ليبيا- أكد رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان أن عملية الكرامة إنطلقت لتحقيق أغراض سياسية وأتت “بالدمار” و”الجرائم الكثيرة” و”إنتهاكات حقوق الإنسان” فيما تمت “محاربة الإرهاب” في مدن أخرى بأقل التكاليف بإجماع وطني ومن دون حدوث أي إنقسام.
صوان أوضح خلال إستضافته في برنامج “Live” الذي أذيع اليوم الخميس عبر قناة ليبيا 218 وتابعته صحيفة المرصد بأن من تولى قيادة عملية الكرامة يتحمل وزر كل ما جرى بسبب العملية إذ لا يمكن ضرب النسيج الإجتماعي وإتهام كل من في المنطقة الشرقية بالتعمد في تشريد الناس وإنتهاك حرماتهم وإرتكاب الجرائم فمن أيدوا عملية الكرامة فعلوا ذلك لشعارات نزيهة لأن الأرهاب كان موجودا بشكل فعلي في مدينة بنغازي مضيفاً في الحوار التالي:
س/ نود منك توضيحا أكثر عن التصريحات الأخيرة ورؤيتك الشاملة لعملية الكرامة؟
ج/ في البداية لا شك أن كل ما حدث من قتال بين الليبيين ليس في قضية الكرامة أو فجر ليبيا أو حتى في عام 2011 مع القذافي ومن معه كل هذا حدث بين مسلمين وبين شعب واحد وأخوة وبالتالي يعني أنا أستغرب من يستغرب هذا التصريح فهذا موقف مبدئي بالنسبة لنا وبالنسبة لعملية الكرامة نحن قلنا وأؤكد نفس الكلام أن الإرهاب موجود في بنغازي والمجموعات الإرهابية موجودة في الكثير من المناطق الإرهابية في السابق وإنطلقت عملية الكرامة تحت شعار نبيل وعليه إجماع من كل الليبيين.
ولكن ربما إنحاز لهذه العملية كثير من الليبيين في الشرق وأيدها الكثير سواء كان بالرجال أو بالمال ولا شك أن هناك من أيدها وهو يعتقد جازما أنه يحارب الإرهاب وبالتالي هذا يعني هدفا نبيلا وكل من أيد عملية الكرامة الحقيقة الآن مطلوب منهم وهم الفئة الكبيرة من العقلاء والبعض منهم ربما كان صامتاً وينظر لما يجري يعني هؤلاء يمثلون العجينة التي يمكن أن ترأب الصدع ويمكن أن تلعب دور الوسيط وأنا أقول بكل صراحة إن طال الزمن أو قصر لا بد من المصالحة الوطنية.
ولا بد من رجوع الناس إلى بيوتها ولا بد من عودة بنغازي إلى مدينة كما كانوا يسمونها بالسابق “رباية الدايح ” وبنغازي مدينة وعاصمة مثل طرابلس وهي تضم كل طوائف الشعب الليبي وبالتالي هذه مرحلة عابرة يعني يجب علينا أن نعيد النظر فيها والكلام الذي ذكرته مبدئيا هذا توجهنا وليس من باب التكتيك أو المناورة السياسية فالآن في الحقيقة مصلحة الوطن على المحك وإن كل من له ذرة من الضمير يعني يستحي الآن أن يدخل المزايدات أو المصالح السياسية في قضية تتعلق بالنسيج الوطني وإنهيار العملية السياسية.
س/ ما نظرتكم لما حدث في فجر ليبيا القرار رقم 7 بحكم أنه صار هناك دمار في طرابلس وغيرها من المناطق وأيضاً هناك من يقول أن الحرب في سرت تسببت في عديد الأضرار خاصة في حي الجيزة وحي رقم 3 وحي رقم 2؟
ج/ نحن شاهدنا في بداية الإستعداد لعملية البنيان المرصوص كيف كان هناك تسهيل وهناك حملة واسعة لإخراج الناس وإنقاذ المدنيين وكان هناك أعمال في منتهى الرقي في التعامل مع حقوق الإنسان لكن إذا هناك عملية جراحية لا بد منها لإخراج هذا التنظيم من سرت فطبعا هذه خسائر موجودة وهذا لم نراه في بنغازي في الحقيقة وهذا واضح ويجب أن نعترف به ولذلك أنا دعوت العقلاء أن الآن هو وقت المراجعة ونحن نتفهم ظروف دعم هذه العملية لكن الموضوع الآن بات أكبر من هذا بات في تحقيق إنتصارات وإقصاء خصوم سياسيين.
