ليبيا – بحث رئيس مجلس الدولة خالد المشري أمس الاثنين مع السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني والوفد المرافق له العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات المشهد السياسي في ليبيا وملف الهجرة غير القانونية ، وحضر الاجتماع كلاً من النائبين الأول والثاني ناجي مختار وفوزي العقاب ومقرر المجلس محمد بوسنينة.
المشري أثنى بحسب مكتبه الإعلامي على العلاقات التاريخية بين البلدين والموقف الإيطالي الداعم للاتفاق السياسي ،مشيراً إلى أن إيطاليا تتصدر الدول التي يهمها استقرار ليبيا وأنها الشريك الأكبر والأكثر فهماً للملف الليبي نتيجة للتقارب الثقافي بين البلدين.
وأشاد السفير الإيطالي بالعملية الانتخابية الديمقراطية والشفّافة لمجلس الدولة، مؤكّداً على استمرار العلاقات الممتازة مع المجلس الأعلى للدولة بشكل خاص ومع باقي المؤسسات الشرعية بشكل عام.
وفي سياق متصل أكد بيروني على أن نتائج الانتخابات الإيطالية لن تؤثر سلباً في السياسة الخارجية إزاء الملف الليبي وأن إيطاليا مستمرة في دعم خطة عمل الأمم المتحدة والعمل مع شركائها الدوليين في دعم الجهود لإحداث توافق بين المجلسين لتعديل الاتفاق السياسي.
وأشار إلى أن إيطاليا مستمرة في منح التأشيرات ومساعدة الليبيين في توفير الخدمات اللازمة والمساعدات الإنسانية العاجلة تحت مسمى “جسر التضامن” من خلال وزارة الحكم المحلي موجهة لبعض البلديات خاصة في الجنوب الليبي واستئناف العلاقات التجارية والثقافية، مضيفاً بأن الأسابيع المقبلة حبلى بالتطورات على هذا الصعيد وأن العلاقات بين إيطاليا وليبيا مميزة بين الشعبين قبل أن تكون بين الحكومتين.
وجدد بيروني التزام بلاده بدعم الاستقرار والحكم الرشيد وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، مؤكداً على ضرورة إجراء حوار شامل تشارك فيه كافة الأطراف المعترفة بالاتفاق السياسي والداعمة لمبدأ تقاسم السلطة
ومن جانب أخر أشار بيروني إلى تطابق موقف بلاده مع موقف رئاسة مجلس الدولة بشأن حصر دور المؤتمر الجامع في دعم مساعي المصالحة الوطنية والضغط على الأجسام الشرعية للوصول إلى مخرج من الأزمة.
ومن جانبه شدد النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ناجي مختار على ضرورة أن يكون العمل على الجانب السياسي بالتوازي مع الجانب الخدمي وذلك لضيق الوقت من أجل تفعيل مؤسسات الدولة في الجنوب، ليتمكن من مواكبة المسار السياسي مشيراً إلى أن الانتخابات القادمة لن تكون ممكنة إلا في ظل استقرار الجنوب.
ومن جهته قال النائب الثاني لرئيس مجلس الدولة فوزي العقاب أن نجاح العملية السياسية في ليبيا يستوجب السير وفق مراحل معينة وعدم تجاوز مرحلة قبل أخرى.
وفي الختام أكد السفير الايطالي على أن اتفاقية الهجرة غير الشرعية المبرمة مع حكومة الوفاق ليس الهدف منها الاستيطان في الجنوب بل السير في خطين متوازيين هما تطوير الجنوب ومكافحة الهجرة غير القانونية، بجانب المساعدات العاجلة، بالإضافة إلى وجود برنامج لتطوير الزراعة في المنطقة الجنوبية، خصوصاً بعد تحسن الوضع الأمني هناك.