ليبيا – أكد السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني على أن بلاده ترغب في الوصول لإستقرار أكبر في ليبيا لأن حالة عدم الاستقرار تنعكس بشكل مباشر على إيطاليا.
بيروني أبدى خلال إستضافته في لقاء خاص أذيع على قناة “ليبيا الأحرار” أمس الأحد وتابعته صحيفة المرصد رغبة بلاده بأن تكون كل الجهود الدولية بقيادة الأمم المتحدة وسلامة لتجنب حدوث أي إزدواج أو مبادرات مختلفة وموازية من شأنها أن تخفف الجهود الأممية، وأضاف في الحوار التالي:
س/ سياسة روما الجديدة في ليبيا وأنتم تمثلون حكومة جديدة بدأت العمل منذ فترة ليست طويلة فما هي التغيرات الأبرز في سياستكم تجاه ليبيا؟
ج/ السفارة الإيطالية هي السفارة الوحيدة الموجودة في طرابلس منذ يناير عام 2017 وبالتأكيد الحكومة الجديدة منذ شهر مايو تعمل على كل الملفات وملف ليبيا هو بين الملفات الأكثر أهمية لإيطاليا.
الملف الليبي ذو أهمية وأولوية كبيرة سواء لدى الحكومة السابقة أو الجديدة وهناك أسباب هيكلية تجعل الملف ذات أولوية للسياسة الخارجية كالعلاقات التاريخية بين البلدين التي لديها جذور جغرافية وعلاقات إجتماعية.
كما أن إيطاليا ترغب في أن يكون هناك استقرار أكبر في ليبيا لأن حالة عدم الاستقرار تنعكس بشكل مباشر على إيطاليا.
س/ ماذا تفعل روما حتى تساعد بالعمل على الاستقرار في ليبيا ؟
ج/ دعم الاستقرار في ليبيا هو المحور الأول في السياسة الخارجية تجاه ليبيا حيث تمت الكثير من المبادرات في مجال بناء وتطوير قدرات قوات الأمن والأجهزة الأمنية الشرعية في كل المجالات بهدف مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
س/ عند الحديث عن وجهة نظر روما في الحل السياسي الليبي ومؤخراً حدث الاجتماع في روما الذي جمع مجموعة من الدول والمبعوث الأممي غسان سلامة، هذا الاجتماع يأتي في أي سياق ؟
ج/ هذا الاجتماع كان مهماً جداً في روما وكانت زيارة سلامة لمدة يومين زيارة كاملة عقد خلالها اجتماعات مع كل المسؤولين في الحكومة الجديدة الإيطالية الامر الذي أتاح فرصة للمناقشة بكل عمق الملف الليبي وخاصة التركيز على الدور المركزي الذي يجب أن يكون للأمم المتحدة في الملف الليبي.
نحن في إيطاليا نرغب ونتمنى أن تكون الأمم المتحدة وسلامة يقودان كل الجهود الدولية لتجنب حدوث ازدواج أو مبادرات مختلفة وموازية التي من شأنها أن تخفف الجهود الأممية.
وبشأن موعد الانتخابات المقبلة قال :” ليس على المجتمع الدولي أن يحدد تاريخ الانتخابات في ليبيا ونحن كإيطاليا صرحنا بكل وضوح بأن تحديد تاريخ الإنتخابات هو عمل يجب على الليبيين إتخاذه و ليس أي دولة أخرى.
س/ برأيك لماذا تقرر الأمر في روما ؟
ج/ في روما تمت المناقشة حول العملية السياسية الليبية والتحضير للإنتخابات وحول القيام بكل الخطوات اللازمة لإجراء الانتخابات في ليبيا بكل نزاهة و أمانه لأنه لا يمكن إجراء العملية الانتخابية إن لم يكن هناك الظروف المناسبة وأعتقد أن سلامة سوف يقود الجهود حتى تتم العملية الإنتخابية مستقرة بمشاركة جميع الليبيين بكل أمانه.