وفيما يتعلق بموضوع القرار رقم 7 أنا أقول بكل صراحة إن هذا القرار تسبب بشرخ في النسيج الإجتماعي وإن هذا القرار أتخذ بفترة نشوة الشعور بالإنتصار والثورجية الزائدة من بعض الشرائح وربما كان هناك تهييج على أن هناك فئات تتجمع في مدينة بني وليد وهي ليست منها لإستخدام هذه المدينة للعودة والإنقضاض على الثورة وكان هناك تهييج إعلامي في تقديري ولم يكن الأمر موجها لسكان وأهل بني وليد بالدرجة الأولى.
وحتى وإن كان حصل فيه ضرر وأنا شخصياً في تقييمي الخاص أقول لو رجع بنا الزمان إلى تلك الفترة لا أظن أن أحدا سيوافق على هذا القرار وهذا القرار من الركام الذي يجب أن يُعالج في سياق المصالحة الوطنية.
س/ كنتم موافقون على هذا القرار رقم 7 بالتحديد؟
ج/ في الحقيقة نحن الآن لسنا في سياق الدفاع عن حزب أو غيره مع أنه وللإنصاف لم يكن حزب العدالة والبناء متحمساً لهذا القرار بل أننا في تلك الفترة قام رئيس كتلة الحزب السيد نزار كعوان بزيارة لمدينة بني وليد وكان فيها مساع لإحتواء هذه العملية وبكل وضوح أنا أقول أن هذا القرار يتحمل مسؤوليته كل أعضاء المؤتمر الوطني الذين صوتوا عليه وبالتالي نحن في سياق المراجعة وأنا شخصياً أقول أن هذا القرار يعني كان خاطئ ولكن لا أستطيع أن أدعي الحكمة بتاريخ رجعي هذا القرار حصل وترتبت عليه مآس مثله مثل الكثير من الأشياء الأخرى.
وبالتالي يجب أن يُعالج في سياق المصالحة الوطنية وأيضاً ما ترتب على هذا القرار من دخول القوات ورفع صورة الزعيم المجاهد رمضان السويحلي في شوارع بني وليد هذا أمر مستقبح ومستهجن من كل سكان مصراتة ومن قام به صراحة هو قام بتصرف إستفزازي مرفوض فنحن نعلم أن السيد رمضان السويحلي والسيد عبد النبي بالخير قد كانوا رموزاً للجهاد وهم أفضوا لما قدموا.
ونحن في التاريخ لم يكن هناك مشكلة بين بني وليد وبين مصراتة بل أنا أزعم وأنا من سكان مدينة مصراتة أنه من أكثر الفئات المحترمة بشكل أكثر من اللازم هم أهل بني وليد سابقاً ولاحقاً وإلى الآن ولم تكن هذه المشكلة سبباً لأي شرخ في النسيج هي قضية تاريخية أمرها عند الله سبحانه وتعالى وبالتالي فإن إحيائها كان أمراً مستهجناً وأنا أريد أن أؤكد على أن من إستغل هذه العملية ورفع الصورة قام في الحقيقة بعمل مستهجن وغير لائق وغير مقبول من جل أهل مصراتة.
س/ أين كان دوركم في ذلك الوقت بالتحديد عند إصدار القرار رقم 7؟
ج/ أنا أتحدث عن نتائج هذا القرار بعد إنقضاء فترة زمنية طويلة وبعد ما هدأت النفوس وحدث نوع من الإستقرار على الأقل صوت الرصاص والجلبة والتهييج على القرار رقم 7 ولكن أنا ذكرت لا يمكن إدعاء الحكمة بتاريخ رجعي بمعنى كثير من الأشياء كنا نتمنى أنها لم تكن حدثت بهذا الشكل.
