بلعم : النظام السابق هو من مارس العنف والإرهاب وليس الإسلاميين وأهالي بن جواد خانوا الثوار

ليبيا- أكد القيادي بما يسمى سرايا الدفاع عن بنغازي المصنفة محلياً وإقليمياً وأمريكياً كمنظمة ارهابية مرتبطة بالقاعدة وآمر كتيبة عمر المختار زياد بلعم أن دخوله ومشاركته في “ثورة 17 فبراير” عام 2011 أتت بعد ما رأى ما وصفه بـ”الظلم والطغيان” الذي يمارسه القذافي وكتائبه فالناس المطالبة بحقوقها المشروعة كانت من دون سلاح وتم مواجهتها بشدة على حد زعمه .

بلعم أوضح خلال إستضافته في الجزء الأول من برنامج الشاهد الذي أذيع أمس السبت عبر قناة ليبيا لكل الأحرار وتابعتها صحيفة المرصد بأن هذه الناس تم مواجهتها بأكبر العتاد والأسلحة وقتل الكثير من المدنيين في صفوفها وفي ذلك الوقت كان ينبغي مشاركة الشعب وأن يكون بلعم ضمن هذه الصفوف الا انه ومحاوره تجنب الحديث عن ورود اسمه فى التسريب الصوتي الذي نشرته المرصد واثبت ارتباطه بجماعات متطرفة مرتبطة بداعش وبمشائخ متشددين من الخارج . وكان الحوار التالي:

س/ هناك كتابات كثيرة تقول أن الربيع العربي هو هبة شعبية من أجل المطالبة برفع الظلم وإسترجاع الحقوق ولكن هناك من يرى أنها أُستغلت ووقعت رهينة لتجاذبات ومصالح آيدلوجية بوصفك أحد قادة ثوار فبراير هل كان الدافع في المشاركة آيدولوجي بالنسبة لك؟

ج/ الله خلق الناس ليسوا دائماً على قلب واحد ودائما مختلفين وكذلك المجتمعات مختلفة في توجهاتها وأفكارها والثورة والربيع العربي شارك فيه جميع الأطياف المتعلمين والمثقفين الإسلاميين وهذه هي التركيبة الإجتماعية كلها شاركت فيه وكل إنسان لديه طموح وأشياء يريدها وتوجهي شخصيا كان من منطلق الدفاع عن الناس والشعب بعد ما رأينا القتل وإنتهاك الحرمات والشعب.

س/ لم تكن تحمل أي فكر حركك بإتجاه المشاركة في حينها؟

ج/ حمية على البلاد والناس وهذا الدافع الأكبر.

س/ هناك من يقول بالنهاية هذه الهبة الشعبية وقعت في أتون صراع فكري تحركه المصالح وإختطفته ربما أجندات آيدولوجية كثيرة؟

ج/ هذه الشائعات والعبارات والبعبع الذي يخوفون به المجتمعات بأن الإسلاميين هم من يحاولون السيطرة وسرقة هذه الجهود بينما الشعوب هي في الأصل مسلمة هذا الإصطلاح يجب أن نتجاوزه كمسلمين لأننا كلنا مسلمين خاصة في ليبيا لا يوجد بيننا أديان أخرى ولا يوجد بيننا فرق.

س/ ما سبب عنف الثوار؟

ج/ هو ليس عنف الناس خرجت في تظاهرات للمطالبة بالحقوق المسلوبة ورفع الظلم وتغيير معيشتهم وأسلوب حياتهم دولة غنية وشعب فقير ظلم وبالمقابل يرون أبناء القذافي ينعمون بخيرات البلاد لذلك خروج الناس كان طبيعي ولكن غير الطبيعي هو سكوت الناس عن القذافي لمدة 40 سنة وقابلهم القذافي بالقمع والقتل وكانوا عزل يرمونهم بأسلحة الـ14 ونصف أسلحة تستخدم للحرب بين جيوش وليس قمع تظاهرات سلمية.

