ليبيا – أكد عضو مجلس النواب الصالحين عبد النبي وجود تساؤلات كثيرة من بعض أعضاء المجلس بشأن إجتماعات الرباط التي جرت خلال الإسبوع الماضي بين رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشري لأنها لم يتم طرحها في البرلمان.
عبد النبي أوضح خلال إستضافته في برنامج الحدث الذي أذيع أمس الأحد عبر قناة ليبيا الحدث وتابعتها صحيفة المرصد وخاصة في هذه الظروف التي كانت حولها الشائعات التي تبناها الإخوان والمقاتلة وتأجيج الرأي العام في قنواتهم لمحاولة زعزعة الأمن والإستقرار في المؤسسة العسكرية وفي الشارع الليبي بعد أن جعل ثقته الكاملة في هذه المؤسسة التي إستطاعت أن تقضي على الإرهاب في مدينة بنغازي وغيرها فيما كانت زيارة المستشار عقيلة صالح إلى المغرب مستعجلة وغير موفقة لأنها أتت في هذا التوقيت بالذات.
وأضاف بأن التيار الإخواني مراوغ ويدس السم في العسل ويجر الأطراف الأخرى لأشياء ومحاذير فيما يقع اللوم على رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح الذي كان حري به أن يطرح الموضوع داخل المجلس ويأخذ المشورة من خلاله لاسيما وأن أعضاء من هذا المجلس قد شاركوا في جولتي حوار تونس وكان لزاماً أن يتم أخذ موقف من مبادرة لقاء الرئيسين في المغرب ويصوتوا عليها وبعدها تشرع لجنتي الحوار عن طريق مجلسي النواب والدولة وتنطلق في مراحل حوار قادمة.
وإستمر عبد النبي في التوضيح بأن الإخوان المسلمين لا يؤمن لهم جانب لأنهم تيار عالمي منظم ويأخذون الإسلام ذريعة وهم بعيدين كل البعد عنه وتعاليمه السمحاء وهمهم الأول هو السيطرة على مفاصل الدولة فهم من جعل ليبيا في هذا الحال بسبب تصدرهم المشهد أثناء قيام الثورة وهم سبب الخراب ونهب ثروات ليبيا ففي بداية الثورة تعاطف الليبيون وخرجوا وكانوا يطمحون للعيش حياة كريمة لكنهم إكتشفوا الآن بأنهم قد غرر بهم من قبل التيار الإخواني.
وأضاف بأن الإخوان المسلمين لن يكونوا جزء من حل المشكلة الليبية بل جزء من تصعيب الحالة لأن همهم السيطرة على مقاليد الحكم ولا يؤمنون بالتداول السلمي للسلطة لاسيما بعد أن تفطن لهم الليبيون في إنتخابات العام 2014 وقضي عليهم تماماً وتم رفضهم من خلال صناديق الإقتراع في وقت سينتفض فيه الشعب الليبي يوما ما ليقف في وجههم إذ ليس هنالك أي حل لليبيين إلا عبر دعم مؤسستهم العسكرية وقياداتها والتشجيع على توحيدها لتستطيع ضبط الأمن في البلاد.
ومضى عبد النبي في القول بأن عدم ضبط الأمن من قبل المؤسسات الشرطة والجيش وبقاء الفوضى الحالية أمران يعنيان أن أي إنتخابات أو حتى إستفتاء على مشروع الدستور لن يتم لأن الإخوان المسلمين يسيطرون على زمام الأمور في العاصمة طرابلس وقاموا بتزوير الهوية الليبية في وقت يعدون فيه المستفيدين بالدرجة الأولى من لقاء المغرب رغم أن الأخير لقاء شخوص وليس لقاء من أجل الوطن الذي لن تتم لملمته إلا بالليبيين والمؤسسة العسكرية.
وأضاف بأن الإخوان لديهم خبث سياسي ومال وأجندات ودول تدعمهم ومستعدين لأن يمرروا أي شيء يريدونه من دون الشعور بهم فيما قام مجلس النواب بالجلوس مرغما مع رموز مجلس الدولة منهم من الذين يتم تغييرهم بإستمرار رغم أنهم مصنفين من قبله على أنهم ينتمون لجماعة إرهابية لأن إعتراف العالم بهم وبمجلسهم ورؤية الدول العديدة في إتفاق الصخيرات إطار سياسياً عاماً لحل الأزمة الليبية أرغم البرلمان على التحاور معهم.