س/ ما وجهة النظر الإيطالية حول اللقاء الثاني الذي وقع في باريس ؟
ج/ كلا الجهود والاجتماعات بين الليبيين اجتماعات إيجابية ولكن اعتقد أن ما يهم هو أن يكون رئاسة أو قيادة الأمم المتحدة في الجهود الدولية وأن لا يتم مبادرات موازية مع التأكيد على أن كل المبادرات والعملية السياسية في ليبيا تشمل الجميع وليس أشخاص معينة وهذا مهم جداً.
س/ ألم يجمع اجتماع باريس أغلب الأطراف في ليبيا خلال اللقاء الثاني أم كيف تابعته روما ؟
ج/ للأسف الشديد بعد اجتماع باريس لم يكون التأثير الذي نتمنى أن يكون وللأسف حدث الكثير من النزاعات والصراعات في ليبيا وأيضاً خروج بعض التصريحات المتناقضة من المشاركين.
المهم الآن هو استعادة الدور المركزي للأمم المتحدة وخطة العمل المبعوث الأممي التي تم إقرارها على مستوى مجلس أمن الأمم المتحدة هي واضحة تماماً تفسر وتعد كل الخطوات اللازمة لإجراء انتخابات كوجود قانون إنتخابي ومؤتمر وطني ودستور لإجراء إنتخابات نزيهة في إطار قانوني واضح.
س/ بين وجهة نظر باريس للحل في ليبيا ونظيرتها في روما ما القاسم المشترك بين الرؤيتين؟
ج/ نحن نتشارك نفس الأحداث مع فرنسا وكل الدول الاكثر أهمية في الملف الليبي وهذه أهداف هي تجاوز الانقسام في ليبيا وتوحيد المؤسسات السياسية والمالية والعسكرية وأيضا إجراء انتخابات بظروف مناسبة.
من المؤكد أن هناك وجهات نظر مختلفة بيننا و بين فرنسا وهذا أمر طبيعي ولكن المهم العمل معاً لمساعدة الليبيين في الحوار بشكل شامل فلا يمكن التحدث عن فرنسا ولكن يمكن أن اتحدث عن وجهة النظر الإيطالية الواضحة تماماً.
نحن نتمنى أن يكون الحوار شامل بين الليبيين مع ضرورة توحيد كل المؤسسات اعتماداً على الاتفاق السياسي وهو الأساس الوحيد في هذه المرحلة الانتقالية التي يجب أن تنتهي والدخول في مرحلة مؤسساتية دائمة.
س/ في إجتماع روما كيف تم التطرق بين المجتمعين لأزمة الموانئ النفطية أو الهلال النفطي التي كانت قبل يومين وفي خلال ساعات حدث الحل الذي شاهدتموه وكيف كانت وجهة نظر روما وما العلاقة بين الأمرين ؟
ج/ الاجتماع في روما ساهم كثيراً في حل أزمة الهلال النفطي وكانت هناك وجهات نظر مختلفة لكن ما يهم أن هناك موقف موحد بين المشاركين الامر الذي ساعد لحل الأزمة وإقرار فتح الموانئ وتسليم المرافق للمؤسسة الوطنية للنفط.
الأمر معروف أن الشرعية هي مع المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس وأن حالة إغلاق الموانئ والمرافق النفطية هي غير مقبولة.
س/هل كان هناك توافق بين جميع المشاركين حول وجهة النظر بخصوص الموانئ النفطي ؟
ج/ بالتأكيد الموقف الواحد هو أنه لا بد من فتح الموانئ بشكل سريع جداً وتسليم المرافق للمؤسسة الوطنية للنفط بالإضافة لمواجهة ومعالجة بعض النقاط بما يخص إدارة المالية الداخلية في ليبيا وغيرها.
