المسماري: معركة درنة ستكون كبيرة جداً وفاصلة لإنهاء آخر بؤر الارهاب في المنطقة الشرقية

ليبيا – أكد الناطق بإسم قيادة الجيش العميد أحمد المسماري بدء الإعداد لشن الهجوم الشامل أو المعركة الشاملة على بؤر الإرهاب بمدينة درنة وهي ستكون كبيرة جداً مع محاولات لجعلها في مدة زمنية قصيرة هي الأقل بين مناطق المنطقة الشرقية لإنهاء البؤر بالكامل.

العميد المسماري أوضح خلال إستضافته في برنامج حدث اليوم الذي أذيع أمس الإثنين عبر قناة ليبيا الحدث وتابعتها صحيفة المرصد بأن نقاط القوة بالنسبة للقوات المسلحة هي الخبرة الكافية في القتال التي حصلت عليها في معارك بنغازي والجفرة والهلال النفطي والجنوب مضيفا في الحوار التالي:

س/ ماذا يمكن أن تخبرنا عن العملية التي إنطلقت في درنة وما هي أهميتها؟

ج/ طبعاً من المعروف أن مدينة درنة ظهرت بها بؤرة لتنظيم القاعدة منذ العام 1990 تقريباً وبعد ذلك تعامل الجيش في تلك الفترة مع هذه البؤرة وبعد ذلك جرت مراجعات ومعالجات أمنية أخرى وإجتماعية للموضوع ولكن بعد العام 2011 تفاجئنا بسيطرة تنظيم القاعدة على درنة من جديد وبروزه وأحداث درنة خلال الأعوام 1995 و1996 و1997 معروفة وموثقة وموجودة ضد تنظيم القاعدة وضد الذين رجعوا من أفغانستان بعد قتالهم هناك.

وإنتهت بتلك الفترة بعدة طرق أولا العملية العسكرية التي كانت واسعة والعملية الأمنية التي كانت قوية وكذلك العامل الإجتماعي كان له  دور كبير جدا لمعالجة بعض الأمور وفي العام 2011 ظهروا بقوة وظهرت قوة مسلحة وإستولوا على مخزون كبير جداً من أسلحة وذخائر الجيش الليبي ووصلهم دعم من دول في الخارج وتمركزوا في درنة مستفيدين من الطبيعة الجبلية في هذه المدينة وبدأوا بعمليات تواصل مع الإرهابيين سواء في مدينة بنغازي أو في ليبيا عامة.

وقياداتهم أصبحت في المؤتمر الوطني العام في طرابلس وأصبحت التشريعات التي تصدر عن المؤتمر الوطني العام كلها تساعد في نمو وتمدد تنظيم القاعدة وفي درنة ظهرت أول مبايعة لتنظيم داعش وأبو بكر البغدادي ظهر في درنة في بداية العام 2014 وبالتالي القوات المسلحة وبعد دراسة للموقف التكتيكي وبعد أن قاربنا على الإنتهاء من معركة بنغازي توجهنا بشكل مباشر إلى درنة وحاصرنا المدينة من الخارج والحصار كان في البداية لمنع الإرهابيين المتواجدين بالمدينة من إمداد الإرهابيين سواء في بنغازي أو غيرها.

ولمنع أيضا خروج السيارات المفخخة مثل ما حدث في منطقة القبة غرب مدينة درنة أو في بقية المدن وبالفعل تم الحد من حركة التنظيم والآن قواتنا مستنفرة إستنفاراً كاملاً بناء على أوامر من القيادة العامة والسيد رئيس الأركان عبد الرزاق الناظوري يتابع هذا الأمر بشكل شخصي مع آمر غرفة عمليات الكرامة اللواء عبد السلام الحاسي ومع بقية الضباط في غرفة العمليات وقادة المحاور والوحدات القتالية والآن بدأ الإعداد لشن الهجوم الشامل أو المعركة الشاملة على الإرهاب في مدينة درنة.

