بقلم عيسى عبدالقيوم : العرادي يقدم فجر ليبيا كحمل وديع .. فكيف قدمتها وثائق المرحلة؟!

مقال رأي / بقلم عيسى عبدالقيوم

كتب عبدالرزاق العرادي عضو المجلس الانتقالي السابق (والقيادي فى حزب العدالة والبناء) مقالاً عبر صحيفة الرائد يشيد بعملية فجر ليبيا التى أطلقها تحالف مليشياوي من العاصمة وكان أحد أهم إنجازاتها – التى تعاني منها ليبيا الى اليوم – تدمير مطار طرابلس الدولي وحرق جزء كبير من اسطول طائراتنا المدنية .

وفى ظل فقداني للحماسة للكتابة اوالمشاركة فى المناكفات والتراشق السياسي الذي فرضته سابقاً معركتنا العادلة والشريفة والضرورية ضد الارهاب ربما كنت سأكتفي بالقراءة والإعراض عنه لفقدان الأمل فى محاورة العقل الايديولوجي جملة ولكن عندما يعيد ( سيادتوووو ) تكرار اسطوانة أن حراك لا للتمديد كان مشبوهاً ، فهذا يتطلب وقفة مع وثائق المرحلة لمعرفة كيف وصف المجتمع الدولي “عملية فجر ليبيا” التى كان العرداي وحزبه أحد ابرز داعميها حتى انه نشر ما يفيد انطلاقها قبل ان تنطلق بوقت طويل .

أكتب دفاعاً عن مجموعة العمل الوطني – بنغازي (*) التى تشرفت بوصفي “منسقها العام” لكونها كانت ركناً اصيلاً فى هذا الحراك ولم تُعرف منذ انطلاقها وحتى حلها فى العام 2014 إلا كجزء اصيل من التيار الوطني، وايضاً دفعاً عن زميلنا وصديقنا الغائب عبدالمعز بانون أحد رموز ذلك الحراك فى طرابلس ولنشهد بأنه كان شخصاً نزيهاً محباً لمدينته ووطنه ، ونرجو من الله ان يعود الى اهله سالماً .

وثيقتان أممية وأمريكية بعد شهادة الشارع الليبي

بكل تأكيد لقد عرف وعاصر الشارع الليبي عملية فجر ليبيا وحصى كوارثها  لذا سأترك اليوم الحديث للوثائق المرفقة مع هذه المقالة والتى تنسف كل حرف قاله العرادي عن عملية فجر ، بل وتجعل منها ومن وكل من شارك فيها متهم ومطلوب للعدالة والمثول امام القضاء حقيقة وليس تخرصاً كما فعل عبر شبكة (الرائد) .

الوثيقة الأممية (مرفقة)

وهي وثيقة ممهورة بختم الأمم المتحدة فى شكل تقرير صادر عن لجنة خبراء مكلفة منها العام (فبراير 2015) .. حيث تؤكد هذه الوثيقة بأن عملية فجر ليبيا شكلت التالي :

1- تصعيداً حاداً للنزاع السياسي .

2- اعتبرتها الاخطر وأنه لا يوجد سابقة مماثلة لها بعد الثورة من حيث الحجم والتأثير.

3- أدانت الوثيقة قيادة فجر ليبيا واعتبرتها المسئولة عن إنهيار العملية السياسية .

الوثيقة الأمريكية (مرفقة) 

وهي من وثائق الكونغرس الامريكي وصدرت فى شكل تقرير اعلنت عنه لجنة الأمن القومي فى مؤتمر صحفي (يونيو 2018) وتؤكد الوثيقة بأن عملية فجر ليبيا :

1- قامت بها مليشيات اسلامية .
2-ترتب عليها طرد حكومة شرعية ومعترف بها دولياُ من العاصمة .
3-نصّبت فجر ليبيا بناء عليها حكومة مدعومة من تركيا وقطر .

 

وعليه فأين ما ورد فى هذه الوثائق من اتهام العرادي لحراك لا للتمديد بأنه مشبوه ؟!

فهنا الوثائق تتهمه صراحة بأنه داعم لانقلاب، ولعملية دمرت المسار السياسي، ومتحالفة مع مليشيات وليس جيشاً كما جاء فى مقاله ، وطردت بإستخدام العنف حكومة شرعية وليس حلفاً إجرامياً شبيه بالحوثثين كما قال العرادي ، واخيرا اتهمه التقرير صراحة بأنه كان جزء من عملية “مشبوهة” وراءها قطر وتركيا K هذا كلام الوثائق يا عرادي بيه وفيه كفاية لمن لديه الوقت والرغبة لمعرفة ما جرى فى زمن “الفبركة” .

عيسى عبدالقيوم

17 يوليو 2018

Shares