كاشفاً خباياً حياته .. تحقيق أمريكي يحكُم على مسيرة إقطيط سياسياً فى ليبيا بالإعدام

ليبيا – نشر موقع ” باز فيد نيوز ” الامريكي ، الإثنين ، تحقيقاً مطولاً حول علاقة ” جوزيف هاجين ” المسؤول البارز فى ادارة العمليات فى البيت الابيض بالليبي عبدالباسط اقطيط مشيرا الى ان هاجين يتمتع بسمعة طيبة وسط الفوضى في البيت الأبيض فيما يكمن هذا التحقيق بمثابة عملية إعدام لحياة اقطيط السياسية فى ليبيا .  

وفى تقرير تابعته وترجمته صحيفة المرصد ، يؤكد الموقع الإستقصائي الامريكي ان هاجين وهو جمهوري يبلغ من العمر 62 كان يعمل منذ أربعة عقود الى حد كبير خلف الكواليس فى البيت الابيض قبل ان يضع حياته السياسية الكئيبة فى خدمة النفوذ الدولي لصالح عدة جهات مقابل المال .

يضيف الموقع ان هذا النوع من الأعمال التي يمارسها هاجين وهو نوع من التعامل المالي المغمور كما فعل ترامب أثناء حملته الرئاسية حيث تمكن هاجين وشركته التي أسسها بملايين الدولارات من جلب زبون ليبي مُربح يطمح بعلاقاته المثيرة للجدل الى العمل السياسي وفقا لخمسة مصادر تحدثت مع معدي التقرير .

هذا الزبون بحسب الموقع هو عبدالباسط إيقطيط الذي يتطلع إلى قيادة ليبيا حيث عمل مع هاجين وشركته منذ عام 2011 وحتى عام 2013 على الأقل وكان المطلوب من الثاني هو ان يساعد الاول فى حشد الدعم لحكومة الثوار  ( المجلس الانتقالي ) على ان يتولى بعد ذلك هو وزملاؤه البحث عن ” الكنز ” الا وهو محاولة استعادة  ” المليارات الليبية  المسروقة ” مقابل مكافأة ضخمة لشركته ، وفقا لثلاثة مصادر تحدثت للموقع .

ومع ذلك ، كانت لدى اقطيط اهتمامات أخرى بعيداً عن محاولة استعادة ”  ثروات ليبية ” بما في ذلك منظمة تقدس ممارسة جنس الجماعي وقال اثنان من المصادر إن إقطيط كان منخرطا بعمق في طائفة ” NXIVM ” المشهورة بعبادة الجنس والتي باتت قيادتها تخصع الآن للوائح اتحادية .

 

مقر الطائفة فى نيويوركوقد علم موقع ” بز فيد نيوز ” ان الجماعة التي تحوز سارة برونفمان زوجة اقطيط عضوية بها كان لها عشرات الملايين من الدولارات فيما لايزال الزوج حليفا وصديقاً لهاجين  وفقا لما ذكره أحد مساعديه .

يتابع التقرير : ” فى عام 2013 وعندما كان هاجين يناهض إدارة أوباما بسبب الهجوم الإرهابي على السفارة الأمريكية في بنغازي عام 2012 والذي قتل فيه السفير ستيفنز ، التقى إقطيط بالرجل الذي تعتقد الولايات المتحدة انه العقل المدبر للهجوم وقد أدين بتهم الإرهاب ” فى اشارة الى الارهابي احمد ابوختالة .

لكن شركة هاجين التي كان لها فرصة جني الملايين ، اعتبرت اقطيط بمثابة أوزة ذهبية وواصلت العمل معه ومع زوجته احتى عندما أصبحت علاقتهما مع طائفة الجنس الجماعي  أكثر علانية ، وعلى الرغم من محاولات الموقع  المتعددة الا انه لم يتمكن منرالوصول إلى اقطيط وزوجته سارة برونفمان للتعليق على الموضوع.

ومن جهته امتنع فيصل الفيتوري وهو شريك ومستشار لقطيط عن التعليق او مناقشة تفاصيل ترتيبات اعمالهم مع هاجين لكنه قال ان شريكه – أي اقطيط – لا يزال حليفًا وصديقًا لشركة هاجين .

