ليبيا – حاولت المفوضية الأوروبية التخفيف من وطأة تصريحات رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، التي عبر فيها عن رفضه القاطع لمقترح بروكسل بشأن إقامة منصات إنزال للمهاجرين غير الشرعيين على أراضي البلاد وفقاً لوكالة آكي الايطالية.
وأوضحت بروكسل أنها لم تطلع على هذا التصريح، رافضة بطبيعة الحال وصفه بالخبر السيء بالنسبة لها، وأن “الأمر يتعلق بما ستقدمه من مقترحات والعمل كما حالياً مع منظمة الهجرة العالمية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لبلورة أفكار الاتحاد ”، حسب المتحدثة باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي.
وأعلنت ناتاشا برتود، أن المفوضية ستعلن الأسبوع القادم عن مقترحات محددة بشأن منصات الإنزال سواء داخل أراضي الاتحاد أو خارجه، وذلك في متابعة لقرارات القمة الأوروبية التي انعقدت في 28 و29 يونيو الماضي.
وترى دوائر صنع القرار الأوروبية أن كل ما يتم طرحه حالياً هو حلول مؤقتة وأن الحل المستدام لمسألة الهجرة واللجوء يتمثل في إصلاح نظام دبلن، وهي المهمة التي تواجه عثرات كثيرة بسبب تباعد وجهات النظر بين الدول الأعضاء.
وكانت مسألة إقامة منصات انزال قد استقبلت بصورة سلبية من قبل عدد من دول جنوب المتوسط، إذ سبق لتونس أن أعلنت عن رفضها التام للفكرة.
وعبّر السراج الجمعة عن رفضه القطعي إقامة مراكز لفرز المهاجرين في ليبيا كما ترغب دول الاتحاد الأوروبي، وقال في مقابلة صحفية «نحن نرفض تماماً قيام أوروبا رسمياً بوضع مهاجرين غير قانونيين لا ترغب فيهم في بلدنا».
وأضاف في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية نشرتها امس «كذلك، لن نبرم أي صفقات مع الاتحاد الأوروبي للتكفل بمهاجرين غير قانونيين في مقابل المال»، وتابع «أنا مستغرب جدا من أن لا أحد في أوروبا يرغب في استقبال مهاجرين لكن يُطلب منا أن نستقبل مئات آلاف منهم لدينا»
ودعا رئيس الرئاسي أوروبا إلى ممارسة مزيد من الضغط على الدول التي ينطلق منها المهاجرون بدلاً من الضغط على ليبيا التي تشهد نشاطا واسعا لمهربي بشر استفادوا من الفوضى التي أعقبت الإطاحة بالنظام الليبي السابق في 2011 وفقاً للصحيفة .
وكانت دول الاتحاد الأوروبي المنقسمة جدا بشأن استقبال المهاجرين، توافقت في قمة نهاية يونيو على تحري إمكانية إقامة «نقاط إنزال» خارج دول الاتحاد الأوروبي لاستقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط.لكن ملامح المشروع تبقى غير واضحة وتثير الكثير من الأسئلة بشأن مدى تطابقه مع القانون الدولي.
ورفض السراج من جهة أخرى انتقادات منظمة «برواكتيفا اوبن ارمز» الإسبانية غير الحكومية التي قالت إن حرس السواحل الليبيين تخلوا في بداية الأسبوع المنصرم عن امرأتين وطفل صغير في البحر المتوسط. ودافع السراج، عن خفر السواحل الليبي في وجه الانتقادات وقال:
«إنها اتهامات بشعة عارية من الصحة، ورد عليها خفر السواحل من قبل بوضوح. إننا ننقذ يوميا مئات الأفراد قبالة السواحل الليبية»، مضيفا أن بلاده بحاجة إلى مزيد من الدعم التقني والمالي.
قطع للطريق على إلتزامات مؤتمر باريس
وعلى صعيد آخر، حذرت روما باريس من مزيد التدخل في الشأن الداخلي الليبي ومما اعتبرته محاولة توجيه العملية السياسية وفقا لمصالحها حيث هاجم رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، معلنا أن “ماكرون، سيكون مخطئا فيما لو اعتقد أن ليبيا تخصه. فليبيا ليست له ولا لنا، بل هي دولة مستقلة لها علاقة مميزة تاريخيا مع إيطاليا أيضا، ولن نتخلى عنها أبدا”.
وأوضح كونتي أمس الخميس، معارضته تنظيم انتخابات بليبيا في ديسمبر المقبل، مثلما تم الاتفاق عليه بين عدد من أطراف الازمة في ليبيا، في مؤتمر باريس، الذي رعته فرنسا، وأيدت الأمم المتحدة نتائجه فى موقف تؤكد روما من خلاله أنها باتت تغرد خارج سرب المجتمع الدولى الذي أيد الخطة والالتزامات التي قطعتها الاطراف الليبية على نفسها بشأن الانتخابات فى 10 ديسمبر القادم .
وتابع في تصريح نقله التلفزيون الحكومي، “أخبرت الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، خلال قمة مجموعة السبع بكندا في يونيو أن هدفنا ليس تنظيم انتخابات بليبيا في ديسمبر، كما تريد ، ولكن استقرار البلاد”.
واستدرك قائلا “العلاقة مع ماكرون، ممتازة وتتسم بالصداقة، لكن الأخير يسعى للدفاع عن المصالح الفرنسية، بينما واجبي أن أحمي المصالح الإيطالية”.
وفي هذا السياق،وفي خطوة مماثلة لاجتماع باريس وقطعاً للطريق على إلتزامات الاطراف الليبية بمخرجاته التي أيدها المجتمع الدولى ومجلس الامن، كشف كونتي أن إيطاليا ستنظم في الخريف المقبل، مؤتمرا دوليا حول ليبيا، ستحضره جميع الأطراف المعنية بالأزمة الليبية، لا سيما الحكومات الأوروبية، وممثّلين عن الولايات المتحدة، وحكومات إفريقيا المرتبطة بالبحر المتوسط.
وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أن “هدفنا النهائي لا يكمن بتوزيع المهاجرين على مختلف البلدان الأوروبية”، بل “منعهم من دخول أوروبا والخروج من إفريقيا”، أصلا.
وفي مقابلة مطولة مع صحيفة (واشنطن بوست) الجمعة، قال سالفيني “يجب أن نتدخل في أفريقيا، حيث علينا وضع خطة مارشال للقارة، لتحسين ظروف المعيشة في دول المنشأ” بالنسبة للمهاجرين.
وردا على سؤال حول ما إذا كان وصول المهاجرين لا يسهم في نمو الاقتصاد، نظرا لانخفاض عدد المواليد في الدول الأوروبية، أجاب سالفيني أن “الاقتصاد إن شهد نموا، فإن الأسر ستقرر إنجاب المزيد من الأطف
المرصد – متابعات