المسماري: سنقاضي بو سهمين في محكمة الجنايات الدولية.. وهذه حقيقة التنسيق مع مصر في عملية درنة

ليبيا – بارك الناطق بإسم قيادة الجيش العميد أحمد المسماري للشعب الليبي بمناسبة حلول الذكرى الـ7 لـ”ثورة الشعب في 17 فبراير” والتي إنطلقت من رحم ما وصفها بـ” معاناة المواطن” الذي كان يطمح لحياة حرة وأكثر أريحية وممارسة الديموقراطية إلا أن هذا لم يتم للأسف.

العميد المسماري أوضح خلال إستضافته في لقاء خاص أذيع أمس الأحد عبر قناة “ONLive” المصرية وتابعته صحيفة المرصد بأن دعاة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وتنظيم “داعش” وتحالف الإخوان معهم سرعان ما إنقض على هذه “الثورة” وأوصل الحال لما وصل إليه اليوم في وقت قدم فيه لها الليبيون أبنائهم وضحوا من أجلها بالغالي والنفيس وهي رؤية لا يمكن أن يتجاهلها أحد أو يشكك فيها مضيفاً في الحوار التالي:

س/ ما الذي تمثله تصريحات بو سهمين في الذكرى الـ7 للثورة الليبية وهل يكفي إعتذاره حتى يرفع عنه ما قد يعده البعض جريمة في حق ليبيا والليبيين؟

ج/ بالنسبة لتصريحات بو سهمين هذه وثيقة إرهابية هامة جداً تحصلنا عليها الآن فالجرافات التي كانت تأتي للمنطقة الشرقية من ليبيا والتي تضررت منها بنغازي بالتحديد ودرنة وساهمت أيضاً في إرتكاب جرائم بشعة تعد جرائم حرب مثل تفجير الأهالي في مدينة القبة وتفجيرات بنغازي وإستهداف المتظاهرين فيها وإطالة عمر المعركة ضد الإرهاب في بنغازي كلها كانت تدعم الإرهابيين بشكل مباشر وبو سهمين إعترف إعتراف صريح وذكر كل الأسماء التي إرتكبت هذه الجريمة وبالتالي نحن في القيادة العامة نعتبر كل ما جاء في تصريحاته وثيقة قانونية ستضم لملف جرائم الحرب في ليبيا.

س/ كيف تسير جهود ليبيا في ملاحقة الدول وأجهزة الإستخبارات التي تدخلت في الأمن الليبي ومدت الإرهابيين بالأسلحة وكان آخر الأدلة هي تنظيم “الحمدين” الذي أثبتت الأدلة بأنه يهرب الأسلحة تحت ستار الهلال الأحمر القطري عبر صناديق وحتى السفينة التركية التي ضبطت؟

ج/ تم في القيادة العامة تشكيل مكتب قانوني وتم تكليف أستاذ في القانون متخصص في هذا الجانب والآن بدأ بتجميع ما لديه من أدلة لرفع القضايا أو لتوضيح بعض الأمور في الجانب القانوني ونحن لدينا الكثير من الجرائم والآن بدأ قادة الإرهاب في ليبيا يعترفون بكل شيء مثل بو سهمين الذي إعترف بإعترافات رهيبة جداً.

س/ هل ستقاضونه في الجنائية الدولية؟

ج/ بالتأكيد وسنعتبرها وثيقة من وثائق جرائم الحرب المرتكبة في بنغازي لأن القتل العمد أرتكب بشكل فظيع جداً حتى بعد إطلاق عملية الكرامة من خلال الجرافات التي تأتي بالذخائر والأسلحة والتموين والأجهزة الحديثة للإرهابيين وهذا اللقاء لبو سهمين كان مهم جداً وهناك وثائق أخرى حرجت البارحة لقادة من الجماعة الإسلامية المقاتلة ويقولون بأن كل من قاتل في العام 2011 هم الجماعة الإسلامية المقاتلة التابع لتنظيم القاعدة والمصنفة دولياً منظمة إرهابية.

