عند الـ7 و10 دقائق | أُميط اللثام وأُُُسدل الستار .. سقطت أمبراطورية إعلام الإخوان وإنتهى العرض

ليبيا – وُصفت بأنها سقطة مهنية إعلامية وأخلاقية لا مثيل لها سُجلت فى رصيد وسائل إعلام الإسلام السياسي وأذرع جماعة الإخوان المسلمين وبقايا الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة منذ سنة 2011 يضاف لهم مابات يعرف إصطلاحاً بتيار المفتي كقناة النبأ وليبيا لكل الاحرار وليبيا وبانورما وشبكة الرائد الإعلامية والتناصح وغيرها من صحفهم ومواقعهم الإخبارية بإثارة شائعة مرض المشير خليفة حفتر وموته بل وحتى بالحديث عن ترتيبات دفنه وإختيار خلف له قبل أن يظهر الرجل بكامل صحته مختالاً بين قادة قواته من معقله الأهم بمطار بنينا الذي حطت به طائرته على تمام الساعة السابعة و10 دقائق من مساء اليوم الخميس ، هي بنينا ذاتها التي صادف القدر بأن تكون مقبرة الأذرع الارهابية المسلحة لما باتت توصف بالدكاكين الاعلامية المحلية والعربية  .

بدأت القصة باشاعة أوردتها مساء الثلاثاء الموافق 10 ابريل صفحة ممولة مجهولة تسمى قلم رصاص تحوم الشبهات خلف إدارتها وتمويلها حول ثلاثة شخصيات من بينهم مسؤول كبير بقناة النبأ الذراع الإعلامي لبقايا الجماعة المتطرفة المسماة الليبية المقاتلة وقيادي بجماعة الاخوان المسلمين وامتد تداوله إلى المقربين من رئيس الرئاسي فائز السراج ومستشاريه أو المدونين والصفحات التي تتهم بتلقي الدعم منه بل وإمتد ايضاً الى صعيد رسمي آخر الا وهو وسام فرحات مدير قناة ليبيا الرسمية الحكومية الممولة من الدولة فى طرابلس وذلك ظهر ذات ذلك اليوم الامر الذي يشير الى تورط حكومي رسمي فى نشر الشائعة على أصعدة مختلفة .

تدوينة لمدير قناة ليبيا الرسمية التابعة لحكومة الوفاق فى طرابلس يزعم فيها موت المشير خليفة حفتر

اذاً هي حملة موجهة ليست عشوائية ولم تقف عند وسائل الاعلام بل وامتدت الى قادة المجموعات المسلحة فى طرابلس التابعة لحكومة الوفاق بما يضفي مصداقية على التقارير التي أثيرت مؤخراً والتي تتحدث عن ضغوط تمارسها هذه المجموعات على السراج لعرقلة إجتماعات توحيد الجيش ومايثبت صحة هذه التقارير أيضاً هي اللغة التهكمية التي إستعملها اهؤلاء القادة فى الترويج لمزاعم مرض حفتر قبل أن تأخذ الحماسة بعضهم لأبعد من ذلك باعلان موت الرجل ومناشدتهم أهالي المنطقة الشرقية للم الشمل معتقدين بأن مشكلة الاهالي مع المتطرفين ترتبط ببقاء حفتر من عدمه حيث كتب أحدهم متهكماً على السراج بشأن إعلان الحداد من عدمه بطريقة توحي بكيفية تعاملهم مع رئيس الرئاسي وكأنه موظف لديهم ولم يفت طبعاً على هؤلاء إضفاء الصبغة الدينية على حديثهم حتى بلغ بأحدهم التوجه لله بالدعاء بان يحشر كل محبي حفتر معه وكأنه يملك مفاتيح الجنة والنار .

وبعيداً عن حراس أبوستة وبالتوجه الى أقصى شمال الكرة الارضية هناك فى كندا حيث يقبع نجم التحليل السياسي لقناتي النبأ والتناصح عبدالقادر القنين فإن الامر لم يخلوا من الفكاهة حيث تحول الرجل الى ما يشبه ” أراجوز فيس بوكي ” بعد أن أخذته الحماسة الى درجة كتابة منشورات على شكل تعليمات للواء ونيس بوخمادة والفريق عبدالرازق الناظوري بالفرار من البلاد هرباً من مصير سيء ينتظرهم بسبب موت حفتر وانتفاضة القبائل ضد العسكر وهي على كل حال إنتفاضة لم يكن لها وجود الا فى صفحة القنين المرشح المحتمل لانتخابات مجلس النواب القادمة والذي قال أنه بذل جهوداً فى إقناع قناة الجزيرة القطرية بروايته ونشرها وبثها على شاشتها فى تقرير ، وهذه عينة من بعض منشوراته تقدمها المرصد لمتابعيها بهدف الترفيه عن أنفسهم عند مطالعة هذا التقرير نظراً لطوله ودسامته  ! .

