تعليم الوفاق : هذا هو سبب إنتشار ظاهرة الغش فى الإمتحانات

ليبيا- أكد وكيل وزارة تربية وتعليم الوفاق عادل جمعة أن موضوع الغش في الإمتحانات ظاهرة عربية عامة وليست ليبية وبرزت بعد أن بلغت نسبة النجاح في الدراسة الثانوية الـ95% خلال العام الدراسي 2012- 2013 قياساً بـ76% في العام 2009-2010.

عادل جمعة

جمعة أوضح خلال إستضافته في برنامج أكثر الذي أذيع يوم الخميس الماضي عبر قناة ليبيا روحها الوطن وتابعتها صحيفة المرصد بأن الكثير من الأسباب جعلت الظاهرة الليبية تعاني في كل المجالات والتخصصات لتبقى الفكرة الأساسية وهي أن ظاهرة الغش ليست حديثة في ليبيا والدول العربية مضيفاً في الحوار التالي:

س/ كيف أثر الوضع العام وجعل الغش منتشراً أكثر مقارنة في السنوات السابقة التي قبل عام 2011؟

ج/ غياب الأمن أحد الأسباب وعدم الجدية من كل الأطراف بضمنها ذوي العلاقة والمسؤولين عن الإمتحانات في إجراء إمتحاناتهم والإنقسام السياسي الموجود ضعف بعض الوزارات التي أشرف على هذا الأمر وكثير من الأسباب المختلفة التي جعلت الأمور تسير إلى منحى غير إيجابي بصراحة فكل ليبي وليبية وولي أمر وطالب وطالبة يعرف أن النسبة العامة للنجاح هي نسبة غير واقعية ولا تمثل الواقع التعليمي الحقيقي في هذا الشأن.

س/ ما حقيقة النسب التي إشتكيتم منها في المؤتمر الصحفي؟

ج/ أتمنى التوفيق لكل الطلاب والطالبات المتقدمين لإمتحانات الشهادة العامة الإعدادية والثانوية وأتمنى أن تسير أمور الإمتحانات بشكل جيد وإستعداد وزارة التعليم المبكر لهذا الأمر هو خطوة نحو إنجاح الإمتحانات وفي المؤتمر ذكرت نسب النجاح خلال السنوات الأخيرة وهذه النسب أعتقد أنها مرتفعة جدا وأنها غير واقعية لسبب أخير جعلنا نذهب لإجراء إمتحانات المفاضلة فنسبة النجاح كانت في العام الماضي 92.65 والرقم كان كبير في الدخول إلى الجامعات الليبية وخاصة إرتفاع نسبة الممتاز ما جعلنا نجري إمتحانات مفاضلة وإمتحانات المفاضلة أجريت داخل الجامعات الليبية بنفس الأسئلة ولكن بظروف مختلفة تماما.

وداخل قاعات جامعية وتحت إشراف إساتذة جامعيين و60% من المتقدمين حصلوا على نسبة أقل من 50% وهذا مؤشر يؤكد أن النسب العامة خلال السنوات الماضية هي نسب غير واقعية وأن زيادة الغش وعدم إنضباط اللجان الإمتحانية ساهم في أن تكون النسب بهذه الطريقة وكان هنالك مشكلتين رئيسيتين بالإمتحانات خلال الـ4 سنوات الماضية وهي تسرب الأسئلة والغش والحمد لله العام الماضي إستطعنا ضبط هذا الأمر ولم تتسرب أي مادة من الإمتحانات.

س/ بعد إمتحانات المفاضلة وظهور النسب الحقيقية 60% من الطلبة لم تتجاوز نسبة نجاحهم 50% يعني راسبين معناها النسب الحقيقية كم؟

ج/ لا نستطيع إعطاء نسبة حقيقية فالمؤشر الحقيقي أن الظروف التي تجري فيها إمتحانات الشهادة العامة عامل مساعد على أن تكون ظاهرة الغش منتشرة بشكل كبير وإستفدنا من تجربة إمتحانات المفاضلة وقررنا هذا العام أن تجرى إمتحانات الشهادة العامة بنفس طريقة المفاضلة لنضمن الحصول على نتائج حقيقية وإمتحانات نزيهة ونعطي كل ذي حق حقه وهذه الفلسفة الرئيسية من إجراء الامتحانات أو طريقة إجراء الإمتحانات لهذا العام.