من مارس الظلم والإرهاب هو النظام نفسه ولم يرسل أحد ليتفاوض مع الناس أرسل للمنطقة الشرقية إبنه والساعدي الذي هدم النادي الأهلي في بنغازي منطقة كبيرة بشيوخها وقبائلها يرسل لهم إبنه الصغير هذا نوع من الإهانة.

س/ الآن هناك من يقول بأن الثوار مارسوا نوع من العنف بالتالي ساهموا بشكل أو بآخر في دفع الثورة الليبية من سلمية في إتجاه أن تكون مسلحة؟

ج/ الثوار أخيراً أصبحوا يطلق عليهم ثوار ولكن في البداية كان كل الشعب خرج على النظام ومعظم المنطقة الشرقية خرجت مدينة مدينة وأسقطت النظام في غضون 4 أيام وبعد ذلك تم التوجه لسرت وكان التوجه عشوائي من الناس ومشاركة العسكر في الثورة هي من أعطت طابع أكثر لعسكرة الثورة أو تسليحها.

س/ هناك من يقول بأن المتسبب في عسكرة الثورة الليبية بعض الإسلاميين الذين جنحوا للعنف وكانوا مشاركين في الثورة الليبية وبحكم أنهم كان لديهم رصيد سابق في العمل المسلح وبالتالي كانوا متأهبين لهذه الفرصة؟

ج/ إن كنا نريد أن نعطي الأمور أحقيتها كم نسبة الإسلاميين الذين شاركوا في الثورة في بداية إنطلاقتها من بين الشعب 2 إلى 5%.

س/ الإتهام يعود حتى لنسبة الإسلاميين الذين شاركوا بالثورة وأغلب هذه النسبة كان لها تجربة سابقة في العمل المسلح بالتالي كانت سبباً رئيسياً في عسكرة الثورة الليبية؟

ج/ شيء طبيعي أنت عندما تواجه بظلم وبسلاح أنك ترد وتدافع عن نفسك وتدافع بشيء يردع الظلم الموجود عليك ليس من المعقول أن يواجهني القذافي بالـ24  والـ 14 ونصف وأستمر بمواجهته بالتصفيق.

س/ الفئة من الإسلاميين الذين كانت لهم تجربة سابقة في العمل المسلح شاركوا في قتال سواء ضد القذافي في بعض الأحيان وفي بعض المحاولات أو حتى خارج ليبيا هؤلاء في حال لم يتجه القذافي للتعامل معهم بهذا العنف وإستخدام السلاح لم تكن برأيك لديهم أي نوايا بإتجاه إستخدام السلاح وعسكرة الثورة بالشكل الذي كانت عليه؟

ج/ لم يكن هناك نوايا فعلاً بأن الناس تستخدم السلاح وأن النظام نفسه يستخدم السلاح من بين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم أول من إستخدم السلاح هي منطقة الصابري إستخدموا السلاح التقليدي الذي كان يستخدم للصيد وبعدها كتائب القذافي أصبحت تستخدم الأسلحة ضد الناس وهم من أول من إستخدم السلاح ضد الكتائب وأصبحوا يرمون القنابل على المعسكرات وأغلبهم كانوا صيادي أسماك وبعد ذلك أتت طبقة ثانية هم أهل الصيد والذي كانت عندهم بعض الأسلحة التي تستخدم في الصيد.

ولكن بالمقارنة مع السلاح البدائي والسلاح الذي كان عند الكتائب المقارنة كبيرة ومن أسقط النظام وخاصة في المنطقة الشرقية كان أغلبهم من العزل وترتيب أن يصبح الثوار مسلحين كان ما بعد منطقة بن جواد وبعض هذه المعارك التي حصلت هناك وأصبح هناك  ضرورة لتشكيل كتائب وخط دفاع عن المنطقة الشرقية ودخول بعض العسكر في الثورة وإستطاعوا أن يقدموا نصائح وإرشادات بأن هذه الجموع لا تكون عشوائية بل تقابلها كتائب منظمة تعرف كيف تتعامل مع السلاح والمدنيين نفس الطريقة حتى يعملوا خط حماية للمنطقة الشرقية.

