مكة – يقضي آلاف الحجاج الذين توافدوا على مكة من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج أوقاتهم في الطواف حول الكعبة، وزيارة الأماكن المهمة في التاريخ الإسلامي.
وعلى رأس الأماكن التي يحرص الحجاج على زيارتها يأتي غار حراء في جبل النور الذي شهد على النزول الأول للوحي على الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.
حيث يقع الغار على قمة جبل النور الوعر الذي يبعد 5 كيلومترات شمال شرقي مكة ولا يتسع الغار سوى لشخص واحد فقط، ويشهد الجبل فجر كل يوم صعود أعداد كبيرة من الحجاج الراغبين في أداء صلاة الفجر بالقرب من المكان الذي نزلت فيه أولى كلمات الوحي.
ينطلق هؤلاء الحجاج في رحلة تسلق صعبة تستمر حوالي ساعة، في مسار لا يتسع سوى لشخص واحد، ويستعين بعضهم على التسلق بعصي يشترونها من الباعة الجائلين في المكان، ويلهج الحجاج بالدعاء طوال رحلة التسلق، ويتفكرون في الأيام الأولى للإسلام.
ولدى وصول الحجاج إلى غار حراء الذي يقع قبل 20 مترا من قمة جبل النور، يؤدون صلاة الشكر في خشوع، حيث أن بعد هذه الرحلة الصعبة المليئة بالتفكر، يعود الحجاج سالكين نفس الطريق الوعر الذي جاؤوا منه.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يقضي أوقاتا طويلة منذ أتم الخامسة والثلاثين من عمره، معتكفا ومتفكرا في غار حراء.
ونزل جبريل عليه السلام بأولى كلمات الوحي على الرسول خلال اعتكافه في غار حراء، وكان أول ما نزل من القرآن الكريم الآيات الخمس الأولى من سورة العلق التي تبدأ بـ “اقرأ”.
المصدر وكالة الأناضول.