 

فيصل الفيتوريهاجين ، الذي عمل مع كل رئيس جمهوري تقلد السلطة فى البلاد منذ رونالد ريغان يوصف بأنه رجل حكيم في البيت الأبيض وأطلق شركة خلال سنوات ولاية أوباما ماسمي بالمجموعة القيادة الإستشارية التي قامت بتسويق نفسها على أنها شركة عالمية للإستشارات الأمنية والاستخباراتية تقدم خدمات استشارية للحكومات والشركات والأفراد ذوي الكسب المالي العالي.

بدأ هاجين العمل مع اقطيط اولاً بعد  “الربيع العربي” وبحسب الموقع ، تحديداً ، مع بدء الحرب الأهلية في ليبيا ، حيث عمل المنفيون من أجل خلق محاولة للتأثير على رد فعل العالم وكان عبدالباسط واحداً منهم .

يتابع ” بز فيد نيوز ” ان لقطيط خلفية معقدة حيث قال إنه ولد في بنغازي ، وترعرع في سويسرا ، وأن والده كان متمرداً قتله القذافي وبأنه يزعم ان ظهوره كان إلتزاماً لدعم ليبيا الحبيبة ”  .

يؤكد التقرير بأن هاجين قدم المساعدة ولبى مجموعة متنوعة من أهداف اقطيط ، حيث انه وبعد شهر من العثور على العقيد القذافي وقتله بوحشية من قبل ماوصفهم الموقع بالمتمردين ، سافر الاول إلى ليبيا مع اقطيط وزوجته سارة برونفمان اللذين لم يكونا متزوجين في ذلك الوقت وتحديداً  في نوفمبر 2011.

يكشف التقرير بأن الرحلة كانت مركزة على برنامج إعادة دمج المتمردين ، ووفقا لبيان صحفي من مجموعة أسسها قطيط هي مؤسسة  ليبيا المستقلة عبّر هاجين عن فخره باقطيط وزوجته وبما وصفه سعيهما لتحقيق الاستقرار في بلادهم بعد فوزهم ضد نظام القذافي .

وبعدها ، أصبحت شركة ” كومّاند كونسلتينغ ” المملوكة لهاجين جزءًا من عملية مطاردة كبرى لـ ” الكنز الليبي المسروق ” وفي وقت لاحق ، صرحت الشركة المتعاقدة مع اقطيط في رسالة إلى الكونغرس الليبي بأنها توصلت إلى خطة مدتها 100 يوم حول كيفية إدارة ليبيا.

وخلال هذه الفترة ، كانت الشركة مشغولة أيضاً في مساعدة اقطيط في الحصول على اعتراف دولي للمجلس الوطني الانتقالي ووفقاً لمصادر ولرسالة كتبها اقطيط فقد رتبت الشركة له لقاءً مع رئيس بنما وهو ايضاً أحد عملاء الشركة .

وقال اقطيط لاحقاً أن بنما كانت واحدة من أوائل الدول التي اعترفت في ربيع عام 2011 بالمجلس الوطني الانتقالي كحكومة شرعية فى ليبيا ، ومع ذلك سرعان ما تحول الجهد الى فرصة لجني المزيد من المال حيث  أصبحت شركة هاجين جزءًا من مطاردة كبرى للأموال الليبية فى الخارج على امل ان تحصل على ما مقداره 4٪  من هذه الاموال .

يستهل الموقع مقاله ايضاً بعنوان فرعي قائلاً : ” من البداية نظروا دائما إلى اقطيط هذا الرجل غريب ، لكنه عميل مهم ، لقد صنعوا الكثير من المال منه رغم انهم حاولوا جني تمويل اكبر من قبل عبدالباسط وتم إيقافها .

ووفقًا لوثيقة اطلع عليها الموقع فإن شركة هاجين استأجرت وكلاء حكوميين سابقين للقيام بهذه المهمة وقد ادعىوا فيما بعد تحديدهم ما بين 20 مليار إلى 50 مليار دولار من الأصول الليبية وكانوا يأملون فى الحصول على 5 مليارات دولار منها مقابل استردادها .

ومن غير الواضح على وجه التحديد مقدار القيمة التي تمكنوا من استردادها او العمولة التي حققتها الشركة منه إن وجدت لكن أحد المصادر المطلعة على هذه الترتيبات قال إن إقطيط خصص ما يقرب من 10 ملايين دولار لعمليات البحث على الاموال .