بالتالي كيف يتعامل معها العالم مثل تركيا وقطر وهو تنظيم إرهابي وهنالك الكثير من الأسئلة وهناك الكثير من التصريحات خلال السنوات الماضية وهناك من أصبح يسخر من هذه التصريحات ولكن التصريحات التي صدرت خلال 48 ساعة الماضية تصريحات خطيرة جداً وتثبت كل ما قلناه بأن ليبيا عليها مؤامرة كبيرة وأن هناك جهات ودول ومخابرات بعينها تدعم جماعات إرهابية مثل الإسلامية المقاتلة التي تحالفت مع الإخوان المسلمين للوصول للسلطة بعد حكم القذافي.

وهناك تنظيم داعش والذي جل عناصره منشقين عن تنظيم القاعدة الإرهابي وهناك دول أخرى تعمل على عدم إستقرار ليبيا من أجل تحقيق مكاسب كما تظن وتقاطع مصالح لدول معينة في ليبيا أصبح يعمق الأزمة الليبية.

وللأسف نحن أصبحنا لقمة سائغة ليس فقط للمخابرات الأجنبية والإرهابيين بل أصبحنا لقمة لينة وسهلة جداً ومطمعاً للدول التي لا تمثل شيء مع القدرة الليبية ومع الأصول والكيانات الليبية ولكن القوات المسلحة موجودة والشعب الليبي موجود ومن حق الشعب الليبي أن يعيش بحرية ورفاهية وأن يمارس حياته كما تمارسها الشعوب الأخرى ومن حقه أن يقاوم الإرهاب والمحتل وكل من يتدخل بالشأن الليبي ومن حقه المطالبة بحقوقه سواء من قطر أو غيرها ولدينا أساليب كثيرة ونعرف أن الحقيقة ضحية الحروب ولكن الحق والحقيقة التي نحن نقاتل من أجله لا يمكن أبداً أن يخذله الله سبحانه وتعالى ومن ثم نحن متيقنين بأن النصر مع الشعب الليبي.

س/ إلى أين وصلت جهود الجيش الليبي في مسار العمليات العسكرية وتحديداً في موضوع الحدود المنتهكة بالأساس وحتى الآن ما زالت تتدفق الأسلحة للإرهابيين عبرها؟

ج/ أولاً الأسلحة والقذائف ليست بأيادي القبائل والعشائر بل بيد أفراد خارجين عن القانون وبأيادي ميليشيات في المنطقة الغربية خاصةً في مصراتة وطرابلس وهي خارجة عن السيطرة وهناك بعض الميليشيات التي نعتبرها قد تكون وطنية ومن الممكن أن نتفاعل معها ولكن بالمقابل هناك ميليشيات إرهابية تمتلك كميات كبيرة من الأسلحة سواء أسلحة النظام السابق أو أسلحة تم تزويدهم بها بعد الـ17 من فبراير.

وفي تونس تم القبض على سفينة روسية محملة بالأسلحة والذخائر كانت تنوي الدخول للمياه الإقليمية الليبية وهذا يدل على أن حظر السلاح ليس له جدوى إلا على الجيش الوطني الليبي أما الميليشيات لا زال لها الدعم والأسلحة وهذه الأسلحة تعتبر تهديد مباشر للأمن المحلي الليبي ولأمن المنطقة بالكامل ونحن لا نضمن أبداً عدم وصول هذه الأسلحة لبؤر إرهابية في دول الجوار ولا نضمن حتى حدود الدولة الليبية بالتالي نحن بالفعل أمام مشكلة كبيرة جداً لا يمكن أن تحل إلا بالدعم من الجيش الوطني الليبي وببرلمان قوي يضع التشريعات التي تحرم حمل السلاح خارج المؤسسات الشرعية للدولة وهي القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية.