س/ قبل ذلك عندما تم تحرير مدينة بنغازي من قبضة القذافي لم يكن هناك توجه من أي طرف من الأطراف الموجودة داخل المدينة للحصول على السلاح وتجميع أكبر قدر من الإسلحة والذخائر؟

ج/ بعد سقوط النظام في المنطقة الشرقية أصبحت المعسكرات مفتوحة وليس فيها حماية وكل إنسان أخذ سلاح لهدف وهناك من أخذه سرقة وهناك من أخذه متاجرة وهناك من أخذه دفاعاً عن النفس.

س/ كلها كانت تصرفات فردية؟

ج/ أغلبها عشوائي ولم تكن منظمة.

س/ هذه الصورة التي سوقت لم تكن صحيحة مسألة أن هناك جزء من التركة الإسلامية كانت منظمة وكان لها عمل جماعي بادرت للحصول على أكبر قدر من الأسلحة والذخائر لم تكن هناك أي تحركات بهذا الطابع والشكل؟

ج/ هذا التوجه المسلح لم يكن في ليبيا عند أغلب الإسلامين حتى لم يكن هناك تنظيم منظم حاول أن يمتلك أسلحة وينظم صفوفه ليسيطر بل حتى الإسلاميين الذين شاركوا في الثورة شاركوا بصفة فردية حتى المجتمع الدولي في زيارته لليبيا وزيارته للأماكن التي يوجد فيها الثوار وحتى المتضررين من الإسلاميين الذين شاركوا في الثورة شاركوا مثلهم مثل الشعب.

س/ كيف تشكلت الكتائب المسلحة بعد الثورة وحدثنا عن كتيبة عمر المختار التي أنت قائدها؟

ج/ الكتائب و بعد بن جواد أصبحت هناك ضرورة لإجتماع الثوار ولتحركهم بشكل جماعي ومنظم وهذا الشيء الذي أي عاقل يصل إليه فالعشوائية تكون فيها سبب أكثر في الخسائر ووجود عسكريين داخل الثوار كانوا ينصحون بترتيب الصفوف وحصلت في منطقة بن جواد خيانة لأكثر من مرة.

س/ خيانة.. كيف؟

ج/ وصل الثوار لمنطقة الوادي الأحمر بعد بن جواد ثم رجعوا لمنطقة بن جواد للمبيت فيها وأهل المنطقة وضعوا المرتزقة والكتائب داخل بيوتهم وأمنوا للثوار وبعد ذلك غدروا فيهم وقتلوهم وكانت المياه تأتيهم من البيوت والشبابيك فقتل مجموعة كبيرة من المتظاهرين والناس في منطقة بن جواد.

س/ بالرجوع لتفاصيل كيفية تشكيل الكتائب المسلحة في بنغازي؟

ج/ بعد بن جواد أتى من كل منطقة مجموعة من الثوار وإجتمعوا في مكان واحد ومبيتهم واحد وحاولوا أن يجمعوا أكبر عدد من السلاح والسيارات والذخائر كانت ما بين منطقة البريقة وبن جواد وإجدابيا هذه هي الفترة التي أصبح فيها تشكل للكتائب.

س/ قبل ذلك من كان يسيطر على المعسكرات التي بقيت خالية؟

ج/ معسكرات المنطقة الشرقية أصبحت خالية بعض المناطق العسكر أغلقوا أبوابها وخاصة التي كانت فيها أسلحة ثقيلة وفيها صواريخ لأن الناس عادة كانوا يبحثون عن الأسلحة الخفيفة لعدم درايتهم بواقع المعركة كالبندقية الكلاشينكوف والمسدس وما إلى ذلك.

