ليبيا – أوقف مكتب الأوقاف والشؤون الاسلامية فى مدينة مصراتة خطيب وإمام مسجد ” الشيخ إمحمد ” عبدالعزيز السيوي عن الخطابة وذلك بسبب خطبة تحريضية دعا فيها للقيام بأعمال إرهابية ضد كل من مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة .
وقالت مصادر مطلعة على الموضوع لـ المرصد أن أطراف فى المجلس الرئاسي طالبت مسؤول الهيئة العامة للأوقاف فى حكومة الوفاق رسمياً بإتخاذ إجراء عقابي بحق السيوي ليقوم الأخير بدوره بإحالة الطلب إلى فرع أوقاف مصراتة برئاسة أحمد الكوت .
ونقل سليمان بن صالح الناشط السياسي عن الكوت قوله ان هناك قنوات فضائية مهمتها البحث عن كل كلمة تصدر عن أي شخصية أو رمز من رموز مدينة مصراتة أو ثورة 17 فبراير تستطيع استخدامها للكيد وللدعوة للفتنة وأن هذا ما حدث مع السيوي بسبب خطبته التي كان فيها ” منفعلاً قليلاً ” بسبب إستفزاز الرئيس الامريكي دونالد ترامب العدائي للأمة الاسلامية وذلك على حد قوله .
وأضاف بن صالح نقلاً عن الكوت : ” جرى إستدعاء السيوي وإطلاعه على ما جرى في موضوع خطبته وكيف تم استغلال كلماته الحماسية استغلالاً سيئا وكيديا من قبل قنوات الكرامة وخلص الاجتماع به إلى قبوله مبدأ إيقافه عن خطبة الجمعة تفاديا لمزيد من التصعيد من قبل هذه القنوات التي تعمل ما بوسعها لتوريط رموز المدينة خاصة ومصراتة عامة في مشاكل تعود بالضرر عليها “.
ومن جهته ندد رئيس مجلس شورى حكماء مصراتة إبراهيم بن غشير بإيقاف السيوي معتبراً ذلك تكميماً للأفواه وقال :” خطيب قال كلمة حق فى بعض الظلمة أغضبت حكومة السراج فأمروا بإيقافه عن الخطابة انه العودة للعهد السابق وهذا ﻻ يحسن السكوت عليه بعد الثورة فالحرية خط أحمر اﻻ إذا كانت مفرطة ونالت من حرية اﻵخرين ” .
وكان السيوي وهو قيادي فى جماعة الإخوان المسلمين الليبية وعضو مجلس شورى الجماعة وفى مقطع تحصلت عليه صحيفة المرصد الليبية لجزء مسرب من خطبة صلاة جمعة يوم 8 ديسمبر 2017 ألقاها عقب يوم واحد من إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب القدس الشريف عاصمة لـ ” إسرائيل “طالب المصريين من مسجد الشيخ امحمد فى مصراتة بالانتفاض على رئاسة بلادهم وقال : ” فليقل من شاء بأنني أدعو الى الارهاب ” .
وقال القيادي الاخواني مخاطباً المصريين بأن قبولهم بحكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي وصفه بألفاظ نابية يعني طعنا من شعب مصر فى ظهر أمة الإسلام ، كما دعاهم وكافة المسلمين الى الانتفاض ضد من وصفه بـ ” باغي الكنانة السيسي ” الذي قال أنه إنقلب على الشرعية ممثلة فى الرئيس السابق محمد مرسي عضو الجماعة ، وأنه لايهتم اذا تم وصفه بالارهاب وذلك فى دعوة منه لهم جميعاً للقتال ضد النظام المصري على أرضه .
وتابع : ” إنني والله أدعو الى الارهاب ضد السيسي وادعو الى ارهاب شديد وكبير ضد طغاة الإمارات ، وإنني على أعواد هذا المنبر أدعو إلى إرهاب عميق ضد ملوك السعودية لأنهم أورثونا الذل والعار بينما الكافر الملحد رئيس كوريا الشمالية قال أن إسرائيل لا أرض لها ” .
