تقرير | هل ستصل أضاحي الـ SMS إلى مستحقيها فى وقتها المحدد وماهي المخاوف المثارة حولها ؟

ليبيا – أثار تخصيص حكومة الوفاق لرقم رسائل نصية قصيرة لحجز الأضاحي المستوردة من خلاها ردات فعل متباينة بين معارض ومؤيد بل وحتى متهكم على هذه الفكرة المستحدثة للمرة الاولى فى تاريخ ليبيا  .
وكانت حكومة الوفاق قد أعلنت نهاية الاسبوع الماضي فتح باب شراء الاضاحي بواسطة الرقم الوطني على ان يتم إرساله فى رسالة نية قصيرة عبر الهاتف المحمول تتضمن رقم البلدية والشركة المستوردة وقد خصصت لذلك مبلغ وقدره 125 مليون دولار أمريكي خصماً من الموازنة الإستيرادية .
هل سيصل خروف الـ SMS قبل العيد ؟ 
كما حدث فى شهر رمضان الماضي وعجز الحكومة عن توريد السلع الاساسية فى وقتها المطلوب ، وبينما تبادر الدول الاسلامية إلى حجز أضاحيها قبل عيد الأضحى بشهرين على الاقل فأن العكس قد حدث فيما يبدوا مع حكومة الوفاق فيما يتعلق بتوريد أضاحي الأضحى .

يؤكد الإعلامي المتخصص فى الشأن الاقتصادي أحمد السنوسي بأن أي إعتماد مستندي لم يفتح حتى اليوم للشركات لشراء الأضاحيفيما تبقى على موعد عيد الاضحى 23 يوماً على حساب أن 21 أغسطس القادم هو موعد يوم الوقوف بصعيد عرفات .

يضيف السنوسي بأنه حتى وإن إستطاعت هذه الشركات شراء الاضاحي فلن يصل خروف العيد الى الموانيء الليبية قبل العيد وإنما سيصل بعده فى الوقت الذي ينص فيه القانون على ضرورة إجراء  “الحجر الصحي” وهو أن توضع الاغنام في حضائر لمدة شهر كامل قبل بيعها لكي يتم التأكد أنها ليست مريضة، وهذا الذي لن يحدث في أي حال من الأحوال .

مستقبل المواشي المحلية 

 

من جهتهم يشتكي مربي المواشي المحلية من الحكومة ويتهمونها بأنها تستخسر دفع الدولار لهم لكي يتمكنوا من توفير ما يستلزم لتربية ماشيتهم ومن ثم بيعها بسعر مناسب للمستهلك ، لكنها تفعل ذلك مع الشركات الاسبانية والرومانية  .

يؤكد المربون بدورهم أن ” خراف الـ SMS ”  المستوردة لن تصل إلا بعد العيد كما أنهم يعتبرون الإهمال الذي يتعرضون له مع دفع الأموال للشركات الأجنبية وصفة مختصرة للقضاء عليهم ومن ثم القضاء على الثروة الحيوانية الليبية وإستبدالها بأخرى .

وجهة نظر أخرى
من جهتهم ، يعتبر مدراء ومُلاك الشركات المحلية المتقدمة بطلبات الحصول على الاعتمادات المستندية لإستيراد الأضاحي هذا القرار لصالح المواطن .
ويقول هؤلاء بأن سعر الخروف المحلي فى إرتفاع مستمر بسبب عوامل معروفة منها إرتفاع أسعار الأعلاف وزيادة كلفة التربية بما فى ذلك إضطرار العديد من المربين الى شراء مولدات كهربائية باهظة الثمن نظير الحصول على تيار كهربائي يغطي حاجة حظائرهم من المياه والإنارة يضاف الى كل ذلك كلفة العقارات والخدمات البيطرية .
مخاوف من الفساد

وبينما إرتبط إسم ” الإعتمادات المستندية ” المعتمدة من قبل مصرف ليبيا المركزي ووزارة الإقتصاد فى طرابلس بالفساد وتهريب العملة وفقاً لتقارير ديوان المحاسبة ، يتسائل بعض الخبراء عن مدى مطابقة الخراف المستوردة للمواصفات الليبية أولاً وعن خضوع الشركات التي تحصلت على عقود للإستيراد بعشرات الملايين من الدولارات للقوانين ومعايير النزاهة المطلوبة .

وتحصلت عشرات الشركات على موافقات ستقوم بموجبها باستيراد الاضاحي من الخارج وتقول بأنها ستنظم العملية وفق الجداول الزمنية المحددة وضوابط وزارة الاقتصاد لكن المشككين يعتبرون أن ثمة خلل فى الوزارة ذاتها هو مايثير المخاوف .

مخاوف من وعلى الرقم الوطني

يتطلب حجز الاضحية المستوردة عن طريق الـSMS او من خلال المنظومة على الانترنت ادخال الرقم الوطني الأمر الذي دفع البعض الى التشكيك فى العملية وسط مخاوف من حصول الشركات التجارية وجهات أهلية أخرى أو حتى سياسية على قاعدة بيانات واسعة لأرقام المواطنين قد تستخدم مستقبلاً فى عمليات تلاعب محددة .

كما أن تساؤلات أخرى أثيرت عن سبب إختيار القائمين على مشروع المنظومة للرقم الوطني بدلاً من رقم كتيّب العائلة المقيد باسم رَب الاسرة لأن ذلك يفتح الباب لكل صاحب رقم وطني لشراء خروف بدلاً أن يقتصر الامر على ولي أمر الأسرة .

وعلى سبيل المثال يمكن لاسرة مكونة من 10 أفراد لكل منهم رقم وطني شراء 10 خراف بسعر مدعوم مايعني نفاذ الكميات المخصصة لكل شركة او لكل بلدية ومن ثم إعادة بيعها بسعر أعلى لمن لم يحالفه الحظ فى الحصول على خروف واحد لاسرة كاملة اما فى حالة استخدام رقم كتيب العائلة فأن إحتمال التلاعب لن يكون متاحاً .

ومن هنا الى تنجلي المخاوف ويتضح كيفية سير عملية البيع فى حال وصلت الخراف فى وقتها المحدد ومتابعة الأمر على الارض ورصد ردود فعل المواطنين تبقى إحتمالات المخاوف مطروحة لاسيما مع تعويل آلالاف الأسر محدودة الدخل على هذه الأضاحي .

المرصد – خاص

Shares