س/ ما الواجب فعله الآن بعد هذا الشرخ الإجتماعي؟
ج/ لاشك أن الأمور في ليبيا كلها تحتاج إلى موضوع تاورغاء عندما نأتي ونرى الملابسات والظروف التي خرج فيها أهل تاورغاء ونزحوا من مدينتهم غير الظروف الآن فالظروف الآن 99% من أهل مصراتة يتمنون رجوع أهل تاورغاء إلى أماكنهم وربما هناك فئة قليلة لديها بعض الإعتراضات تمنع هذا الرجوع وأيضاً عندنا أهل بنغازي 150 ألف مهجر لا نستطيع أن نقول أن هؤلاء كلهم طرف في الصراع.
فالبعض منهم تم أخذ بيوتهم ومصادرتها وأيضا هناك ملفات إجتماعية أخرى لذلك هناك حاجة ماسة إلى حكومة قوية وإلى إستقرار سياسي لأن كل المصالحات التي تعمل الآن مع إحترامنا لكل الجهود هي مسكنات لا يمكن أن تؤدي مفعولها ما لم يكن هناك توحيد للمؤسسات وقوة مهيمنة تمنع عودة هذه الخروقات والذي يجب هو إصلاح هذه الشروخات
س/ ما علاقة حزب العدالة والبناء بمجالس الشورى كشورى بنغازي ودرنة و إجدابيا؟
ج/ نحن قلنا أكثر من مرة في بيانات مسجلة في بداية ظهور هذه التيارات سواء كانت أنصار الشريعة في بنغازي والقاعدة وداعش في سرت وقلنا بوضوح إننا نرفض ونختلف تماما مع ما تدعو إليه هذه التنظيمات ونعتبرها تنظيمات إرهابية وبالتالي كان رأينا واضح في هذا السياق فكل هذه المسميات التي لا تؤمن بالعملية السياسية وصندوق الإنتخاب والدولة المدنية نحن نختلف معها اختلافاً كاملاً من دون تخصيص.
وبالنسبة لمجالس الشورى نحن أوضحنا موقفنا منها وكنا دائماً نطالب أن تكون هذه المجالس واضحة في قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى التي تقول منها أنها تدافع عن حقوق وأنها لا تتبنى الإرهاب لكن الحقيقة وأنا أقولها بصراحة أن هذه المجالس غير واضحة لا في منهجها ولا في فكرها ولا من مكوناتها وهي تكوينات مؤقتة ليس لها وجود سياسي حقيقي حتى نستطيع أن نحكم عليها.
وأنا قلت ما كان في بنغازي تحت مسمى مجالس الشورى كان أمراً مختلطاً وكان هناك بعض المتشددين والإرهابيين من التنظيمات المتطرفة وحسب تصنيف الأمم المتحدة هناك 3 أجسام تصنف تنظيمات إرهابية لأنها أعلنت عن مبادئها ومواقفها من الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن كل هذه القضايا وبالتالي نحن قلنا موقفنا منها لكن هذه المجالس غير واضحة وليس لها أي ميثاق وكيان ولا مواقف من الديمقراطية وحقوق الإنسان وبالتالي كأنك تضرب في فراغ.
فما هي مجالس الشورى وكل من لا يؤمن بالعملية السياسية الديموقراطية حتى من تحالف الآن مع السيد حفتر من المجموعات المدخلية السلفية هؤلاء يعتبرون أن الديموقراطية وصندوق الإنتخاب مخالف ولماذا نرى السكوت على هؤلاء والآن أصبحوا متوافقين جداً مع التيار المدني الذي يتكلم عن المدنية والدولة الديموقراطية.
وإسألهم وقل لهم ما موقفكم من صندوق الإنتخاب وما موقفكم من الديمقراطية وما موقفكم من التداول السلمي على السلطة بالعكس هؤلاء ليس بينهم وبين التحول وإلى مجالس الشورى والتشدد إلا شعرة.
