ليبيا – بسبب تقاريره عن الخط التحريري وتوجهات قناة النبأ وتصنيفه لها من ضمن أكثر القنوات الليبية المحرضة على العنف والكراهية ، نشرت القناة عبر مذيعيها رداً تمثل فى طلب تمويل قالت انها تلقته من المركز الليبي لحرية الصحافة فى طرابلس بادارة محمد الناجم معتبرة أن تقارير مركزه تجاهها تعود لرفضها تقديم التمويل اللازم له .
ونشر صحفيون فى النبأ مستنداً طالعته المرصد وهو عبارة بريد إلكتروني مرسل لإدارة قناتهم من الناجم وهو مذيع سابق بذات القناة ، يطلب فيه تمويلاً قدره 90 ألف دينار ليبي لتغطية نفقات فعاليات المركز الذي قال هؤلاء أنه يتلقى تمويلاً من عدة جهات دولية. فيما بدا وكأن القناة أوعزت لموظفيها بنشر البريد المسرب كون إدارتها هي من يشرف عليه وذلك عقب شهور من آخر تقرير للمركز صنفت فيه النبأ كثاني فضائية ليبية محرضة على العنف والكراهية بل وبث تسجيلات الجرائم الارهابية .
وجاء في نص رسالة الناجم الموجهة إلى مسؤول سابق بالنبأ عبر بريديه الرسمي المستضاف على موقع القناة مرفقاً بميزانية تفصيلية وهي كالآتي :
مبلغ 19000.00 د.ل ، لباب الرواتب كمبلغ إجمالي يشمل رسوم الضمان الاجتماعي وبقية التكاليف ذات الصلة للموظفين التقنيين والمساعدين والإداريين والمستشارين والعلاقات الدولية
مبلغ 15,000.00 د.ل لتغطية رحلات الى باريس و لندن و تونس وإقامة في فنادق يضاف لها مبلغ 21,000.00 د.ل لتغطية يوم الحدث لوجستياً وإعلانياً بما في ذلك ديكور المنصة.
مبلغ 16,000.00 لإيجار المكاتب وقاعة الحدث وفواتير الهاتف والإنترنت والكهرباء والتدفئة والصيانة بالاضافة الى مبلغ 16,000.00 لإنتاج الأبحاث والدراسات والترجمة والترويج الإلكتروني كما بين الكشف أرقاماً تحت بند “مصاريف أخرى”.
مذيعي النبأ يفتحون النار على المركز !
وقال صفوان أبوسهمين أحد مذيعي النبأ الذي نشر البريد المسرب لزميله السابق محمد الناجم عبر صفحته على فيسبوك ، بأن كل تلك المصاريف لا يرى المركز الليبي لحرية الصحافة ومديره مانعاً من أن تمولها قناة النبأ رغم انه لا ينفك من تنبيه القاصي والداني منها الامر الذي يعتبر فضيحة ونسفاً لمهنية المركز من الأساس وذلك وفق تعبيره.
وعن الهدف الحقيقي من وراء طلب التمويل فى البريد المسرب و الذي يعود تاريخه الى سيطرة مسلحي فجر ليبيا على طرابلس فى ذلك الوقت الذي عانت فيه المدينة فلتاناً أمنياً غير مسبوق ، جاء هذا النص ليحمل بين طياته الإجابة :
” قرر فريق المركز التفكير جدياً في إقامة حدث دولي تتم خلاله دعوة الصحفيين الأجانب والمنظمات الدولية الحقوقية والإعلامية والنقابات العربية للصحفيين والحقوقيين في مساهمة جادة لضرورة التأكيد على وجود هذه الحرية المسؤولة بطرابلس وإضفاء طابع عالمي على الحدث وإعطاء صورة ذهنية أكثر إشراقة على الوضع الأمني والسياسي في العاصمة “.
