ليبيا – أقام التجمع الليبي للإصلاح والإنماء وبمشاركة جمعية ليبيا الحرّة، ندوة تحت عنوان: (الشرطة .. آمال وآفاق لتحقيق الاستقرار) بفندق باب البحر في العاصمة طرابلس.
وجاءت هذه الندوة التي عقدت السبت لأجل دعم الشرطة، والتأكيد على أهمية أن تكون المؤسسة الشرطية مستقلة، وبعيدة عن أية تجاذبات سياسية، باعتبارها هيئة نظامية مسؤولة عن تنفيذ القوانين وتحقيق الأمن والاستقرار .
بالمقابل حرص منظمو الندوة بحسب صحيفة المتوسط على تواجد عدد من مؤسسات المجتمع المدني، وعلى رأسها جمعية ليبيا الحرة، لأجل توضيح أهمية الدور الذي تقوم به هذه المؤسسات تجاه الشرطة، وتبيان نوعية العمل الذي ينبغي أن تتكفل به حتى تمضي الشرطة نحو تحقيق أهدافها، المتمثلة في فرض الأمن ومحاربة الإرهاب والمخدرات والجريمة والهجرة غير الشرعية ، وفقاً للصحيفة .
وشهدت الندوة مشاركة واسعة من المؤسسات الحكومية والمستقلة، كان على رأسها رابطة متقاعدي الشرطة، وزارة التعليم، منظمات المجتمع المدني، الكشافة والمرشدات، اتحاد طلبة جامعة طرابلس، مديريات الأمن ، هيئة الشباب والرياضة، المجالس البلدية بطرابلس الكبرى، الهيئة العامة للأوقاف، وعدد من وسائل الإعلام.
وقُدم خلالها عدد من الأوراق التي تناولت بالشرح والتحليل أهم المعوقات والصعوبات التي تعترض مسيرة العمل الشرطي، وتقف حجر عثرة أمام تنفيذ المهام الموكلة إليه بالصورة المطلوبة، وقد تحدث في هذا المحور العميد محمود عاشور رئيس المباحث الجنائية محيياً في مستهل كلمته التجمع الليبي للإصلاح والإنماء على هذه المبادرة التي وصفها بالوطنية وقال: ” لأول مرة نرى من يهتم بمؤسسة الشرطة ويكرّم منتسبيها ”
واعترف رئيس المباحث الجنائية بعدم وجود أي دعم حقيقي للجهاز، موضحا في كلمته بأن المباحث الجنائية، رغم أهميتها القصوى في كشف الجريمة، ودورها الوقائي في حماية المجتمع من الجرائم قبل وقوعها، إلا أنها تفتقر حاليا إلى برامج التأهيل والتطوير، ولا تتوفر لها الأموال لصيانة مقراتها، وتحديث معداتها.
وإلى جانب ورقة المباحث الجنائية، كانت هناك كلمة لرئيس رابطة متقاعدي الشرطة أكد من خلالها على أهمية التواصل مع التجمع الليبي للإصلاح والإنماء، وتوجيه الجهود نحو تفعيل جهاز الشرطة، عارضا في ذات الوقت خبرة منتسبي الرابطة للاستفادة منها في إعادة هيكلة المؤسسة الأمني، وتطوير العمل الشرطي.
واستمع الحضور أيضا إلى ورقات عمل أخرى، اضطلعت إحداها بشرح الدور الذي ينبغي أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في دعم مراكز الشرطة، فيما تكفلت الورقة الثانية باستعراض الطرق التي يجب اتباعها حتى تتحول مراكز الشرطة إلى مراكز نموذجية وفقا للمعايير الحديثة المتقدمة، أما الورقة الثالثة فكانت عبارة عن مشروع تقدم به التجمع الليبي للإصلاح والتنمية حمل اسم التربية الأمنية، وهو برنامج وطني تربوي وقائي سيشترك في تنفيذ مرحلته الأولى كل من التجمع ومديرية أمن طرابلس، ورابطة متقاعدي الشرطة، والهدف منه هو توعية الأطفال والشباب في مدارسهم بدور الشرطة، وتحذيرهم من الانزلاق في شرك المخدرات والجريمة.
وبحسب المتوسط ، وجه رئيس مجلس إدارة جمعية ليبيا الحرة حسن طاطاناكي كلمة للمشاركين في الندوة، تلاها بالنيابة عنه عضو التجمع الليبي للإصلاح والإنماء نوري الدروقي، أكد في مستهلها على أهمية هذه الندوة التي تتجه بفاعلياتها ومحاور نقاشها نحو الهدف الأسمى الذي نسعى إلي تحقيقه، وهو تفعيل جهاز الشرطة.