س/ هل وضع درنة أصعب من وضع سرت أو بالعكس؟

ج/ بالتأكيد جغرافيا والعسكريين يعرفون ذلك جيداً لأن القتال في الصحراء ليس مثل القتال في المنطقة الجبلية الوعرة ودرنة تقع في هضبة الجبل الأخضر والوصول إلى المدينة له دروب قليلة جداً وهم يتحصنون في كهوف في عمق الأودية ولديهم طرق معينة يستطيعون مراقبتها كذلك نحن لا نريد معركة سرت على الإطلاق ونموذج معركة سرت مرفوض لدى القوات المسلحة لو كنا نريد نموذج معركة سرت لكنا نفذناه في بنغازي.

لأن معركة سرت دمار شامل أحياء في سرت تم تدميرها بالطائرات الأميركية والأجنبية وبالتالي نحن لدينا خطة أخرى طبقناها في بنغازي وإستفدنا منها إستفادة كبيرة جداً ولدينا دروس إستخلصناها من هذه المعركة بإذن الله سوف نطبقها داخل مدينة درنة ولكن التحدي الوحيد الذي أمامنا الآن أن مدينة درنة منطقة جبلية والمسألة الإنسانية وحماية المدنين وحماية ممتلكات هذه المدينة وحماية الآثار في هذه المدينة هو الهاجس لدى القيادة العامة للقوات المسلحة.

س/ في الحقيقة يوجد غموض بالنسبة لتقارير تكون واضحة ودقيقة حول من هرب من سرت فالمتطرفين ذهبوا بإتجاه درنة وربما ذهبوا إلى الجنوب ومن يأتي إلى الجنوب وضعه معقد بهذا المعنى عملية درنة أين تقع وما هي نقاط القوة ونقاط الضعف فيها؟

ج/ أولا نقاط القوة بالنسبة للقوات المسلحة هي الخبرة الكافية في القتال التي تحصلنا عليها في معارك بنغازي والجفرة والهلال النفطي والجنوب ثانياً الآن هنالك صحوة دولية حول المعركة التي تخوضها القوات المسلحة العربية الليبية وبالتالي سيكون هناك على أقل تقدير سند سياسي لهذه العملية ثالثاً منطقة درنة كمدينة ليست لها أهمية في الجغرافية السياسية الليبية أو في الإقتصاد الليبي ويمكن حصارها في أطول فترة ممكنة وممكن تغيير الخطة بالكامل وهذه أهم الأشياء التي سوف نلاقيها في درنة ولكن أتوقع من سكان مدينة درنة أن تكون لهم كلمة مثل ما كانت كلمة لسكان مدينة بنغازي.

س/ أريد أن أسألك عن الطريقة التي ستحدث بها العملية وهل الجيش وحده في هذه المعركة أم هناك مجموعات موالية للشرعية وموالية للجيش يمكن أن تشارك أو ربما يوجد تعاون إقليمي ما؟

ج/ القوات المسلحة الليبية تتكون من الجيش النظامي وقوة الإحتياط التي تم إستدعائها للمعركة وكذلك من القوة المساندة من المدنيين الذين يساندون القوات المسلحة منذ معركة بنغازي وهذه كلها تحت سلطة غرفة العمليات وتحت سلطة ضباط من الجيش الليبي بتكليفات رسمية وبتراتبية عسكرية معروفة ولكن بالنسبة إقليميا قد يكون هناك تنسيق وحيد مع مصر في جانب واحد فقط وهو على الجيش المصري أن يقفل الحدود مع ليبيا لأنه لا نريد هروب أي إرهابي من درنة نحو مصر أو بالعكس دخول أي إمداد من مصر نحو مدينة درنة مستغلين الأراضي الوعرة والمساحات الشاسعة.

س/ ما هو تقديركم لحجم قوة التنظيمات المتطرفة في درنة؟

ج/ أولاً لا نستطيع أن نعطي كل المعلومات ولكن هناك خطة منذ العام 2015 بعد بداية الحصار لهذه الجماعات الإرهابية في درنة وقضينا على أعداد كبيرة جداً سواء من دخلوا معركة بنغازي ومن تم القضاء عليه في بنغازي كتيبة البتار التابعة لتنظيم داعش وكذلك الكثير منهم تم القبض عليه حول مدينة درنة وداخل مدينة درنة والآن هم في السجون والآن القوة لديهم ونحن لا نعتبر أن هناك قوة لأنه في العسكرية هناك معادلة أخرى غير العددية لأن القوة العديدة لا تكفي لحسم معركة.