س/ كيف هي علاقتكم مع باقي الأطراف وأنتم دوماً لديكم علاقة مع حكومة الوفاق في طرابلس ؟
ج/ نحن كإيطاليا موجودين في ليبيا منذ وقت طويل بهدف تكثيف الجهود مع كل الأطراف الليبية وبالنسبة لي شخصياً أسافر بكل فرصة تتاح لي حيث أجريت 10 رحلات للمنطقة الشرقية وقمت بلقاءات مع المشير حفتر والمستشار عقيلة صالح وكانت لقاءات إيجابية.
س/ في الفترة الأخيرة هل لديكم تواصل مع المنطقة الشرقية كالبرلمان مثلاً والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ؟
ج/ بالتأكيد هناك تواصل مستمر مع حفتر حول كل المواضيع المتعلقة بالسياسة الليبية وضرورة توحيد المؤسسات العسكرية والمالية وتجاوز الانقسام وهذا الهدف يتشاركون فيه المنطقة الشرقية والغربية وهناك تفاهم حول الإحداث النهائية لكن الآليات تختلف.
س/ التواصل الذي من خلاله تتحدثون فيه مع أكثر أطراف في ليبيا كيف يحدث باعتباركم أشرتم أن عملكم من ضمن الخطة الأممية، هل تتواصلون معهم بشكل مباشر بمنأى عن البعثة أم يكون بينكم وسيط ؟
ج/ نحن نتواصل بشكل مباشر بالتأكيد وموجودين في ليبيا قبل وجود البعثة الأممية التي عادت للبلاد نهاية العام الماضي كما أعتقد بأنه يساهم حتى في العملية السياسية لأنه لابد من تحضير الظروف الملائمة والمناسبة لإحراز تقدم في تنفيذ خطة العمل للأمم المتحدة.
إيطاليا لا تدعم أي شخص بعينه أو سياسيين أو طرف معين بل نحن مع الشعب وهناك العديد من المبادرات الهادفة التي تم تسجيلها من قبل إيطاليا.
س/ لنتحدث عن حلفاء روما في ليبيا دوماً يوصف دولياً من خلال مراقبين بأن حفتر هو حليف فرنسا عندما نتحدث عن روما من هو الشريك الأقرب إليها ؟
ج/ليس لدينا أي حليف بل حليفنا هو الشعب الليبي فنحن على مسافة واحدة ونعمل مع كل الأطراف سواء مع السراج أو حفتر.
س/ كيف هي علاقتكم مع القوة السياسية في مصراته ؟
ج/ مميزة وجيدة جداً فقبل أيام كان هناك زيارة وفد من السفارة لمصراته لإجراء لقاءات سياسية واقتصادية مع السياسيين المحليين في مصراته وغرفة التجارة ولدينا علاقات مميزة معها خاصة في ظل وجود المستشفى الميداني بمطار مصراته الذي قدم العلاج لحوالي 10 آلاف شخص في الفترة الأخيرة.
أي علاقة بين إيطاليا ومدينة معينة هي مختلفة وهذا أمر طبيعي كما أن مصراته تجارية واقتصادية ذات أهمية بالتالي إيطاليا مع مصراته التي كان لها دور مهم في “ثورة 2011”.
س/ ما هي معاييركم عندما تعترفون بشخصية معينة وتقررون اللقاء بها بينما تتجنبون لقاء شخصية أخرى ولا تعطوها ذات الأهمية في ليبيا ؟
ج/ نحن نتكلم مع كل الأطراف في ليبيا والتي تريد المشاركة بشكل بناء وفعال وسلمي في المشهد السياسي.
ليبيا في حالة انقسام وللأسف الشديد هناك لجوء للسلاح أحياناً مما يتطلب منا تسهيل الأمور والمشهد السياسي والتواصل مع كل الأطراف لإقناعهم بالمشاركة السياسة بشكل سلمي وبناء.