ولدينا الآن تجربة جيدة في بنغازي والمنطقة الشرقية قللنا من وجود الأسلحة خارج المعسكرات بشكل كبير جداً والآن هناك توجه للتعامل مع بقية الأسلحة الموجودة خارج المؤسسة العسكرية إما بالشراء أو القضاء والمشكلة الآن في المنطقة الغربية وبعض البؤر في المنطقة الجنوبية الغربية فهناك أسلحة بيد ميليشيات مدعومة بقوة وللأسف أن المجلس الرئاسي برئاسة السراج الآن يدعم الميليشيات بعينها سواء بالتسليح والتدريب والإعداد وبالشرعية كذلك وهذا هو الخطر القائم والخطر عليه شخصياً قبل أن يكون على الليبيين وهذه معضلة كبيرة تدخل الأمم المتحدة وفي عام 2011 وترك الليبيين بعد إنتهاء حكم معمر القذافي للإرهاب والإرهابيين فعليهم الآن أن يتحملوا المسؤولية بالكامل تجاه مساعدة الجيش الوطني الليبي في إعادة الأمن والأمان وإستقرار المنطقة بالكامل.

س/ غسان سلامة في إجتماع موسع منذ نحو 10 أيام مع نخبة سياسية وأمنية في جنوب ليبيا قال بأن الحدود غير مراقبة ولا توجد سلطة موحدة لحماية الحدود فعالة وهذا السبب في تدفق الإسلحة وكشف على أن الأمم المتحدة تعمل بشكل مكثف مع دول الجوار لمحاولة ضبط الحدود وكبح دخول الأسلحة لليبيا ما ردك؟

ج/ أولا هذه ليست مهمة غسان سلامة بل مهمته أن يضع الليبيين على طاولة واحدة من أجل إنهاء الصراع السياسي وهذه الموضوع تكلمنا عنه كثيراً في القيادة العامة وحتى مع دول الجوار وحتى مع دول مثل إيطاليا وفرنسا ودول أخرى وقلنا بأن الحدود الليبية طويلة جداً ومنطقة صحراوية وصعبة جداً وتحتاج بالفعل لجيش كامل لحمايتها بالتالي على الأمم المتحدة والدول الواقعة جنوب وشمال ليبيا أن تساعد ليبيا في تأمين الحدود بناء على إتفاقية ودراسة كانت موضوعة قبل ذلك وإتفاقية الصداقة والسلام مع الإتحاد الأوروبي وعلى رأسها إيطاليا في 2007 ويحب أن نعود لهذه الإتفافية وأن نكون شركاء في حماية حدودنا لأنها لا تمثل فقط الحدود الليبية بل أصبحت حدود تمثل حتى دول اخرى وخاصة أوروبا وبالتالي هذه مسؤولية تضامنية ونحن من نقود ذلك وسلامة عليه أن يتوجه لتعديل إتفاق الصخيرات وتوضيح رؤية سياسية أو أن يضع خارطة طريق جيدة ومقبولة لدى الليبيين ويبتعد عن الأمن فالعمليات المسلحة لها رجالها ولها قواتها وضباطها وجنود مكلفين بها وإن كان يريد أن يخدم الليبيين وأن يقدم خدمة تأريخية تسجل له عليه أن يقول كلمة الحق.

س/ العد التنازلي لتحرير درنة وعودتها لسيطرة القوات الليبية قد بدء بالفعل كيف تسير العمليات وخاصة مع الطبيعة الجبلية الوعرة لدرنة؟

ج/ من صعوبة القتال في الجبال هي التحرك وصعوبة المواصلات ومن يسبق في العمل العسكري أولاً ومن يتمركز في المنطقة الجبلية سيستفيد كثيراً من الموانع الطبيعية فيها ونحن لدينا استراتيجية أخرى تم تطبيقها في بنغازي وتم تطبيقها في إجدابيا وفي منطقة الجفرة وهي القتال خارج المدن نحن لا زلنا للحظة نقاتل خارج درنة حتى لا تحدث إصابات داخل المدينة لأنها تاريخية وقديمة ولها مكانتها الثقافية والخطة تسير بشكل جيد القيادة راضية بشكل تام عن أداء الجنود والقيادات في تلك المنطقة ونطمئن الجميع بأن العمل في هذه النقطة الآن خارج الإعلام ولكنها تسير بشكل جيد.