 

وفى هذا الألبوم تنشر المرصد دفعة ترفيهية أخرى من منشورات عبدالقادر القنين الذي يقول بأنه أحد مصادر قناة الجزيرة القطرية وبأنه يملك القدرة على إقناعها بنشر ما يرغب فيه :

 

وتنوعت منشورات القنين وهو عضو فى جماعة الاخوان المسلمين والتي هزت أركان أنصار الارهاب فى صفحته بالتكبير والتهليل بين أنباء عن إجتماعات إقليمية عاجلة لاختيار خلف لحفتر وأن الاجتماعات رعتها أبوظبي والقاهرة وأنباء اخرى حول فرار أبنائه من بنغازي بل وصلت الى درجة الحديث عن إضطرابات بين القبائل وتوجيهه للخلايا الارهابية بشن عمليات كما لم يفته التعبير على أمانيه بأن تكون المنطقة الشرقية حمام دم بما يتوافق مع أماني مفتيه وجماعته .

 

 

اما النبأ ، فتلك رواية مضحكة أخرى عن قناة تحولت الى غرفة عمليات تصدر التعليمات على طريقة قناة الجزيرة ليلة سقوط بغداد وتبث روح الكراهية والتشفي والانقسام والتحريض على القتال ، حيث بدأت حملتها التضليلية وكأن حفتر بشر لا يمرض ولا يموت وأن تحقق ذلك يعد معجزة ربانية إلاهية .

 

النبأ تنقل نبأ موت حفتر يوم الجمعة الموافق 13 ابريل 2018 نقلاً عن ذات المصادر المجهولة

النبأ نشرت الخبر بداية نقلاً عن مصدر لم تسميه ثم نقلاً عن صحفي فرنسي مغمور يدعى ” إيجو فانسو ” له ألف متابع فقط على تويتر ولا إنتاج صحفي يذكر له عبر مختلف الصحف الفرنسية الا أن تغريدته عن وجود حفتر فى وضع حرج بالمشفى العسكري الباريسي تحولت بقدرة قادر ووفقاً للقناة التي تتخذ من إسطنبول مقراً لها الى إثبات من الصحافة الفرنسية قاطبة حتى إستطاعت إقناع جمع من أتباع إرهابيي بنغازي الفارين من مدينتهم الى طرابلس بأن الاشاعة أصبحت حقيقة وأخرجتهم الى الميدان للاحتفال بموت الرجل لتنشر مقطع إحتفالهم على أنه إحتفال لسكان العاصمة وذلك إمعاناً منها فى بث روح الكراهية والانقسام ، يقول معلقون عبر صفحتها على فيسبوك ذاتها  !

 

 

وبعد ذلك بدأت النبأ المرحلة الثانية من خطة إعتبرها مراقبون ومقربون من الاوساط العسكرية فى بنغازي خطة فاشلة لإثارة الفوضى فى المدينة تارة عبر إرسال إشارات بأن قادة كبار من الجيش الليبي هربوا من البلاد وتارة بنشر أمراض أضافية تعرض لها حفتر كالجلطة ونزيف الدماغ والتهاب الرئة والسرطان وتارة أخرى بالقول أن اللواء عون الفرجاني مسؤول هيئة السيطرة بالجيش موجود وحيداً فى القيادة دون حراسة لمن يرغب على سبيل المثال فى تنفيذ عملية إنتحارية وأخرى مفادها بأن القبائل بدأت تسحب أبنائها من كتائب الجيش وأن قبيلة العواقير تستعد للهجوم على مقر الرجمة وان قبيلة الفرجان تحتشد ضدها مستعينة باقاربها فى مصر بما يوحي بأن حمام دم قادم للمدينة يضاف لكل ذلك نشر خرائط عن مواقع تمركزات الجيش فى الهلال النفطي فى دعوة صريحة لمن يرغب فى الهجوم بأن يتحرك ضد هذه التمركزات وهلمّ جراً الى أن كل هذا العمل بمحاولة اغتيال فاشلة للفريق عبدالرازق الناظوري ظهيرة يوم 18 ابريل  .

 

لقد جادت قريحة نشطاء الفيسبوك بحملة ساخرة غير مسبوقة تجاه قناة النبأ التي يحسب لسياستها التحريرية أنها فجرت طاقات ومواهب النشطاء فى السخرية منها وبأقل إمكانيات عبر إستخدام تطبيقات تحرير الصور والفيديو المتاحة على الهواتف الذكية ليسجلوا بذلك هدفاً رغم قلة الامكانيات فى وجه آلة إعلامية مدججة بعشرات المذيعين والمراسلين والمصادر وملايين الدولارات مجهولة المصدرعلى حد سواء كما فى هذا المقطع القصير :

 

 

وعلى عكس ماهو مراد له ، جرت رياح الأمور بما لا تشتهي سفن النبأ وشقيقاتها حيث رد عشرات المغردون والمدونون على هذه الاخبار الفاقدة للمهنية فى طريقة عرضها بغض النظر عن محتواها ، بعشرات رسوم الكاركاتير الساخرة من الهوس الذي تمارسه القناة وإنحذارها اللامسبوق والمفضوح فى محاولة خلق صدام مُسلح فى بنغازي بين القبائل ولو كلف الامر إحراق المدينة على رؤوس ساكنيها إشباعاً لرغبة مالكي ومديري وممولي القناة وعلى رأسهم سامي الساعدي المسؤول الشرعي السابق للجماعة المقاتلة الذي بينت تسريباته الصوتية التي انفردت بها المرصد الشهر الماضي مدى نفوذه وتأثيره على الخط التحريري للقناة اضافةً لعبدالحكيم بلحاج من خلف الكواليس فيما يمثل وليد اللافي الجناح التنفيذي بالقناة ، يقول متابعون .

