بقلم سليمان البيوضي : المشروع الحي والمشروع الميت !

مقال رأي بقلم : سليمان البيوضي

بعد إفلاس المؤلفة قلوبهم وحزبهم وانتهاء زمنهم في الشارع حتى انه لم يعد لأفيونهم وشعاراته أي بريق خرج رأس حزبهم ليعلن التوبة في تصريحات سيريالية تنم عن مدى انتهازيتهم واستخفافهم بدماء الأبرياء الذين دفعوهم للموت أفراداً وجماعات ،و بشيء من الجنون والبهلوانية حاول أن يدغدغ مشاعر أهلنا في برقة ويعبر ضمنياً  للمشير خليفة حفتر عن رغبته في طَي الصفحة ، والمرور للتوافق و بتعبير أدق دخول بيت الطاعة .

استمر التزلف باختراع فكرة أسموها الاعتدال من أجل توحيد المؤسسات ، و بشكل خجول تباينت المواقف تجاههم ، إلا أننا لم نسمع أو نشاهد رداً واضحاً للموقف تجاههم وأخيرا أُعْلن أن زمن المؤلفة قلوبهم مضى إلى اللاعودة ، و ظل الباب مواربا للمعتدلين وهو الخطأ الإستراتيجي الذي سيدخلون به من الشباك ، فجميعهم يلعقون من إناء واحد.

بعد تلك الموجة السيريالية من خطاب التوبة وإثر تسريب مفاجئ من المرجفين في المدينة ، عاد كل الإنتهازيون لغيهم و بدأوا واحدة من أشد موجات الفتنة وزرع الكراهية ومحاولة تفتيت النسيج الوطني ولم ينسوا أن يحركوا معهم كل تلك الوجوه القبيحة – التي لا يمكن الوثوق بها يوما – ومعهم من لا هدف لهم سوى أن – يُمْتِعوا و يستمتعوا – عن جواريهم وغلمانهم أتحدث .

بغبائهم المعهود أعطوا للقوى المؤمنة بالدولة الوطنية ، فرصة استثنائية لتقييم الوضع الليبي على حقيقته ، وبذلك ساعدوا بإنجاز ذاك التقييم الهام ، واسهموا في تنظيم العمليات بشكل متناغم ، ليوضع تصور موضوعي لما بعد ، بعد ثبوت الدلالات القطعية بأن مشروع استعادة الوطن راسخ وثابت ، ويسكن الوجدان الليبي ، وبين لأي مدى يتمسك الليبيون و يتماسكون من أجل الحفاظ على المكتسبات .

إن المؤلفة قلوبهم و أتباعهم من التائبين و المعتدلين و التائهين والانتهازيين والجواري والغلمان فقط ، لم تظهر فقط سوءاتهم ، بل أنهوا أي فرصة ليكونوا جزءا من المشهد الليبي القادم ، و قد أثبتوا أن الإعتدال والتوبة مشروع ميت ، وفي المقابل بات واضحا وجلياً أن مشروع استعادة الوطن هو المشروع الحي الراسخ في الوجدان الوطني الليبي وهو الذي انتصر ، و سيلفظهم قريبا …

سليمان البيوضي

سياسي مستقل – مصراتة

28 ابريل 2018

 

Shares