعر به المواطن في الشارع وأمن لمكافحة الجوسسة حتى نستطيع أن نمضي للأمام فالموضوع الآن ليس التفكير بالحكم بل إستعادة الوطن وإنقاذه ويجب أن ننهي مشكلة تاورغاء وأهلها وأن نتجه للصفح والسلام والمضي قدما وبدء دولاب العمل بالدوران من جديد.