 

النبأ تؤكد بأن حفتر لن يعود وتقود حملة ضد المبعوث غسان سلامة الذي اكد تواصله مع حفتر هاتفياً عقب اذاعتها لنبأ موته

 

ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ووصل الامر بالقناة الى درجة استضافة تونسي مجهول عرفته بأنه خبير جيوسياسي زعم بأنه شاهد حفتر ينازع الموت فى غرفة العناية بباريس وبأنه مصاب بنزيف دماغي لن يعود بعده الى الحياة لتلتفت القناة بالتزامن الى حملة شعواء شنتها ضد غسان سلامة لمجرد قوله بأنه هاتف حفتر لمدة 10 دقائق متهمة اياه بالتستر والتضليل والعمالة لمصر والامارات !

وحتى آخر لحظة بعد وصوله وظهوره سليماً معافاً أصرت قناة النبأ على تزوير وعي المشاهد وبثت خبراً عاجلاً مفاده ان الطائرة وصلت الى بنينا فارغة وانها هبطت قبل ذلك فى قاعدة الخروبة الجوية القريبة من المرج ثم عاجلاً آخراً مفاده ان القاعدة محاطة بحراسات شديدة تمهيداً لبثها خبراً آخر عن وصوله كجثمان قبل ان تباغتها قناة ليبيا الحدث بتسجيل فوري أجبرها على الاعتراف بوصول الرجل الى مكانه بأمان .

.

 

اما شقيقات النبأ فى إسطنبول وطرابلس فلم تكن حال المهنية لديهن أقل بؤساً منه لدى الأولى ، فهنا مثلاً تنقل قناة ليبيا الاحرار خبر مرض حفتر عن صحيفة ” لاريبوبليكا ” الإيطالية وتعيد تدويره متافخرة بأن الصحيفة أكدت صحة “الخبر الاشاعة ” التي أطلقته هي ولكن القناة تناست أن تذكر بأن الصحيفة ذاتها نقلت الخبر عن مصادر إعلامية ليبية هي ذاتها التي أطلقت العنان لذات الاشاعة أي ان الصحيفة لم تأتي بجديد وهذه ، وبحسب عدة صحفيين ، آستراتيجية هادفة تسمى وفقاً لوزير الدعاية النازي فى عهد هتلر باول غوبلز بـ ” إعادة تدوير الكذب ”   .

 

وهنا تخصص القناة تغطية تحت عنوان حفتر مابعد الغياب استضافت فيها القيادي الاخواني المصري الفار من بلاده خيري عمر والاخواني الآخر السنوسي بسيكري الذي أصر خلال الحلقة على تعريف نفسه كسياسي مستقل ليناقشوا مع الكاتب محمد عقيلة العمامي من القاهرة مسألة ما بعد موت حفتر ! .

 

 

أما هنا فتؤكد الأحرار نقلاً عن مصدر طبي مجهول بأن الوضع الصحي للمشير خليفة حفتر حرج جداً جداً بل ذهبت الى أبعد من ذلك بالتأكيد نقلاً عن ذات المصدر بأن عائلة حفتر قد أبلغت بهذه الحقيقة .

 

 

وليس فى كل هذا جديد أو غريب على قناة تعرف بقربها من تيار الاسلام السياسي رغم إنتقالها من الدوحة لإسطنبول وخروجها بخطاب جديد وهيئة جديدة سرعان ما نسفتها بنفسها عند تعاطيعا مع شائعة موت حفتر ومعركة ( أفادنا مصدر )  ، وهذا شأنها طبعاً ، ولكن الجديد أن القناة بثت تقريراً إعتبرت فيه عدم وجود توقيع او رقم إشاري على رسالة التعزية الموجهة من المشير حفتر الى رئيس الأركان الجزائري فى ضحايا الطائرة العسكرية المنكوبة دليل قوي على عدم صحة الرسالة ودليل صحة رواية القناة حول الوضع الصحي لحفتر .

 

 

وهنا وجب تذكير قناة الأحرار بأن ماهو متبع فى برقيات ورسائل التعزية فى الكرة الارضية جمعاء لاتحمل تواقيع أو أرقاماً إشارية ويكتفي مرسلها بعنونتها بكلمة ( تعزية ) وأختام الجهة الممثل لها كدليل على أن كامل الجهة التي يمثلها تقدم العزاء أيضاً ، إلا لو كان لدى المشرفين على القناة بروتوكول إداري جديد معمول به فى مثل هذه الحالات دون علم بقية أرجاء الكوكب به ! .

