ليبيا – رحب المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية المختص بالشأن الأفريقي إتفاق المصالحة الذي تم بالعاصمة الاماراتية أبوظبي بين أريتريا و إثيوبيا برعاية الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الاماراتية .
وقال المركز ان توقيع اتفاق المصالحة أنهى معه حقبة من النزاع المسلح و الإصطراب الدبلوماسي بين الدولتين الجارتين دامت عشرون سنة .
الليبي المستشار عبدالمنعم بوصفيطة رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية المختص بالشأن الإفريقي ، المستشار السابق لرئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح أشاد بالدور الذي قال ان الشيخ محمد بن زايد لعبه للوصول بهذا الإتفاق الي شكله النهائي حتى تم إنجاحه .
وفى حديث لـ المرصد قال بوصفيطة ان الخلاف نشب بين البلدين الشقيقين منذ عشرون عاماً بنشوب حرب على حدودهما سنه 1998 استمرت حتي عام 2000 نتج عنه احتلال اثيوبيا لبعض المدن المتنازع عليها وحدود مدينتي بادمة وتسورونا فيما فشلت إثيوبيا في إكتساب نقطة وصول إلى البحر الأحمر مما تسبب في تشرد الكثيرون .
واشار بوصفيطة الى إتفاقية الجزائر الموقعة بين الطرفين فى ديسمبر سنة 2000 وصدور قرار مجلس الأمن لاحقا رقم (1640) بتاريخ 23/ نوفمبر/ 2005 كما اشار الى الحكم الصادر عن اللجنة الدولية في لاهاي فقد انتهكت أريتريا القانون الدولي وأشعلت فتيل الحرب بغزوها إثيوبيا ، وفي نهاية الحرب سيطرت الاخيرة علي جميع الأراضي المتنازع عليها وتقدمت داخل الاراضي الارتيرية .
كما نوه رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الى ان تلك الفترة شهدت العديد من المناوشات و الاختراقات بين الطرفين أدت فى كل مرة الي صدور قرار ما من جهة ما حيت تأسست لجنة الحدود الارتيرية الإثيوبية من قبل الأمم المتحدة والتي ضمت المنطقة المتنازع عليها إلي أريتريا والتي لم تسلمها إثيوبيا فيما بعد.
وكردة فعل رفضت أريتريا مقابلة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حينها وهو وزير الخارجية الكندي السابق ” لويد أكسورثي وفرضت حظر جوي علي تحليق طائرات بعثة الأمم المتحدة العمودية منذ تاريخ 5/10/2005 دون إبداء أي مبررات لاتخاذ القرار.
يضيف : ” هذا الأمر سبب إستياء كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وطالبوا أريتريا بالتراجع عن قرارها إلا أنها أصرت علي موقفها الرافص بالرجوع عن القرار وفي خطوة أكثر تعقيدآ أصدرت الحكومة الارتيرية وبنفس الفترة قرار بطرد أعضاء بعثة الأمم المتحدة ممن يحملون الجنسيات الأمريكية بالدرجة الأولى والكندية والأوروبية كافه والروسية ايضاً وطالبتهم بمغادرة البلاد خلال فترة أقصاها عشرة أيام فقط ” .
ورغم مناشدات الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عبر بيانه الصادرفي السابع من ديسمبر سنة 2005 والذي أعتبر القرار خطوة غير مقبولة ظلت أرتيريا في موقفها الرافض بالرجوع عن القرار وطالبت إثيوبيا بسحب مواطنيها من كل الأراضي لارتيرية بشكل فوري وبدون أي نقاش.
ويقول بوصفيطة :” إثيوبيا لها علاقة مباشرة بجيبوتي وايضا بالصومال ولها علاقة مباشرة باريتريا وهم جيران ، والبحر الأحمر هو بيت القصيد وجميعهم يمثل منطقة مهمة بالقرن الإفريقي خصوصا أريتريا ذات زدستة وعشرون جزيرة وهذه الجزر استخدمت من قبل كل القوة الخارجية في وقت من الأوقات وقد كانت إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1945 قامت باتفاق حيالها مع الإمبراطور الأثيوبي الملك هايلة سـِلاسي أو حيلي ثلاثي .
حيث وعدت أمريكا بإصدار قرار من الأمم المتحدة ببقاء إثيوبيا وأرتيريا كوحده واحدة وهذا غاية في البساطة بالنسبة لهم،
بالمقابل ان تسمح اثيوبيا بإستخدام مناطقها كقواعد عسكرية تطل علي البحر الأحمر وتشرف علي الحركة البحرية والسياسية والاقتصادية وغيرها وخصوصا أن إثيوبيا ليس لها أي سواحل علي البحر الأحمر فالأمر مهم جدا بإبقاء أرتيريا تابعه لها ” .
كما أشاد عبدالمنعم بوصفيطة بشعوب هده الدول وقال : ” بحكم معرفتي بهم فأن هده الدول غنية جدا بالأبناء الوطنيين والصادقين في حب الوطن والدفاع عنه وعن مصالحه ولا يقبلون أبداً بالمسوامة على أوطانهم اما دولة الإمارات العربية المتحدة فقد لعبت دورا كبيراً وهاماً بإجراءات مراسم توقيع إتفاق الصلح النهائي بين أريتريا وإثيوبيا بأبوظبي ، وهو الأمر الذي نال رضا وقبول معظم القادة الأفارقة ” .
وعن دور المعارضة ووضعها بعد الصلح ، قال بوصفيطة ان الداعم الوحيد للمعارضة الارتيرية هو إثيوبيا اما المعارضة الإثيوبية فموقفها افضل نسبياً الآن حيث الانفتاح بما يمكنها العودة إلي بلادها ، اما المعارضة الارتيرية هي من تواجه مشكلة حقيقية للتطور السياسي بارتيريا كما حدث باثيوبيا لا وجود لصحافة مستقلة وعدم الإعتراف بالمعارضة وعدم قبول الرأي الآخر.
وعبر بوصفيطة عن امانيه فى ان يعم الأمن و السلام كافه الشعوب الإفريقية مقترحاً بأن تكون هناك قوة صناعية عسكرية أفريقية بين مصر وكل الدول الإفريقية نظراً لثقته الكبيرة جدا فى الاخيرة لما تمتلكه من خبرة و قدرة و إمكانات في هذا المجال بدليل تطورها وتقدمها في جميع الأصعدة .
وختم قائلاً : ” أخص الشكر والتقدير والاحترام الخاص لرئيس الوزراء الأثيوبي فخامة أبي أحمد وهو الشخص الذي ليس له مثيل بكافه دول القارة خصوصا في الوقت الراهن لما يتمتع به من خلق طيب كما أتمنى حل كل الخلافات بيننا حتي يتحقق هذا الحلم لأن كل الدول الإفريقية تتمني الازدهار الاقتصادي والمالي والتواصل التجاري بينها بدل الحروب و ما يأتي بسببها من انهيار اقتصادي بالدرجة الأولى وتوابعه وهو ما نشهده اليوم للأسف الشديد فى بلدي ليبيا ” .