لكن هناك شيء آخر وهو الكفاءة في إستخدام السلاح وهي تسخير الإمكانيات البشرية من العلوم العسكرية لإستخدام السلاح بشكل جيد لصالح الظفر بالمعركة وهذه الخطة طبقت في بنغازي وكانت إدارة المدفعية تصيب الهدف بشكل مباشر وهذا لا يتوفر لدى الجماعات الإرهابية بإعتبارهم يعتمدون على ستراتيجية بالقتال وهي كثافة النيران والعمليات الغادرة وعمليات التفخيخ وهذه العمليات التي الآن لدينا فيها خبرة جيدة.

وبالتالي أتوقع إذا كان هنالك الأعداد وهي أعداد بسيطة الآن وليست كثيرة ولكن الجبال والأودية والكهوف يستطيع فرد واحد أن يوقف مجموعة لكونه متحصن بشكل طبيعي وبشكل جيد ولكن نحن لدينا خطة ا تضم أولا دحر الإرهاب في درنة وثانياً حماية المدنين وثالثاً حماية المدينة وهذه ثلاث معطيات رسمية في هذه المعركة.

س/ لم يقوم السكان بمغادرة المدينة أو عملوا على النزوح؟

ج/ أعتقد نحن لسنا بحاجة لإخراج السكان حتى هذه اللحظة وطبعاً هذا الموضوع كان فيه إجتماع يوم الأمس لمجموعة من الضباط برئاسة السيد رئيس الأركان العامة ولم يتطرق لهذا الموضوع إخلاء المدينة من السكان ولكن هناك استراتيجية أخرى لا نستطيع الآن أن نبوح بها ولكن بإذن الله سنؤمن المدينة ونؤمن الأهالي ولكن على الأهالي كذلك التعاون بل التقدير للإستماع الجيد ومعركة سرت ليست نموذج لدينا على الإطلاق والخطة التي طبقت فيها تشابه خطة الأنبار وخطة الموصل تدمير شامل بعد ذلك دخول المشاة.

ولكن نحن لدينا خطة بنغازي لم تتمكن الجماعات الإرهابية من إتخاذ المواطنين دروعاً بشرية إلا في حالة واحدة وهي بعد سيطرتهم على أحد السجون ونقلوا بعض المساجين وغير ذلك لم يتمكنوا من السيطرة على المواطنين وإستخدامهم كدروع بشرية فالمعركة ستكون كبيرة جداً ونحاول أن تكون في مدة زمنية قصيرة ونحاول أن تكون فاصلة وأقل شيء في منطقة شرق ليبيا لإنهاء هذه البؤر بالكامل.

س/ هل توجد علاقة لما يحدث بالجنوب الليبي إمتداد إلى كل المنطقة الحدودية مع باقي الدول وهل هذا يصعب المعركة أم يسهلها؟

ج/ في الحقيقة لا توجد الآن أي علاقة بين المعركة التي في الجنوب لأن معركة الجنوب معركة معقدة جداً لأن فيها عدة معطيات لا نريد الخوض فيها وبين معركة درنة التي تم تحديد كل أسماء المندرجين تحت التنظيمات الإرهابية فيها وتحديد تمركزاتهم وتحديد كيفية الحركة وكيفية المناورة التي إستطعنا الحد منها بواسطة المدفعية والطيران وأعتقد أن معركة درنة ستكون نموذج حديث للحرب في المناطق الجبلية وستكون معركة فريدة بإعتبارها لم تحدث لهذه الساعة معركة في منطقة جبلية للسنوات الأخيرة.

س/ ما وضع المشير حفتر؟

ج/ قبل هذا الموضوع أود أن أقدم بالتهاني والتبريكات للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين بنجاح القمة العربية ثانياً سيدي القائد العام المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر بصحة جيدة وهو يتابع كل الأمور سواء في غرفة عمليات عمر المختار حول مدينة درنة أو في بقية غرف العمليات العاملة في الأراضي الليبية.

س/ هل قريبا سنرى صور للمشير حفتر؟

ج/ في الحقيقة نحن بإنتظار العودة للوطن بإذن الله سالماً والكل مستعدين الآن لإستقباله وننتظر العودة وهذا القرار سيعود إليه متى سيعود سننشر صور وقد نعقد مؤتمر صحفي خاص بعودته بإذن الله تعالى.

Shares