بغداد – أظهرت نتائج فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية العراقية عزوفاً غير مسبوق عن المشاركة من قبل المقترعين إذ كانت النسبة الأقل في 13 عاماً فيما يراها محللون رفضاً شعبياً للطبقة السياسية الحاكمة.
وأفادت المفوضية العليا للانتخابات العراقية اليوم الأحد إلى أن نسبة التصويت في الانتخابات التي جرت اليوم السبت بلغت 44% وهو رقم يقل كثيراً عن الانتخابات السابقة التي بلغت نسبة التصويت فيها 60 بالمئة على الأقل.
الجدير بالذكر كانت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية منذ عام 2005، تتراوح بين 80 و60 بالمئة.
وفي هذا الشأن أوضح المحلل السياسي العراقي مناف الموسوي إلى أن هناك سببين رئيسيين أديا إلى عزوف العراقيين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
وقال الموسوي أن السبب الأول هو الأداء السيء للحكومات العراقية المتعاقبة وفشلها ما أدى إلى احتلال ثلث العراق وإهدار ميزانية البلاد وجعل العراق في المراتب الأخيرة في شتى الميادين واعتلائه أعلى المراتب في مؤشر الفساد.
وأشار الموسوي إلى أن السبب الثاني يتمثل في وجود ما وصفه بالإقطاعيات السياسية التي عملت على إعادة إنتاج نفسها عبر سن قانون انتخابات على مقاسها، مبيناً إلى أن المكونات الكبيرة في البرلمان دفعت من أجل هذا القانون الذي يلبي مصالحها.
وأجريت الانتخابات هذا العام وفقاً لطريقة “سانت ليغو 1.9” الذي يخدم الكتل الكبيرة على حساب الصغيرة.
وتطرق المحلل السياسي العراقي مناف الموسوي إلى عامل ثالث أسهم في عزوف الناخبين ألا هو تجيير الأحزاب لجيوش إلكترونية عملت على بث الإحباط في نفوس الناخبين غير المتحزبين لثنيهم عن المشاركة وحصر المشاركة بأنصار الأحزاب.
ورغم ذلك أحدثت الانتخابات بعضاً من التغيير في الأوزان السياسية للقوى الكبرى إذ تراجعت كتلة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إلى المرتبة الرابعة في البرلمان وفق النتائج الأولية وهو أمر يراه الموسوي طبيعياً في ظل فقدان المالكي للأسباب التي جعلته يتقدم في الانتخابات الماضية.
ويشير الموسوي إلى أن المالكي فقد السلطة والامتيازات التي كان يستخدمها للحصول على أصوات العراقيين في السابق مثل المال السياسي وتوزيع الأراضي.
واستمات المالكي في الدعاية الانتخابية في محاولة لاستقطاب الناخبين حتى أنه اشترى حقوق بث مباراة العراق وفلسطين من خلال القناة التلفزيونية التي يملكها ووضع صورة ضخمة له احتلت مساحة كبيرة من الشاشة خلال المباراة ليقوم تلفزيون فلسطين والمتفرجون بتغطيتها كل على طريقته الخاصة.
المصدر سكاي نيوز عربية.