ليبيا – تحصلت صحيفة المرصد على نسخة حصرية لمستند يتضمن تفريغاً حرفياً ورسمياً من أرشيف القيادة الليبية السابقة لمكالمة هاتفية بين العقيد معمر القذافي والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عشية إنتخاب الأخير رئيساً للجمهورية الفرنسية .
ويعود تاريخ المكالمة بالتحديد الى 27 مايو 2007 تحدث خلالها الشخصيتان عن مستقبل العلاقات الليبية الفرنسية والتعاون المستقبلي بين البلدين عقب انتخاب ساركوزي .
ويواجه ساركوزي تحقيقات وحكماً محتملاً بالسجن أمام القضاء الفرنسي بتهمة تلقي تمويل غير مشروع لحملته الانتخابية وكان قد اعتقل الاسبوع الماضي للتحقيق لمدة 48 ساعة وأخلي سراحه وقد أكد رجل الاعمال اللبناني زياد تقي الدين بأنه كان وسيطاً بين حملة ساركوزي وطرابلس قبل الحملة وبأنه قام بزايرتين لطرابلس نقل خلالها جزء من الاموال.
وكان موقع ميدابارت الاستقصائي الذي كان مسرحاً لأول فضيحة حول تلقي ساركوزي تمويلاً من ليبيا تفوق قيمته 50 مليون يورو قد نشر فى 11 مايو 2012 معلومات عن المكالمة الھاتفیة وفحواها وقد تلقى حينها تأكيداً لصحتها من قصر الإليزيه ( الرئاسة الفرنسية ) .
وتعطي هذه المكالمة إنطباعاً عن العلاقة التي كان ساركوزي ينوي إقامتها مع ليبيا وترسم صورة عن وجود علاقة سابقة بين الطرفين لاسيما وأنها تأتي بعد حوالي أسبوع عن اعلان فوزه بالانتخابات مايطرح علامة إستفهام أمام القضاء الفرنسي الذي أحيط علماً بها عن سبب مهاتفة الرئيس السابق للعقيد وتحمسه الى هذه الدرجة .
وتقول وسائل اعلام فرنسية أن المحققين فى باريس تطرقوا الى هذه المكالمة خلال جلسات التحقيق المغلق مع ساركوزي وطريقة حديثه فيها بعد إستماعهم لها من الايليزيه وقد أجاب بأنه كان يستخدم لغة دبلوماسية رغبة منه فى تنقية الاجواء مع طرابلس بما يضمن المصالح الفرنسية المستقبلية .
وفى مايلي تنشر صحيفة المرصد الليبية التفريغ الحرفي للمكالمة كأول وسيلة إعلام تتداولها وتنشر نصها حرفياً وفقاً لما ورد فى المستند الذي وثق المكالمة على لسان المُتحدثين بواسطة مترجم .. إلى النص :
المكالمة التي جرت بین الأخ قائد الثورة والرئیس الفرنسي المنتخب” ساركوزي” بتاريخ 2007/5/27 مسيحي
– القائد : صباح الخیر .
– ساركوزي : صباح الخیر .
القائد : أنا أكرر تھانيّ بثقة الشعب الفرنسي بانتخابكم رئیسا وأنت أھل لھذه الثقة.
ساركوزي : سیادة القائد أنا یسعدني كثیراً أن أتحدث معكم علي الھاتف ، وأنا لم أنس الموعد الذي كنتم اعطیتمونا إیاه ، وأنا احتفظت بذكري رائعة عن نوعیة التحليلات التي سمعتھا منكم .
حقاً أنتم تستحقونً ھذه التسمیة ” القائد ” لقد تأثرت كثیراً لرسالة التھنئة التي أرسلتموھا لي ، وأود أن أعطي زخماً جديداً لعلاقاتنا الثنائیة ، مثلا بالنسبة للطاقة النوویة إذا كنتم توافقون أنا مستعد لارسال بعثة استكشافیة لتقصي ھذا الأمر ، وفي مجال الدفاع یسعدني إذا تمكنا من العمل بشكل ملموس مع لیبیا ، وفي مجال مكافحة الإرھاب یمكن أن نذھب أبعد مما حققنا حتي الآن .
أنا أعرف اھتمامكم الكبیر بالمتوسط ،وأنا مقتنع أن بلادكم یمكنھا أن تقدم الكثیر ، أقترح علیكم أن أرسل لكم بعثة رفیعة المستوي لمناقشة ھذا الأمر، ویسعدني أن أنظم في فرنسا القمة الثانیة لمجموعة (5+5) أنا أعرف الدور الذي تلعبه في أفریقیا ، وأود أن أوجه دعوة لزیارة باریس لأمین عام تجمع دول الساحل والصحراء ومقر ھذا التجمع ھو طرابلس.
وأخيراً أعتقد أن الوقت قد حان الآن في ھذه المرحلة الجدیدة ،أنا سعید لأن المفاوض اللیبي سوف يزور باريس قريباً ونحن منفتحون لمناقشة كل اقتراحات التعویضات للضحایا ،أخیراً أود أن أزور ليبيا وسوف أكون سعيداً جداً لو قمتم أنتم بزيارة وأفضل شيء هو أن تسمح هذه الزيارة بإيجاد حل لمشكلة الممرضات والطبيب .
وأخيراً أود أن قول لكم سأكون سعيداً للقاء السيد بشير صالح ، وأعتقد أنكم بذلك قد فهمتم سيادة القائد أن لدي إرادة لكي أعمل معكم ومع ليبيا .