س/ التغيرات الحديثة التي حصلت من الجانب الإيطالي أو في جانب التعاون الليبي الإيطالي كإعادة تفعيل مذكر الصداقة بين البلدين، ما هي المعاير والمؤشرات التي لمستموها وبناء عليها قررتم تفعيل هذه المعاهدة ؟
ج/ هذه المعاهدة منذ 2008 وهي أساسية في إيطاليا وتم التعبير من كل المسؤولين في إيطاليا وليبيا بالرغبة في تفعيل المعاهدة كما أن زيارة نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الخارجية لليبيا كانت إشارة واضحة للأولوية التي وضعتها الحكومة الإيطالية.
س/ هناك الكثير من الالتزامات من قبل إيطاليا تجاه ليبيا الآن هل ترون الظروف في ليبيا مناسبة حتى تستطيع إيطاليا تنفيذ جزء من هذه الالتزامات داخل ليبيا ؟
ج/ هذا يحدث الآن، اليوم كنت في مطار طرابلس الدولي للإحتفال بانطلاق الأعمال لإعادة تأهيل مطار طرابلس الدولي من طرف الشركة الإيطالية و هو مشروع مهم جداً و إشارة واضحة لإلتزام إيطاليا و رغبة الشركات الإيطالية بالمشاركة في مشاريع البينة التحتية في ليبيا للعب دور مهم جداً في تشجيع الإزدهار الاقتصادي والعلاقات الليبية الخارجية بمجال الاقتصاد.
س/ ماذا يمكن أن تشهد ليبيا بناء على إعادة تفعيل هذه المعاهدة ؟
ج/ لابد أن يتم هناك المزيد من الاستقرار والظروف الأمنية أفضل خاصة في بعض المناطق فالكثير من الشركات الأجنبية ليست جاهزة للاستثمار في ليبيا بسبب الظروف الأمنية وحالة الانقسام وعدم الإستقرار لذلك يجب أن يكون هناك بيئة استثمار مناسبة وعدم تدخل الجهات غير الرسمية بالخصوص.
س/ حدثنا عن القطاعات ذات الأولوية الإيطالية المستثمرة فيها في ليبيا ؟
ج/ مجال البنية التحتية مجال مهم جداً ومشروع إعادة تأهيل مطار طرابلس هو جزء من هذا المجال بالإضافة لمشروعات أخرى كبناء الطريق الساحلي من كل سواحل ليبيا وأخرى تتعلق بالمطارات الليبية خاصة في ظل وجود رغبة في تفعيل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين إيطاليا وليبيا.
س/ فيما يخص بند دفع التعويضات أو المبالغ التي ستدفع من إيطاليا لليبيا وفق المعاهدة وهناك إلتزام سنوي تجاه إيطاليا على ليبيا هل نتوقع أن يدفع هذا المبلغ سنوياً ؟
ج/ المناقشات جارية بخصوص هذا الموضوع بين الخارجية الليبية والإيطالية ونحن نتمنى أن يكون هناك خطة لمدة طويلة وقصيرة لأنه من المهم إلتزام كل المسؤولين على مستوى الحكومة والقطاع الخاص بإعتباره شريك مهم جداً في بناء علاقة عميقة وعاملة وفعالة.
س/ هل هناك خطط للتعامل والتعاون مع القطاع الخاص في ليبيا ؟
ج/ نحن نفكر في زيارة للمؤسسات المالية الإيطالية ورجال الأعمال وممثلي الشركات المختصة بمجالات أكثر أهمية في ليبيا وفي الوقت القريب لا بد من تحضير هذه المبادرات لذلك تم العمل على المنتدى الاقتصادي الأول بين إيطاليا وليبيا الذي يتطلب ترجمته في مبادرات ملموسة يستفيد منها المواطن الليبي.