وأشار عبد النبي إلى أن جزء كبير من أعضاء مجلس النواب هم من الوطنيين ويقفون بالضد من التيار الإخواني وأفكاره إلا أن بعضهم لا يستطيع التصريح بذلك لأنهم موجودين في الغرب وفي الجنوب وفيهما السيطرة للميليشات المسلحة ولكن هؤلاء الأعضاء سيظهرون وقت الجد وفي الوقت المناسب في وقت تعرض فيه مجلس النواب لحرب شرسة من الإخوان المسلمين ولكن ظهر متماسكاً وإستطاع أن يقر القوانين والقرارات في بداياته إلا أنه الآن منقسم على نفسه.
وأضاف بأن لائمة ذلك تقع على هيئة رئاسة مجلس النواب التي أصبحت تقود زمام الأمور بنفسها بمعزل عن الأعضاء وبهذا لم تستطع أن تلم شمل المجلس وتمنحه الأريحية في إتخاذ قراراته فالمجلس يفترض به الآن أن ينتقل إلى مدينة بنغازي حيث المقر الدائم له وبإنتقاله إلى هناك سيستقيم عمله ويؤدي أعضائه واللجان فيه أعمالهم موجها في ذات الوقت نداء للجيش وقياداته والجهات الأمنية في المدينة وعميد البلدية فيها لأن يوجهوا خطابهم لمجلس النواب عبر المنابر الإعلامية لينتقل إلى بنغازي.
وشدد عبد النبي على عدم صحة التعميم بشأن قيام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ورئيسه فايز السراج بشراء ذمم بعض أعضاء مجلس النواب الموجودين في مدينة طبرق أو في العاصمة طرابلس لأن العاصمة فيها بعض من هؤلاء الأعضاء ومنهم من لا يأتي بالمرة إلى البرلمان إلا أن فيهم الكثير من الشرفاء الداعمين للوطن والمؤسسة العسكرية وفيهم من لا يمكن أن يذهبوا لطرابلس أو إلى الرئاسي إلا أن لكل شخص توجهاته وهناك من يهمه أن يأخذ منصبا فيما يوجد من يريد أن يلم شمل الوطن الذي تشتت.
وتحدث عبد النبي عن فترة الإسبوعين التي غاب فيها القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر عن البلاد والتي أصبح فيها الشغل الشاغل في كافة المناطق هو إشعال الفتنة داخل النسيج الإجتماعي وحتى في داخل المؤسسة العسكرية في وقت لا يمكن فيه القيام بالإستحقاقات الإقتراعية في البلاد في ظل إنتشار الإرهاب في عموم الوطن ووجود الإخوان المسلمين وإنقسام البلاد وهم ما يحتم توحيد المؤسسات وتقوية مؤسسة الجيش وجمع السلاح وإدخاله إلى المؤسسات الأمنية والشرطية.
وأضاف بأن كل هذا يتم في وقت من المؤمل فيه أن يتم تطهير مدنية درنة قريبا من الإرهابيين ومن ثم يتم الإنطلاق نحو الغرب الليبي لتطهيره وهو ما يحتم على مجلس النواب بإعتباره آخر جسم إنتخبه الليبيين وأن يلم شتاته وأن يتواجد جميع أعضائه تحت قبة البرلمان في ظل عمل قائم بشأن المشروع الوطني ومن ضمن القائمين عليه عبد النبي ونقل جلسات المجلس إلى مدينة بنغازي وتعديل لائحته الداخلية ليتمكن كل عضو من القيام بواجبه الذي عليه في ظل قيام هيئة الرئاسة بعملها بصورة صحيحة.
وتطرق عبد النبي إلى المهم في الفترة الحالية وهو مشروع إنقاذ ليبيا والإستمرار في دعم للجيش وقياداته وإيجاد حكومة وحدة وطنية من المشروع الوطني المطروح وترك إتفاق الصخيرات جانباً إلا أن المشكلة تبقى ماثلة في قيام الدول الخارجية بتحريك الأوضاع في ليبيا ولكل منها أجندتها الخاصة في وقت سيتم فيه الأخذ بعين الإعتبار أي تحرك يقوم به الشعب طالباً فيه تصحيح المسار وسينظر له العالم على أنه واجب التطبيق.