القائد – عموماً أنا سعيد جداً بهذا الاتصال ونحن مرتاحين إن عندنا صديق في أوروبا الذي هو أنت ، أنا تابعت تصریحاتك ، وبناء حتي علي اللقاء الذي كان بیننا في الماضي أعرف أن عندك تصمیم وعندك إرادة، وأنا متفائل جداً أن نعمل شيئاً كثير بين البلدين وبین أوروبا وأفریقیا ، وفي البحر المتوسط وأنا موافق علي كل الاقتراحات التي اقترحتھا ولا تحفظ لدينا فیما یخص الطاقة النوویة للأغراض السلمیة والدفاع ، ومكافحة الإرھاب وقد أكون سعیداً أیضاً للقاء بكم في فرنسا ، وأرحب باللقاء ھنا أو ھناك ، وأشكرك علي الدعوة الموجھة إلي أمین تجمع س /ص ،وبشیر أیضاً تحت تصرفكم في اي وقت .
وبودي أن فرنسا تتحرك في المجموعة الناطقة بالفرنسیة في أفریقیا سواء كانوا في الاتحاد الإفریقي أو في س / ص ، لا أخفي علیك أن المجموعة الناطقة بالإنجلیزیة یعارضون اي وحدة حقیقية لأفریقیا ،حكومة اتحادیة إفریقیة ، یعارضونھا وأعتقد أن أصدقائنا الأمریكان والإنجلیز بأفریقیا یرون أن الوحدة الأفریقیة ستكون لصالح الناطقین بالفرنسیة ، وبدأوا ینظمون أنفسھم حتي یواجھوا أكرا حتي لا تطلع قرار بتشكیل حكومة أفریقیة ،وأنا ھذا الكلام أقوله لك بناء علي الثقة التي عندنا فیك ،ثقتنا فیك التي تجعلني أبیح لك بھذا الشيء ، ان قمة س / ص ستعقد في سرت إن شاء الله أغلبیتھا من الناطقین بالفرنسیة ، نحن سنعمل جھدنا معھم ، لكن من جانبك أیضاً أنت وإخوتنا في س / ص الناطقون بالفرنسیة نحثوھم علي إتخاد موقف لصالح حكومة الاتحاد الإفریقي ، أما أكرا ستكون في بدایة شھر 7 , ففيه وقت ممكن فرنسا أن تعمل اتصالاتھا مع الناطقین بالفرنسیة وكذلك نحن من جانبنا لكي یكون الي جانب إقامة حكومة أفریقیة ، وإذا توحدت إفریقیا والثقل فیھا لمجموعة الناطقین بالفرنسیة سیكون ھذا لمصلحة فرنسا من جھة ، ولمصلحة التعاون بین الاتحاد الأوروبي والإفریقي.
أما بخصوص البحر المتوسط أنا سمعت تصریحاتك ، وھي تصریحات غیر معھودة ، أنا الي جانب وحدة المتوسط كما تعرف ، لكن لكي نحقق الھدف بأسلوب معین ، مثلا بودي أن نحن (5+5) نحاول توسیعھا الي (6+6) نضیف مصر والیونان ، ممكن تحدثنا معك في طرابلس في ھذا الموضوع تقریباً ، لان (6+6) معناھا الأوروبیة والافریقیة المطلة علي البحر المتوسط .
ساركوزي – أنا موافق تماماً سیادة القائد علي ھذه الفكرة.
– القائد : عظیم ، المنطقة الاسیویة أنا رأیي أن الاتحاد الاوروبي یتعاون معھا ،یتعاون معھا إذا الاتحاد الأفریقی یتعاون معھا فھو حر ، یعني أوروبا تتعاون معھم ، أو إفریقیا تتعاون معھم زي ما أنت شایف ھذا طرف ثالث كیف ندخله معنا نحن أفریقیا وأوروبا ، وبعدین ھذا یجیب لنا مشاكل ، مشاكل خطیرة بین الفلسطینیین والإسرائیلیین ، الأكراد والأتراك ، وبین سوریا ولبنان ، وھؤلاء مشاكلھم عویصة ، لا ندخل المشاكل داخل بیننا ، وھذه الجبھة الأسیویة ندیر بذلك كیف نتعامل معھا ، نعمل سیاسة ، بودي أن عمل علي ھذا الأساس، وأنا أعتقد أن أول مرة ممكن لیبیا وفرنسا یعملان بجد ویفیدان في البحر المتوسط وفي أوروبا وفي أفریقیا ، وفي أفریقیا بالذات ، أنا أقول أن نحن محظوظین أن صدیقنا ھو”ساركوزي “شكراً لك . ھذا الذي حبیت أن أقوله.
ساركوزي – شكراً جزيلاً سیادة القائد ، وأنا أبقي بتصرفكم لكي نتابع مبادلات الرأي ھذه.
القائد – نعم
ساركوزي : من ھو الشخص الذي یمكن أن التقي معه أتحدث معه عن المسائل الشائكة ؟ ھل ھو السید بشیر صالح أوالوزیر الذي سیأتي من قبلكم ؟
– القائد : ممكن بشیر لأنه یتكلم فرنسي وتتفاھم معاه مباشرة.
– ساركوزي : حسناً سیادة القائد إذاً سوف التقي بالسید بشیر وأتفق معه ، وربما آنذاك ربما بزیارة تقومون بھا أنتم لفرنسا أو زیارة لي أنا إلي لیبیا .
– القائد : إن شاء الله
– ساركوزي : أنا أعتمد علي صلاتكم سیادة القائد .
– القائد : شكراً
– ساركوزي : لا نصلي بنفس الطریقة ولكن نصلي للإله نفسه.
– القائد : شكرا جزیلاً
– ساركوزي : أود أن أعبر لكم عن احتراماتي وصداقتي سیادة القائد.
-القائد : وكذلك أنا . شكرا جزیلاً
(ساركوزي) الي اللقاء.
——انتهت المكالمة ——