س/ هنالك معلومة عن قيام عضو حزب العدالة والبناء نزار كعوان بزيارة سفيان بن قمو في وقت سابق هل لك أن تطلعنا على فحوى هذه الزيارة؟
من خلال معلوماتي كانت في سياق تكليف من المؤتمر الوطني العام كجسم شرعي وحيد في تلك الفترة وكان التكليف هو التواصل مع هذه المجموعات ومعرفة أفكارها والتحاور معها بإعتبار أن الحوار هو أول إسلوب لمعرفة الآخر وفي تلك الفترة لم تكن موجودة هذه التصنيفات أنت تحاول أن توظف عمل قديم في موقف الآن لكن الأمر كان في تلك الفترة سائل وإختلاط بين الثوار ومجالس الشورى والمجاهدين والذين مع تنظيم الدولة ” داعش “.
س/ على سبيل المثال الجماعات الإرهابية التي تم إعتقالها وهي مسجونة الآن في سجون بمصراتة قيادات منها إعترفت بأن الجماعة الليبية المقاتلة على سبيل المثال متورطة والإخوان المسلمين متورطين في عملية دعم داعش من قبل حتى إنتخاب المؤتمر الوطني العام أعطيك مثال عبد الوهاب القايد دعم هذا التنظيم بحوالي 600 ألف دينار في سرت؟
ج/ أنا اقولها بكل صراحة الإخوان المسلمين تاريخهم 90 سنة وأكبر من أنك تتحدث فيه وتحكم عليه فليحكم عليه بالممارسات في 70 دولة وموقفهم واضح من الديمقراطية ومن حقوق الإنسان ومن الإعتدال بل أنا أزعم أن التيار الوسطي الذي يمثله الإخوان هو تيار مدني وديموقراطي أكثر ممن يدعون المدنية الآن وهذا ما أفصحت عنه الأحداث الاخيرة في المنطقة هل تقرأون التأريخ أنتم هل ترون ما يجري في المنطقة أم هل يوجد هناك غشاوة على عيون بعض الناس.
س/ لماذا لم تحترم الديمقراطية في إنتخاب مجلس النواب عندما قال الشعب كلمته سنة 2014؟
ج/ من إنقلب على الديموقراطية هو السيد حفتر قبل خروج ما سمي بفجر ليبيا والبرلمان معترف فيه كجسم شرعي إلى أن صدر الحكم من الدائرة الدستورية وفي تلك الفترة أصبح عند الكثير من الليبيين أنه جسم غير شرعي ورجعت شرعيته بالإتفاق السياسي وفي الحقيقة أنت تحاول أن تتجاوز أشياء محسومة بالرقم والتاريخ وهي ليست تحليلاً سياسياً وعندما نرجع للأرشيف تجد أن عملية الكرامة وفي قناة العربية بالتاريخ أعلن عنها قبل فجر ليبيا بشهر أو أكثر.
يجب أن يكون الإعلام واضحاً ونزيها ولا يبث على الناس هذه الأشياء بعد ما حكمت المحكمة إنقسم الشعب الليبي فعلاً وكل بياناتنا قبل حكم المحكمة نخاطب البرلمان على أنه الجسم الشرعي ونقول له يجب أن تستلم السلطة بطريقة صحيحة وممكن أن ترجع لبيانات الحزب وهي مسجلة رسمياً ولكن بعد حكم المحكمة أصبح هناك شيء آخر.
ومع هذا من الذي تنازل؟ نحن الذين تنازلنا مرتين والتيار المعتدل الذي يمثله الإخوان المسلمين هو التيار المدني الديمقراطي الحقيقي وهذه الممارسة واضحة مهما حاول الإعلام وأنا أقول عبثا أن يحاول الإعلام ذلك.
س/ القيادي عبد الرزاق العرادي قبل إنطلاق عملية فجر ليبيا في ليلة وهذا واضح حتى في مواقع التواصل الإجتماعي رفع علم قسورة أو شعار قسورة؟
ج/ أنا ذكرت لك أحداث لا تحتمل التأويل والتحليل قلت لك إرجع لخروج حفتر على قناة العربية بالتاريخ وإنطلاقة عملية فجر ليبيا معروفة بالتاريخ يفصل بينها أكثر من شهر بعد ذلك ترجع تقول لي فلان أطلق عملية كذا كل من يتابع المشهد السياسي يرى أن من إنقلب على العملية السياسية هو السيد حفتر.