س/ قبل أن يحدث التوجه نحو الغرب لم تكن هناك أي جهة قد وضعت يدها على أي من المعسكرات الموجودة في المنطقة التي تحررت من حكم القذافي؟

ج/ أصبحت المعسكرات خاوية لا يوجد فيها حماية وأبوابها مشرعة يدخلها كل الناس ولم تكن هناك حماية ولم يكن هناك سيطرة على المعسكرات وأغلبها أُحرقت.

س/ لماذا جرى التوجه بإتجاه الغرب وما الغاية من التوجه لسرت؟

ج/ لم يكن هناك شيء مسيس حقيقي لأنه لو كان هناك شيء مسيس لفكروا في طرابلس العاصمة أكثر من سرت ولكن الناس كانت عشوائية وبدافع ذاتي وسرت لأنها موطن القذافي ظنوا بسقوط سرت ستكون ليبيا خارجة عن سيطرة القذافي وكانت هناك مناطق أخرى كمصراتة والجبل الغربي وبعض الأحياء في طرابلس كسوق الجمعة وتاجوراء أصبحت الثورة تخرج في كل مرة من منطقة وكان البعض يظن أنه إن سقطت سرت سيسقط النظام كليا.

س/ كيف تشكلت كتيبية عمر المختار؟

ج/ أول خروجي لم يكن مع كتيبة عمر المختار خرجت مع الكتيبة الـ21 الصاعقة بقيادة العقيد طارق الدرسي رحمة الله عليه هذا كان أول خروج لي في كتائب مسلحة وعند توجهي للكتيبة الـ21 وجدت العقيد طارق الدرسي ومن ثم أغلق البوابة ومنع دخول غير العسكريين وكان يطلب أحد يرمي على الآر بي جي فادخلني معه للمعسكر وكنت معه للمرة الأولى.

س/ كانت هذه الكتيبة قد حافظت على وجودها ولم تتفكك كباقي الكتائب؟

ج/ طارق الدرسي حاول جمع أكبر قدر من العسكريين ويقول بأن كتائب القذافي متمرسة على القتال ويجب أن يكون هناك نوع من التوازن في القوة حتى على أقل شيء يكون هناك حفاظ على المنطقة التي حررت من القذافي.

س/ بشيء من التفصيل كيف وقع إنضمامك لهذه الكتيبة؟ وهل أنت من بادر؟

ج/ نعم كان الناس يسألون عن أماكن فيها سلاح وذخيرة وتجمع عسكري كان هناك معسكر الـ21 يتجمع فيه الناس وفي أكثر من مكان وأنا توجهت لهذا المعسكر ووجدت فيه تشكيلات مسلحة ودخلت فيه طارق الدرسي وقتها سألني عن التدريب العسكري وهل أنا متدرب عسكرياً وهل أعرف الرمي على نوع من السلاح كان يجمع العسكريين فقط أنا كنت مدني ولكنني كنت مقاتل في الصاعقة أيام الثانوية العسكرية.

وكان محتاج لأحد يعرف الرمي على السلاح والمدني الذي لا يعرف الرمي على السلاح لا يدخل المعسكر وأذكر أول مجموعة خرجت للجبهة كنت أنا من سجل أسمائهم بالكامل حتى لو حصل لأي شخص منهم شيء يكون مقيد وأسمه موجود.

س/ لماذا أنت بالذات؟

ج/ لأن أغلبهم لا يعرف القراءة والكتابة.

س/ كيف كانت العلاقة بطارق الدرسي؟

ج/ برز في ذلك المكان بالكاريزمة ونشاطه وكانت أوامره وتعامله عسكري مع العسكريين وأغلبهم إلتفوا حوله وخرجت معهم في أول المعارك وأصبت في منطقة بن جواد ورجعت لمصر وبعد رجوعي من مصر إنضممت لكتيبة عمر المختار.