 

 

ولكن الغريب العجيب هو الخبر العاجل الذي اوردته الاحرار الساعة العاشرة من مساء امس الاربعاء 25 ابريل 2018 قبل سويعات فقط من عودة المشير بكامل قواه العقلية والجسدية الى بنغازي ومفاده أن الرجل يخضع لبرنامج تأهيل طبي مكثف يهدف لاستعادة النطق والحركة ومن ثم العودة الى البلاد بسرعة ، لتسجل هذه القناة بهذا الخبر أسرع برنامج تأهيل طبي فى التاريخ لم تتجاوز مدته 12 ساعة وكالعادة نقلاً عن مصدر مجهول لكنه هذه المرة مصدر طبي !

 

قناة ليبيا بانوراما التابعة لحزب العدالة والبناء نقلت أيضا نبأ وفاة حفتر نقلا عن مصدر مجهول

 

كما لم يفت على ذات القناة ان تشارك مع شقيقتها النبأ الترويج ونقلاً عن نفس المصدر المجهول لرواية عرجاء مفادها تشكيل لجنة اماراتية مصرية تارة واماراتية فرنسية مصرية سعودية تارة اخرى لاختيار خلف لحفتر الميت والتأكيد نقلاً عن المجهول بأن رئيس مجلس النواب متمسك باختيار الناظوري بينما ترفض ابوظبي ذلك وتتمسك بخالد حفتر  ، فى الوقت الذي كانت الحقيقة فيه أن والده يتمتع بكامل صحته ، الامر الذي فسره محللون بأنه ليس سوى إنحياز مفضوح لقطر عبر نسج قصص واتهمامات لخصومها على هامش خلافها معهم من جهة وخلق فوضى وانشقاق داخل الجيش من جهة اخرى .

 

وبعد كل هذا أعلنت النبأ ما أسمته إنتصارها فى معركة الخبر وهو العنوان الذي عنونت به واحد من عشرات التقارير التي أنتجتها وألفتها وأخرجتها حول القصة على مدار 24 ساعة طيلة 15 يوم وأنفقت عليها عشرات آلاف الدولارات مدعية فيه بأنها أدارت المعركة الإعلامية عبر ما أسمتهم الصحفيين العاملين معها فى غرفة أخبارها وبكل مهنية إحتراما لعقول المشاهدين ، فماذا عساها أن تقول اليوم لأصحاب عقول نفس هؤلاء المشاهدين  ! هل ستشرح لهم ما إقترفته بحقهم وبحق المهنية والشرف الإعلامي أم ستبحث عن رواية أخرى تستر بها عورة فشلها بالقول مثلاً ان الذي ظهر اليوم فى بنينا أو الرجمة هو مجسم ألكتروني لحفتر تمت صناعته فى أبوظبي أو باريس أو القاهرة  !

بعيداً عن إسطنبول حيث مقر ومستقر المفتي الصادق الغرياني ، فقد خاضت ذراعه الإعلامية قناة التناصح التي تمتنع عن ذكر مكان وجوده فى إستضافتها الاسبوعية له كذلك مع الخائضين بالنقل عن ذات ” المصدر الخاص والمجهول ” الذي ينقل تحركات ونبضات قلب حفتر لحظة بلحظة من باريس ، فهنا مثلاً حيث يحل علي المانع عضو جماعة الاخوان ، رئيس الهيئة البنغازية ، ضيفاً على استوديو التناصح ، تعلن القناة نبأ موت حفتر عن شخص مجهول اكتفت بتعريفه بأنه ” محمود رفعت من باريس ” .

 

وهنا أيضاً يؤكد مصدر ولكنه دبلوماسي مجهول ذات النبأ بينما تستعرض شاشة القناة التي تتخذ من شعار ” الدين نصيحة ” شعاراً لها صوراً لموالي شورى بنغازي الفارين من مدينتهم وهم يتراقصون فرحاً وشماتة باشاعة موت الرجل التي نسجها لهم المجهول وجرهم هم وغيرهم لانفاق مئات الدينارات لشراء الالعاب النارية فرحاً وحبوراً .

 

 

استمرت القناة على هذا المنوال قرابة 8 ايام حتى ظهر الغرياني على شاشتها متحدثاً بطريقة يمكن أن توصف بأي شيء عدا أن تكون صادرة عن شخص يسمي نفسه المفتي وكان المضحك المبكي أن الرجل ظهر متشفياً فى موت خصمه اللذوذ خليفة حفتر بل وداعياً للاتعاظ من مصيره وكأن المرض والموت ليست سنناً دنيوية دينية بديهية يفققها تلميذ فى الابتدائية فما بالكم بمن يسمى نفسه سلطان العلماء ، فأي علم أو دين وأي شريعة هذه التي تبيح لمعتنقها التشفي فى سنن وابتلاءات البشر من خالقهم حال وقوعها ؟ وهذا سؤال موجه لفضيلته لكي يجيب عليه فى مقبل حلقاته مع ايضاح الحكم الشرعي فى من يثبت عليه نشر الكذب والشائعات عبر اذرعه الاعلامية !

