مقال رأي بقلم د.فرج نجم : العلاقة التاريخية بين الإخوان والليبيين

مقال رأي بقلم الباحث د.فرج نجم

لاك بعض المتأسلمين مؤخراً بأن أهل برقة لم يصلو على الشيخ عمر المختار صلاة الغائب بعد إعدامه، ونسوا أنهم كانوا يقبعون في المعتقلات الفاشية بسبب دعمهم لجهاد ذات المختار.

هذا ما أثار حفيظة البعض، وتسائل البعض عن علاقة الإخوان العدوانية بشرائح عريضة من الشعب الليبي، ولهذا استعنا بسيرة جماعة الإخوان التي بدأت مع انتساب مؤسسها الشيخ حسن البنا لدار العلوم عام 1923 والذي تصادف مع استلام الشهيد الرمز عمر المختار قيادة الجهاد بالوكالة حين كان الشيخ البنا “يحض الجميع على ضرورة العمل للإسلام بشتى الوسائل وشغلت عليه تفكيره .

بعدها تأسست الجماعة رسمياً عام 1928م بمصر، في حين كان عمر المختار على مقربة منهم يقود الجهاد ، الأمر الجلل الذي لم يلفت نظر جماعة الإخوان المسلمون، أو حتى ذكره عندما أعدم الطليان عمر المختار سنة 1931م.

مع العلم بأن المؤسسات المدنية وأعلام الأدب في مصر قد رثوا عمر المختار وفي مقدمتهم أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيلين حافظ إبراهيم، والغيور صالح حرب، والباشا حمد وأخيه عبدالستار الباسل وغيرهم.

بينما صمت الإخوان المسلمون كجماعة ومؤسسة ولم نسمع حتى ببيان يتيم منهم على الرغم من اتفاق الأمة على مظلومية الشعب المسلم في ليبيا، ونصاع بياض قضية عمر المختار الإسلامية.

يذكر أيضاً للتاريخ بأن سيد قطب – بصفته كباحث في الشؤون الإسلامية – تحدث في كتابه “المستقبل لهذا الدين” عن حركات التحرر في العالم الإسلامي وذكر دور الزوايا السنوسية، في إحياء حركة الجهاد فقال:

“وفي أربطة السنوسية وزواياها، نمت بذرة المقاومة، ومنها انبثق جهاد عمر المختار، الباسل النبيل” ولكن غفل الشيخ حسن البنا عن ذكر أسم عمر المختار، ولكنه ذكر الجغبوب في “مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا” وأكد على مصرية الجغبوب التي زعم إنها “أخذت منهم ظلماً وعدواناً” رغم أنوف الليبيين وتاريخهم.

الملاحظة الأخيرة أن كثير من الليبيين أقام في مصر إبان الأحتلال الإيطالي وحتى إنتهاء الحرب العالمية الثانية، واحتكوا بكثير من النخب المصرية وفي مقدمتهم جماعة الإخوان التي ألقى الشيخ طاهر أحمد الزاوي ذات مرة  محاضرة عليهم .

ولكن لم نسجل حالة واحدة من بين الليبيين أن انتمت إلى جماعة الإخوان المسلمين.

بقلم د. فرج نجم

بنغازي – 17 مايو 2018

Shares