وإعتبرت النبأ على لسان صحفييها توقيت سعي الناجم لتقديم صورة إيجابية مشرقة عن طرابلس إبان سيطرة فجر ليبيا عليها عبر العمل من خلال المركز على توجيه سياسي لحدث صحفي عملاً متنافياً مع مبادئ المركز المعلنة المتعلقة بمناصرة الصحفيين والحياد في التعامل مع السياسة ليصبح بذلك أقرب لشركة علاقات عامة تتقاضى الأموال بحجة تنظيم الفعاليات لأغراض سياسية وفقاً لأبوسهمين .
وهو مادفعهم كصحفيين في القناة قال أن عددهم قرابة 100 الى الشكوى لدى المحاكم الليبية والمنظمات الدولية في باريس وتونس ضد المركز الليبي لحرية الصحافة واصفاً إياه بالمؤسسة المرتزقة التي قال أبوسهمين أنها لم ولن تكون في يوم من الأيام لحماية الصحفيين بل إنها معول لشرعنة الجريمة والاستخدام السياسي الرخيص ، وذلك على حد وصفه .
وبينما توعد مذيع آخر بالقناة يدعى محمد العجمي بنشر تسجيل صوتي للناجم يطلب من خلاله تمويلاً من النبأ كدليل إثبات ضد زميله السابق ، إعتبر أبوسهمين طلب الناجم للتمويل بأنه يأتي لغرض سياسي ويجعله متورطاً بالقرائن وفي موقع الاتهام من قبل الصحفيين بالقناة بأنه تلقى أموالا من جهات أخرى بهدف تشويه سمعة قناتهم التي وصفها بالمهنية وصنع تقارير كاذبة عن الإعلام في ليبيا !
الناجم يرد !
ومن جانبه اعتبر محمد الناجم ما نشرته النبأ موجة تضليل وإفتراءات كاذبة نافياً تقديم المركز الليبي لحرية الصحافة كمؤسسة إعلامية غير ربحية أي طلبات تمويلية مٌباشرة لأي طرف ومن بينهم قناة النبأ التي قال أن القيم والأخلاقيات غابت عنها وعن إدارتها وصحفييها وتحولت لمليشيا إعلامية تٌحارب من يقف ضد خطابها الذي قال انه ضرب وأضر بالنسيج الإجتماعي الليبي في الصميم وبالأموال الفاسدة .
وتمسك الناجم فى بيان له باحترافية مركزه وتعامله بموضوعية وشفافية في كافة أعماله لوقف من وصفهم ببيادق خطابات الكراهية والتحريض المٌمنهج الذي قال أن مرتزقة يمارسونه بأموال خارجية مجهولة المصدر وذلك فى إشارة منه لقناة النبأ مؤكداً بأن البريد المسرب صحيح ولكنه لم يكن طلباً للتمويل بل لإقامة حدث إعلامي .
وقال : ” إلتزمنا الصمت خلال الفترة الأشهر الماضية عقب إصدارنا الأبحاث الأخيرة بعدم الدخول في جدال فارغ وإتهامات سخيفة ولم نٌمارس أي ألفاظ تحريض وتأجيج كالتي أستخدمت ضدنا، رغم ضلوغ هؤلاء المٌضللين التائهين في عبائة مديرهم وحاكمهم مٌعتقدين إن ما يقمون به دفاعاً عن الثورة وهم أبعد بكثير عنها وعن قيمها التي ناضل لأجلها الشرفاء وتسلق على دمائها الجبناء أمثالهم ليحصدوا الاموال غير المشروعة والولاءات “.
وأضاف مهاجماً : ” لم يوضح هؤلاء الهواة الذين أُطلقوا في نبحهم وقذفهم ، تاريخ تبادل الإيميلات التي أرسلها مدير قناة النبأ السيد وليد اللافي صاحب البدل الفخمة لتنظيم حدث إعلامي فني بين شركة آرت قروب المملوكة له والمركز الليبي لحرية الصحافة وكلية الإعلام بجامعة طرابلس ومؤسسة العين للإعلام وبرعاية قناة الرائد والنبأ مابين مارس وديسمبر بعام 2015 ، بل أخفوا نصف الحقيقة وفبركوا نصفها الأخر لمساعيهم في التضليل وتشويه سمعتنـا وسمعة المركز “.
