ليبيا – إعتبر وزير دفاع الوفاق الموقوف من قبل رئيس المججلس الرئاسي فائز السراج العقيد المهدي البرغثي إن إجراء الانتخابات في البلاد كفيل بتوحيد مؤسسات الدولة والقضاء على الإرهاب.
البرغثي قال في حوار مع “الشرق الأوسط” اللندنية إن خلايا التنظيم النائمة موجودة في طرابلس ومدن أخرى، موضحاً أن التنظيم المتطرف استغل غياب الدولة والجيش في الجنوب ليوجد له أرضاً خصبة في الصحراء الشاسعة.
وفي ما يتعلق بمحاولات توحيد المؤسسة العسكرية التي تجرى في القاهرة برعاية مصرية أشار البرغثي إلى أنه مع أي جهد يفضي إلى المصالحة، مشجعاً الجميع في المؤسسة العسكرية على الانخراط في جهود توحيد الجيش.
أما بخصوص موقفه من سيف الإسلام فقد أوضح العقيد البرغثي أنه يعتبره جزء من الحل ويمكنه الترشح للرئاسة ما دام تحققت فيه الشروط.
صحيفة المرصد تابعت الحوار الذي أجرته صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية مع البرغثي وأهم ماجاء فيه:
س/ بالنظر إلى تفجير “داعش” لمفوضية الانتخابات، كيف يمكن القضاء على الإرهاب في ليبيا؟
ج/ هذه العملية الإجرامية تؤكد لنا ضرورة الدخول في طريق الانتخابات فإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بداية الطريق لإعادة وحدة البلاد وأمنها واستقرارها ومن هنا يمكن القضاء على خطر الإرهاب وإن مواجهة تنظيمات مثل “داعش” و”القاعدة” تعد أموراً صعبة بالنظر إلى وقوف بعض أجهزة الاستخبارات الدولية مع هذه التنظيمات المثيرة للفوضى.
ولذلك أرى أن القضاء على الإرهاب في ليبيا يحتم علينا الإسراع في إيجاد سلطة موحدة وإجراء انتخابات لكن المشكلة اليوم تتمثل في توطن مجموعات إرهابية في الجنوب الليبي وهذا يرجع إلى غياب القوات العسكرية والأمنية في تلك المناطق الصحراوية الشاسعة وبالتالي فإن تنامي هذه التنظيمات في الجنوب يمكنها من أن تكون لها خلايا نائمة وأذرع للبطش في أي مكان وزمان.
س/ عملية تفجير المفوضية أعطت ذريعة لبعض رافضي إجراء الانتخابات بأنه لا يمكن الدخول في هذا الاستحقاق قريباً؟
ج/ الأمر بسيط فلكي تقيم دولة لا بد أن يكون لديك دستور دائم وسلطة موحدة نحن مع انتخابات رئاسية وبرلمانية في ظل دستور يتوافق عليه الليبيون وهذا في رأيي مطلب شعبي وبمجرد إنجاز الانتخابات ستكون لدينا حكومة وحدة وطنية شرعية لديها القدرة على القضاء على الإرهاب واستعادة الأمن.
أنا لست مع من يذهبون إلى نشر الإحباط بسبب التفجير الإرهابي الأخير وعملية الأربعاء الماضي الجبانة ستزيد الليبيين وكل من يعملون من أجل الانتخابات إصراراً على مواصلة الحراك في هذا الاتجاه وعلى رأس هؤلاء مفوضية الانتخابات نفسها، البلاد مهيئة لهذا الأمر وأعتقد أن المعضلة تتعلق ببعض القيادات السياسية فقط.
س/ لكن لا يوجد توافق على مواد الدستور حتى الآن وعلى الأقل لم يطرح للاستفتاء بعد؟
ج/ وأنا أسأل: ما الحل؟ هل نستمر في الدوران في حلقات مفرغة وأن نستمر في الجدل بلا نهاية؟ إذا لم نحسم الأمر وإذا لم نقدم تنازلات وإذا لم نتمكن من إنجاز الدستور والدخول في العملية الانتخابية فإن البديل هو مزيد من الإرهاب والمعاناة ومزيد من التدخلات الخارجية في شؤون بلادنا.
س/ عادة ما ينظر إلى وجود السفارات مقياساً على الأمن في هذه العاصمة أو تلك فهل طرابلس جاهزة لعودة السفراء الأجانب؟
ج/ هذا ممكن إلى حد لا بأس به أمنياً ولنكن واضحين قد تكون طرابلس أفضل إذا قارنا ما يحدث من تفجيرات في مناطق أخرى يمكن أن تجد طرابلس الأقل في هذا الجانب مقارنة بأماكن أخرى.
