نصية : القيادة الجماعية انهكت البلاد وزادت من التدخل الخارجي والصراعات

ليبيا – أكد عضو مجلس النواب عبد السلام نصية على أن البرلمان عمل طيلة الفترة الماضية لإيجاد حل للأزمة السياسية الخانقة التى تمر بها البلاد ، مبيناً بأن هذه الازمة قادت إلى أزمة اقتصادية وازمة اجتماعية كبيرة جداً.

نصية إعتبر في مداخلة هاتفية عبر برنامج نافذة على الوطن الذي يذاع على قناة ليبيا الوطن وتابعته صحيفة المرصد أن أخطر ما تواجهه ليبيا اليوم هو حالة الجمود الراهنة وبقاء الوضع على ما هو عليه من انقسام في وازمة سياسية قاتلة وازمة اقتصادية انهكت الجميع.

وشدد على أن المسار الامثل الذي سار فيه الان البرلمان هو المسار الدستوري لإنهاء هذه المرحلة من خلال دستور دائم للبلاد ينقلها الى مرحلة دائمة للتخلص من المراحل الانتقالية ومن القيادة الجماعية التي انهكت البلاد وسببت لها كل المشاكل وزادت من التدخل الخارجي والصراعات.

وأضاف :” الكل يعلم كيفية الوصول الى هذا الدستور بعد 3 او 4 سنوات وبعد الكثير من المشادات واللغط والكثير من الحديث ثم بعد ذلك دخلنا في ازمة ما بعد تصويت الهيئة التأسيسية على مشروع الدستور والحديث عن قانون الاستفتاء فلم يكن من السهل الوصول الى توافق حوله ولكن في النهاية استطعنا ان نحدث نوع من التوافق على مشروع قانون الاستفتاء ببعض التعديلات وحددنا موعد 30 يوليو الجاري للتصويت على المسودة النهائية لهذا المشروع”.

وبخصوص النصاب القانوني لجلسة التصويت على قانون الاستفتاء وفق اللائحة الداخلية لمجلس النواب قال نصية :” الجلسة يجب ان تكون جلسة رسمية وصحيحة يكون فيها الحظور صحيح وتفتتح الجلسة افتتاح صحيح بنصف الاعضاء +1 ثم بعد ذلك يشرع في التصويت على مشروع الدستور ، ما ورد من نصوص حول هذا الموضوع هو ما موجود في التعديل الدستوري السابع الذي يتحدث عن القوانين التي تتطلب 120 صوت ولكن الحقيقة التعديل السابع تحدث عن قوانين الانتخابات العامة ولم يشر الى قوانين الاستفتاء وبالتالي قانون الاستفتاء ليس من قوانين الانتخابات العامة وبالتالي يكون نصابه نصاب عادي يشترط فيه جلسة صحيحة ثم نصاب النصف +1.

وأضح عضو مجلس النواب أن الصاب الرسمي لعدد النواب بحسب نسبة النصف + 1 هي :” الجلسة تفتتح بعدد نصف الاعضاء +1 ونظراً لأن هناك بعض الاعضاء انتقلوا الى رحمة الله وهناك 2 او 3 أعضاء استقالوا وهناك من لم يعد يأتي مثل فائز السراج وعلي القطراني فأعتقد أن العدد يمكن أن يكون بحدود الـ 90 او 93 نائب لافتتاح الجلسة بنصاب قانوني ثم بعد ذلك يبدأ التصويت على القانون”.

وشدد نصية على ضرورة حضور أكبر عدد من النواب في هذه الجلسة التى وصفها بـ”المهمة” ، مرجعاً ذلك إلى أن هذا قانون استثنائي ويخص كل الليبيين لأنه استحقاق دستوري لا يمكن ان يحدث الا مرة واحدة وبالتالي الحضور الكبير وحضور كل الاعضاء مطلوب جداً ويجب أن يمر بأعلى عدد من الاصوات من النواب حسب قوله .

وأشار إلى أن تصويت عدد كبير من النواب على قانون الاستفتاء سيدل على الرغبة في الانتقال الى المرحة الدائمة ويكشف عن وجود رغبة في وجود دستور بعيداً عن الحساب القانوني والحساب العددي ، مبيناً بأنهم يريدون محطة الدستور لتنهي هذا المسار الدستوري ويترك الامر للشعب اما ان يقول نعم انا اوافق على هذا الدستور او يقول لا انا ارفض هذا الدستور ليتم بعدها تعديله من خلال الهيئة وعرضه مرة اخرى او يتدبر مجلس النواب امر آخر .

وبخصوص تصريحات المبعوث الاممي غسان سلامة في احاطته الاخيرة أمام مجلس الامن قال :” هناك استياء كبير جداً من اعضاء مجلس النواب على تصريحات غسان سلامة الاخيرة لأن فيها تدخل كبير في عمل المجلس وكثير من التجلي خاصةً من شخص يدرك تماماً القضية الليبية ويدرك تماماً التعقيد الموجود في المشهد الليبي بالتأكيد ان هناك جزء رفض والا لما  تأخرنا هذه المدة له سنة مشروع قانون الدستور بالتأكيد أن هناك خلاف في هيئة الدستور لولا هذا لما كانت هناك خلال 4 سنوات ازمة ثقة بين الليبيين لو لم يكن هذا لما اضطرينا ان نعيد عدة محاولات”.

وتابع قائلاً :”  لكن صراحة انا استغرب حتى في الاحاطة الاخيرة التى جاءت بعد مناقشة مجلس النواب لقانون الاستفتاء ووضعها على جدول الاعمال واجتاز اصعب المواد المادة الخامسة والسادسة والسابعة وكان النقاش الذي حدث امس حول المواد الاجرائية ان يخرج امس المبعوث وينتقدنا بدل أن يشجع هذه الخطوة  “.

وأعرب نصية عن استغرابه مما وصفه بـ” استفزاز” سلامة خلال احاطته للنواب ، مبيناً بأنهم يخشون من تعمد ارباك المشهد من قبل المبعوثين الاممين عندما يكون هناك تقارب بين الليبيين وبصيص امل ووجود حل .

وقال :”  اتمنى ان لا يكون غسان سلامة قد تعمد قول هذا الكلام في هذا التوقيت وبهذه النية وما زلنا نظن خيراً به وان الرجل يعمل لصالح القضية الليبية ، وبالتاكيد نحن لا يعنينا كثيراً ما يقوله غسان سلامة نحن كليبيين واعضاء في مجلس النواب ومجلس الدولة يهمنا ان ننهي قضيتنا بأنفسنا واذا لم نجد فرصة لأن نخرج من هذه الازمة يجب ان لا نلتفت الى الوراء ولا نستمع لأي حديث لشخص او لدولة او لجهة ولكن نحاول بقدر الامكان ان نجدد الثقة بيننا وان ننتهج الطريق الذي يمكن ان يوصلنا لحل قضيتنا وفي النهاية لن يشعر بالألم الا نحن الليبيين”.

ووجه نصية رسالة إلى وسائل الاعلام في ختام حديثه مطالباً إياها بالكف عما وصفه بـ” خطاب التحريض والكراهية والانتقاد” داعياً إياهم إلى التوجه معهم نحو الدفع بقانون الاستفتاء لترك الليبيين يستفتون بنعم او لا في جو ديموقراطي ومنطقي لأن أي مسلك آخر سيكون وعراً وسينقص من سيادة البلاد ويفتح الطريق أمام التدخل الخارجي حسب قوله.

 

 

Shares