س/ موضوع عودة الطيران بين ليبيا وإيطاليا واستئناف شركات الخطوط الجوية الإيطالية وكذلك التسهيلات لمنح التأشيرات لليبيين، هل هناك اي تسهيلات حديثة تخبرنا بها ؟
ج/ في مجال الطيران هناك مبادرة ثنائية لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين إيطاليا وليبيا ونتمنى أن تكون في وقت قريب جداً كتقديم برنامج تأمين مطار معيتقيه – طرابلس حتى تتم تسيير رحلات مباشرة مع اوروبا وممكن حدوث هذه المبادرة في الأيام المقبلة.
أما بشأن برنامج جسر التضامن فهو برنامج مهم لأنه بين إيطاليا ومدن عن طريق وزارة الحكم المحلي وحكومة الوفاق والمدن المختلفة الموجودة تجاه الهجرة حيث تم تسليم الكثير من المعدات كدليل على الصداقة بين الشعبين الليبي والإيطالي وتضامن أمام تأثير الهجرة غير الشرعية.
س/ عندما نتحدث عن التسهيلات التي تتعلق بالطلبة وابتعاثهم للخارج ضمن المعاهدة حدثنا أكثر عن هذا الموضوع إن كان هناك برامج قريبة أو حالية للطلبة الليبيين في إيطاليا ؟
ج/بالتأكيد إيطاليا تمنح منح دراسية وبدأت هذه السنة ببرنامج جديد للطلاب الليبيين حيث تم إرسال فريقين من الطلاب الليبيين لدراسة اللغة الإيطالية وسيكون هناك منح دراسية في العام المقبل مخصصة للطلاب الليبيين.
إيطاليا تتطلع لتوسيع مجال التعاون الثقافي لأن الثقافة هي جزء مهم جداُ للتعاون بين إيطاليا وليبيا أن شخصياً قمت بزيارات مواقع رمزية للثروة الليبية كمدينة شحات ولاحظت الكثير من الاهتمام لاستمرار البعثات الأثرية.
س/ ما هي التسهيلات المتعلقة بالتأشيرة وأنتم السفارة الوحيدة التي تعمل في طرابلس وطبرق وتمنح تأشيرات لليبيين ؟
ج/ إيطاليا ما زالت الوحيدة التي تمنح تأشيرات في طرابلس وطبرق الشرقية وكان ذلك إشارة للتقارب بين إيطاليا والشعب الليبي وأردنا ان يكون وجودنا في طرابلس مفيد ونحن نعمل على إسراع عملية منح التأشيرات وتوسيعها.
س/ هل الأمر متعلق بالظروف الأمنية في البلاد أم ظروف أخرى تتحكم في منحكم للفيزا من عدمه ؟
ج/ الظروف الأمنية جزء من القرار لفتح مكاتب جديدة في ما يخص منح التأشيرات وإجمالاً هناك تحسن ملموس في طرابلس بشكل عام الأمر الذي يعد مهم ليتم استئناف الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية الحقيقية.
س/ موضوع الهجرة من المواضيع المهمة للخارجية الإيطالية، ما هي مقاربة إيطاليا الجديدة بخصوص التعامل مع الهجرة غير النظامية ؟
ج/ ملف الهجرة هو ذو أولوية لإيطاليا ولليبيا أيضاً وهناك نتائج ملموسة وإيجابية جداً في الفترة الأخيرة بفضل التعاون المشترك والفعال بين البلدين بشأن بناء قدرات الأجهزة الأمنية المختصة في ليبيا من خلال مساعدة المجتمعات المحلية عن طريق برنامج “جسر التضامن ” وتعاون مراكز الإيواء.
ومن الجدير بالذكر أن حرس السواحل الليبي في عام 2018 تمكن من إنقاذ 10 آلاف شخص.