 

 

وحتى بعد إعلان المتحدث باسم القيادة العامة مساء أمس الاربعاء عن موعد وصول المشير الى ليبيا الخميس وتناقل كبريات الصحف للخبر نقلاً عن مصادر غير مجهولة ذكرتها بالاسم  ، إلا أن المفتي الغرياني أصر على رواية موت حفتر المؤكد فى فرنسا وإسطوانة اللجنة الاماراتية المصرية السعودية الفرنسية التي تبحث عن خلف له بل وذهب إلى درجة من التشفي عبر التأكيد بأن هذه الدول تحرم خصمه من الدفن والصلاة عليه ، ما يطرح سؤالاً يبحث عن إجابة حاسمة حول البطانة والدائرة المحيطة بالغرياني والتي تمده بالاخبار والتقارير التي يصدر فتاواه على أساسها ، وهنا إحتمالين لا ثالث لهما ، إما أن هذه الدائرة تحقنه يومياً بتقارير ومعلومات كاذبة ليفتي وتهدر الدماء وتعدل القوانين على اساسها ليحقق المقربون مصالحهم ، إما أن الرجل يعاني من مشاكل فى الإدراك ما يعني فى الحالتين فقدانه لأهلية منصب المفتي الملغى أصلاً من مجلس النواب منذ سنة 2014 .

 

 

وبكل تأكيد فأن وضع صحف ومواقع الإخوان الإخبارية لم تكن أفضل حالاً ولم تستطع النأي بنفسها عن حملة الشائعات والتضليل ، ففى الوقت الذي أعلنت فيه المنارة للاعلام وفاة حفتر فى 2016 عادت هذه المرة وقامت بتدوير الخبر نقلاً عن موقع عربي 21 القطري بينما أعلنت شبكة الرائد الوفاة وتفرغت لتحليل مابعدها عبر عدة تقارير ومقالات أما موقع عين ليبيا الذي يشرف عليه المظوف السابق بقناة الجزيرة اسماعيل القريتلي والذي يعد أحد أبرز كوادر الاخوان الاعلامية فلم يحرم نفسه من الخوض فى معركة ( حفتر مات – نقلاً عن مصادر ) .

 

 

وسائل الإعلام القطرية واستراتيجية النازي غوبلز

يبدوا بأن النظام القطري الحليف الأول لجماعة الاخوان المسلمين ومشتقاتها قد راقت له إستراتيجيته الاعلامية فى غزو العراق وتدمير ليبيا واشعال الفوضى فى مصر فقرر إحيائها من جديد مستخدماً نظريات الدعاية النازية التي استخدمها الوزير النازي غوبلز ولا سيما استراتيجية تدوير الكذب فهنا مثلاً تعيد الجزيرة تدوير خبر عن تلف دماغ حفتر نقلاً عن موقع ميدل إيست آي القطري الناطق بالانجليزية الذي عرفته على انه موقع بريطاني وهو ذات الخبر الذي اعادت نشره كل شقيقات الجزيرة المحليات فى ليبيا .

الجزيرة تعيد نشر خبر عن موقع ميدل إيست القطري الناطق بالانجليزية على انه موقع بريطاني وكان الخبر عن موت حفتر سريرياً نقلاً عن مصدر دبلوماسي مجهول !

 

وفى هذا التقرير المصور مثلاً تؤكد قناة الجزيرة بأن حفتر مصاب بنزف دماغي وتعيد فى ذات الوقت نشر أكذوبة اللجنة المصرية الاماراتية المعنية باختيار خلف للمشير وهي لجنة أثبت ظهور حفتر بكامل صحته ان لاوجود لها الا فى مخيلة القناة وشقيقتها المحليات اللواتي نشرن عنها بالتزامن لكنها تناست بأنها وبذلك قد فضحت ارتباطاً خفياً للشقيقات المشار لهن أعلاه بنظام الدوحة دون أن تشعر ،  أي أن مصدر فرية اللجنة واحد وهو مخابرات وأجهزة دولة قطر .

 

وهنا مثلاً فى هذه التقارير المتفرقة التي نشرتها قناة الجزيرة بشكل متطابق مع شقيقاتها المحليات أماطت اللثام بشكل أوضح عن النوايا الحقيقية من وراء كل ما أثير ، ففى المقتطفات القصيرة من هذا التقرير على موقع الجزيرة يمكن ملاحظة الكم الهائل من محاولتها اولاً تصفية حسابات قطر مع خصومها وجيرانها على حساب عقل المتابع الليبي والعربي كما يلاحظ أيضاً مسيرها فى ذات نهج الشقيقات وهو محاولة خلق فوضى داخل الجيش أو فتن بين القبائل واثارة النعرات الانفصالية وذلك بمساعدة مراسلها الليبي عضو جماعة الاخوان المسلمين أحمد خليفة  .

