ليبيا – أعرب السفير الإيطالي لدى ليبيا ” جوزيبي بيروني ” عن رفض بلاده القاطع لإجراء الإنتخابات فى ليبيا مالم تتوفر ماوصفها بـ ” الظروف الملائمة ” لإجرائها وكذلك توفر القاعدة الدستورية لها ممثلة فى إقرار الدستور بعد الاستفتاء عليه .
وفى مقابلة له مع الاعلامي نبيل أجراها معه أمس الجمعة عبر الاقمار الصناعية من طرابلس من خلال برنامج ” أكثر ” المذاع لعى قناة ليبيا روحها الوطن ، رفض بيروني الاصرار بالتمسك بموعد الإنتخابات وفق المعلن فى إتفاق باريس ألا وهو شهر ديسمبر القادم .
بيروني وعند سؤاله عن سبب موقف إيطاليا المعارض لهذا التوجه على الرغم من مشاركتها لمؤتمر باريس الدولي حول ليبيا والذي إنعقد فى مايو الماضي ، قال ان بلاده تتمسمك فقط بخطة عمل الامم المتحدة وترى ان الانتخابات يجب ان يتم تهيئة الظروف لها قبل ان يستدرك بالقول : ” هذا الأمر من شأن الليبيين وحدهم “.
شاهد أيضا .. بيروني يرفض الكشف عن هوية طائرات تجسس تقلع من بلاده نحو ليبيا
حديث بيروني الذي أثار ردود فعل غاضبة من قبل لفيف من الشخصيات لعل أبرزهم النائب الاول السابق لرئيس المؤتمر الوطني العام د.عزالدين العوامي ، جاء متناقضا حيث أكد السفير فى بداية حديثه بأن الانتخابات لابد وان تكون فى النهاية حلاً للأزمة ثم قال أنها وسيلة وليست غاية ثم قال انهم لا يتمسكون بشخص بعينه فى إشارة منه الى رئيس الرئاسي فائز السراج لكن حديثه فى نهاية الحلقة بعد انفعال كان مختلفاً تماماً .
هذا الاختلاف تمثل أولاً فى رفض بيروني الذي يعكس موقف بلاده الرافض للحل العسكري فى ليبيا عبر تأكيده بأن الحل سياسي فقط ثم قوله بأنهم لا يتمسكون بشخص أو بطرف بعينه ، قبل أن ينسف كل هذا عندما قال بأن ” هناك أطراف تسعى الى الاستيلاء على السلطة عبر التسريع بالإنتخابات وأن هذا الأمر غير مقبول ” .
وهو الأمر الذي أعتبره البعض نظرية غريبة تتنافى مع القيم الغربية تجاه آلية الحكم وإشارة ضمنية لتمسك الإيطاليين بـ ” ديمقراطية الوفاق ” بدلاً من ديمقراطية صندوق الاقتراع بإعتبارها الوسيلة الوحيدة المعترف بها فى العالم للوصول الى الحكم بما فيها فى إيطاليا نفسها التي شهدت إنتخابات منتصف العام الجاري أفرزت من خلالها حكومة جديدة !.
وفى هذا الصدد ختم بيروني قائلاً ” :هناك من يقول أن الانتخابات سوف تحل كل المشاكل وهذا غير صحيح ، نحن لا نريد إنتخابات فى ليبيا بأي ثمن ومهما كلف الأمر ، لا نريد إنتخابات ” . معللاً ذلك بأنها قد تفتح فصلاً جديداً من الصراع إذا لم يتم تهيئة المناخ الملائم لها فى الوقت الذي قال فيه ان الليبيين لا يهتمون الا بمشاكل السيولة وبقية الظروف المعيشية الصعبة .
المرصد – متابعات