وتساؤلات الناس ساهم فيها الإعلام المضلل للأسف ونسبة كبيرة يتحمل مسؤليتها هذا الإعلام يعني أقولها بكل صراحة موقف تصريحنا بالأمس بدلاً من أن يكون محل ترحيب ونحن لا نزايد به هذه مواقف مبدئية ما قلناه أن من دعم عملية الكرامة من القبائل ومن الناس كان بنيه صالحة لأنه تضرر من الإرهاب فهو سعيه مشكور ولا نحكم بفتوى وليس لدينا علاقة بالفتوى وكل القتال الذي حدث في ليبيا حتى القتال أيام القذافي هو قتال بين مسلمين وليس بين كفار.
وإقتتل في هذا حتى الصحابة ويجب أن نرجع إلى المصالحة الوطنية ونتناسى هذه الجراح ولا نريد من يخرج من بعض القنوات مثل قناتكم وتقول أن السيد صوان يوزع الفتاوى نحن نريد من يتألم من أجل هذا الوطن الذي يُذبح ويُنهك ونحن نتصيد لبعضنا الأخطاء فإن رأيت مني شيئاً إيجابياً حتى وإن كنت خصمك فمصلحة الوطن تعلو فإقبل مني هذا الشيء وخاصمني سياسياً لكن أن يكون دور الإعلام هو التصيد السياسي وبتر الكلام وحتى أكون منصفاً ليس قناتكم فقط كثير من القنوات في الحقيقة وأنا أتمنى أن تكون هذه المهنية في مصلحة الوطن فالإنصاف شيء عزيز أصبح مفقود عندنا.
س/ تم إقفال مقر حزب العدالة والبناء في مدينة مصراتة ما السبب بالتحديد وراء هذا الإقفال؟
ج/ تعرض الحزب إلى التدمير والحرق بالكامل في بنغازي وطرابلس بعد ما أُعلنت عملية الكرامة عبر قناة العربية والإعلام للأسف لم ينصفنا فمقرنا دمر بالكامل في بنغازي وطرابلس بالذات وبالتالي نحن في مصراتة تحديداً لدينا خصوم ولدينا بعض الفئات ترى أننا قد خرجنا عن خط الثورة والوطنية وبعنا مصالح البلد بسبب دعمنا الواسع للإتفاق السياسي وتوقيعنا للإتفاق فكثير من الناس عملوا مظاهرات وإحتجاج وطالبوا بقفل مقر الحزب.
ولأكون واضح هناك حتى من داخل الحزب من المؤيدين ممن أعلن استقالته وهذا كله ثمن لمواقف نعتقد نحن أنها مواقف وطنية للدفع بإتجاه رأب الصدع والحوار والمصالحة الوطنية وإنهاء القتال المسلح.
س/ طبيعة عملكم الآن في حزب العدالة والبناء في مدينة مصراتة بعد أن تم إقفالها هل عادت إلى العمل بشكل طبيعي في داخل المدينة وخارجها أيضا؟
ج/ نحن بكل فخر نعتز بأننا حزب حاولنا وبقينا رغم العواصف في ليبيا ورغم عدم وجود حياة سياسية بالمعنى الصحيح ومع إنسحاب كل الأحزاب الموجودة بالساحة فلم نجد شريكاً سياسياً نصنع معه مقاربة سياسية للأسف فنحن نقول أن حزب العدالة والبناء موجود في مصراتة وموجود في كل مدن ليبيا وحتى في المدن الشرقية موجودين أعضاء الحزب وربما لا يستطيعون أن يفتتحوا فروعهم.
س/ ما السبب برأيك أنكم لا تجدون شريكا حتى الآن؟
ج/ السبب أن الأحزاب قد إختفت لم تكن موجودة أقفلت الأحزاب بسبب الصراع المسلح وتحالف القوى الوطنية لم يعد له وجود في ليبيا ولا حتى في المؤتمر الوطني ولا في أي جسم والأحزاب الأخرى تمثيلها صغير والبعض منها تحت التاسيس وبالتالي لا يوجد شريك وحزب العدالة والبناء هو حزب مستقل وليس له علاقة تنظيمية ولا إدارية ولا مالية بحركة الإخوان المسلمين فحزب العدالة والبناء تأسس ودخل فيه عشرات الآلاف من الإخوان ومن غير الإخوان.
