ليبيا – أكد مندوب ليبيا السابق في الامم المتحدة إبراهيم الدباشي على أن الاستفتاء على الدستور في هذه المرحلة سيؤجل إنتقال السلطة إلى مسؤولين جدد حوالي سنة كاملة ، مبيناً بأن هناك شريحة كبيرة في البلاد ترغب في سرعة حل الازمة عن طريق الذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية نهاية العام الجاري .
الدباشي أوضح في مداخلة هاتفية عبر برنامج أكثر الذي أذيع على قناة ليبيا الاحد بأن الحال التي عليها الليبيين في الوقت الحالي لا تسمح بتأخير الحل ، مشيراً إلى ان مسودة الدستور معيبة ولا تشرف الليبيين اطلاقاً من حيث الصياغة ومن حيث المضمون .
وكشف الدباشي على أن الهيئة التأسيسية لم تستعن بالخبراء في اعداد المسودة ولم تتواصل بشأنها مع الجمهور ولم يطرحوا مشاريعهم للنقاش ، مبيناً بأن الآلية تمت بها صياغة المشروع لم تحدث في أي دولة في العالم خاصةً وان المشروع للاسف صيغ في وقت البلد فيه غير مستقر ولم ينزع منه السلاح.
وشدد الدباشي على ضرورة الذهاب إلى نفس الخيار الذي تم إتخاذه في الانتخابات السابقة والمتمثل في تعديل الاعلان الدستوري ، مطالباً ببناء الانتخابات المقبلة على أساس الاعلان الدستوري وبعد ذلك يتم النظر بشكل مستفيض في مسودة الدستور الحالية بعد استقرار الدولة.
وبشأن رد فعل المناوئين لتنظيم الاخوان الذين يرفضون اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قال :” ربما هناك الكثير منهم كما هو الحال بالنسبة للسيد خالد المشري لم يقرأوا الدستور اطلاقاً وبما ان الاستفتاء على الدستور يخدم مصالحهم بحكم انهم اعضاء في مجلس النواب أو أعضاء في السلطة التنفيذية أو موجودين في مراكز هامة فطبعاً الاستفتاء على الدستور يعطيهم فرصة للاستمرار لمدة سنة اخرى ومن ثم لماذا يذهبون الى الانتخابات مباشرة عن طريق تعديل الاعلان الدستوري والذهاب الى الانتخابات وبالتالي يفسدون السلطة مع نهاية هذه السنة مصالحهم الشخصية تفرض عليهم أن يؤيدوا الاستفتاء لأنه يزيد مدتهم في السلطة”.
وبشأن مطالبة بعض المواطنين بالاستفتاء على الدستور وهم من غير الاسلاميين أكد الدباشي بأن هؤلاء لا يدركون المشاكل الموجودة في الدستور وربما يعتقدون ان الاستفتاء على الدستور سيخرجهم من المشاكل ، مبيناً بأن الليبيين يريدون الخروج من المشاكل والمعاناة وهذه المأساة بأي شكل من الاشكال ، مضيفاً :” انا شخصيا لو كنت مقتنعاً ان هذا المشروع سيخرجنا من المشاكل سنؤيده ولكن في نصوص هذه المسودة ما يكفي من المشاكل التي ستزيد حجم المشاكل الحالية وخاصةً وانه سيترك لنا هؤلاء الذين يتصدرون المشهد السياسي في الوقت الحالي سنة اخرى.
وقال الدباشي بأن الشعب الليبي لن يستطيع تحمل وجود الشخصيات السياسية الموجودة حالياً التي للأسف تعبث بمصير الدولة وتعبث بحياة الليبيين لمدة سنة اخرى .
وتابع قائلاً :” هذه المسودة التي ستطرح على الاستفتاء ستكون كارثة عليهم وكارثة على ليبيا في المستقبل وانه ليس الوقت المناسب لليبيين ان يعتمدوه في هذه الظروف وان الدولة ما زالت قائمة ويمكن ان تعتمد دستور بعد 5 سنوات او بعد 10 سنوات عندما تستقر الاوضاع وعندما تكون هناك قوة وتكون هناك حكومة فاعلة ورشيدة اما الان اعتقد انه من العبث ان نتحدث عن مشروع دستور حقيقي يكون في صالح الليبيين”.
وكشف الدباشي على أن جماعة الاخوان المسلمين ومن يريد البقاء في السلطة لديه دائماً فرص كثيرة يقولون لإيطاليا وبريطانيا وبعض الدول الكبرى بأنه في حالة اجراء انتخابات ستكون هناك حرب اهلية ، مؤكداً استخدامهم فزاعة الحرب الاعلية لأيجاد دول كبرى تدعمهم للبقاء في السلطة الى ابعد حد .