س/ أنت لست مؤسس لهذه الكتيبة؟

ج/ لا لست مؤسسها عندما أتيت إليها كانت مؤسسة وفيها قيادة.

س/ من مؤسس الكتيبة؟

ج/ مؤسسها عبد المنعم المدهوني من صبراتة والمعروف بالشيخ مالك رحمة الله عليه وأستشهد في منطقة الـ40 في البريقة وبعد قدومي من مصر كان مستشهد وكان يجلس فيها عبد الجواد آمر الكتيبة ومعه سالم صبحي من إجدابيا ومحمد الكويري من بنغازي كانت كالإدارة تدير الكتيبة.

س/ لماذا إنتقلت للإنضمام لهذه الكتيبة وقد كان لديك موقع في كتيبة الصاعقة وأصبحت لك مكانة؟

ج/ لم تكن الكتائب تقيد أي ممن ينضم لكتيبة ما لا يكون له الحق بالإنضمام لأخرى ودخلت لمعسكرالـ21 بعد ذلك أتت مجموعة من معكسر الـ17 وطلبوا من العقيد طارق الدرسي أن يأتي أحد ليدربهم على الأسلحة فذهبت أنا لأدرب وبعد فترة الدرسي طلب مني أن أعود وكان مصر على عودتي وقال لي لن تخرج من معسكري وستبقى فيه لكن بعد إصابتي أتيت لبنغازي وزرت معسكر رحبة دروع الدبابات وكان بقيادة مهدي البرغثي والمغربي وكنت لا أزال مصاب.

أول قدومي للجبهة كنت لأسلم على الشباب وليس إلتحاق وعندما أتيت لمعسكر عمر المختار كان هناك الكثير من الشباب من بنغازي أصدقائي وأصروا أن أبقى في المعسكر وأن لا أخرج فبقيت معهم وأستمريت معهم ليومنا هذا.

س/ كيف أصبحت قائداً لهذه الكتيبة؟

ج/ عبد الجواد كان آمر الكتيبة ولكنه كان مشغولاً في بنغازي وكنت أنا من يقود الكتيبة في غيابه في المعارك وأول التقدم في تقسيم المحاور والكتيبة إنقسمت لجزئين جزء في المحور الوسط وجزء في محور الجنوب وأنا كنت آمر في محور الجنوب وعبد الجواد آمر في المحور الوسط إلى ما بعد التحرير وبعد توجه عبد الجواد للسياسة والفيدرالية كانت الكتيبة عندها رأي بأن لا نخلط الكتيبة العسكرية في أي توجه أو رأي سياسي وعبد الجواد كان يفضل أن يخوض العمل السياسي وترك الكتيبة بالتراضي ولم تحصل بيننا مشاكل والكتيبة كانت فيها إدارة جيدة.

س/ 19 مارس كان قدوم رتل القذافي لبنغازي وكان الهدف واضح بالنسبة للقذافي أنت كنت حاضراً هذه الأحداث؟

ج/ فترة قدوم الرتل على بنغازي أنا كنت مصاب بالإصابة الثانية وكنت في مصر للعلاج ولم أكن في بنغازي.

س/ بالتأكيد وصلكم أصداء ما وقع على أبواب بنغازي وكيف صد الثوار الرتل الذي حاول دخول المدينة ما الذي سجلته ذاكرتك من وقائع تلك المرحلة؟

ج/ بعد إنهزام الرتل إختلطت بالثوار وكنت أسمع منهم ما حصل والمواقف كثيرة تستحق بأن الإنسان يقف عليها الأولى أن العقيد طارق الدرسي كان يأمر جميع ضباط الجيش الموجودين بأن يلبسوا الزي العسكري والرتب العسكرية ويقسمون لمحاور وأهل درنة عندما قدموا لبنغازي والرتل عندما إقترب من بنغازي سالم دربي رحمة الله عليه عندما إجتمعوا الشباب قال نقاتل داخل بنغازي فسالم دربي قال بأن لا ندخل شوارع بنغازي بل نترك جماعة درنة يقاتلون خارج المدينة ونعطلهم ولو قضوا علينا تقاتلوهم بعدها داخل المدينة.

