بيروت – بعد ثلاثة وثلاثين عاما من تقديمها أغنية (غابت شمس الحق) للجنوب اللبناني أثناء معركته مع القوات الإسرائيلية التقت الفنانة جوليا بطرس ليل السبت بجمهور هذه الشمس في أحد أضخم الحفلات الفنية في مدينة صور بجنوب لبنان.
وطال انتظار جوليا بالسنوات والدقائق أيضا حيث أطلت على المسرح بتأخير جاء احتراما لآذان العشاء ولتدفق الجمهور على مسرح ميدان سباق العربات التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني للميلاد على مقربة من قلعة صور.
وبفستانها المزهو بلون شمس وقمر مجتمعين معا وبتصفيق يستعيض عن الغياب افتتحت جوليا حفلها أمام حضور فاق 13 ألف شخص يتقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته رئيسة مهرجانات صور الدولية رنده عاصي بري. وهي من المرات النادرة التي يحضر فيها بري حفلات من هذا النوع.
يذكر أنها قدمت جوليا على مدى ساعتين أغنيات جديدة وقديمة من ألحان شقيقها زياد بطرس بمرافقة الاوركسترا الفلهارمونية الأرمينية وكورس هو الاضخم في تاريخ الحفلات اللبنانية بلغ عدده حولي 170 شخصا، وافتتحت جوليا الحفل بأغنية جديدة عنوانها (راجعة إلكن بعد طول غياب) للدلالة على غيابها عن حفلات الجنوب منذ بداية التسعينات.
وتضمن برنامج الحفل خمس أغنيات جديدة من بينها (بكرا شي نهار) وهي من كلمات فادي الراعي وألحان شقيقها زياد بطرس والتي تصدرت المراكز الأولى على لائحة الاغاني الأكثر رواجا في الإذاعات المحلية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أدت أغنيات من ألبوماتها السابقة من بداياتها حتى اليوم من بينها (شي غريب) و(يوما ما) و(على شو).
وقبل أن تؤدي أغنية (أحبائي) قالت جوليا لجمهورها ”صحيح إننا في ذكرى حرب تموز اليوم، والحرب دائما بشعة فيها مآسي فيها خسائر وشهداء وجرحى وضحايا والحرب مأساة بس (لكن) تموز صار تموز الانتصار .انتصار الجنوب وتموز انتصار كل لبنان شاء من شاء وأبى من أبى“.
وأهدت جوليا هذه الأغنية إلى ”الأبطال الذين رووا أرض الجنوب ولبنان بدمائهم“.
وأغنية (أحبائي) هي خلاصة رسالة كان قد وجهها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إلى مقاتليه في الميدان في حرب يوليو تموز عام 2006 مع إسرائيل. وقد أعاد تنسيقها الشاعر اللبناني غسان مطر.
وخلال الحفل كانت جوليا تتوقف عن الغناء طوعا وتترك المهمة للجمهور الذي رافق الموسيقى بشكل منتظم واستكمل الغناء والتمايل على ضوء الشموع والهواتف النقالة.
وشرحت جوليا لجمهورها على المسرح ظروف بروز أغنية (غابت شمس الحق) وقالت انه في عام 1985 نفذ ”العدو الاسرائيلي مجزرة في بلدة الزرارية في جنوب لبنان وفي هذا الوقت كنت أنا وأخي زياد في عمر صغير هو 16 وأنا 15 عاما وزعلنا كتير وحبينا نعبر عن رفضنا وغضبنا لكل يلي عم بصير فكتب الشاعر نبيل أبو عبدو كلمات أغنية غابت شمس الحق لأنه كان يؤمن بقدرات زياد على التلحين رغم صغر سنه“.
ووجهت جوليا التحية الى الشاعر أبو عبدو الذي كان حاضرا في الصفوف الأمامية وغنت من كلماته في الحفل (أنا بتنفس حرية لا تقطع عني الهوا) و(نحنا الثورة والغضب) و(يا ثوار الأرض) وغيرها من الأغنيات، ومن أغنياتها الجديدة أهدت جوليا أغنية (إلى النصر هيا) للشعبين اللبناني والفلسطيني.
وقالت الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات لرويترز “على خشبة مسرح المدرج الروماني وقفت جوليا ملكة. البحر خلفها وأمامها أمواج بشرية غنت معها بالحناجر والدموع”.
المصدر رويترز