ليبيا – أكد الناطق باسم القوات المسلحة العميد أحمد المسماري على أن خط الجنوب الغربي يعاني من أزمة مركبة أمنية وإجتماعية وإقتصادية جعلت منه منطقة عبور وتهريب تعول عليها التنظيمات الإرهابية والإجرامية في التمويل والدعم المادي.
المسماري قال خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج “غرفة الأخبار” الذي يبث على قناة “ليبيا روحها الوطن”أمس الإثنين تابعته صحيفة المرصد إن الخط الجنوبي الغربي أيضاً يعد طريق نقل للهجرة غير الشرعية التي تعتبر مصدر كبير لتمويل الجماعات الإرهابية والعصابات الاجرامية في المنطقة.
ويرى المسماري أن مدينة سبها هي ضحية إهمال الدولة بعد عام 2011 لذلك تم البدء بعملية فرض القانون بعد معارك دارت بين مجموعة من التبو واللواء السادس، موضحاً أن عملية فرض القانون لا تستهدف أي مكون إجتماعي بالمنطقة أو أي طرف على آخر.
الناطق باسم القوات المسلحة بيّن أن العملية تهدف إلى فرض القانون من خلال عدة مراحل الأولى منها تمثلت بشل حركة انتقال قوات من الخارج إلى داخل سبها أي الحد من حركتهم وليس إنهائها عن طريق إستهداف القوات الجوية للعديد من من تجماعتهم.
وتابع قائلاً :” نحن نسعى مع الأعيان ومشائخ سبها حيث عقد اللواء محمد المنفور إجتماعاً لوضع أسس اجتماعية لإحتواء الأزمة الأمنية لكن في الحقيقة هناك تدخلات من خارج المدينة وخارج الدولة بغية عدم الوصول للإستقرار والأمن في ليبيا والمرحلة الحالية تسير ببطء لتعقيد الأمر في المنطقة وبالتأكيد قواتنا الجوية ما زالت موجودة وتتصدى لكل من يحاول الدخول للمدينة”.
وشدد المسماري خلال مداخلته على أن جميع العمليات العسكرية ستؤتي ثمارها بشكل سريع وكما يتمنى المواطن عندما يقوم المجتمع الدولي برفع حظر تسليح الجيش.
وبشأن هوية الطرف الذي يقاتله الجيش اليوم في الجنوب وتحديداً سبها لفت إلى أن القوات المسلحة تحاول إيقاف المعارك داخل المدينة من خلال وضع طوق من القوات الجوية خاصة من الجنوب والجنوب الشرقي لمنع دخول أي مقاتلين آخرين داخل سبها والحد من هذه التحركات.
العميد المسماري نفى أن يكون الجيش قد قدم الدعم لأي طرف من الأطراف، مشيراً لوجود وحدات وكتائب جاهزة في سبها تحتاج إلى بعض الإمكانيات لمواجهة المعركة التي يزداد تعقيدها بدخول جماعات من التشاد تحديداً شمال التشاد والنيجر وlالي والسودان تحت غطاء اجتماعي أو قبلي أو مناطقي لتأجيج المعركة بهدف الإستحواذ على المدينة.
وفي ما يتعلق بجهود المصالحة بين قبيلتي التبو و أولاد سليمان أشار المسماري قائلاً:”من قابلهم اللواء المنفور هم العقلاء والحكماء غير الراغبين بالقتال في سبها أو المساس بالنسيج والعلاقات الاجتماعية لأن كل من يقتل ويسقط ضحية هذه الاشتباكات هو خسارة لكل الأطراف لكن المليشيات الأخرى لا تحترم هذه التعهدات والاشتباكات تقع بين الحين والآخر وتنتهي مع التدخل السريع للقوات لفظ أي نزاع، وهناك عمل عسكري أمني كبير سيهيئ لنجاح أي مساعي سياسية أو اجتماعية لحل الازمة الليبية”.
وعن حقيقة تبعية اللواء السادس أكد على أنه “لم يجري زيارة للمنطقة ولم يحتك عن قرب باللواء السادس لكنه على علم بتكليف القيادة العامة للعميد خليفة الطاهر آمراً للواء كما كلفت آمراً لكل من السرايا وغرفة العمليات لمتابعة عمليات اللواء السادس المبني على تشكيلات سابقة مسلحة قد تكون قبلية بعد عام 2011 أو جهوية ومن المفترض أن يتبع اللواء السادس الآن للقيادة العامة للقوات المسلحة”.
وفي الختام وجه المسماري رسالة أخيرة أكد فيها على دعوة القوات المسلحة المستمرة للتهدئة والتفاهم وتغليب لغة العقل قبل لغة السلاح، مضيفاً :”أنه في حال إستمرار استخدام السلاح والتهديد الارهابي سيتم إعتبار كل مجرم يرفع سلاحه بوجه ليبيا هو إرهابي مما سيضطر القوات المسلحة من الدخول بقوة أكبر لأن كرامة الليبيين وحريتهم وسلامتهم هي الشغل الشاغل للقيادة العامة”.