س/ شاركت في كافة المعارك التي شهدتها المنطقة الشرقية في بداية الثورة كيف كانت العلاقة ما بين الثوار من المدنيين والعسكريين في تلك الفترة؟

ج/ في البداية لم يكن هناك إنسجام لأن المؤسسة العسكرية تريد الكثير من الربط والضبط  والثوار يتحركون بشكل عشوائي ولكن بعد فترة من الثورة أصبح الثوار يقولون بأن كلام العسكر هو الكلام الحقيقي عن التنظيم العسكري وإستخدام السلاح وأصبح هناك إنسجام ما بين المدنيين والعسكريين وإستفادوا منهم في التدريب ومن خبراتهم وأغلب العسكريين الذين أتوا لسبها كانوا كبار في السن وكانوا كالأب والأخ الكبير للمدنيين ومنهم العقيد محمد الفرجاني رحمة الله عليه والذي كان أشبه بالأب للكتيبة بالكامل مع أنه كان آمر لكتيبة معينة.

وكان جميع الثوار يحبونه والإنسجام كان حالة عامة في فترة أصبح خط دفاع المنطقة الشرقية ما بعد إجدابيا بـ18 كيلو متر وأصبح لا يتقدم على منطقة البريقة وفي هذه الفترة أصبح هناك زيارات وإنسجام وتنسيق ما بين الكتائب وإستطلاع وأصبحنا كالجسم الواحد.

س/ بعد دخول الناتو على خط المعارك مع النظام كان هناك خلاف حول مسألة هل يتم التقدم إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي أم التمركز في المناطق التي يسيطر عليها الثوار والدفاع عنها هذا الخلاف أعتقد أخذ طابع خلاف ما بين العسكريين والمدنيين؟

ج/ حصل خلاف في غرف العمليات الخاصة حول التقدم إلى البريقة من عدمه فمن العسكريين من رأى أن نتقدم ومنهم من رأى أن نبقى في إجدابيا لنقوي الصفوف ونحمي المنطقة والخلاف كان في مجمع الثوار لم يكن المدنيين في صف أو العسكرين في صف والعسكر وخاصة العقيد عبد السلام بصفته الآمر العسكري في المنطقة الشرقية كان يقول لنا لا تتقدموا إلا أن يجهز مخابرة ويكون هناك الذخيرة الكافية والأمور تترتب وأن تكون هناك خطة للتقدم وكان يحثنا على عدم التقدم.

س/ من من قادة الثوار المدنيين الذين كانوا يؤيدون هذا الرأي التمركز في تلك المنطقة وعدم التقدم؟

ج/ منهم عبد الجواد كان يقول بأن التمهل أفضل وخير من الإستعجال وكان يحظى بإحترام الكثير من الثوار ولديه كلمة مسموعة.

س/ أصحاب الرأي الذين كانوا يقولون بأنه من الأفضل أن نتقدم ونهاجم المواقع التي تسيطر عليها قوات القذافي كان من بينهم قيادات بارزة من المدنيين؟

ج/ سالم دربي رحمة الله عليه وأحمد المجبري رحمة الله عليه قتل وفي أحيان كان يتقدم حتى بنفسه ويشتبك مع الكتائب ويرجع وصلاح بو حليقة نفس الشيء وكان عنده شيء من الإستعجال ويحاول أن يهجم بو حليقة لا أعلم ما هو وضعه قبل الثورة ولكن بعد مقتل العقيد طارق الدرسي تولى قيادة الـ21 نحن كنا كغرفة عمليات واحدة عائلة والنقاش عادي كل آمر أو إنسان يدلي بدلوه وأكيد سيكون هناك خلاف ما بين مدني وعسكري لأن نظرة المدني تختلف عن العسكري.