واقترح مندوب ليبيا السابق في الامم المتحدة بجعل الاعلان الدستوري أساساً للعملية الانتخابية المقبلة وأخذ بالاعتبار مقترحات لجنة فبراير وقرار مجلس النواب الخاص بأختصاصات الرئيس والاتجاه مباشرةً إلى الأنتخابات ، متمنياً أن ينتخب الشعب أشخاصاً مختلفون عن الفئة التي تجكم اليوم.
وبخصوص وضع الهيئة التأسيسية والجدل حولها بشأن إنتهاء مدتها المحددة قانوناً قال :” هيئة صياغة الدستور استمرت ضعف المدة المقررة لها قانوناً وبالنهاية جاءت بمشروع معيب والحقيقة اذا اردنا الذهاب الى المحاكم ونرجع الى القانون فأن هيئة صياغة الدستور قد انتهت مدتها منذ فترة طويلة قبل ان تنتهي من صياغة مشروع الدستور ومن ثم سينهار المشروع ولا يصلح الا لسلة المهملات”.
وبخصوص الموقف الايطالي من اجراء الانتخابات في موعدها بحسب اتفاق باريس قال :” للأسف ايطاليا اظهرت بوضوح خلال الشهور الاخيرة او السنتين الاخيرتين انها منحازة انحياز كامل الى طرف معين في ليبيا وهو بالتحديد الطرف المسيطر على العاصمة في الوقت الحالي ولديها تعاون وثيق مع عدد من المجموعات المسلحة بما في ذلك مجموعات متطرفة”.
وكشف الدباشي على امتلاكه اثباتات واسماء لمتطرفين اصيبوا في الحرب ضد الميليشيات في صبراتة وتم نقلهم بطائرات عسكرية الى ايطاليا للعلاج وعولجوا وهم متطرفون كانوا يهددون رجال الامن بالذبح على غرار مقاتلي داعش ، معرباً عن أسفه من موقف الحكومة الايطالية الراغبة في إدارة الملف الليبي .
وتابع قائلاً :” ايطاليا على مر تاريخها لم تكن لها دبلوماسية فعالة وهي في كثير من الحالات تعتمد على دبلوماسية الدول الاخرى وفي الغالب الدبلوماسية الامريكية او البريطانية وفي السنتين الاخيرتين هي مرتمية ارتماءً كاملاً في احضان الدبلوماسية البريطانية وهذه الدبلوماسية تقوم على استمرار الفوضى في ليبيا وعدم خروج البلد من المشاكل التي تعانيها وهو ما تبنته ايطاليا من خلال دعمها للمليشيات المختلفة”.
وأوضح الدباشي بأن فرنسا تدخلت لحل الازمة الليبية بحكم أن الازمة في ليبيا سببت ضرراً لمصالحها في افريقيا بسبب استمرار الفوضى ، مبيناً أن إيطاليا شعرت ان هذا الموقف ضد المصالح الايطالية ومن ثم بدأت تتخذ اجراءات وتصعد من مواقفها ضد فرنسا وضد الحلول المجمعة في ليبيا.
وأشار الدباشي إلى أنه رغم دعم مجلس الامن لنتائج اتفاق باريس ، ايطاليا وحلفاؤها في ليبيا عملوا المستحيل من اجل ان لا يتم الاتفاق على الاساس الدستوري لأنتخابات هذه السنة ، مضيفً :” ايطاليا بحكم انها تدعم من هم في العاصمة وتدعم المليشيات من المؤكد انها ستجد الطريقة لأجهاض نتائج باريس وخاصةً ان بريطانيا التي تتولى الملف الليبي في مجلس الامن على وفاق تام مع ايطاليا”.
وبشأن التحجج بالوضع الامني لعدم اجراء الانتخابات قال :” لدينا تجربتنا في انتخابات 2014 الوضع لم يكن يختلف كثيراً عن الوضع الان وربما الوضع الحالي قد يكون افضل بأعتبار المنطقة الشرقية بالكامل لم تعد فيها مليشيات وان هناك جيش يسيطر وهو قوة واحدة من اجل ان تؤمن اجراء الاستفتاء واجراء الانتخابات بينما في 2014 كانت هناك اعداد كبيرة من المسلحين في الشرق والغرب والجنوب وفي كل مكان ومع هذا تم الاتفاق على احترام الناخبين واحترام صناديق الاقتراع وجرت الانتخابات في جو امن وشهد العالم كله ان الانتخابات كانت نزيهة ومن ثم لا اعتقد اننا يمكن ان نكون اقل حظاً في هذه السنة ولا نتمكن من اجراء الاستفتاء والانتخابات اعتقد انه من البيئة ممكن الاتفاق عليها ومن الممكن ان يجرى الاستفتاء وتجرى الانتخابات “.