س/ يقول البعض عقب تفجير المفوضية إن هناك خلايا داعشية نائمة في طرابلس وفي بعض المدن الأخرى هل أنت مع هذا الرأي؟
ج/ بالتأكيد ودون شك.
س/ ما رأيك في جهود توحيد المؤسسة العسكرية التي ترعاها مصر؟
ج/ نحن دون شك مع أي جهد يفضي إلى المصالحة.
س/ هل حضرت أياً من اجتماعات توحيد الجيش الليبي في القاهرة؟
ج/ إلى الآن لم أحضر لكننا نشجع على هذا الأمر سواء مع زملائنا أو في الاجتماعات ونشدد على الانخراط في هذا الاتجاه وحين تتوحد القيادة السياسية تلقائياً سوف تتوحد باقي المؤسسات سواء العسكرية أو غيرها.
س/ هل تعتقد أن المنطقة الشرقية أصبحت فعلاً خالية من الجماعات المسلحة؟ أم أنها ما زالت تحتاج إلى جهد أكبر؟
ج/ ما دام لا توجد حكومة وحدة وطنية تمثل كل الليبيين سيظل الإرهاب موجوداً في الشرق وفي الغرب وفي كل مكان بدليل تفجير موكب رئيس الأركان الفريق عبد الرزاق الناظوري وبدليل محاولات أخرى منها اغتيالات ومنها تفجير لمساجد وغيرها.
س/ ما تعليقك على أداء رئيس البعثة الأممية في ليبيا غسان سلامة؟ يبدو أن هناك حلقات مفرغة تدور فيها البعثة ولم تنجز أياً مما كانت تخطط له؟
ج/ نحن لا نلوم على سلامة ولكن نلوم قياداتنا، هو قال كلمة هي بيت القصيد إن هناك أناس مبدعون في وضع العراقيل و يبدو أنه لم يجد أناساً لديهم إرادة حقيقية في توحيد البلاد ومهما وضعوا من مبعوث أممي فدون إرادة حقيقية لدى السياسيين لن يتم أي شيء.
س/ كنت في “عملية الكرامة” مع المشير حفتر منذ بدايتها وشاركت في عمليات بالشرق و بنغازي لطرد الجماعات المسلحة، لماذا انتقلت إلى طرابلس؟ وهل هذا أدى إلى خصومة مع حفتر؟
ج/ لم أنتقل إلى طرابلس إلا من أجل المصالحة الوطنية وأنا أرى أن البلاد لن تستقر أو تهدأ إلا بحكومة وحدة وطينة ليست لدينا مشكلة مع أي واقع ليبي بمعنى أوضح ليست لدينا مشكلة مع أي شخصية.
س/ ليس متاحاً لنا معرفة ما إذا كانت لك اجتماعات مع السراج منذ فترة طويلة أم لا ما السبب؟
ج/ هناك بعض الأمور وهي إن شاء الله في طريقها إلى التسوية.
س/ شهدت طرابلس اشتباكات خلال الأيام الأخيرة (قبيل تفجير المفوضية) بين قوات يفترض أنها تابعة للمجلس الرئاسي؟
ج/ نعم. لكن مع ذلك أقول إنه لم تعد هناك تلك الاختراقات التي كانت تحدث في السابق وحتى بالنسبة للشرق فرغم التضحيات التي تم تقديمها في بنغازي فإنه ما زالت تحدث بين الحين والآخر اشتباكات حتى بين الجيش والشرطة كان آخرها بين عناصر من البحث الجنائي وواحدة من كتائب الجيش.
ولهذا أقول إنه لا بد أن نصل إلى مؤسسة احترافية وهذا يتطلب وقتاً وهو أمر بديهي لأن هذه مؤسسات عسكرية تحتاج إلى خطة وتدريب وإعادة تأهيل لا يمكن أن نتحصل على مؤسسة عسكرية حرفية بين عشية وضحاها وأنا أرى الآن سواء في الشرق أو في الغرب أن الأمور تسير من حسن إلى أحسن لكن المشكلة الكبيرة حالياً توجد في الجنوب الذي يعاني من شبه غياب للدولة نتيجة الانقسام السياسي.
س/ بصفتك وزيراً للدفاع،أين يوجد سيف الإسلام القذافي؟
ج/ موجود في ليبيا حسب المعلومات المتواترة لدينا لكن القناعة الشعبية وقناعتي أنا منذ البداية أن لا شيء يمنعه من ممارسة حقوقه السياسية وقد أصبحت هذه قناعة شعبية هو موجود في ليبيا وأنا أرى فيه أنه جزء من الحل وركن من أركان الحل.
س/وهل من حقه يترشح لانتخابات الرئاسة؟
ج/ من دون شك من حق أي أحد ما دام تحققت فيه الشروط.