وتسائل الناجم عن مصدر تمويل النبأ وتوظيفها لقرابة 230 موظف وتابع : ” تعاملنا معهم على هذا الأساس وأرسلنا حينها لمديرهم إيميلاً تفصلياً حول الحدث وفكرته وأقسامه ورفضناه فيما بعد لإنشغالنا في مشاريع أخري ورفض مجلس الإدارة الدخول مع هذا الإئتلاف في شراكات . إن الميزانية التقديرية كانت للحدث ( المزمع تنظيمه ) وليست للمركز الليبي لحرية الصحافة وأعضائه ومن الطبيعي جداً إستخدام الجداول والميزانيات التقديرية في أعمالنا وفقاً لنظامنا المالي النزيه ونحن لانٌخفيها ونتعامل مع شركائنا بهذا التنظيم المبني على الشفافية وهو فخر لكل مؤسسة تحترم نفسها ولديها نظام مالي قويم ومن الواضح إن إدارة النبأ لا تملكه لأن مواردها وتمويلاتها الهائلة والتي لا نمثل 10% منها لا تتجرأ على كتابتها في جداول مالية فمن أين لمديرها أن يصرف وينفق ويٌسافر كا الأمراء ويشتري البدل الفخمة ؟! ” .
الناجم وكما أنه لم ينفي صحة البريد الذي نشرته النبأ على انه طلب للتمويل لكنه كشف بأنه كان مرسلاً بالفعل منه لمسؤول سابق بالقناة وهو عمر الحداد الذي قال أنه لم يعد يعمل بها منذ ثلاثة سنوات مستغرباً دخول ادارة القناة الى بريده الإلكتروني رغم مغادرته لها وهو مايعتبر أسلوباً رخيصاً ومتكرراً في تعقب الموظفين وإبتزازهم ، وذلك بحسب وصفه !.
وأكد الناجم أن قناة النبأ توحشت وتحولت من وسيلة اعلامية الى مايشبه المليشيات الإجرامية عبر انتهاج سياسة حرب قذرة نتيجة فشلها وعجزها في صنع إعلام مهني ، واصفاً طاقمها بأنهم مجرد هواة لا يعرفون من الصحافة إلا الدم والتضليل والكذب والإفتراء ، وذلك بحسب تعبيره .
اما عن فترة عمله كمذيع بالنبأ عقب عملية فجر ليبيا ، قال الناجم انه إستقال من القناة بعد إكتشافه حقيقة التحريض والتضليل وبثها الفتن بين الليبيين ومناصرتها العمياء لأحد أطراف النزاع بتمويل مشبوه وذلك خدمة لأجندة يراد منها تمزيق البلاد .
وبين هذا وذاك ، تابع الوسط الإعلامي هذه المعركة حامية الوطيس بين النبأ وموظفها السابق مدير المركز الليبي لحرية الصحافة والتي دار رحاها على مدار يومين عبر صفحات فيسبوك ، ورغم تقليل بعض المتابعين من الوسط الاعلامي لمايجري بين الطرفين بإعتباره مجرد وصلات للردح والتقريع والتشهير بعد انفراط عقدهما .
إلا أن البعض الآخر إعتبر هذا الخلاف إنعكاساً آخر للخلاف المتفجر بين أجنحة الإسلام السياسي بسبب الخلافات المتعمقة حول عديد القضايا أهمها موقع المفتي الصادق الغرياني وحكومة الوفاق وتقاسم النفوذ داخل العاصمة طرابلس وطريقة تعاطي وسائل الإعلام المملوكة لهم مع مستجدات الأمور بشكل عام ، فى وقت تحسب فيه قناة النبأ على الجماعة المقاتلة كجناح متشدد داخل فريق الاسلام السياسي بينما يُحسب المركز الليبي لحرية الصحافة على جناح الإخوان المسلمين وذلك بحسب عدة أطراف إعلامية بينهم موظفون فى النبأ نفسها ووسائل إعلام أخرى بينما يشدد المركز على كونه منظمة مستقلة غير ربحية .
المرصد – خاص