وبحسب ” باز فيد نيوز ” فقد رفضت الشركة التعليق على طبيعة عملائها او عملها فيما كان هاجين متورطًا بشكل مباشر فى شراكة مع اقطيط حتى نهاية عام 2011 ويضيف : ” وعلى الرغم من أنه كان لا يزال شريكًا في الشركة وكان متورطًا مع اقطيط واستفاد منه ، إلا إن الشركة كانت ريادية في عملية استعادة الأصول الليبية  ” .

كانت شركة هاجين تعمل مع اقطيط في عام 2013 ، عندما التقى الاخير بأحمد أبو ختالة الذي اتهمته وزارة العدل الامريكية بالهجوم على السفارة فى بنغازي ومقتل السفير الأمريكي وقال مسؤول في البيت الأبيض إن هاجين لم يكن على علم بأي لقاءات عقدها زبونه مع المتهم.

وخلال ترشحه للبيت الأبيض ، استخدم ترامب مرارًا وتكرارًا هجوم بنغازي ضد كلينتون ، التي شغلت منصب وزير الخارجية في عام 2012. وقال ترامب : “قرارات كلينتون تشير إلى ان الهجوم كان نتيجة نشر الموت والدمار والإرهاب في كل مكان”

قبلها تحدث اقطيط الذي كان يسعى للرئاسة الوزراء في ليبيا ، عن أبو ختالة في مقابلة أجريت معه مطلع عام 2014 قائلاً : “نحن ليبيون ، هذا بلدنا ، وإذا قام شخص ما بشيء ما فيجب الحكم عليه في هذا البلد ، لقد أخبرني أبو ختالة أنه متأكد من براءته”.

وإلى جانب العمل مع هيجان والشركة طور إقطيط عمله السياسي وقام أيضًا بتوظيف شركة السيناتورات السابقين جو ليبرمان ، كاسوفيتز ، وبنسون ، وتوريس وفريدمان ، وفي عام 2013 ساعدوه في تنظيم اجتماعات مع أعضاء من الكونغرس ومسؤولين تنفيذيين وغيرهم.

ووفقًا للوثائق المودعة لدى وزارة العدل فقد ووافق اقطيط على دفع مبلغ 100 ألف دولار لشركة ليبرمان على مدى شهرين .

وفي حين كان هاجين يعمل مع اقطيط، كان كل من الاخير وزوجته سارة يعززون طائفة  NXIVM  ( طائفة عبادة الجنس )  التي كانت تواجه في ذلك الوقت بالفعل تدقيقاً إعلامياً متصاعداً وإجراءات قانونية.

وجلبت مقال نشرت عام 2010 انتباهًا وطنيًا إلى مشاركة سارة برونفمان مع المجموعة ومع متابعة صحيفة نيويورك بوست في نفس العام للموضوع تبين بأن والد سارة إدجار برونفمان ، كان يدرس رفع دعوى قضائية لمنعها وشقيقتها من تمويل المجموعة.

 

يسار الصورة | سارة برونفمان زوجة اقطيطوفي فبراير 2012 و بعد أن عمل هاجين بالفعل مع اقطيط اكد الموقع وقوع الممارسات الجنسية المرتبطة بـمنظمة وطائفة NXIVM مشيراً الى أن زعميها كيث رانيير ، مؤسس فكرة عبادة الجنس ، أخبر امرأة أن ممارسة الجنس الثلاثي معه سيعالج آلامها الناتجة عن تعرضها للتحرش فى الطفولة وبأن التعامل معه يعني ممارسة الجنس معه أيضاً .

رانير

ووصفت الصحيفة حالات متعددة للاعتداء الجنسي المزعوم وأفادت التقارير أن برونفمان وإقطيط كانا مخطوبان بحلول مارس من ذلك العام مضيفة بأن رانير عمل على إقناع اقطيط بالانضمام إلى طائفة الجنس NXIVM في ذلك الوقت.

وقال فرانك بارلاتو ، الذي كان يعمل في السابق كمسؤول في NXIVM أن رانيير عزز طموحات اقطيط السياسية. وقال  “مر باسط بعملية تحول وأصبح وكأنه طالب لدى رانيير أيضًا وقد بدأ بتدريبه على أنه قد يكون الزعيم القادم لليبيا .

