علم الباحثون أن البطاطا الحلوة كانت موجودة قبل البشر، واكتشفوا أن النبات وصل إلى منطقة بولينيزيا من أمريكا دون تدخل إنساني، ويتعارض هذا الاكتشاف مع نظرية سابقة تشير إلى وجود ارتباط “ما قبل كولومبوس” بين القارات الأمريكية وبولينيزيا.
وفي هذا الجانب أشار أستاذ جامعة أكسفورد، روبرت سكوتلاند، الذي طور البحث الجديد: “بصرف النظر عن تحديد السلف، اكتشفنا أن البطاطا الحلوة نشأت قبل البشر، أي قبل 800 ألف عام على الأقل”.
وانطلق فريق اسكتلندا لاكتشاف منشأ المنتج الغذائي، وهو أحد أكثر المحاصيل استهلاكاً في العالم، كما بحث عن إجابات حول كيفية انتشار المحصول، (الذي نشأ في الأمريكيتين) في بولينيزيا عندما وصل الأوروبيون إلى هناك لأول مرة.
واقترح الباحثون في السابق فكرة أن وجود البطاطا الحلوة في بولينيزيا كان دليلا على وجود علاقات “ما قبل أوروبا”، تربط بين بولينيزيا والأمريكيتين. وفي البحث الجديد، جمع الباحثون بين الحمض النووي المستهدف والجينوم وتحليل النباتات المماثلة للبطاطا الحلوة.
وجاء في التقرير المنشور في مجلة Cell Biology: “تشير البيانات بقوة إلى أن البطاطا الحلوة نشأت بعد حدث تكرار الجينوم، كما تؤكد النتائج عدم تدخل أنواع أخرى في نشأة البطاطا”.
وأدت التحليلات التطورية لتسلسلات الحمض النووي إلى ظهور أشجار متضاربة، ولكن الباحثين قالوا إن الدليل المتضارب يرجع إلى الدور المزدوج الذي يلعبه نبات الأثمان، الذي يضم أكثر من 500 نوع معظمها من النباتات العشبية أهمها البطاطا الحلوة.
وأوضح معد البحث، بابلو مونيوز-رودريغيز، بالقول: “لقد أثبتنا وجود سلالتين مختلفتين نتيجة تهجين قديم بين البطاطا الحلوة وأسلافها. كما نستنتج أن البطاطا الحلوة تطورت منذ 800 ألف سنة على الأقل”.
واستطرد قائلا: “إن نتائجنا لا تتحدى الفرضية القائلة إن البطاطا الحلوة وصلت بولينيزيا بتدخل البشر، ولكن أيضا الجدل الطويل حول وجود اتصالات قديمة بين الأمريكيتين وسكان بولينيزيا. واعتبرت هذه الاتصالات صحيحة على أساس أدلة الدجاج والبطاطا الحلوة والبشر. ويوجد شكوك حول أدلة الدجاج والبشر حاليا، وبالتالي ظلت البطاطا الحلوة الدليل البيولوجي الوحيد المتبقي. لذلك، تدحض نتائجنا النظرية السائدة وتثير الشكوك حول وجود اتصالات (ما قبل أوروبا) عبر المحيط الهادئ”.
المصدر روسيا اليوم.