وقال طاطاناكي : ” حين تهمّش الشرطة، ويتم تجاهل دورها المحوري في تحقيق الاستقرار، يصبح أي حديث عن التنمية والديمقراطية والعدالة مجرد لغو، وكلام مرسل لا معنى له ” . مؤكدا على أن جهاز الشرطة هو أساس الأمن، وهو الكفة الثانية في ميزان العدالة، إذا جرى تغييبه أو تعطيله فلن تنتهي الفوضى والانفلات الأمني، ولن تطبق القوانين، وسيكون هناك خلل فى مكافحة الجريمة، وحماية الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة.
ونوه إلى أن جمعية ليبيا الحرة، قبل سبع سنوات، أطلقت دعواتها الصريحة، بضرورة تفعيل جهاز الشرطة ودعمه، حتى يتمكن من إنجاز مهامه الأمنية بكفاءة عالية، ويحقق بالتالي الهدف الرئيسي من وجوده، وهو حماية المواطنين، مشيرا بالخصوص إلى مراكز الشرطة التي تعدّ، وفقا لمنظوره، من الركائز الأساسية للعمل الأمني الاحترافي، ومن المظاهر الهامة الدّالة على هيبة الدولة.
وقال طاطاناكي: ” كان لا بد من العمل بقوة على فكرة صيانة وترميم تلك المراكز التي تعرضت للحرق والتخريب والتدمير، وتشجيع ضباط وأفراد الشرطة للعودة إلى ممارسة عملهم، مبينا في كلمته بأن الغاية من وراء هذا العمل، هي تعميم رسالة هامة للجميع، تؤكد على أن المواطن الليبي يريد شرطة مدنية قادرة على حمايته ، ويرفض أي كيان أمني مواز تحت أي مبرر”.
وكشف رئيس جمعية ليبيا الحرة في كلمته أن مشروع صيانة مراكز الشرطة جاء في توقيت حساس ومحفوف بالمخاطر، استغله البعض في شن حملة ممنهجة ضد الشرطة، وصلت إلى حد إتهام كل من يعمل على تفعيل جهاز الشرطة، بأنه يسعى إلى إعادة انتاج الدولة البوليسية.
وتابع : لكن هذا الاتهام الباطل لم يجعلنا نتقاعس عن أداء هذه المهمة الوطنية، ونحن نلمس ذلك الترحيب الكبير من المواطنين الذين التفوا حولنا أثناء شروعنا في صيانة مراكز الشرطة، والبوابات الأمنية، ونقاط تفتيش المرور. وأشار طاطاناكي في كلمته إلى أهمية الحملات الدعائية والتثقيفية عن الشرطة مذكرا بحملة ” نبو شرطة”، التي قامت بها الجمعية، وكان الغرض منها ترسيخ مفهوم الشرطة المجتمعية بين فئات المجتمع، والتأكيد على أن العمل الشرطي ليس عملا أمنيا فقط يقوم به طرف واحد، وإنما هو مشاركة إيجابية بين طرفين هما الشرطة والمجتمع.
وختم كلمته بالتأكيد على أنه يحمل تقديرا خاصا وكبيرا لجهاز الشرطة داعيا كافة المواطنين إلى الالتفاف حول هذا الجهاز، ودعمه بكافة الوسائل حتى يحافظ على استقلاليته وينفذ مهامه باحترافية .
وكشفت صحيفة المتوسط عن خطة للصيانة ستشرع الجمعية بموجبها فى صيانة ثلاث مراكز شرطة أخرى تعرضت للتدمير والتخريب، وستقوم بصيانة مديرية الأمن بسبها ، وترميم وتأهيل مبنى وزارة الداخلية سابقاً بشارع عمر المختار، في طرابلس، وذلك ما يمثله هذا المبنى من قيمة رمزية كبيرة في نفوس الشعب والشرطة معاً.
وشاركت جمعية ليبيا الحرة التجمع الليبي للإصلاح والإنماء، على هامش الندوة في تكريم 25 شخصية من ضباط وضباط صف الشرطة،ممن كان لهم دور كبير ومشهود في العمل الأمني، كان على رأسهم العميد الراحل محمد سويسي مدير امن طرابلس المغدور، والراحل ناجي المسماري من بنغازي ورجل الشرطة الذي ظهر في اللقطة الشهيرة وهو غائص إلى ركبتيه في المياه، مؤديا واجبه في تسهيل حركة المرور، علاوة على تكريم 8 متقاعدين من الشرطة قالت الجمعية انهم تفانوا في خدمة المواطن والوطن .
المرصد – متابعات