العسكريون رأوا أن كل نوع سلاح يكون 3 وحدات نارية متوفرة في الجبهة وينتظرون حتى تأتي الإسعافات الأولية للجبهة والمدفعية لا تتقمد حتى يوفروا مدافعهم ومهدي البرغثي كان يقول لنا أن لا نتقدم إلا بالرشاش على الدبابة والناظور الذي تسير فيه الدبابة أي بتجهيز كامل وكان رأيه هو الصحيح حتى في المدنيين من كان مقتنع بكلام العسكر.

س/ انت تقول لم يقع خلاف بين المدنيين والعسكريين بل كان بين رأيين؟

ج/ خلاف بين الثوار هناك من العسكريين من يريد التقدم وعدم التقدم ويقولون أن الكتائب التي أمامنا جبناء وإن تقدمنا عليهم سيهربون ويتركوا المنطقة ونظرا لرجوع الاهالي لإجدابيا وتقدم كتائب القذافي ليقتربوا من إجدابيا يرمون المنطقة بالصواريخ جراد لذلك الثوار قالوا ما هو معنى أو سبب وجودهم إن كانا الناس غير آمنين لنتقدم لمنطقة الـ40 أو البريقة ونحتلها بحيث أنه حتى الكتائب لو تقدمت ورمت إجدابيا لا يصبح فيها شيء وتصبح ليست في مرمى نيران القذائف وهناك من يرى بأن نبقى ونستكمل التجهيز.

وأن ما بعد إجدابيا هي منطقة صحراوية ولم يكن هناك خلاف بين عسكري ومدني لأن أغلب العسكر الموجودين في الجبهة كانوا مختلطين ما بين ثوار عسكريين ومدنين ولم تكن هناك كتيبة كاملة جميع أفرادها عسكريين بل كانت مختلطة والقيادات كان يصبح هناك خلافات في وجهات النظر في مواضيع الحرب ولكنها لا تسبب خلاف أو فرقة في ما بينهم وأذكر أنه حتى في مقطع فيديو سرب في فترة خلاف ما بين فوزي بو كتف ومهدي البرغثي ولم يكن الخلاف بين بو كتف والبرغثي.

بل كان بين بو حليقة وما بين البرغثي والخلاف كان على دخول الدبابات للمعركة صلاح بو حليقة كان معارض ومهدي البرغثي يقول بأن هذا تخصصه وأعرف كيف أستخدمها وبعد ذلك دخل فوزي بو كتف لفض النزاع ما بينهم صور المقطع ما بين صلاح بوحليقة وفوزي بو كتف وأصبح الخلاف كأنه ما بين الثوار والعسكر وصلاح بو حليقة وفوزي بو كتف وجهة نظره مقاربة لبو حليقة وكان رأيه بأن نؤخر دخول الدبابات للمعركة لأنها ستكون هدف سهل ومن الأفضل أن يتم تأخر دخولها.

س/ لماذا قدم هذا المشهد على أنه خلاف بين عسكري ومدني؟

ج/ لأن من قام بالتصوير لم يصور من بداية المشكلة إلى أن حصل الكلام ما بين بو كتف وبو حليقة وهذا المشهد الوحيد الذي تم تصويره وأصبح ينشر.

س/ مقتل عبد الفتاح يونس لم يكن من الشواهد التي تدل على وجود خلاف مبكر ما بين قيادات الثورة ما بين عسكريين ومدنيين؟

ج/ أنا كنت في ذلك الوقت مصاب وكنت في مصر للعلاج ولكن أول من وضع الخلاف ما بين عبد الفتاح يونس هو المجرم خليفة حفتر لأنه أول ما أتى و هو ينازع عبد الفتاح يونس في منصبه كقائد للعسكر وأول ما عرض المجلس الإنتقالي عليه أن ينضم كان يطالب أن يكون هو وزير للدفاع ويتولى الرئاسة العسكرية ولكن عبد الفتاح يونس عنده أكثر قبول في الجبهة من حفتر سواء من العسكريين أو المدنيين.

