بقلم محمود المصراتي : وليد اللافي وأنا والأبلة إيناس !

مقال رأي بقلم الصحفي محمود المصراتي

في احد ليالي رمضان بعد سقوط طرابلس في اغسطس 2011 كنت انا و عدد من الزملاء في مبنى قناة الشبابية بحي الأندلس لنجد عدد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين عبر تنظيم يسمي نفسه حينها ائتلاف 17 فبراير يضم نزار كعوان وآخرين وهم يسيطرون على مقر القناة و مكاتبها الكثيرة و الكبيرة .

حاولوا منعنا حينها من العودة للقناة بحجة انهم يسيطرون  الآن على المقر بالاتفاق مع صاحب الموقع الأصلي على حد زعمهم والذي اكتشفنا لاحقاً انه تم تعويضه خلال فترة النظام السابق  وفق القانون وانه يريد اعادة الاستيلاء على املاك الدولة من جديد بمعيّة لصوص الاخوان .

وقتها عرفت المدعو وليد اللافي مدير قناة النبأ حالياً ومشرف صفحة قلم رصاص أحد اكثر صفحات الفيسبوك الليبية تطرفاً وولاءً لمشيخة قطر وقد تم تكليفه من قبل قيادات الاخوان بإدارة قناة الشبابية ، فمن هو وليد اللافي وأين عمل سابقاً في المرافق الإعلامية وما هو تاريخه الصحفي وماذا أنتج ومارصيده المهني حتى يتم تكليفه بهكذا مرفق ؟!

هكذا كانت التساؤلات من قبلنا للمستعمرين الجدد ولم نجد اي اجابة لها ، خضنا صراعاً قوياً وطويلاً مع عصابات المستعمر الإخواني واستطعنا افتكاك القناة منهم بعد وقت وحينها حاول اللافي المتأخون المبتدئ ان يقدم نفسه كنموذج للشاب المثقف الرصين .

وليد اللافي

لقد حاول وبثورية قوية استغربتها في ذلك الوقت الدفاع عن الجماعة وفكرها وهو ما لاحظته لاحقاً في دفاعه عن الجماعة الليبية المقاتلة وتعصبه لأميرها عبدالحكيم بلحاج صاحب الملايين مجهولة المصدر ولثورة فبراير وتعصبه اللافت النظر خلال نكبة النكبات ممثلة فى حرب فجر ليبيا المشؤومة .. كل هذا دفعني للبحث عن أسباب هذا التعصب والولاء والثورجية الفبرايرية المفرطة حتى خلت أن الشاب قد تربى فى بيت معارض للنظام ذو باع وتاريخ سياسي طويل فى المعارضة ؟!

وكما يقولون اذا عُرف السبب بطُل العجب ، استمر بحثنا لمعرفة سبب هذا العجب لنكتشف بأن الشاب قد نشأ في عائلة ثورية حيث كانت عمته التي عاش معها ردحاً من الزمن أحد أبرز العضوات الفاعلات في حركة اللجان الثورية وقد كان لصيقاً بها ومتأثراً بفكر كانت تراه صحيحاً – وهذا رأيها – الى ان تحول إلى ملكي أكثر من الملكيين كما يقال عندما يبالغ احدهم فى ركوب فكر غير فكره .

ومع وافر تقديرنا لكل عناصر حركة اللجان الثورية السابقين الا ان وليد تقمص دور المواقف الثورية والتعصب الثوري والقولبة والفوبيا من المؤامرة وكل ذلك الدفنقي القديم وكأنه من مؤسسى الحركة الاوائل مع الراحل محمد المجذوب غير انه طوره وعدله بما يتكيف مع ثورة فبراير وأهدافها ومبادئها الخ من شعارات لا مجال لسردها هنا لأن مشاهدة ربع ساعة من هرطقات قدوته الأعلى المفتي المعزول الصادق بن عبدالرحمن فى برنامج الاسلام والحياة المذاع عبر دكان التناصح كفيلة بشرح ما أريد قوله حول هذه الاسطوانة.