س/ ما معنى كلمة إمتحانات مفاضلة وحقيقتها وقانونيتها؟

ج/ كل الذين نجحوا ممتاز يريدون كلية الطب وعندما نجد أن الناجحين 20000 وكلية الطب تتسع إلى 2000 طالب في طرابلس و1000 طالب في مصراتة وهكذا إذا نحن مضطرين لإجراء إمتحان آخر لتقييم كل الذين نجحوا ممتاز من أجل تأهيلهم لدخول كلية الطب فالأعداد غير الطبيعية هي التي جعلتنا نجري إمتحانات المفاضلة.

س/ هل نتائج إمتحانات المفاضلة هذه يمكن البناء عليها وهل تعتبر دليلا كافيا بأن الراسبين فيها كانوا غاشيين؟

ج/ الإختلاف في النجاح هو في النسبة يعني أنت تجري إمتحان مرتين متتاليتين إذا حصلت 70 ممكن تحصل 66 أو تحصل 75 لكن أنت كنت ناجح 95 في الشهادة الثانوية وعند المفاضلة تجيب 60 أو55 وموضوع المفاضلة لا يعتمد على المنهج وتفاصيله بشكل دقيق بل على أساسيات كثيرة في المواد الرئيسية مثل الرياضات والإنجليزية والفيزياء والأحياء والكيمياء وما شابه وهو يعتمد على أساسيات عامة والمدة بين النتيجة وما بين إجراء إمتحانات المفاضلة ليست مدة طويلة.

وأتفق معك بأن تفاصيل وإستعدادات ونفسية الطالب لإجراء إمتحان الثانوية العامة يختلف عن إجراء إمتحان المفاضلة ولكن بالشكل المجمل الأسئلة ليست بنفس العمق والصعوبة والدقة التي تجري عليها إمتحانات الثانوية العامة هي إمتحانات بنفس الطريقة وتعطي مؤشرا حقيقيا لمستوى الطالب وما إختلف بين إمتحانات المفاضلة والثانوية العامة هو البيئة والجغرافية التي أجريت فيها هذه الإمتحانات.

س/ لو لم تجروا إمتحانات مفاضلة لما إكتشفت الوزارة أن النسب هذه غير حقيقية ووهمية؟

ج/ كل الليبيين بلا إستثناء يعلمون جميعا أن ظاهرة الغش منتشرة بشكل كبير في كل المؤسسات التعليمية وأن الطلاب المتقدمين للثانوية العامة ينتظرون النسبة لمعرفة أنفسهم ناجحين أم لا وهذه حقيقة وواقع والعام الماضي وزارة التعليم في حكومة الوفاق الوطني أجرت الكثير من الإجراءات وأدخلت البلديات ووزارة الداخلية بموضوع التسريب والعديد من الإجراءات التشديدية ولكن مع ذلك موضوع الغش كان حاضرا وقائما نظرا لأن البيئة المدرسية هي نفس البيئة.

وهذا العام فكرنا بطريقة مختلفة تماما كل الطلاب والطالبات سيمتحنون داخل قاعات جامعية وتحت إشراف أعضاء هيئة تدريس ومعيدين من الجامعات والإمتحانات ستبدأ في الـ12 يوليو إلى إنتهاء الإمتحانات في الـ23 من يوليو وكل الجامعات ستكون مهيئة لإستقبال هؤلاء الطلاب والطالبات ولن توجد إمتحانات جامعية وستكون هذه القاعات مجهزة لإستقبال هؤلاء الطلاب والطالبات وسيعلن عن تجمعات هؤلاء الطلاب في وقت مبكر يعني شهر قبل بدء الإمتحانات.

وسيكون هناك يوم أو يومين لكل طالب ليتعرف على القاعة التي سيجري بها الإمتحان وإمتحانات هذا العام ستبدأ الساعة 10 صباحا بدلا من الـ8 والنصف صباحا وروعي عامل الوقت في عديد من المواد مثل الرياضيات والفيزياء في عدد ساعات الإمتحان ستكون في الرياضيات 4 ساعات بدلا من ساعتين وستكون هناك وجبة إفطار لكل طالب إثناء إجراء الإمتحانات وسيتم توفير وسائل نقل لبعض المؤسسات التعليمية التي تقع في رقعة جغرافية تزيد عن 25 كم وهذه قليلة الحدوث.