 

وليس ببعيد عن أخبار وتقارير الجزيرة بالخصوص والتي تجاوزت 50 تقريراً وخبراً ومقالاً وخبراً عاجلاً فى أقل من 10 أيام ، يأتي دور وسائل الإعلام القطرية الأخرى وخاصة تلك المقيمة فى لندن كموقع عربي 21 وموقع عربي بوست ( هاف بوست سابقاً ) وفضائية التلفزيون العربي كما هو فى هذا التقرير الذي أعادت فيه تدوير كذبة وجود لجنة مصرية اماراتية فرنسية سعودية لإختيار خلف لحفتر ذلك الميت الذي عاد إلى الحياة بعد إصابته على الاقل بسرطانين وتلف ونزف دماغي حاد وموته ثلاثة مرات واحدة منها سريرياً وذلك بكل تأكيد نقلاً عن ذات المصدر المجهول الذي وجد وقتاً للتواصل مع كل هذه الوسائل الاعلامية فى نفس الوقت بما يثبت إما أنه كان شخصاً ذو قدرات رهيبة خارقة للطبيعة أو أنه جهاز مخابرات عمل بكامل طاقته على هذا الملف ، والإجابة هنا متروكة للقارئ   !!

 

 

وهنا مثلاً يعيد موقع عربي 21 القطري حتى يوم أمس الاربعاء نشر قصة أخرى نقلاً عن موقع ميدل إيست آي القطري أيضاً والناطق بالانجليزية يعيد فيها التأكيد على موت حفتر وإعادة ترويج رواية عمل الامارات وفرنسا ومصر على إختيار خلف له ، لكن مافات على الناشر والناقل أن المشير كان وعند ساعة نشر هذا المقال يتمتع بكامل صحته فى القاهرة بل ويجري إجتماعات سرية على مدى يومين مع كبار قادة الأمن والجيش فى مصر .

 

موقع عربي 21 ينقل يوم 25 ابريل قصة نقلا عن موقع ميدل إيست آي القطري يصر فيها على رواية موت حفتر وعمل حلفائه على اختيار خلف له

 

وفى هذه الصورة ينشر موقع عربي بوست القطري خبر موت حفتر نقلاً عن قناة النبأ دون سواها :

 

وهنا ينضم لحملة إعادة تدوير كذبة إختيار من سيخلف حفتر بعد موته فى إطار تصفية قطر لحسابتها مع خصومها على حساب المتابع الليبي والعربي أيضاً :

 

 

ولم يفت طبعاً على تركيا الحليف الاستراتيجي لكل من قطر ووكلائها ممثلة فى تيار الاسلام السياسي ان تشارك فى مهرجان الكذب والتشفي ومخطط إثارة الفوضى لتقوم بدورها بنشر خبر موت حفتر عبر وكالة أنبائها الرسمية ( الأناضول ) ليقوم الوكلاء المحليون فى ليبيا أيضاً باعادة تدوير الخبر نقلاً عن الوكالة على أنه بات حقيقة مثبتة :

 

 

إن الاستمرار فى محاولة رصد كل المخطط الإعلامي المسعور الذي شنته قطر ووكلائها المحليين والجزيرة وشقيقاتها المحليات خلال 15 يوم يحتاج إلى تقارير وتقارير وتقارير وإلى هنا تكتفي صحيفة المرصد  بنشر أبرز ما رصدته من معالمه وأهدافه وماوراء كواليسه لعل هذا الرصد يجد طريقه إلى الجمهور الذي يحاول هؤلاء استغفاله وتضليله بالطريقة المبينة أعلاه تارة عبر تقارير مغلفة بمصداقية واهية لمجرد انها مكتوبة باللغة الانجليزية عبر موقع قطري يسمي نفسه بريطاني وتارة عبر مصادر دبلوماسية غربية وعربية ومحلية متعددة ليست فى حقيقتها سوى مصدر واحد تقف خلفه ذات الجهة بذات الدولة التي تصر على تدمير ماتبقى من ليبيا بحرب أهلية طاحنة حتى تمكين خدمها الاسلاميين من مفاصل دولة رفض شعبها تمكينهم مراراً وتكراراً بأسمى أنواع الديمقراطية أي عبر صناديق الاقتراع  .

 

 

ولكن تجدر الإشارة الى الخطأ المهني الكبير الذي وقعت فيه قناة فرانس 24 الفرنسية من مقرها فى باريس حيث من المفترض أن حفتر يرقد فى وضع صحي حرج على بعد كيلومترات قليلة منها ، لتفاجئ القناة الجميع بنشر خبر عاجل بالخصوص قبل ان تقوم بسحبه وذلك إستناداً على رواية مراسلها من طرابلس محمد الناجم مدير المركز الليبي لحرية الصحافة لترد مسؤولة الاعلام الخارجي بحكومة الوفاق لمياء الزليتني باعلانها عدم الترحيب بالقناة فى ليبيا كونها غير مرخص لها بالعمل وأن مراسلها غير معتمد  ، إلا أن رد وزير الخارجية محمد سيالة الذي أثار علامات إستفهام عديدة كان بإعفاء الزليتني فى اليوم التالي من منصبها !

