بعيرة: على البرلمان التفرغ للعمليات التشريعية والإبتعاد عن الطموحات السياسية غير المشروعة

ليبيا – قال عضو مجلس النواب أبو بكر بعيرة إن المنشآت النفطية شهدت أحداث متسارعة خلال الأسبوعيين الماضيين حيث قامت القوات المسلحة بتحرير المنشآت من العصابات ثم إتخذت خطوة أخرى إلى الأمام لتسليم مؤسسات النفط للمؤسسة الوطنية المتواجدة في بنغازي.

بعيرة إعتبر خلال مداخلة هانفية عبر برنامج “إستفهام” الذي يذاع على قناة “ليبيا روحها الوطن” امس الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد أن هذا القرار لم يلقى رضا أو قبول من المجتمع الدولي لذلك تم تقرير المصير الليبي بهذا الشأن في اجتماع روما الذي عقد خلال الأيام الماضية.

وأوضح أن الإجتماع حضره كل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا ومجلس الأمن بالإضافة لمصر والامارات وايطاليا ودول مراقبة المغرب العربي والسعودية حيث تم الإتفاق على ضرورة تسليم المنشآت النفطية للمؤسسة المتواجدة في طرابلس.

وأشار إلى أن القوات المسلحة لم تجد بدائل أخرى أمامها في ظل الظروف الراهنة إلا تسليم النفط مجدداً للمؤسسة الموجودة في طرابلس على أمل بأن يتم تفعيل اللجنة التي تمت الإشارة إليها في التقرير وهي اللجنة الدولية التي ستحقق في ايرادات ومصاريف المصرف المركزي سواء المتواجد بطرابلس أو البيضاء.

وإستطرد حديثه قائلاً :” أنا كنت من المؤيدين لقرار نقل المؤسسة الوطنية للحكومة المؤقتة لأنه حين يكون هناك مناطق في ليبيا سواء الجنوب أوالشرق عاجزة عن ايجاد العلاج لأطفال مرضى الأورام والأمراض الشبيهة وفي ذات الوقت تصرف الملايين لتأثيث مكتب بالمجلس الرئاسي، هذا تناقض وعبث وهدر ما كان له حل إلا تغيير وجهة ايرادات النفط من المؤسسة الموجودة الآن في طرابلس إلى المؤسسة البديلة”.

بعيرة يرى أنه من المحتمل أن تكون المؤسسة البديلة غير مستعدة لتولي هذا الدور، معتقداً أن يكون الإجتماع الذي عقد في روما تم بترتيب أمريكي.

وبيّن أن غياب ليبيا عن حضور إجتماع روما دليل على عدم اعطاء العالم اعتبار للأطراف الليبية المتصارعة، مشيراً إلى أن الإجتماع كان عبارة عن تعليمات موجهة لأطراف معينة كالرسالة الموجهة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس البرلمان التي إعترض بها على موقفه من الاحداث الأخيرة علاوة على الزيارات المكوكية غير الرسمية التي قام بها دبلمواسيون لمناطق مختلفة في ليبيا.

وأكد على أن الجيش إستطاع لفت النظر إلى هذه القضية التي تتعلق بعدم وجود عدالة في توزيع الايرادات، لافتاً إلى أنه كان من المفترض أن يقوم الجيش بالضغط في سبيل اجراء إصلاحات ادارية سواء بمؤسسة النفط أو بأماكن أخرى لكن يبدوا أن الضغط الدولي كان شديداً بحسب تعبيره.

أما بشأن مخاطبة رئيس المجلس الرئاسي لمجلس الأمن لفت إلى أنه لم يعد يثق في قضية الأطراف الدولية لأن القضية لا تهمهم كثيراً مثل ما تهم الليبيين القادرين على توحيد آرائهم حول هذه الخلافات.

وتوفع بأن تتولى نائبة مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا ستيفاني وليامز منصب ومهام المبعوث الأممي لدى ليبيا لأن الأمريكان ملتزمون بلعب الدور الإيجابي في الملف الليبي.

النائب بعيرة طالب الأطراف الليبية بإعادة النظر في استراتيجيتها إتجاه هذه الأزمة بالإضافة لأهمية التركيز على الدوامة القائمة حالياً بين الأطراف القيادية في ليبيا، مشدداً على ضرورة البحث عن بدائل جديدة بدلاً من البقاء في هذه الحلقة المفرغة.

وحث مجلس النواب إلى التفرغ للعمليات التشريعية والإبتعاد عن الطموحات السياسية غير المشروعة أما مجلس الدولة فطالبه بالتفرغ لأن يكون هيئة استشارية للدولة والإبتعاد عن التطلعات غير المشروعة ويكون ضمن رئاسة الدولة ليتم بعد ذلك حصر خلافاتهم مع الجيش.

وتابع قائلاً :” حوار الصخيرات سار مساراً جيداً في السنة الأولى لكن دخل به بعض التشوهات نتيجة الأطماع السياسية لبعض الاطراف وأحد اهم هذه التشوهات هو المجلس الرئاسي والفيتو فهذه كلها يجب إعادة النظر فيها للوصول لحلول بدلاً من ترك مصيرنا وأموالنا بين أيادي الدول الدونية”.

وأوضح أنه من المهم عدم التعويل على الإنتخابات كثيراً مرجعاً ذلك إلى أنه من غير الممكن إقامته في فترة قريية، معتبراً أنه من الممكن إحداث نوع من التوافق بين مصالح الليبيين ومصالح الدول الأخرى وهذا يتوقف بشكل كبير على وجود دولة مستقرة في ليبيا قادرة على مصارعة العالم الآخر.

عضو مجلس النواب أكد على أن المواطن الليبي الآن يعيش في أسوأ الحالات التي من الممكن تصورها في أي مكان بالعالم في ظل عدم وجود من يدافع عنه أو يحمي مصالحة.

Shares