وفي يناير 2013 ، كان هاجين واحدًا من بين نحو 12 شخصًا دعاهم كل من إقطيط وزوجته لحضور أسبوع تدريبي مكثف حول الإمكانات البشرية بقرية فى منتجعات للتزلج جبال الألب الفرنسية ، واعترف هاجين للموقع بتلقيه الدعوة لكنه قال إنه لم يحضر وان لا علاقة له مع المجموعة.

ينوه التقرير الى ان طائفة NXIVM تستخدم بشكل متكرر عبارة “الإمكانات البشرية” وطبقا للدعوة ، فإن “الأسبوع المكثف” الذي دعي إليه هاجين من قبل اقطيط وزوجته كان من المقرر أن تشرف عليه نانسي سالزمان. سالزمان وهي من زعماء NXIVM وكانت من أوائل تلامذة رانير .

 

نانسي وسارة زوجة اقطيطوأخبر هاجين موقع ” بز فيد نيوز ” فى اتصال هاتفي بأنه كان على علم بتورط اقطيط وزوجته في المنظمة أثناء عمله معهم وبأنه وقد قرأ عن المجموعة التي ينحرطون بها وقال : “أتذكر انني قرأت عن هذا الامر وقد بقيت بعيداً عنه ” .

وفي وقت سابق من هذا العام ، تم اعتقال رانيير في المكسيك ، وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة ، واتهم فيما بعد بالاتجار بالجنس وبالعمل الجنسي القسري من قبل الحكومة الأمريكية وقد قال بأنه غير مذنب.

وكان ملحقًا بأمر التوقيف عبارة عن شكوى تفصِّل كيف أن رانيير اقام علاقة مستمرة مع مجموعة من 15 إلى 20 امرأة حافظ على اقامة العلاقات الجنسية معهن وأشارت الشكوى الجنائية الى أن جمعية سرية تطورت داخل NXIVM” مقسمة إلى “عبيد” و “أسياد”.

حتى ان كثير من الضحايا تم وسمهم بالنار في مناطق من اجسامهم باستخدام قلم الكي في عملية تستغرق من عشرين إلى ثلاثين دقيقة وقد عززت الشكوى بهذه التفاصيل ، ويستمر احتاجز رانير وهو يقبع الان بسجن فيدرالي في منطقة بروكلين.

 

وسوم على اجساد ضحايا من منظمة رانير ونانسي وسارة 

ولكن لم يتم القبض على الزعيمة نانسي سالزمان لكن منزلها في ولاية نيويورك داهمه مكتب التحقيقات الفيدرالي في مارس الماضي مباشرة بعد اعتقال رانيير وصادر ضباط فيدراليون أكثر من 500 ألف دولار نقداً بعضها مخبأ في صناديق الأحذية ولم ترد سالزمان على طلب من الموقع  للتعليق.

وقال بارلاتو المسؤول السابق فى طائفة عبادة الجنس إنه لم يكن مندهشًا من تلقي هاجين دعوة لحضور حلقة دراسية تحت إشراف سالزمان توصف بالمكثفة مشيراً الى ان رانيير كان يصر على استقطاب أي شخص لديه تعاملات مالية للحضور .

وقال بارلاتو : “لقد كانوا مصرين على ذلك ، كان هذا هو اختبارهم ، إذا كانوا سيحولون المال لك ، فعليك أن تأخذ تدريباً  مكثفاً “.

يعرج الموقع الى ان عبدالباسط اقطيط وسارة برونفمان باشراً مؤخراً فى عقد سلسلة لقاءات جديدة من الضيافة في أوروبا وذلك وفقاً لبيان صحفي عام 2017 وهو ذات العام الذي سجل فيه عبدالباسط ظهوراً جديداً وتكثيفاً لانشطته مجدداً فى ليبيا .

يختتم الموقع تحقيقه بأن هاجين تخلى عن حصته في الشركة عندما انضم إلى إدارة ترامب ، لكنه استمر في كسب 96،000 دولار منها حتى العام الماضي ، وفقًا لآخر كشف مالي له ، وفي الأسابيع الأخيرة ، لعب دورا رئيسيا في تنظيم اجتماع ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لكنه يفكر في مغادرة البيت الأبيض ، مع وضع عينيه على موقع مختلف في الإدارة ، الا وهو نائب مدير وكالة المخابرات المركزية.

المصدر : بز فيد نيوز الاستقصائي الأمريكي

الترجمة : المرصد – خاص

 

Shares