وليس دفاعاً عن الإخوان المسلمين ولكن غير صحيح أن يصنف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية أما التشويه الإعلامي فهذا طال كل الأحزاب نتيجة تسمم الأوضاع السياسية الآن.
س/ المستشار مصطفى عبد الجليل في لقاء سابق قال بأن الإخوان المسلمين خانوا الأمانة في البداية لم يعرف توجهاتهم إلى أن تم وضع السلاح في أيديهم وبحسب تصريحه بأن ولائهم كان للجماعة وليس للوطن؟
ج/ أنا لا أريد أن أكون محامياً عن الإخوان المسلمين لكن في سياق الحديث على المستشار مصطفى عبد الجليل أولاً أنا يؤسفني من كان ممثلاً للثورة ورئيس ليبيا أن يكون موظفاً لدولة أخرى ثانياً أن كلام عبدالجليل على الإخوان المسلمين من دولة تعادي الإخوان المسلمين على مستوى العالم هو محل مقدوح فيه ومجروح فيه لهذه الشهادة وفي الحقيقة المقابلة التي ظهر فيها سيادة عبد الجليل بعد هذه 7 سنوات ليكشف لنا شيء جديد.
وهي في الحقيقة مسرحية سيئة الإخراج ولم يتقن السيد عبد الجليل حتى الدور الذي كان مطلوب منه أن يقوم به وكان مفعولها عسكياً وحري بعبد الجليل أن يتكلم أكثر عن الأمر حتى يتضح الموقف وإرجع لأرشيف السيد عبد الجليل تجد المواقف المتناقضة والكلام الذي قاله هو مرسل وعندما سأل السيد عبد الجليل وقالوا له يعني الإخوان المسلمين متورطين في قضية قتل قال نعم ثم إنتقل إلى كلام لا يأتي بدليل.
وهذا لا يليق بمستشار ويمثل القانون بأنه يلقي الإتهامات جزافا على الإعلام ولولا هذا الفراغ وهذه الفوضى الإعلامية التي يستغلها ولولا وجوده في مكان للأسف يعني يبيع الكلمة بأرخص الأثمان بهذا الشكل.
س/ من قبل كانت تتم إجتماعات في القاهرة ترعى توحيد المؤسسة العسكرية ما نظرتكم أنتم لهذا الموضوع بالتحديد أيضا إذا أتيحت الفرصة لتلتقوا مع المؤسسة العسكرية بالمنطقة الشرقية؟
ج/ بالنسبة لتوحيد المؤسسة العسكرية وتوحيد كل المؤسسات هو مطلب ملح لليبيا الآن لأن المشكلة الأساسية في ليبيا هي الإنقسام الذي للأسف لازال البرلمان يصر عليه
أما إستضافه مصر للقاء الضباط نحن رحبنا به وأنا أرحب به الآن من خلال قناتكم ونتمنى أن يصل هؤلاء الضباط إلى مقاربة لتوحيد المؤسسة العسكرية والتي يجب أن لا تكون مفصلة على أشخاص ونحن قلنا بالنسبة لمصر بعض الأشخاص يريد أن يستدعي خلافات تأريخية ونحن لا نتدخل كحزب فيما يجري داخل مصر ونقدر خصوصية مصر وبالتالي أقول أن مصر مصلحتها مع ليبيا وليبيا محتاجة لمصر.
وبالتالي كنا ولازلنا نتمنى أن تنظر مصر إلى ليبيا كاملة من أقصى شرقها إلى أقصى غربها فنحن ليس لدينا عقدة ولا نتدخل في شؤون مصر حتى وإن كان لدينا إختلاف في وجهات النظر أو عدم موافقة على ما يجري لكن نحن ما يهمنا ليبيا وليس لدينا علاقة ومواقف مترتبة على ما يجري في مصر ولا توجد دولة عندها مصالح إقتصادية وإجتماعية وسياسية أكثر من مصر ومصر هي الشقيق الأكبر لليبيا.