وهناك من صرح وقال أن هناك تنسيق مع القوات المصرية بالتنسيق ليس في درنة التنسيق مع القوات المصرية لمنع هروب مجرمين من ليبيا عبر الحدود الليبية المصرية وتوجههم لمصر وذلك لمنع إي إمداد يأتي من مصر للمجرمين في درنة يعني قطع خطوط المواصلات بين الإرهابيين وكذلك الإستطلاع الجوي للحدود الليبية المصرية بشكل مستمر ونحن نحي الجيش المصري على تحمله هذه المسؤولية.

س/ رئيس مجموعة الإتصال الليبية في ليبيا في آخر حوار صحفي له أشار لطلب من القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية من روسيا بإنشاء قاعدة عسكرية روسيا على الأراضي الليبية ما حقيقة هذا الأمر؟

ج/ هذا الأمر تداول كثيراً منذ زيارة القائد العام لموسكو الزيارة الأولى وبدأ الإخوان عبر إعلامهم يتكلمون على أن القائد العام طلب من موسكو إنشاء قاعدة جوية ووافق على تمركز قاعدة عسكرية روسية على الأراضي الليبية وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق وإطلعت على الحوار ويقول بأن هذا السؤال يوجه لوزارة الدفاع وبالفعل هذا السؤال لا يوجه للجنة علاقات أو متابعة ونحن لم نطلب ذلك على الإطلاق وكل ما طلبناه من الأشقاء الروس هو تنفيذ عقود التسليح السابقة وقطع غيار وطلبنا التزويد بالإسلحة والذخائر ورحبوا بذلك بكل أريحية ولكنهم إشترطوا رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي ونحن لا نريد جنود على الإطلاق من يريد أن يدعمنا ضد الإرهاب ليدعمنا بالمعدات والأسلحة والذخائر.

س/ هل هذا يعني مع هذه الظروف من الممكن أن تكون هناك إنتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا؟

ج/ هذا الموضوع أثار الكثير من الجدل ونحن في القوات المسلحة ليس لنا علاقة بهذا الأمور السياسية بل هذا من إختصاص البرلمان والحكومة المؤقتة ولكن للآسف من دعا للإنتخابات هو السيد غسان سلامة ولا نعرف ما هي رؤيته الأمنية أو لإحقاق واجب الإنتخابات ومن الذي سيحمي الإنتخابات ومن الذي يحمي الدعاية الانتخابية وما هي  الشروط الواجب توفرها بالمنتخب وعندما صدر الأمر من المفوضية العليا للإنتخابات بالتسجيل دعمنا هذا التوجه ورحبنا بالإنتخابات ونرى فيها بأنها مخرج عادل لكل الشركاء في ليبيا ومخرج للبلد من هذه الأزمة المفتعلة ولكن هناك من بدأ يحاول بالتأثير سلبا على هذه التوجه وحاول محاربتها لأنها أفشلت الإخوان ولم تمكنهم من الوصول للبرلمان.

س/ اللقاء الذي جمع بين رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمشير حفتر إلى ماذا توصلتم وإلى ما إنتهى وكيف ستزيد الدعم الإغاثي التي تقدمه لليبيين؟

ج/ هذا الملف عملت عليه مدة زمنية طويلة وتقابلنا مع الصليب الأحمر في أكثر من مناسبة في تونس ومصر وقاموا بدعوتنا لزيارة مقرها الرسمي في جنيف ونحن نعرف أهمية الصليب الأحمر ونعرف دوره في الأزمات بالتالي لا نريد أبدا أن نكون بمعزل عما تقدمها للشعوب في الأزمات وكان اللقاء ممتاز جداً وتوصلنا فيه لتفاهمات جيدة.

Shares