ويعد السيوي وهو عبدالعزيز إبراهيم من أبرز رموز جماعة الإخوان المسلمين فى مدينة مصراتة وهو معلم لغة عربية بالأساس كما أنه خطيب وإمام مسجد الشيخ إمحمد وهو أقدم وأعرق مساجد المدينة وقد تم تشييده سنة 1880 وتشرف عليه الهيئة العامة للأوقاف التابعة لحكومة الوفاق الوطني والتي يتولى فرعها فى مصراتة ” الشيخ ” أحمد الكوت كما تبث له قناة التناصح التي صنفتها الدول الثلاث المقاطعة لقطر ككيان مرتبط بالارهاب المدعوم قطرياً ، خطب وعظية فى سلسلة المواعظ المنبرية .
كما يحسب السيوي بأنه أحد الرموز الدعويين لجماعة الاخوان المسلمين الليبية التي يقول بأنه إنضم لها سنة 2001 وتبث له الجماعة مقاطع ترويجية تروج لاعتدال الجماعة وفكرها التربوي المهذب والقويم ، الهادئ ًالبعيد عن العنف والتطرف الا أن السيوي خلف الكاميرات خالف المفاهيم التي يروج لها بنفسه فى أكثر من مناسبة .
فشاعر الجماعة الاسلامية المعتدلة ، وأحد قادتها وعضو مجلس الشورى بها وهو القسم المشرف على أنشطتها وأنشطة أذرعها السياسية والإعلامية والدعوية ، الداعي للإصلاح وتهذيب النفس وتطبيق صحيح الاسلام قولاً وعملاً ، عبدالعزير السيوي ، لايتورع فى وصف خصومه السياسيين كرئيس الوزراء الاسبق علي زيدان ورئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني عبر مكبرات الصوت بأوصاف تحط من المكانة الانسانية التي قدسها الدين الاسلامي وذلك لمجرد الإختلاف السياسي كوصف ( الخائن والرعديد والوغد والخنزير والخروف ) بل وعلى الملأ !
وتأتي هذه الخطبة لتفتح باب التساؤلات مجدداً عن صراع المنابر فى البلاد وعن مدى سيطرة الدولة على خطابها الديني فى مساجدها لاسيما عندما يتعلق الامر بخطاب كهذا كفيل بأن يثير أزمات مع دول كانت قد إتخذت عدة إجراءات تجاه المواطنين الليبيين وتراها إحترازية لضمان أمنها كتشديد إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول الى أراضيها علاوة عن التدقيق الامني فى مطاراتها لحاملي جوازات السفر الليبية .
وبالعودة الى السيوي ، يعد الرجل أحد أبرز الداعمين لعملية فجر ليبيا سنة 2014 وكان يلقب بلقب ” شاعر الساحة ” وذلك لفصاحته فى كتابة الشعر الذي كان يسخره لدعم مواقف الجماعة تجاه قيادة الجيش الليبي ومجلس النواب والاطراف المرتبطة بهما وله شعر شهير بعنوان ” بوكا نزلت عن الجواد ترجلاً ” رثى فيه القيادي بما يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي محمد العريبي المكنى ” بوكا ” .
علاوة عن نعي ” بوكا ” يشتهر الرجل بأنه أحد أبرز قادة ورموز جماعة الإخوان المسلمين الداعمين لشورى ثوار بنغازي وسرايا الدفاع ليطرح بذلك نفس السؤال مجدداً الذي يطرحه المهتمين بشؤون الجماعات الاسلامية عن حقيقة مفاهيم الاعتدال ونبذ العنف وثقافة الحوار والتوافق التي تحاول الجماعة عبثاً ربط نفسها بها منذ سنوات وخاصة فيما يتعلق بأحداث فجر ليبيا والحرب فى بنغازي ودرنة وخليج السدرة وغيرها ، ولكن سرعان ما تبوء محاولتها بالفشل ككل مرة على يد مواقف حقيقية يثبتها قادتها وعناصرها ورموزها أنفسهم بالصوت والصورة !.
المرصد – خاص