ولازلنا نقول أنه لو كان هناك عقلاء في الدولة المصرية بغض النظر عن رأس الهرم فالدولة أكبر من نظام الحكم ويجب أن يسعوا بإتجاه مد بصرهم إلى طرابلس ومصراتة والزاوية والتعامل مع النسيج الليبي بكل مكوناته لأن هذا يحقق مصلحة مصر ومصلحة ليبيا وهذه رسالة أبعثها من خلالكم وإذا صح الأمر فهي تعبر عن رأي الإسلام السياسي فهذا موقفنا من مصر.
س/ ما هي وجهات الإختلاف بالتحديد عن إجتماعات مصر التي تحدثت عنها؟
ج/ في الحقيقة أنا ليست لدي تفاصيل بهذا الموضوع وإستمعنا كما إستمع الكثيرون بأن هنالك لقاءات والضباط الموجودين هم ضباط أفاضل نعرف عدد كبير منهم ولا نشكك في وطنيتهم أو حرصهم على وحدة ليبيا وبالتالي نحن كنا ولازلنا ننتظر نتائج إيجابية من هذه اللقاءات ينتج عنها توحد هذه المؤسسة العسكرية ولكن أنا ربما قلت مرة كلاماً عن ماذا لو كان هذا اللقاء في تركيا أو في قطر هل نرى قناتكم ونرى هذه الأصوات تسكت الآن أو أن الحناجر تبح وتتحدث عن السيادة الليبية وتتباكى عليها.
نحن ليست لدينا مشكلة مع مصر ونبارك ما يجري بمصر وأنا أوجه سؤال لك لو كان هذا اللقاء في تركيا أو في قطر أنا متأكد أن نسبة كبيرة من القنوات الإعلامية والأصوات والتيار المدني سوف يقيم الدنيا ولا يقعدها ولكن مع ذلك نحن لا نريد أن ندخل في هذا نريد فقط أن نضع النقاط على الحروف فيا إخواننا في الوطن كونوا منصفين فلا يمكن إقصاء أي طرف فليبيا تحتاج إلى مشاركة الجميع ونحن ليست لدينا مشاكل لنستدعيها من دول أخرى.
س/ ماذا لو طرح إسم خليفة حفتر كقائد للجيش في إجتماعات القاهرة؟
ج/ هذا الأمر تكلم فيه المجلس الرئاسي بإعتباره القائد الأعلى للجيش حسب الإتفاق السياسي وتقريبا موضوع طرح الأسماء ليس من إختصاص الضباط وهذا ما صرح به السيد الطويل رئيس الأركان أنهم كانوا يتباحثون على هيكلية الجيش وكيف تتم إعادة الهيكلة ولكن الخوض في الأسماء هو من صلاحيات المجلس الرئاسي كاملاً وأيضاً ربما هناك هرمية تتعلق بالرتب فما يتفق عليه قادة الجيش ويدفعوا به إلى المجلس الرئاسي ويوافق عليه ويكون تحت الدولة المدنية كما إشترطوا ليس من حقنا أن نعترض عليه.
https://www.facebook.com/218news/videos/996727087144798/
هذه مؤسسة عسكرية لديها تراتبية تحت الدولة المدنية ولا يجوز للمدني أن يتكلم طالما هو مرتبط بالهيكلية العسكرية والتراتبية وبالنظام فأن هذا أمر ليس من الحكمة الخوض فيه أو أننا لدينا موقف شخصي مع شخص معين نقول هذا إذا إختاره الجيش نحن ضده هناك قوانين من لديه مشكلة مع السيد حفتر أو غيره عليه أن يتجه للقضاء ولكن غير القضاء حتى من يريد أن يترشح للحكومة ولرئاسة ليبيا سواء كان حفتر أو غيره عليه إن يترك البدلة العسكرية وينزل للإنتخابات وإذا الشعب الليبي إختاره نحن سنكون أول الموافقين والمقتنعين بإختيار الشعب.
مصدر الحوار : 218 نيوز
اعداد النص والتقرير : المرصد – خاص