وعندما  لم يجد حفتر له قبول في الجبهة أصبح يحصل مشاكل وأحياناً يصفه بأنه ليس ليبي وأنه مصري وكان يقول بأنه ليس لديه خلفية عسكرية ولم يدخل معارك وفي فترة أصبح يشاع أنه سبب تأخير الجبهة هو من عبد الفتاح يونس ثم أصبح الناتو أكثر من مرة يضرب بكتائب الثوار بالخطأ وكانوا يتهمون عبد الفتاح بأنه يعطي إحداثيات لناتو وعنده إتصال مع القذافي وأكثر هذا الكلام كان يحدث في بنغازي.

س/ الإتهام بهذا الحجم بالتأكيد له أصحاب وليس من العدم؟

ج/ نسمع أن حفتر هو من يتكلم وفي يوم قام بزيارتنا مصطفى عبد الجليل في إجدابيا وإجتمع الثوار كلهم في بوابة إجدابيا وبعد أن إحتفل به الثوار وألقى كلمته تكلمت معه وسألناه عن إننا نسمع بأن هناك مشاكل في بنغازي ما الذي يجري قال بأن حفتر جاء من الخارج ولديه مشروع إما ينضم للثورة كالليبيين أو يرجع من حيث أتى وقال بأن حفتر لم يشارك بأي شيء وليس لديه قبول في الجبهة وطالبنا بالإبقاء على عبد الفتاح يونس.

س/ ما الذي فهمتموه من أن حفتر جاء ولديه مشروع؟

ج/ نحن عندما دخلنا للجبهة إنقطعنا عن بنغازي وما يحدث فيها ولكن عرفنا أن له هدف السيطرة على البلاد وأن يقود الجموع وأتذكر كم مرة كان يأتي للجبهة للتصوير وكان يطرد من قبل الثوار وكان يأتي بسيارات فارهة وأبنائه منعمين ونحن في الجبهة في الحر والشمس والغبار وكان معي شاب هو عبد السلام الكاشي وقلنا لحفتر إن كنت تريد أن تأتي للجبهة تعال للقتال وليس للتصوير وما كان عنده إلا أن يركب سيارته ويرجع ولا يستطيع أن يقول شيء.

س/ ولكنه عُين قائد للقوات البرية بعد ذلك؟

ج/ هذه الألقاب يطلق عليها في بنغازي ولكن في الجبهة لم يكن له أي دور.

س/ أثناء وجودك في مصر للعلاج من الإصابة وقع مقتل عبد الفتاح يونس كيف بلغك النبأ؟

ج/ في البداية تلقيته وكنت أحسبه شائعة ولكن بعدها أكدوا لي الخبر وعندما رجعت لليبيا قالوا لي القصة بأن المجلس الإنتقالي قاموا بإستدعاء لعبد الفتاح يونس وجاءت كتيبة من بنغازي وليست الكتيبة التي كانت تقاتل في الجبهة وذهبت لمقر عبد الفتاح يونس وكان العقيد  يونس العبدلي يأمرهم بأن لا يقتربوا له ولكنهم رفضوا أن يسمعوا كلامه والعقيد فوزي بو كتف تكلم معهم بأن لا يتدخلوا في الموضوع.

وكان قد سمع بأن هذه المجموعة آتية لتقبض على عبد الفتاح يونس فكانت غرفة العمليات رافضة أن أي أحد يذهب ويقبض على عبد الفتاح يونس وقالوا له بأن لديهم تكليف من المجلس الإنتقالي بإستدعاء عبد الفتاح يونس لبنغازي.

يتبع…

Shares