 

 

الإخوان .. دور فى الحملة ينسف تغيرات صوان 

فى الوقت الذي لم يجف فيه بعد الحبر الذي كُتب به نبأ تغيرات وتقلبات وتصريحات رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين محمد صوان عن قبوله للآخر وإعتباره قتلى معركة الكرامة الذين حاربوا الإرهاب شهداء عند الله وطي صفحة الماضي وهي التصريحات التي إعتبرها بعض من لازالوا يصدقون هذه الجماعة تغيراً جذرياً فى منهجها ، حتى أتت شائعة موت حفتر لتنسف كل ذلك الحديث .

 

 

وبطبيعة الحال لم يفت على ذراع صوان  الأيمن المهندس عبدالرزاق العرادي أن يدلي فيها بدلوه ويخوض مع الخائضين من وسائل اعلامية محلية وقطرية فى معركة ( أفادني مصدر ) بأن حفتر قد مات بل وذهب الرجل الى أبعد من ذلك بالحديث عن ترتيبات الجنازة ومابعد حفتر بل وتوقعه تعيين اللواء سليمان محمود خلفاً للمشير  !

 

 

المهندس بويصير  : حفتر مصاب بنزف دماغي

وغير بعيد عن المهندس العرادي هناك المهندس محمد بويصير المنشق عن قيادة عملية الكرامة والذي انضم كذلك إلى مهرجان ( أبلغتني مصادري الخاصة ) ولحملة مطالبة غسان سلامة بتوضيح حقيقة اتصاله بحفتر ووضعه كمبعوث فى موضع الاتهام والعمالة لدول بعينها بل أنه ذهب الى مطالبة كل من المستشار عقيلة والفريق الناظوري بتحمل مسؤولياتهم واختيار خلف لحفتر كون الرجل قد مات حتى أن تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان اف لورديان عن إعتيادية الوضع الصحي للمشير بات وبحسب بويصر موضع شك كون الرجل مسرب فى تناول الكحول !!

 

 

وكعادتها تلقفت وسائل الاعلام القطرية ما أدلى به بويصير وعمل على توظيفه فى خانة مصالحها ضمن ذات الاستراتيجية التي اتبعتها الوسائل الاخرى كما هو هنا ، عندما سارع موقع العربي الجديد القطري ومقره ايضاً فى لندن الى الاتصال ببويصير لكي ينتزع منه تصريحاً عن فرية اللجنة الاماراتية الفرنسية المصرية المعنية باختيار خلف للمشير ولم يكذب بويصير خبراً بل ذهب الى التأكيد بأن حفتر مصاب بنزف دماغي !

 

بيد أن الامر لا يبدو أنه اقتصر على بويصير وحده بل انتقل الى عائلته كما هو الحال مع صهره المدون المعروف فى منصة تويتر والدبلوماسي لؤي فركاش الذي كتب متهكماً الاربعاء معتبراً ان من ينتظر عودة حفتر الخميس كمن يعتبر أن ثمة بحر فى مدينة سبها ليس ذلك فحسب بل أن فركاش يبدوا انه اعتمد ايضاً على مصادر والد زوجته وأكد لمتابعيه الـ 15 ألف أن حفتر لن يعود أبداً إلى المشهد !

ورغم ظهور المشير حفتر من مطار بنينا فى أضل حال أصر بويصير على روايته السابقة وكتب  :

 

 

إن إعادة نشر كل ما أذيع وأشيع خلال أيام هذه الحملة الـ 15 وهو مرصود بكل تأكيد ومسجل لدى قسم الرصد بصحيفة المرصد يحتاج إعادة نشره الى عشرات التقارير كهذا التقرير وبالعودة الى دور حكومة الوفاق فى خلال هذه الايام يبرز مجدداً أسم من كواليس وزاراتها وهو الصحفي اسامة الجارد مدير مكتب الاعلام بوزارة دفاع الوفاق ، مسؤول الاعلام فى قوات جضران ، والذي أكد مرض حفتر العضال بناءً على تقارير من صحيفة لوموند الفرنسية وقناة سي ان ان الامريكية إلا أن هذا الصحفي جانبه الصواب هذه المرة وفات عليه أن يذكر أن لوموند نقلت عن وسائل اعلام ومصادر محلية ليبية أما سي ن ان فى تلك أضحوكة أخرى وهي أن الصورة التي تم تداولها على أنها خبر عاجل عن الموضوع بث على شاشتها كانت صورة مزورة !

 

 

قنوات وصحف قزمية تشارك فى الحملة على مستوى اقليمي 

كانت السمة الابرز بين هذا وذاك هي تصدر وسائل إعلام قطرية أو وسائل من يدورون فى فلك الدوحة من وسائل الاعلام الموالية لجماعة الاخوان المسلمين وخاصة فى تونس ومصر لحملة الاشاعات والتضليل ومحاولة خلق فوضى بالمنطقة الشرقية وكل له مصلحته الخاصة به أو المرتبطة بحلفائه فى الداخل الليبي فى الانخراط بهذا الامر وهنا على سبيل المثل لم يفوت مذيع قناة الشرق المصرية التي تبث من تركيا ويديرها فارين منتسبين لجماعة الاخوان المسلمين المصرية إلى اسطنبول معتز مطر المناسبة الذي أمطر متابعيه بمقدمة نارية تهريجية من مقدماته المعتادة ملأ فيها الشاشة لعاباً وتحدث فيها عن حكمة الله فى إزاحة الطغاة وبعض الهرطقات الاخرى  .

