ليبيا – تسبب الهجوم الذي شنته قوات يقودها آمر جهاز حرس المنشآت النفطية سابقاً ابراهيم جضران والمتحالفين معه من سرايا الدفاع والمعارضة التشادية فى ثاني يوم إغلاق للموانئ النفطية الرئيسية وسط البلاد بخسائر مادية تفوق 30 مليون دولار فيما يبقى باب محصلة الخسارة مفتوحاً فى كل يوم إغلاق .
ومنذ يوم امس الخميس خسرت ليبيا 400 ألف برميل من انتاجها اليومي وتقدر قيمة الخسارة بما قيمته 30 مليون دولار يومياً على حساب سعر 76 $ للبرميل الواحد بعد ارتفاع أسعار السوق العالمية خلال الايام الماضية وقد تزامنت آخر الارتفاعات التي سجلها السوق مع هجوم جضران.
حيث أنهت عقود نفط خام برنت كالذي تنتجه ليبيا لأقرب استحقاق جلسة التداول امس الخميس مرتفعة 86 سنتا، أي 1.1 بالمئة، لتبلغ عند التسوية 76.74 دولار للبرميل بينما أغلقت عقود الخام الأميركي مرتفعة 28 سنتا، أو 0.4 بالمئة، إلى 66.64 دولار للبرميل. بحسب رويترز.
من جانبه قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله ، الخميس ، ان حجم الخسارة المتوقع بسبب هذا الاغلاق سيبلغ 880 دولار شهريا بواقع 30 مليون دولار يومياً وذلك بعد إعلان المؤسسة رفع القوة القاهرة وإغلاق مينائي تصدير السدرة ورأس لانوف .
وأعرب صنع الله عن رفضه لاستمرار وجود قوات جضران والمتحالفين معها فى منطقة الهلال النفطي واصفاً إياهم بالعصابات المارقة والمجرمة التي يجب إخراجها فوراً من المنطقة وهزيمتها كما هُزمت فى المرات السابقة معرباً عن إستيائه الشديد من الاغلاق الذي حدث فى الوقت الذي كانت المؤسسة تتمنى ان تحقق عائدات مجزية فى ظل ارتفاع الاسعار .
وفى حال إستمر الاغلاق فى ظل استمرار وجود قوات جضران فى المنطقة واستمرار الخسائر فأن عائدات البلاد بشكل عام ستنخفض فى ظل العجز المستمر فى الموازنة منذ انخفاض اسعار النفط بعد ارتفاعها التاريخي فى سنوات 2011 – 2013 عندما اغلق جضران المرافق النفطية فى ذروة ارتفاع الاسعار ومنيت الخزانة الليبية بخسارة تقدر بـ100 مليار طيلة 3 سنوات من الاغلاق .
وبعد دخول المجلس الرئاسي الى طرابلس مطلع سنة 2016 انخرط فى مفاوضات مع جضران الذي كان يطالب بمبالغ مالية مقابل اعادة فتح الموانئ وقد عقدت لقاءات بالخصوص بينه وبين اعضاء من الرئاسي توصلوا معه الى صفقة تقضي بأن يتحصل على قرابة 100 مليون دينار كنا يطالب بها كمرتبات مزعومة لعدد غير حقيقي من عناصره التي قال ان عددها يبلغ 15 الف عنصر وقد تحصل منها بالفعل على دفعة اولى تقدر بـ40 مليون دينار قبل ان يباغته الجيش بهجوم ويسترد المنطقة ويسلمها الى المؤسسة الوطنية للنفط .
وعلى الرغم من إستمرار الازمة الاقتصادية الخانقة التي أثرت سلباً على حياة المواطنين فى ليبيا وإستشراء الفساد على كل الاصعدة ، الا ان منحة 400 دولار لأرباب الأسر كانت تعد من الحلول التي تمكن من خلالها بعض المواطنين من مواجهة ازمتهم الا انها باتت الآن مهددة بايقافها فى حال إستمر الاغلاق وتوقف التصدير مايعني بالتالي انكماش حجم عائدات البلاد من النقد الاجنبي ووقف هذه المنحة .
المرصد – خاص