ليبيا – أظهر تسجيل أرشيفي مصور وينشر لأول مرة بعد عثور الجيش الليبي عليه فى بنغازي عضو المؤتمر الوطني العام سابقاً محمد ابوسدرة فى رثاء أحد أبرز عناصر تنظيم القاعدة وهو عنصر كان مطلوباً فى الخارج لأجهزة الامن الليبية لمدة تزيد عن 18 سنة قبل أن يلاقي مصرعه بعد دخوله البلاد سنة 2011 .
وبحسب مقطع نشرته اليوم السبت وكالة عروس البحر للانباء فقد ظهر أبوسدرة وهو يرثي عبدالمنعم المدهوني المكنى ” عروة ” والذي قتل في بوابة الـ 40 قرب اجدابيا فى 19 أبريل 2011 فى كمين نصبته له قوة عسكرية خاضعة لقيادة العمليات العسكرية التابعة للنظام السابق بمنطقة البريقة .
وبحسب الوكالة فقد ألتقط التسجيل بمركز بنغازي الطبي ويظهر فيه أحدهم معرفاً بالقتيل وبتاريخه وبفترة سجنه في ايران لمدة 7 سنوات ، كما يظهر فى المقطع تأثراً بالغاً من الحضور بالفقيد نظراً لأهميته لدى رموز وقادة اسلاميين تصدروا المشهد الامني والسياسي والاقتصادي فى البلاد طيلة سنوات بشكل يرسم يوماً بعد يوم حقيقة باتت جلية لغالبية الليبيين يمكنهم من خلالها تحديد مسؤولية ماجرى خلال هذه السنوات لاسيما فيما يتعلق بالساسة المنتخبين .
واعتبرت الوكالة أن هذا التسجيل يعد دليل إدانة أضافي لقادة ورموز تيار الاسلام السياسي الذي كان يحكم ليبيا طيلة السنوات الماضية ويثبت حقيقة أن البلاد كانت محكومة فى الواقع من قبل مجموعات إرهابية متطرفة فى أثواب سياسية وبتحالفات مختلفة .
من هو المدهوني ؟
يعد المدهوني أحد قادة المحاولة الفاشلة لاغتيال العقيد معمر القذافي فى منطقة الشاطئ سنة 1996 فيما عرفت حينها بعملية ” الرمانة ” التي وقعت فى أوج الموجهات الامنية بين النظام السابق والجماعة قبل ان يفر من البلاد الى اليمن وافغانستان .
وفى ذات التسجيل يظهر أبوسدرة المقيم حالياً في تركيا وهو يرثي “المدهوني” ويطالب كل الحاضرين بالتعهد لمواصلة طريقه الحافلة بالارهاب والتطرف ، فيما قدمه المتحدث الآخر بصفته أحد قادة تنظيم الجماعة الليبية المقاتلة التي كانت فرعاً لتنظيم القاعدة وهي التهمة التي استدلت بها وسائل إعلام رسمية تابعة للنظام السابق كدلالة على تصدر مقاتلي التنظيم لصفوف ” الثوار ” وهي التهمة التي نفاها قادة بارزون بالمجلس الوطني الانتقالي وشخصيات إعلامية من المكتب التنفيذي معتبرينها شماعة من النظام لتشويه الثورة وثني الناس عن الانضمام للتغيير القادم .
وقد نعى تنظيم القاعدة عبدالمنعم المدهوني يوم 25 ابريل 2011 عبر منتديات ” ليبيا المسلمة ” التي كانت بمثابة نواة ذراع إعلامية للتنظيم الذي كان حينها قد انتهى من وضع نواته الاولى فى ليبيا بعد تحصل بعض عناصره على غطاء شرعي سياسي عن طريق قيادات اسلامية معروفة بالمجلس الوطني الانتقالي وبوزارة دفاع المكتب التنفيذي التي كان يقودها جلال الدغيلي المقيم حالياً فى دولة قطر علاوة عن تكوينه لترسانة ضخمة من الاسلحة سواء تلك التي تحصل عليها من المعسكرات او بشكل مباشر عن طريق الجسر الجوي بين الدوحة وبنغازي وطبرق .
