عَلَت الأصوات المطالبة بـ حذف حسابات فيسبوك في الفترة الماضية منذ فضيحتها الأخيرة حول التفريط ببيانات الملفات الشخصية للمستخدمين لشركة كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica.
حيث أعلن العديد من الشخصيات العامة والمشاهير ممن لهم الكثير من المتابعين على فيسبوك عن رغبتهم في إزالة ملفاتهم التعريفية وصفحاتهم من فيسبوك (على الرغم من عدم تنفيذ بعضهم لذلك بالفعل مثل إيلون ماسك الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة تيسلا Tesla للسيارات الكهربائية).
تعترف الآن إدارة فيسبوك أن لديها طرقا أخرى لتتبع المستخدمين السابقين للمنصة، أي أن حذف حسابات فيسبوك لن يوقف تتبع الشبكة للمستخدمين بعد إزالة حساباتهم بل وحتى لغير المستخدمين الذين لم يُنشؤا ملفات تعريفية بها من قبل.
وكان رئيس مجلس إدارة فيسبوك مارك زوكربيرغ قد أدلى بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي وحاول التهرب من الأسئلة حول ما إذا كانت الشبكة تجمع بيانات غير المستخدمين أيضًا، ولكنه اعترف –عند الضغط عليه- بأن الشبكة تجمع بيانات الأشخاص الذين لم يشتركوا في الشبكة ولم يقبلوا بشروطها.
أجابت شبكة فيسبوك في مدونتها بعد شهادة زوكربيرغ عن كيفية حصولها على هذه البيانات وحددت أيضًا أماكن الحصول على هذه البيانات. فالمصدر الرئيسي للحصول على بيانات غير المستخدمين هو مواقع الويب والتطبيقات التي تستخدم خدمات شبكة التواصل”
“عند زيارة موقع أو استخدام تطبيق يستخدم خدماتنا، نتلقى معلومات عن زيارتك حتى إذا كنت لم تسجل الدخول أو لم يكن لديك حساب على فيسبوك. والسبب هو أن المواقع والتطبيقات الأخرى لا تعرف من هم مستخدمي فيسبوك ومن هم غير المستخدمين.”
ومعنى ذلك أنك إن قمت بزيارة أحد المواقع، وضغطت على زر “إعجاب” أو “مشاركة”، فمن المحتمل أن يرسل هذا الموقع بيانات عن زيارتك هذه إلى شبكة فيسبوك.
كذلك تحصل الشبكة على بيانات المستخدمين عند تسجيلهم الدخول إلى موقع أو تطبيق باستخدام بيانات تسجيل الدخول في شبكة التواصل، حيث تظهر للمستخدم أحيانًا في بعض المواقع عبارة “سجل الدخول باستخدام حساب فيسبوك”.
المدهش في الأمر أن المتخصصين في الشبكة قالوا إن فيسبوك ليست وحدها التي تقوم بذلك فالعديد من الشركات تقدم هذه الأنواع من الخدمات ويحصلون أيضًا على المعلومات من التطبيقات والمواقع التي تستخدمها. وأشاروا إلى أن تويتر وبينتريست Pinterest ولينكيدإن LinkedIn لديها أزرار مشابهة لأزرار “إعجاب” و”مشاركة” بفيسبوك لمساعدة المستخدم على مشاركة ما يريده على شبكاتها. كذلك غوغل لديها خدمة غوغل أناليتكس الشهيرة وأمازون وغوغل وتويتر تقدم خدمات تسجيل الدخول باستخدام حساب المستخدم عليها. وفي النهاية كل هذه الشركات وغيرها تقدم خدمات إعلانية وترسل معظم التطبيقات والمواقع نفس البيانات الخاصة بالمستخدم للعديد من الشركات في كل مرة يزور الموقع أو التطبيق فيها.
تهدف عملية مشاركة بيانات المستخدم في الغالب إلى تنقيح الإعلانات المقدمة إليه فبتحديد موقع المستخدم وتحديد المواقع التي يزورها والأشياء التي قد يشتريها عبر خدمات التسوق وغيرها من المعلومات تستطيع الشركات تقديم الإعلانات الأنسب للمستخدم. وتتسرب بيانات المستخدم وتفوز الشبكات بمبالغ ضخمة نظير تقديمها الخدمة للمعلنين.
المصدر العربية.نت