س/ لماذا تركزون على دعم خفر السواحل وإمدادهم بأسلحة بدلاً من التركيز على مقاربة التنمية والبحث عن اصل المشكلة ومساعدة ليبيا في القبض على المهربين ؟
ج/ هناك اتجاهين في عملنا الاول محاربة المهربين وحرس السواحل والحدود مهم جداً لأن إيطاليا تقود برنامج أوروبي لتأمين الحدود في ليبيا حتى لا تدخل تدفقات الهجرة لها أما الثاني يتمثل بالعمل على مستوى اجتماعي ومساعدة المدن الأكثر تضرراً من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
س/ ما الفرق بين سياسة إيطاليا السنة الماضية مع حكومتها السابقة في موضوع الهجرة والتعامل مع ليبيا والأن التعامل الجديد ؟
ج/ لا يوجد الكثير من الفرق بين الحكومتين فهناك الكثير من الاستمرارية حتى الحكومة السابقة تعاونت مع ليبيا حول بناء قدرات الأجهزة الأمنية الليبية وتقديم دعم اجتماعي و اقتصادي للبلديات الأكثر تضرراً من الهجرة والعمل مع مراكز الإيواء لتحسين أمور المهجرين و كل ذلك تم تأكيده من قبل الحكومة الجديدة.
س/ تجربة تعاملكم مع بلدية صبراتة وهي احد النقاط التي تنشط بها المتاجرة بالبشر كثرت حولها المعلومات حول أنكم تعاملتم وكأنكم تريدون استيعاب بعض تجار البشر حدثنا عن هذه التجربة ؟
ج/ صبراتة جزء من برنامج جسر التضامن والمساعدات الإنسانية وبرنامج لدعم البلديات من الاتحاد الأوروبي أعتقد أنه تم تحسين الأمور في صبراتة بعد التطورات الأخيرة في شهر أكتوبر الماضي كما أن الظروف الأمنية أصبحت أفضل في المدينة.
وأريد أن أشير إلى أن العمل مع البلديات يحدث عن طريق جهات الحكومة المركزية في ليبيا وليست بشكل مباشر وهو تعاون على اتجاهين هو تقديم الدعم الاجتماعي والاقتصادي وفي مجال الخدمات العامة ودعم الشعب والمواطن في هذه البلديات المتضررة من الهجرة.
س/ من التصريحات التي أهتمت بها الصحافة مؤخراً تصريحات “ماتيو سالفيني” بأنه لم يكن هناك أي مهاجرين جدد يدخلون لإيطاليا وبعدها حدث التغير في عدم استقبال السفن، هل يعني عدم قبول إيطاليا بدخول مهجرين جدد حتى نقلهم وابقائهم في ليبيا على شكل نقاط ساخنة ؟
ج/ بالعكس الهجرة لإيطاليا لا بد أن تجري في إطار قانوني وليس عن طريق مهربين وتدفق الهجرة غير الشرعية وبتصريحه كان متأكد وصريح وواضح بأنه يرغب في المزيد من التعاون مع ليبيا لأنها الشريك الأول لإيطاليا في مكافحة الهجرة والإتجار بالبشر.
وفيما يخص موضوع سفن المنظمات غير الحكومية هناك تطابق في وجهات النظر مع ليبيا لأننا نعتقد أنه في منطقة البحث والإنقاذ الليبية المعترف فيها دولياُ يجب أن يتم التنسيق من قبل الجهات الليبية المختصة وفرض هيبة الدولة الليبية.
س/ هل لازالت العلاقات التاريخية الليبية متأثرة بالماضي الاستعماري بين إيطاليا وليبيا أم أن الصداقة استطاعت أن تحل بين البلدين وكيف يمكن أن نلمسها اكثر بين البلدين في هذه الفترة ؟
ج/ أعتقد أن هذه العلاقات ليست فقط تاريخية بل هي علاقات مميزة وأنا ألاحظ تماماً لدى كل الليبيين اهتمام ورغبة كبيرة في تعزيز العلاقات وفي العيش بمستقبل جديد وأفضل فهم يستحقون كل الدعم من المجتمع الدولي ونحن موجودين لمساعدة الليبيين.