ونحن عقدنا 4 إجتماعات مع المنطقة الجنوبية ومنطقة الساحل الغربي والمنطقة الوسطى ما بين مسجلي الجامعات والكليات والمعاهد العليا ومدراء مكاتب الإمتحانات في هذه المناطق والجميع متجاوب مع هذا المشروع والجميع لديه الرغبة في أن يقدم شيء يعطي النتائج الحقيقية ويحاول تحسين وتجويد العملية التعليمية والآن حددنا كل القاعات الدراسية وأين ستجري الإمتحانات ويوم الأحد سيكون هناك إجتماع مع جبل نفوسة وكل المناطق التي حولها والثلاثاء يكون مع جامعة طرابلس وبلدية طرابلس الكبرى.

وأحب أن أطمئن كل أولياء الأمور وكل الطلبة بأن الإستعداد لإجراء هذه الإمتحانات يتم بشكل علمي ومهني وبكل دقة ولن يحدث به أي خلل ولن نسمح في وزارة التعليم أن نكرر نفس تجارب السنوات الأخيرة وبأن تكون هناك اللجان منتشرة في كل مكان وظاهرة الغش مستشرية ونرى نتائج بنسب غير واقعية وسنعمل كل ما بجهدنا وإستعدينا أكثر وإلتقينا مع كل المهتمين بالعملية التعليمية والجميع لديهم الرغبة والإصرار والحماس على إجراء الإمتحانات بظروف يستطيع الطالب المتميز خلالها أن يتميز ونعطي كل ذي حق حقه.

س/ لماذا وزارة حكومة الوفاق هكذا جازمة بهذا الشكل بأن المعلم الجامعي سوف يضبط الإمتحان؟

ج/ أولا أحيي كل المعلمين والمعلمات في ليبيا الذين يبذلون جهودا إستثنائية في ظل ظروف صعبة في هذا الأمر ولكن في نفس الوقت كل ليبي والواقع والمشهد الذي أمامنا يعلم أن إجراء الإمتحانات في المدارس يعني ستكون كافة اللجان مفتوحة والغش مستشري وهذه ظاهرة نعيشها كل يوم ولن يجري غش في القاعات الجامعية مثلما يحصل بالقاعات المدرسية.

س/ كم وضعتم ميزانية لهذه الخطة؟

ج/ أجرينا تنسيق مع المجلس الرئاسي بشأن الترتيبات المالية لتوفير مكافأت الإمتحانات وتوفير الكثير من الأشياء ووضعنا ميزانية 10 مليون دينار ومجلس الوزراء متعاونين معنا جميعا وهذا المبلغ تمثل مكافأت الإمتحانات وبعض الأشياء اللوجستية الأخرى.

س/ هل هذا مخصص مالي سيتم إستخراجه من مصرف ليبيا المركزي أم هي اموال موجودة سلفا في حسابات الرئاسي؟

ج/ أعتقد أن الترتيبات المالية لعام 2018 أُنجزت ولأنها في طور الإنتهاء منها فقد تم مناقشة التربية والتعليم في كثير من هذه الأمور وتم تضمين الكثير من البنود الجديدة وأحيي وزارة المالية ومجلس الوزراء على تعاونه معنا وأضفنا علاوة الحصة والميزانية التشغيلية للمؤسسات التعليمية ومكافأت الإمتحانات وإجراءات الإمتحانات والحمد لله كل هذه البنود تمت الموافقة عليها وستضمن ضمن الميزانية العامة للعام 2018 وجار التنسيق مع كل الجهات.

أعتقد أن الإستعداد للإمتحانات تم في وقت مبكر وبتعاون كل الجهات وهذه حقيقة لمسناها من كل الجهات سواء مصرف ليبيا المركزي أو وزارة التخطيط أو وزارة المالية أو مجلس الوزراء تواصلنا مع الجميع الجامعات والمعاهد العليا ونحييها جميعا والهيئة الوطنية للتعليم التقني ومدراء مكاتب الإمتحانات في المناطق ومسجلي الجامعات كل هذه الجهات لديها الرغبة في أن ينجح هذا المشروع وأن نرى إمتحانات في ظروف جيدة من دون غش أو خروقات.

وأن يجري الطالب الإمتحانات في ظروف جيدة يستطيع من خلالها إعطاء وجه وصورة حقيقية لمستوى الطلاب الحقيقي.