بيت القصيد

طبعا .. للفتى قصة ثورجية قديمة يرويها لنا شاهد عيان حي وموجود في طرابلس كما أن القصة بغير خفية على عديدين من الوسط الاعلامي سواء قبل او بعد فبراير  .

يقول محدثنا ان مشادة كلامية وقعت ذات صيف فى ماقبل فبراير بين معلمة بمدرسة صرخة الحرية فى منطقة المنصورة بطرابلس تدعى إيناس ووليد اللافي وصفها خلالها بالردة على ثورة الفاتح وبأنها عميلة مندسة لصالح الكلاب الضالة واعداء الوطن والثورة والقائد وبلغ به الحماس حد محاولة التهجم عليها جسدياً وصفعها على وجهها لمجرد نشوب خلاف بينهم يتعلق بأمر دراسي ! .

ولما وصل الأمر الى هذا ماكان من المعلمة وهي تقطن فى منطقة المنصورة ذاتها وقد شعرت بأن كرامتها أُعتدي عليها وان لا مجال للأخذ بحقها عن طريق اجراءات التأديب المدرسية ، فما كان منها الا ان اتصلت بأشقائها لتأديب هذا الصبي على ما اقترفه من اعتداء على أنوثتها وصعلكة تجاهها .

وهنا تحول اللافي من منظر ثوري مبجل جريئ يستمد قوته من علاقاته الثورية السبتمبرية التي تمكن من حياكتها عن طريق عمته ونفوذها فى قطاع التعليم الى عدّاء مارثوني وكأنه بطل سينغالي يتسابق لأجل الذهبية فى اولومبياد اثينا خوفاً وجزعاً من رجال لا يرون أمامهم إلا تأديبه ثأراً لشقيقتهم  !

طارده الاشقاء الثلاثة بين ردهات وممرات المدرسة حتى وصل الى ممر مسدود لم يجد فيه الا نافذة بالطابق الثاني ظن انها تطل على شرفة بينما كانت تطل فى الحقيقة وبارتفاع طابقين على ساحة ارضية خرسانية ليرمي بجسمه منها ويجد نفسه وقد كُسرت قوائمه الاربعة حماساً ودفاعاً عن الثورة وقائدها واهدافها ومبادئها كما يحاول اليوم بذات الحماسة وعبر قناته ومن خلفها بقايا الجماعة الليبية المقاتلة وريالات الديوان الأميري القطري كسر قوائم ليبيا كل ماقامت لها قائمة  وكان آخر ما أشرف عليه ونفذه خلال الايام الماضية محاولة اشعال حرب اهلية فى برقة تحت ذريعة غياب المشير حفتر ، كيف لا وهو صاحب السبق الاول فى استضافة القناة سنة 2015 لداعشي ملثم من بنغازي عبر القمر الصناعي فى سابقة لم يسجل لها التاريخ مثيلاً قبل ان يقطع الجيش دابر هؤلاء الزنادقة اعداء الله والدين والوطن.

طبعاً للقصة بقية يطول سرد ما تلى ذلك السقوط المدوي من ردهات مدرسة صرخة الحرية التي ظلت شاهداً على سقوطه كما هو اليوم الحال مع عقل المشاهد الليبي والذاكرة الوطنية برمتها حيال ما اقترفه من شر وإفك عبر وكر النبأ ، الا ان العبرة واحدة وهي ان سلوك الاندفاع وعدم الاستقرار لدى هذا الفتى اليوم لاجل مشايخ الضلال وصبيانهم لم يكن كما إسمه وليد اللحظة أوالصدفة وغفلة الزمن .

              ردها علي ان استطعت ..

لصحيفة المرصد الليبية / محمود المصراتي

29 ابريل 2018

 

Shares