 

 

وكذلك هي قناة الزيتونة التابعة لحركة النهضة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين المصرية يضاف لها صحيفة القدس العربي التي تملكها القطريون بعد خروج الصحفي عبدالباري عطوان منها وعدد من الصحف والقنوات الاخرى التابعة للجماعات الاسلامية فى دول الجوار وتركيا.

 

 

وكان العامل المشترك بين كل هؤلاء ان الاخبار منقولة عن مصدر رفيع أو رفض الكشف عن اسمه أو دبلوماسي غربي بما يوحي أن المصدر واحد لا محال وبالعودة الى وسائل الاعلام الليبية فلم تجد قناة ليبيا الوطن التي تتخذ من تونس مقراً لها والداعمة لحكومة الوفاق وثورة فبراير حرجاً من استضافة يوسف شاكير ليفاجئ المشاهدين بأن مايجري من اعداد لاستقبال حفتر هو مجرد حدث لتنصيب وريث له وبأن اللذي كان يتحدث لوسائل الاعلام طيلة الستة أشهر الماضية هو أحد أنجال حفتر مقلداً لصوت والده .

الخلاصة والعبرة والإستفادة وقيم الصحافة 

لقد واجه المتابع الليبي والعربي للشأن الليبي عبر مختلف وسائل الاعلام المتلفز والمقروء والمسموع لحملة تضليل لم يسبق لها مثيل منذ سنة 2011 مارستها وسائل إعلام مملوكة بشكل مباشر لدولة قطر وأخرى محلية وغير محلية مرتبطة بها أو بجماعات مدعومة منها أو متوافقة مع سياساتها ليس تجاه شخص حفتر فقط بل تجاه ليبيا ، كان ظاهرها بحثاً عن الخبر والمعلومة وباطنها محاولة تمزيق ما تبقى من نسيج إجتماعي عبر تأليب القبائل على بعضها البعض يضاف لها الأمر المفصلي ممثلاً فى التحشيد العسكري لتحالف قوات من حرس المنشآت السابق وبقايا سرايا الدفاع عن بنغازي تزامناً مع الحملة تمهيداً للهجوم على البنية التحتية النفطية فى مناطق خليج السدرة المعروف اعلامياً بـ ” الهلال النفطي ” إلا أن قوات الجيش ورغم تعويل الطرف الآخر على غياب قائدها عنها والحملة النفسية الموجهة ضدها تفطنت لما يجري وشنت غارات مكثفة على أماكن التجمعات مخلفة خسائر مادية بالغة فى صفوفها .

وإلى هنا وبعد إن إنتهى العرض الإعلامي السمج ،  يبقى السؤال الموجه إلى من تمكنت الترسانة الاعلامية لقطر وتركيا وإسلاميو ليبيا والمنطقة من عقولهم وأقنعتهم بموت خصمهم وكأنه ليس ببشر كالبشر يمرض ويموت ويتزاوج ، وأخرجتهم إلى شوارع طرابلس ومصراتة وغيرها للإحتفال وإحراق أموالهم إحتفالاً بالالعاب النارية ، وعززت ثقافة الكراهية والتشفي فى الموت والمرض ، وهتكت خصوصية مواطن ليبي أثناء فترة علاجه إن صحت من الاساس رواية مرضه متناسية أنه بشر فى نهاية المطاف ، ونسفت كل ما تبقى من أمل للتعايش مع تيار الاسلام السياسي بمختلف أجنحته والذي بات واضحاً أنه لن يتورع إن لزم الأمر على قتل أي خصم من خصومه فى حال تمكن من رقبته وإن كان طريح الفراش بأحد المستشفات الليبية ، كيف لا وهو التيار الذي ذهب يفتش على انسان مصاب بمرض مفترض من غرفة الى غرفة بمشافي باريس .

فهل ستعتذر كل هذه الوسائل والشخصيات وعلى رأسهم المفتي الغرياني عن إستغفال أتباعهم ومشاهديهم وإيهامهم بأخبار كاذبة كادت لولا فطنة غالبية الشعب الليبي وألطاف الله أن يُسفك بسببها الدماء كما سفكت فى مناسبات سابقة ؟ هل ستبرأ هذه الشخصيات ووسائل الاعلام ساحتها وتكشف عن هوية ( السيد مصدر ) الذي وإن افترضنا حسن النية سنعتبر بأنه ورطهم فى حملة من الكذب والتضليل وأمطرهم بكل الاخبار التي نُسجت على أساسها كل تلك التقارير والروايات ؟ أم انها ستتاجهلهم وتبحث عن سيناريو آخر تعلق عليه شماعة ما أصابها من فشل ووصمة عار أصابت المهنية الاعلامية فى مقتل لا حياة بعده ؟

المرصد – خاص

Shares