س/ 10 مليون دينار هذه أليس من الأولى أن تصرف في المدارس الموجودة في الصفيح والتي من غير سقف والتي فيها جميع المشاكل وفصول غير الفصول أليس من الأولى أن تصرف في هذا الإتجاه؟

ج/ عندما نتكلم عن موضوع المباني في ليبيا ليبيا منذ سنة 1990 لم ترى إنشاء أي مؤسسة تعليمية وكان آخر مشروع هو مشروع المدارس الكورية وكان أحسن المشاريع التي أنشأت في ليبيا وفيها ما يقارب 231 مؤسسة تعليمية هي عبارة عن مدارس صفيح وتم صيانة ما يقارب 1000 مؤسسة تعليمية و3000 مؤسسة تعليمية لم تدخل الصيانة حتى الآن ووضع المباني التعليمية متهالك ويحتاج إلى ثورة حقيقية في هذا المجال ولا تكفيها 10 مليون ولا 20 مليون.

فهذا العام صرفت وزارة التربية والتعليم ما يقارب 155 مليون على إجراء الصيانات للمؤسسات التعليمية وتعاقدت على توريد 500 فصل دراسي متنقل لمعالجة أوضاع الفصول الدراسية السيئة وواقع التعليم في ليبيا عمره عقود وليس سنوات والوضع العام في ليبيا سيء وهذا عمره سنوات وليس اليوم أو الأمس.

س/ واحدة من الخطوات التي ذكرتها في المؤتمر الصحفي أنكم ستتواصلون مع الطلبة والمعلومات التي يحتاجونها كمواعيد الإمتحانات والقاعات عن طريق شبكة الإتصالات؟

ج/ المدار الجديد تعاقدنا معها وسيتم عن طريق مكاتبها في كل أنحاء ليبيا توزيع شفرات نقالة ذات رقم خاص يتوزع لكل طلبة الثانويات العامة نستطيع التواصل معهم وإرسال كافة الرسائل وإعطاء البيانات الحقيقية والصحيحة عن كل ظروفهم الإمتحانية وغير الإمتحانية كنوع من التواصل والدعم من بعض مؤسسات الدولة.

س/ النقطة هذه بحد ذاتها مشكلة كم ليبي أتته رسالة نصية ناقصة كلمة تقريبا ما الذي يضمن لكم أن الرسالة المهمة التي فيها معلومات مهمة ستصل كاملة وشاملة وصحيحة النص لكل الطلبة؟

ج/ موضوع الهواتف النقالة والتواصل مع شركة المدار الجديد وتوزيع الشفرات على الطلاب وعن طريقها إيصال الكثير من المعلومات هي خطوة إضافية وليست أساسية ولن يعتمد الطالب على وصول جميع المعلومات عن طريق الشفرة والإتصال أو الرسالة التي ربما تصل ناقصة هي خطوة إضافية من ضمن الخطوات والإستعدادات المبكرة لهذا الأمر وهي ليست صفقة مع المدار الجديد لكنها نوع من التبرع أو المشاركة من شركة المدار الجديد ولا توجد بها صفقة ولا أية أموال أو تعاقدات.

س/ أعطيك كلمة أخيرة تقولها للطلاب وأهالي الطلاب بالتحديد حتى نختم المقابلة؟

ج/ أول شيء أحييك سيد نبيل وأحترم فيك حرصك وإتفقنا أن تكون أنت ولي أمر أو أخ تفكر بمخاوف كثيرة يعيشها أي طالب وأطمئن كل طلابنا وطالباتنا المقبلين على إمتحان الثانوية العامة أن الأمور مدروسة بشكل جيد وستكون ميسرة وسنقدم كل التسهيلات في هذا الأمر وأولياء الأمور يجب أن يكونوا حريصين على أن يجري أبنائهم إمتحانات في ظروف جيدة وأن ظاهرة الغش من الجانب الديني والأخلاقي والمهني والوطني ظاهرة سيئة يجب محاربتها.

الوطن يحتاج إلى جهود الجميع والأوضاع كل يوم أسوء من يوم وظروف إمتحاناتنا وظروفنا التعليمية سيئة والمنظمات الدولية والعالمية تشتكي كثيرا من أوضاع التعليم في ليبيا ونحن لا نوجد بأي تصنيف عالمي وأولى الخطوات الحقيقية والجادة والتي يجب أن تدافعوا عنها هو إجراء إمتحانات بظروف جيدة نستطيع من خلالها الوصول إلى تقييم حقيقي للعملية التعليمية ونشكر قناة ليبيا روحها الوطن لأنا فكرت في وقت مبكر في مؤتمرنا وفي هذا المشروع وطرقت بابنا للكثير وللتحدث عن معاناة المواطن والهموم التي يملكها ولي الأمر.

Shares