والمدهوني هو عبدالمنعم مختار وكان يكنى اضافة لكنية ” عروة ” بكنية أخرى وهي ” أبا مالك الصبراتي ” كما يعتبر مؤسساً لكتيبة عمر المختار التي ضمت عدداً من العناصر المتطرفة وتولى قيادتها بعد المدهوني عضو الجماعة المقاتلة زياد بلعم وانضم بها لمايسمى بـ ” مجلس شورى ثوار بنغازي ” قبل أن تمنى بهزيمة فى الحرب التي دارت بالمدينة مابين سنوات 2014 و 2016 إبان عملية الكرامة.
نشأته وتاريخ حافل بالارهاب !
تشير وثيقة أمنية أرشيفية يعود تاريخها الى سنة 2008 و تحصلت عليها صحيفة المرصد الليبية الى مولد عبدالمنعم المدهوني بمدينة صبراتة سنة 1970 فيما تقيم عائلته بمحله القرضابية كما تشير الى انه متزوج من جزائرية وله عدة كنى أخرى منها مصطفي الزاوي ، ابن الورد ، سعد .
كما تؤكد الوثيقة التي تنشرها المرصد لأول مرة بأن المعني غادر البلاد طوعاً الي السعودية سنة 1991 ومنها الي الباكستان ثم افغانستان واقام في مضافة سياف بمدينة بيشاور وتدرب علي السلاح لمدة شهرين ثم انتقل الي جبهة اقليم جور وشارك في الحرب قبل ان يتوجه الي اقليم فاريباد ويبقى فيه لمدة سنتان حتى دخل ليبيا اخيراً وأقام فى سبها وحاول اغتيال العقيد ولاذ بالفرار مجدداً .
وبالعودة الى الكتيبة التي أسسها المدهوني فى شرق البلاد إبان ” ثورة فبراير ” تحت اسم ( كتيبة عمر المختار ) ، فقد تفرعت إلى صبراتة بنفس التسمية وتولى شقيق عبدالمنعم الاكبر منه ( عمر المختار ) قيادتها ويعد الأخير أحد أبرز المقربين لقيادات الجماعة المقاتلة كعبدالحكيم بلحاج وسامي الساعدي وخالد الشريف وعبدالوهاب قايد وآخرين اضافة لحظوته بمكانة خاصة لدى المفتي الصادق الغرياني كما اتربط بقادة سياسيين منهم رئيس المؤتمر الوطني العام السابق نوري ابوسهمين وسلفه محمد المقريف وعدد من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب العدالة والبناء الذي كان بعض عناصره فى تحالف مع المقاتلة عبر كتلتين فى المؤتمر الوطني العام .
ولقي عمر المدهوني القيادي بغرفة عمليات ثوار ليبيا التي يقودها شعبان هدية المكنى ” أبوعبيدة الزاوي ” حتفه جنوب مدينة صبراتة يوم 8 ديسمبر 2014 فى الاشتباكات التي دارت بين قوات المنطقة العسكرية الغربية وقوات فجر ليبيا .
وشغل المدهوني الاكبر منصب رئيس المجلس العسكري بصبراتة كما أنه كان أحد أبرز قيادات عملية فجر ليبيا التي سيطرت حينها على العاصمة طرابلس بالاضافة لكونه عضو سابق في الجماعة الليبية المقاتلة .
وسبق أن اتهم المدهوني عمر بخطف السفير الأردني لدى ليبيا فواز العيطان في وقت سابق من سنة 2014 مقابل الافراج عن محمد الدرسي المكنى بـ ” النص ” وهو إرهابي من عناصر تنظيم القاعدة واعتقل إثر محاولته تفجير مطار الملكة علياء الدولي فى عاصمة المملكة الاردنية عمّان قبل ان يتم الافراج عليه وينضم لقيادة مايسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي على الرغم من انه كان قابعاً فى سجنه بالمملكة طيلة فترة أحداث ” ثورة 17 فبراير ” .
مصدر التسجيل : وكالة عروس البحر
إعداد التقرير والوثائق : المرصد – خاص