ليبيا – تعاني مدينة سرت من إهمال واضح من قبل حكومة الوفاق التي لطالما كان المدينة وتحريرها من تنظيم داعش على اول سُلم الاولويات السياسية لفائز سراج منذ توليه منصبه نهاية ديسمبر 2015 .
وبعد أن تمكنت قوات البنيان المرصوص مدعومة بغطاء جوي أمريكي وإستخباراتي ولوجستي بريطاني وإيطالي من تحرير المدينة من قبضة داعش الارهابي ، رُميت سرت على أرفف الاهمال والنسيان بعد أن أصبحت خارج الجغرافيا السياسية بسبب ماطالها من دمار وخراب أنهى ماتبقى من بنيتها التحتية التي أخذت منها حرب 2011 نصيبها .
سرت الغارقة فى الدمار ، هي المدينة التي بعد أن كانت محور إهتمام كل النخب السياسية وساحة للتنافس بين المتنافسين تُركت وكأنها مقاطعة تابعة للمنظمات الدولية التي تتصدق على أهلها بين الفينة والأخرى بالمساعدات الطبية والغذائية ويتسول باسمها المسؤولين للمانحين فى فنادق تونس لإعادة إعمارها بلغ الحال بأن إستفاق أهلها هذا الاسبوع على أنباء حول إنتشار مرض ” الجرب الجلدي ” فى مدارسها وهو المرض الذي قضت عليه ليبيا تماماً منذ سبعينيات القرن الماضي .
وعلى إثر هذه الانباء ، سجلت الثلاثاء زيارة طارئة لمدير الخدمات الصحية سرت برفقة عميد البلدية و استشاري امراض الجلدية د.فتحي الكاسح بخصوص انتشار مرض الجرب في مدارس شرق سرت وتحديدا بمدرسة الشموخ .
وقد تبين من خلال الزيارة والفحوصات التي اجراها الطبيب ان ما اصيب به الطلاب بمدرسة الشموخ هو عبارة عن حساسية جلدية (اكزيما) و التهابات جلدية بكتيرية وقد تم الاتفاق على علاج الطلبة بالكامل في مركز الياسمين الخميس القادم بإشراف الكاسح .
وعلى الرغم من أن ماتوصل له الطبيب الكاسح بعد مطمأناً مقارنة بالجرب إلا أن أهالي المدينة يعيشون حالة مستمرة من التوجس بسبب مخلفات الحرب والمواد المتفجرة وبقايا الجثث ونتشار بؤر مياه الصرف الصحي التي تستقطب أنواعاً من البعوض يخشى السكان أن تكون ناقلة للامراض المعدية .
ويقول الأهالي أنهم يحتاجون لوقفة جادة من المسؤولين لاغاثة مدينتهم التي يصفونها بالمنكوبة بسبب هول ماطالها من دمار أزال أحياءً كاملة من على وجه الأرض وهو ما أكده عميد البلدية مختار المعداني بنفسه فى كلمة ألقاها خلال زيارته الى المدرسة التي انتشر فيها داء الاكزيما .
بينما يتهم آخرون المجلس الرئاسي وعلى رأسه السراج باستخدام المدينة وأهلها ورقة للمتاجرة السياسية عبر إصراره على تحريرها من داعش لمد نفوذه شرقاً بمحاذاة مناطق النفط من جهة وكسب ود المجتمع الدولي والولايات المتحدة خاصة من جهة ، بينما أدار ظهره لهم اليوم بعد إنتهاء مهمة التحرير وتحقيقه لماكان يطمح له لتبقى المدينة تعيش أزمة تلو الاخرى فى ظل إنعدام السيولة المالية بينما تهدر عشرات الملايين على الاعتمادات الوهمية والفاسدة وعلى البذخ فى التنقلات على متن الطائرات الخاصة وفى أفخم الفنادق ، بحسب السكان .
وبين هذا وذاك تبقى سرت وسكانها وحيدة فى مواجهة الأزمات وشح بل وإنعدام السيولة المالية مع قرب شهر رمضان وإنهيار قطاعات الخدمات على الرغم من حاجاتها لاهتمام خاص على مدى الساعة نظراً للوضع الإستثنائي الذي مرت به منذ سنة 2011 وماتلاها من سيطرة التنظيمات المتطرفة عليها منذ مطلع 2012 وحتى 2016 .
المرصد – خاص